10 شهداء في الكفور: “المفكّرة” توثّق عمق المأساة ومدنيّة المكان


2024-08-18    |   

10 شهداء في الكفور: “المفكّرة” توثّق عمق المأساة ومدنيّة المكان
ملابس تعود للطفل الشهيد أحمد وجدت في مكان الغارة

استيقظت روعة (17 عامًا) فجر السبت 17 آب، على صوت قويّ هزّ منزلها المصنوع من تنك: “غبار كثيف ملأ الغرفة، سمعتُ صراخ الجيران، قلت: ‘أمي’، فردّت: ‘أنا وأبوك بخير يا روعة’ فهدأ جزعي لكنّني ظلّيت أبحث عن مكان الضربة”. خرجت روعة من منزلها ولا تزال يدها منشغلة بترتيب حجابها، بدأ الغبار ينقشع، وبانت أمامها الطريق إلى منزل جيرانها وقد فُرشت بالأشلاء. جمدت روعة أمام هيبة المشهد، شاهدت جثامين مقطّعة، ورؤوسًا بلا أجساد، لكنّها عرفت جيرانها من وجوههم المدمّاة: “لم تحملني قدماي، في ضربة واحدة، قتلت إسرائيل كلّ جيراني”، تقول لـ “المفكّرة”. 

قتلت إسرائيل جيران روعة في غارة من طائرة حربيّة إسرائيليّة على مؤسّسة لتجارة الحديد في وادي الكفور، حيث يقطن جيرانها العمّال وأسرهم في مبنى تابع لها، عند قرابة الساعة 1:20 فجرًا. اهتزّت القرية مرّتين، بفارق ثوانٍ فصلت بين الصاروخ الأوّل والثاني. تدفّق الناس من الوادي باتّجاه مصدر الدخان. وكانت روعة لا تزال جامدة مكانها، رائحة الغبار تراجعت، وحلّت رائحة الدم مكانها. وما أن لاحظت الفتاة السوريّة أنّ رائحة الدم هذه، هي رائحة دم أعزّاء على قلبها، انهارت في أرضها باكية. 

لحق المسعفون بالأهالي، وانتشلوا أشلاء 4 شهداء من على الشارع الترابيّ، قبل حتى أن تبدأ عمليّات الإنقاذ. عرفوا أنّ من بين الشهداء أطفال، حينما رأوا أحشاء مغبرّة على الأرض لا يمكن من صغرها أن تعود إلّا لطفل. وتمزّق جثامين الشهداء بهذا الشكل هو أنّهم لم يموتوا بشظايا أو تحت سقف انهار على رؤوسهم، بل لأنّ الصاروخين الإسرائيليّين استهدفا تمامًا غرفهم السكنيّة، وانفجرا بينهم. بعد فحوصات الحمض النووي في مستشفى راغب حرب في النبطيّة، أحصي 10 شهداء جميعهم من السوريّين هم مروة عبد الدائم (28 عامًا) وزوجها ناطور المؤسسة محمد عبد الدائم (32 عامًا) وطفليهما أحمد (5 أعوام) وبدر (عام ونصف). و6 عمّال سوريين شهداء هم مهنّد الحجّي ونزيه الرفاعي ومحمد العدل وجهاد الحسن ومحمد الموسى وابن عمّه عبد الله. ويرقد في العناية الفائقة الجريحان حسن الموسى وحسين الحسين. فيما عولج في طوارئ المستشفى كلّ من الجريح خاتون الحسين والجريحة وفاء الصلع من الجنسية السورية، والجريح سوار الذهب بخيت الذهب من الجنسية السودانيّة.

تعيش الكفور اليوم صدمة الاستهداف الذي خلّف أعلى حصيلة شهداء في استهداف واحد منذ بدء العدوان الإسرائيليّ على لبنان، بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعيّة في قطاع غزّة. ادّعى الجيش الإسرائيليّ في بيان أنّه استهدف مخزنًا للصواريخ، في رواية كذّبها صاحب المنشأة، والجيران السوريّون، وأهالي البلدة، وطبعًا هوية الشهداء، والشواهد التي عاينتها “المفكرة” على الأرض. 

ملابس الرضيع الشهيد بدر وهي ذات الملابس التي يظهر بها في صورته أعلاه

في مسرح الجريمة

في مكان الاستهداف، تركّزت الأضرار في العقار التابع لمؤسّسة طهماز للحديد. في جوار المؤسّسة، معمل حجارة ومسلخ أبقار وبورة لجمع الخردة وفرزها. تقوم المؤسّسة المستهدفة على قطعة من الأرض تقدّر مساحتها بأكثر من 2000 متر مربّع، عليها منشأتان: مستودع حديديّ قائم على ألف متر مربّع، ومبنى باطون من طبقتين مساحته حوالي 250 مترًا مربّعًا. وتظهر الزيارة الميدانيّة بعد ساعات من الغارة تدمير المبنى وتضرّر المستودع بشكل بالغ. وتظهر المنشأتان في صور أقمار صناعيّة تعود إلى 31 آذار 2024، بشكل متطابق مع ما رصدناه خلال الزيارة الميدانيّة، ما يدلّل على عدم حدوث أيّ أعمال تعديل أو تطوير على هاتين المنشأتين في الفترة الأخيرة. وقد كان الوصول للمكان متاحًا عقب الغارة ولم يتم رصد أيّ إجراءات أمنيّة فيه أو حوله. 

الصورة نفسها مقرّبة
صورة جوية مقرّبة تعود لـ31 آذار 2024 للمؤسّسة التجاريّة المستهدفة (المصدر غوغل ارث)

ويعود المعمل إلى حسين موسى طهماز. وتعمل أسرة طهماز في تجارة الحديد الصناعيّ في لبنان منذ 3 عقود، ويعدّ اسم العائلة بمثابة علامة تجاريّة مشهورة في القطاع. ويتركّز دور مؤسّسة حسين طهماز على تخزين الحديد الصناعيّ وتوزيعه. 

وتؤشّر الموجودات في مكان الغارة إلى أنّها كانت تستخدم للتخزين، وليس للتصنيع. في المخزن الحديديّ، يوجد كميّات من الحديد الصناعيّ مستّفة فوق بعضها، ورافعة متضرّرة بشكل بالغ، يؤشّر وجودها إلى أنّها كانت تستخدم لرفع الحديد خلال عمليّات التحميل. وفي المبنى المستهدف، يتبيّن من خلال الزيارة الميدانيّة أنّ القسم الأرضيّ كان يستخدم في تخزين ألواح سقف بلاستيك تستخدم للخيم والمنازل. ولا تزال ألواح البلاستيك على حالها، مستّفة فوق بعضها، ما يؤكّد ما راجعته “المفكّرة” من مشاهد للحظات الأولى للغارة، صوّرها مواطنون خلال عمليّات الإغاثة، وأظهرت عدم اندلاع حريق كبير في المكان عقب الاستهداف، مع تصاعد دخان كثيف جرّاء الغارة فقط. وتظهر آثار الدمار أنّ الغرف السكنيّة كانت في الطابق الأوّل، فوق مستودع ألواح البلاستيك. 

وأكّد الأهالي والعمّال اللبنانيّون والسوريّون في المنطقة، ممن تحدّثت إليهم “المفكّرة”، سماع صوتين فقط، هما صوتا الصاروخين الإسرائيليّين، من دون أي انفجارات أخرى: “سمعت صوت صاروخين وهرعت إلى المكان، لم تحدث انفجارات أخرى، كان صوت صريخ الجيران هو الصوت الوحيد المسموع”، يقول حسين حرقوص. 

ووجدت شاحنة حمراء اللون في المكان، يمكن أن تستخدم لتحميل البضائع. وبحسب شهادة حسين موسى طهماز “فإنّ المنشأة هي مجرّد مؤسّسة تجارية، لا يحدث فيها أيّة عمليّات تصنيع”، ليشير في حديثه لـ “المفكّرة” إلى أنّ “سياراتنا وظيفتها تحميل البضائع إلى المستودع، والانطلاق بها نحو الأسواق لتوزيعها”.

وسبق أن استهدفت إسرائيل منشآت تجاريّة في قرى الشريط الحدوديّ، ومؤخّرًا استهدفت للمرة الأولى منشأة تجاريّة خارج المنطقة الحدوديّة، هي معمل لصنع الحقائب في العباسية عند المدخل الشماليّ لمدينة صور، دمّر في غارة فجر 28 حزيران، وأدّت الغارة أيضًا إلى تضرر معمل لتصنيع الدهانات وعدد من المنازل السكنية، من دون سقوط شهداء. أمّا استهداف أمس السبت، من حيث بعده عن العمليّات العسكريّة على الحدود، وإدخاله للمؤسّسات التجاريّة المدنيّة إلى مروحة الاستهدافات، وبحصيلة 10 شهداء مدنيّين، يشكّل توسّعًا خطيرًا للمعركة يترافق مع غليان إقليميّ، على ضوء التصعيد الإسرائيلي، ومقابل جولات دبلوماسيّة من بيروت إلى الدوحة وبيانات تبريد دوليّة تريد أن تعوّل على نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة.

وادي الكفور: الشواهد على المأساة

تتكثّف الشواهد على المأساة في مكان الاستهداف. أزال عمّال الإغاثة أشلاء الشهداء، لكن بقيت آثارهم. تسير على الطريق الترابيّ المؤدّي إلى مكان الغارة، فتتوزّع ملابس أطفال تناثرت، بعضها يمكن التقدير انّه يعود للطفل أحمد، وأخرى للرضيع بدر. وفي المكان، انتشرت ملابس العمّال الشهداء على الطريق، شاهدة على فقرهم، وحجاب أحمر اللون يرجّح أنّه للشهيدة مروة.   

وتشهد آثار الحطام على ضيق الحال في سكن العمّال، والأثاث الموجود الذي يكاد يقتصر على الفرش. وفي الموقع، تحضر شهادة الشاب هيثم رعد، وهو عامل سوريّ في المؤسّسة المجاورة، يتحدّر من دير الزور: “كنت قبل ساعتين من الضربة في دكّان أبو مازن القريب، وبعث الشهيد أحمد تسجيلًا صوتيًّا يستفسر فيه عن توفّر حفاضات قياس 4 لطفله. وفضّل الشهيد أن يمرّ في اليوم التالي لاستلام الحفاظات، بس ما صبّح الصبح عليه”. يتنهّد هيثم متمتمًا كلمة “سبحان الله”، ولكن الأسى في صوته كبير. 

وأسرة عبد الدائم تتحدّر من حمص، ولجأت إلى لبنان في بداية الأزمة السوريّة. وقضى في الضربة أيضًا شهداء يتحدّرون من درعا: “أولاد عشيرتي، وكانوا في زيارة إلى أسرة عبد الدائم – أو أسرة الحمصي كما جرت العادة أن نناديهم – فكان نصيبهم أن يستشهدوا معًا”، يقول هيثم لـ “المفكّرة”. 

أصيب هيثم بكسر في قدمه جرّاء وقوعه خلال هلعه لإنقاذ الجرحى. أخّره الكسر عن الوصول إلى مكان الغارة، لكنّه حينما وصل: “وجعني قلبي، وما كان في على لساني غير الحمدلله”. يجلس فوق كومة ردم، يخرج هاتفه، ويدعو الناس إلى مشاهدة آخر فيديو للشهداء. نرى 9 من عمّال المؤسّسة مصطفيّن، يؤدّون رقصة الدبكة التراثية: “كلّ من في هذا الفيديو استشهد باستثناء 3 منهم كانوا من الجرحى، لكنّ حالتهم خطيرة”، يؤبّنهم هيثم بهذه الكلمات.

الفيديو الذي يظهر فيه عدد من الشهداء وهم يرقصون الدبكة

قضى العمّال السوريّون هنا لاجئون، غرباء، بعيدون عن وطنهم، كادحون يركضون وراء لقمة العيش. ويضع أهالي القرية استشهادهم في السياق الأوسع للعدوان، والتصعيد الخطير من حيث استهداف المدنيّين، طالما أنّهم لم يعرفوهم بشكل جيّد. لكن هذا لا يعني أنّ الحزن الإنسانيّ أقل، هو حاضر في وجوه من التقيناهم: “فالعدوان لا يميّز بين سوريّ أو لبنانيّ، العدوان علينا جميعًا”، يقول حسين حرقوص، وهو ناطور في معمل الباطون المجاور، تقع حُجرته في مقابل المبنى المستهدف، على بعد 3 أمتار فقط، أنقذ حياته أنّه كان يُجري جولة في الجهة المقابلة لحظة الغارة. 

وفي المكان، يحضر من أهالي الكفور، شبان وفتيان، يتأمّلون موقع الغارة، يقرّون بأنّهم لم يكونوا يعرفون الشهداء. يقلّب بلال قبيسي بين بقايا ثياب الأطفال المبعثرة بحسرة: “يختلط الدم السوري واللبناني والفلسطيني في هذا العدوان، هذه طبيعة العدو المجرمة”.

لافتة ثبّتت في الموقع

بلاط: العزاء الكبير

والعزاء الكبير مقام في قرية بلاط، على مسافة أكثر من 30 كلم، حيث تسكن عائلة الشهيدة مروة، وحيث دفنت هيي وزوجها وطفليها، فيما نقل الشهداء السوريّون الآخرون إلى سوريا ليدفنوا في مقابر عائلاتهم. 

كانت الساعة 4:00 عصر يوم السبت، ولم يمض على المجزرة أكثر من 15 ساعة، حينما وصلت الجثامين إلى منزل عبد الجواد عبد الدائم، والد الشهيدة مروة. كان الحزن مخيّمًا، لكنّ الوالد المفجوع بابنته وأسرتها، حوّل الحزن إلى ما يشبه مناجاة من أجل العدالة، ومن فوق الجثامين الممدّدة، صرخ: “جبناء، جبناء، يستقوون على النساء والأطفال”. وتابع: “مجرمون، مجرمو حرب، لكنّ هؤلاء لا يحاكمون، إنّما يحاكم العرب فقط. هؤلاء مهما ارتكبوا من جرائم، لا يحاكمون”. 

وينكسر صوت الجدّ قليلًا، قبل أن يضيف: “أربعة، بماذا أضرّوهم وهم نيام؟ هل هاجموهم بالبنادق أم الصواريخ أم القنابل؟ إنّهم بارعون في مهاجمة الضعفاء، وبارعون في استهداف الضعفاء”.

تحاذي بلاط المنطقة الحدوديّة، ويمكن رؤية المواقع الإسرائيليّة بسهولة منها. رغم ذلك، يحكي شقيق الشهيدة لـ “المفكرة” أنّ مروة “كان لها خاطر في زيارتنا، لكنّنا نصحناها بالبقاء في الكفور، أكثر أمنًا لها ولأطفالها”. ولم يستوعب الشقيق الصدمة بعد، لكنّ عيونه المحمّرة تخبر المعزّين أنّه قد بكى كثيرًا. وقبل أن يوارى الشهداء الثرى في قبرين اثنين، أحمد مع والده، وبدر مع والدته، كان الشقيق يشدّ على نفسه أمام الناس إلى أن انهال التراب عليهم، بأكفانهم الحمراء، فانهالت دموعه. 

تشبّث للناس بأرضهم: لماذا هذا القتل؟ 

لم يتمّ رصد حركة نزوح من الكفور، لكن الحياة تراجعت إلى داخل البيوت. وفرغت شوارع القرية المختلطة طائفيًّا، والتي تزدهر بالجلسات الجامعة للجيران أمام مصطبات المنازل عصر كل يوم. يؤكّد من التقيناهم من أهالي القرية: “الصمود في الأرض”، لكنهم يشرحون أنّ النزوح عبثيّ: “في ظلّ استهداف إسرائيليّ همجيّ لكنّه انتقائيّ ومبعثر.. قد لا تضرب الكفور مجدّدًا أبدًا، وقد تضرب غدًا أو بعد شهر”، تقول الحاجة إيمان. وتؤشّر في كلماتها إلى تعقيد التصعيد الأخير لجغرافيّة الحرب. 

طبّقت إسرائيل سياسة الأرض المحروقة في قرى المواجهة الحدوديّة، التي كانت تشكّل سابقًا “الحزام الأمنيّ”، وفق التعبير الإسرائيليّ. فقد استهدفت المنازل والمنشآت الحيوية والأراضي الزراعية والمؤسّسات التجاريّة وسط نزوح جماعيّ للسكّان من الأيّام الأولى. 

أمّا استهداف المنشآت المدنيّة بهذا الشكل، ومع هكذا حصيلة، وفي عمق الجنوب، فهو تصعيد جديد، يتعامل معه الناس بحذر، ولكن باستعداد للبقاء: “متشبّثون”، يقول عماد حطيط من أهالي الكفور، شارحًا صعوبة النزوح في ظلّ عدم وجود أفق لنهاية الحرب. لكنّ هيثم، العامل السوريّ، وقريب الشهداء، يحكي عن إجراءات يتّخذها بعض اللاجئين والعاملين السوريّين في المنطقة من أجل إرسال أولادهم إلى سوريا: “كثيرون لا يستطيعون العودة، لكنّهم يفكّرون في إرسال أولادهم إلى عوائلهم هناك. كثيرون يشعرون بالرعب”، يقول في شهادته لـ “المفكّرة”. 

إنّ مشاهد الدمار وملابس الأطفال المتناثرة، وآثار حياة انتهت فجأة، شواهد موجعة على تكلفة العدوان. وانهيار ادعاء الجيش الإسرائيلي باستهداف مستودع للصواريخ تحت وطأة الأدلة التي تكشف عن مؤسسة مدنية، يكشف عن نمط من التكتيكات العدوانية التي تعطي الأولوية للتدمير والإيذاء.

وقد بيّن تحقيق سابق لـ “المفكّرة” كيف تركّز العقيدة العسكريّة الإسرائيليّة على إلحاق الأذى بالمدنيّين، من أجل تحقيق أهداف عسكرية وسياسية، مقابل الفشل في تحقيقها من خلال القتال العسكري أو المفاوضات. رغم ذلك، يقول جدّ الشهداء في بلاط: “نحن أقوياء بإذن الله”، مطالبًا بـ”أن تأخذ لنا المقاومة حقّنا”، ويتابع لـ “المفكّرة”: “أولادي هؤلاء فداء لبنان وفداء العرب كلّهم”. ويظهر هذا التصريح كيف يؤدّي إيغال العدو بالجريمة في تعميق تمسّك الناس بمجابهة العدوان، فيصبح السؤال ليس: “لماذا هذا القتل؟” بل “هل يمكن أن يؤدي عنف الاحتلال إلى نتيجة أخرى غير تعزيز تمسّك الناس بمجابهته؟” 

وعلى الرغم من وضوح الجواب، وبالتجربة، فإنّ العقلية الاستعمارية صاحبة قرار اغتيال العمّال الشهداء، لا تركن إليه، متمسّكة بالمزيد من استهداف المدنيّين. في هذه الأثناء، تجمع روعة ذكريات الشهيدة مروة، تتجوّل في المكان وقد اتّشحت بالسواد، تدلّ على الطريق: “10 استشهدوا هنا”، تذرف دمعتين وتعود إلى غرفتها مع غصّتها، وفي يدها كتاب قصص أطفال انتشلته، ربّما كانت الشهيدة مروة تقرأه لأولادها.  

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، فئات مهمشة ، لبنان ، مقالات ، فلسطين ، جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني