وزير التربية تعالى على المعتصمين ورفض لقاءهم.. التضامن مع جورج زريق: تضامن حول التعليم الرسمي


2019-02-12    |   

وزير التربية تعالى على المعتصمين ورفض لقاءهم.. التضامن مع جورج زريق: تضامن حول التعليم الرسمي

لم تشتعل وسائل التواصل الإجتماعي فقط بخبر إقدام جورج زريق على إحراق نفسه احتجاجا على تمنع مدرسة ابنته منحه إفادة لنقلها إلى مدرسة رسمية، لا بل أمعنت وسائل الإعلام وأحاديث الناس في تناقل الخبر الفاجعة الذي بيّن الحضيض الذي وصلت إليه البلاد الغارقة في فساد السياسيين والمسؤولين المتلهين عن قضايا الناس وأزماتهم.

لكن الإعتصام الذي دعا إليه اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة أمام وزارة التربية يوم الإثنين 11 شباط 2019، تضامناً مع جورج، وتحت عنوان “جورج زريق شهيداً” لم يعكس، لناحية عدد المشاركين، حجم النقمة التي سادت الشارع، ولكنه جاء بمواطنين أخرين رووا قصصهم الشبيهة بقصة جورج مع المدارس الخاصة التي تستنزف الأهالي خلال تعليم أبنائهم، وسط اكتفاء وزارة التربية ومن ورائها الحكومة بالتفرج على مآسي الناس. جورج الذي حاول البعض تصويره بالمريض النفسي والمأزوم لإسقاط المسؤولية عن من تسببوا بما وصل إليه. وهو ما حسمه شقيقاه في الإعتصام مؤكديّن على مشكلته مع مدرسة ابنته، وكل ما حصل معه وتسبب بإحراق نفسه.

ومن أمام وزارة التربية جاء الرد على وزير التربية في الحكومة الجديدة أكرم شهيب الذي كان أكد لوسائل إعلام أن الوزارة “تمنح إفادات للأهالي الذين تمتنع المدارس الخاصة عن إعطائهم أياها”، فأكد كثر أن هذا الأمر ليس بالسهولة التي يتحدث عنها الوزير، وأن هناك مئات الإفادات محجوزة في الوزارة بعدما رفضت مدارس خاصة منحها للأهالي. وزير التربية نفسه لم يتكلف عناء ملاقاة المواطنين الذين بقوا لساعات أمام مكتبه، مكتب وزارة من المفترض أنها موجودة لخدمتهم. واكتفى بالطلب من عائلة جورج أن تصعد لمقابلته ولكن شقيق جورج رد على شهيب بالطلب إليه ملاقاة المعتصمين أمام الوزارة، ومع ذلك  لم يستجب.

ومن أمام الوزارة رفع مواطنون الصوت، وكشفوا عن قصص موجعة موثقة، ليسمعوا المسؤولين بما تفعله المدارس الخاصة وكيف تطرد أبناءهم، أو تمنع الإفادات عنهم وتعطل مستقبلهم. (المحرر)

تحت عنوان “جورج شهيد الأقساط المدرسية” نفذ اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة في لبنان اعتصاماً  بتاريخ 11/2/2019 أمام وزارة التربية والتعليم العالي في بيروت، انتصاراً لجورج زريق المواطن اللبناني الذي أقدم على إضرام النار في جسده أمام مدرسة أولاده بعدما تمنعت إدارة المدرسة عن إعطائه إفادة تخوله نقل ابنته إلى المدرسة الرسمية.

بتاريخ 8/2/2019 استيقظ اللبنانيون على فاجعة وفاة جورج بعد إحراق نفسه أمام مدرسة ابنته، ثانوية سيدة بكفتين الارثوذكسية في الكورة. ومهما كانت الروايات التي أدت بالرجل إلى فعلته فإن أحداً لا يمكنه أن ينكر أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة إلى حد الاختناق هي التي دفعت بجورج إلى أن يؤثر الموت حرقاً على أن يعيش ذليلاً بكرامته.

كالنار في الهشيم انتشرت الحادثة عبر وسائل التواصل الاجتماعية، وفجأةً، تحول جورج زريق الى “أيقونة” والبطل الرمز لكل مواطن لبناني يكافح كي يعيل أسرته في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والغياب التام للدولة. صار بوعزيزي لبنان دون أن تؤدي وفاته إلى تجييش الرأي العام خارج  شاشة الكومبيوتر أو الهاتف المحمول، ودون أن تشعل وفاته ثورة مماثلة لتلك التي أشعلها البوعزيزي في تونس.

الدعوة إلى الاعتصام تمت عبر اتحاد لجان الأهل وعبر مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وعبر صفحة خاصة تحدث خلالها أهال عن معاناتهم مع المدارس الخاصة في ظل إهمال الدولة اللبنانية للمدارس الرسمية  لحساب التعليم الخاص.

ليست حادثة جورج زريق بجديدة على المجتمع اللبناني، إذ بتاريخ 16 تشرين الاول 2015 أقدم الناشط محمد حرز على إحراق نفسه أمام المحكمة العسكرية رفضاً لاعتقال ناشطي الحراك المدني ضد النفايات حينها، ونتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيش فيها. وبعيداً عن النيران الملتهبة، يقبع المواطن فادي رعد منذ أحد عشرة يوماً في ساحة عبد الحميد كرامي (النور) حيث ينصب خيمة بعدما خاط فمه وأقفله، رفضاً للأوضاع المعيشية الصعبة، ولكن أحداً لم يكترث به أو يتأثر بحالته.

“لو كنت أعرف جورج زريق قبل الحادثة وسألني عن رأيي لنصحته ألاّ يفعل ذلك، فلا شيء في هذا العالم يستحق أن نحرق أنفسنا من أجله”، بهذه الكلمات يختصر محمد حرز تجربته التي أرخت بآثارها على بعض أنحاء جسده النحيل، معرباً عن أسفه  لما أصاب جورج وعائلته.

وخلال الإعتصام حضر شقيقيا جورج شكري ويوسف زريق، وتحدثا عبر وسائل الإعلام بعد أيام من التمنع الصارم. وأكد  شكري ً أن شقيقه “لم يكن يعاني من أي حالة نفسية” ولا “سكران”، وإنما كان يعاني من “ممارسة الضغط عليه من قبل المدرسة ومن الاستفزاز، الأمر الذي أدى به لإحراق نفسه”.

وحمّل زريق مدير المدرسة مسؤولية ما جرى مع شقيقه، معتبراً أنه كان عليه “أن يتصل بالقوى الامنية  لإيقافه وردعه”، مطالباً بإقالته. وختم قائلاً:”نحن نتمنى ألاّ يكون هناك جورج زريق  آخر، وأن نكون نحن قد دفعنا الثمن عن باقي اللبنانيين. كما نأمل من الحكومة المقبلة أن تقوم بإصلاحات فهناك تجار داخل بعض المدارس وهم غير مؤهلين لتعليم الطلاب بالورقة والقلم. شقيقي مات بأرخص ثمن ورقة وقلم، ولكن مات من أجل أطفال لبنان”.

أما شقيقه يوسف فتوجه بالشكر إلى كل من وقف مع العائلة في مصابها وقدم مساعدات لأطفال جورج وقال:”القصة ليست قصة مساعدات وإنما قصة أجيال يعاني أهلهم القهر من أجل تعليمهم. نحن نقول أن المدارس دولة ضمن الدولة، وكل واحدة منها تقوم بإذلال الناس واحتقارهم”. وبسؤاله عن مصير ابنة جورج بعد الحادثة أكد “انه من المستحيل ان تتابع الطفلة سنتها المدرسية في مدرستها”.

كلام المسؤول شيء والواقع شيء آخر

عند حصول الفاجعة والحديث عن منع الإفادة المدرسية، صرح وزير التربية والتعليم العالي إلى جريدة الشرق الأوسط بأن”وزارة التربية سهلت أمور الطلبة العاجزين عن تأمين إفادات من مدارسهم بتأمينها من سجلات الوزارة”.  لكن ما يقوله الوزير شيء وشهادات الأهالي الذين اعتصموا أمام الوزارة شيء آخر.

وأكدت  الدكتورة جوزيفين زغيب “أن الوزارة تدعي أنها تمنح الافادات للاهالي ولكنها تفعل ذلك بعد تقديم أكثر من طلب. كما أن شخص مكتئب مثل جورج ويعاني من ظروف اقتصادية خانقة يعجز فيها عن تأمين قسط أولاده سيكون بطبيعة الحال عاجزاً عن التفكير بأن بإمكانه أن ينزل من منطقة الكورة إلى بيروت ليحصل على إفادة لابنته”. ورأت أن”هناك مسؤولية تقع على عاتق وزارة التربية ويجب أن تتحمل مسؤولياتها فهي ليست شريك للقطاع الخاص على القطاع العام”.

تبلغ ابنة فاديا حسن 12 عاماً من العمر، هي تجلس في البيت من دون مدرسة منذ نحو السنة. وعن ذلك تقول :”إذا قدرتي تجيبيلي إفادة مدرسية هلق بعملك تمثال”. تؤكد فاديا أن” وزارة التربية تحتجز عدداً كبيراً من الإفادات المدرسية للعديد من التلاميذ لمجرد أن المدرسة قد وضعت إشارة عليها”.

تروي فاديا قصة ابنتها فتقول:”كانت ابنتي في مدرسة سانتا ماريا عين الرمانة، فقامت المعلمة بقص شعرها تجادلت مع إدارة المدرسة بسبب ذلك فقامت بطرد ابنتي وأخوتها. اشتكيت على المعلمة في وزارة التربية  من دون نتيجة فالمعلمة “مدعومة”. نقلتها إلى مدرسة خاصة نصف مجانية، فطلبوا مني إفادة مدرسية لكن الإفادة محجوزة، وعليه فإنها لن تتمكن من تقديم شهادة البريفيه. جئت إلى وزارة التربية وتحدثت إلى عماد الأشقر دون نتيجة”.

الموت حرقاً أهون من دموع إبنتي

“أهون عليي أن أحترق بالبنزين من أن أرى دمعة ابنتي لأنها لا تذهب الى المدرسة”. بهذه الكلمات يختصر الناشط فراس بو حاطوم معاناته بعدما قامت مدرسة ابنته بطردها لعجزه عن سداد القسط المدرسي. ويقول:”كانت ابنتي الاولى بمدرستها ولكن عجزت عن سداد القسط فقاموا بطردها. الأن هي في المنزل عندما تهطل الأمطار أقول لها أن المدرسة مغلقة وعندما تكون الشمس مشمسة أقول لها أن اليوم عيد”. سبق أن  تحدث حاطوم الى وزير التربية السابق مروان حمادة “ووعدني خيرا لكن لم يتمكن من فعل شيْ. إبنتي في الرابع إبتدائي هي في المنزل منذ ثلاث اسابيع ولا يمكن أن أنقلها إلى المدرسة الرسمية الآن لأننا أصبحنا في منتصف السنة الدراسية وأحداً لن يقبلها”.

حملات حذرت من انفجار شبيه بما حصل مع جورج

ليست أزمة الأهالي مع المدارس الخاصة جديدة وإنما هي قديمة وقد سبق أن حذرت منها حملة منع زيادة الأقساط المدرسية في المدارس الكاثوليكية. وعليه، يؤكد الناشط غالب الدويهي أن”جورج زريق هو ضحية الفساد الحاصل سواء في المدارس الخاصة والرسمية وهو نتيجة السياسات المتبعة منذ سنوات والتي تحاول تدمير المدارس الرسمية لمصلحة التعليم الخاص وهذا الأمر هو حرقة لجميع الناس”.

وشدد على أن”الفساد موجود ضمن مكاتب مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية التي تقوم بتمرير الموازنات المدرسية دون دراسة ودون النظر لإمكانيات الناس وتعبهم وحقهم، وحتى ان لجان الأهل ترسل باعتراضات على بعض الموازنات ومع ذلك يتم تمريرها هنا في هذه المكاتب. فالاهم هو استمرار المدارس الخاصة التي أصحابها هم فوق القانون  وعلى حساب الاهل و وجعهم”.

وذكر بتحذير الحملة السابق من تفاقم أزمة زيادة الأقساط المدرسية وقال:”نحن من سنة ونصف كنا نحذر من أن الأزمة قاسية على أهلنا، ودعونا الى البحث عن حلول لتطبيقها كما دعونا إلى تطبيق القوانين وفي مقدمتها القانون 515 الذي يعتمد الشفافية، لكن لم نلق سوى التغاضي عن هذا الحق، وهذا القانون لصالح أصحاب المدارس الخاصة”.

ولفت إلى أن”هناك العديد من الاهالي الذين يحترقون كل يوم في لقمة عيشهم والذين يتعرضون كل يوم للإذلال من قبل إدارات المدارس لأنهم يعجزون عن سداد أقساط المدارس في الوقت المناسب”.

وذكّر الناشط في اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة في لبنان قحطان ماضي  بتحذير الإتحاد من مخاطر إقرار “سلسلة الرتب والرواتب من دون دراسة أو تمويل لها أقرت دون حماية الأهل”، وقال:”ضحكوا علينا وقاموا بتشكيل لجنة طوارئ لدراسة الوضع شاركنا فيها كإتحاد لجان الأهل لكن واجهنا العديد من المسائل وقمنا بفضحها كما فضحنا الموازنات وطالبنا بالكشف عليها. الوزير مروان حمادة أطلق خارطة طريق لكن عاد وتراجع عنها بعد فترة”.

أضاف:”نحن لدينا دراسات تفيد بأن عشرة تلاميذ قادرين على فتح صف فأين تذهب باقي الأرباح؟ ومن يغطي هذه المدارس؟ هي مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية التي تقوم بالتغطية والتي تصلها الموازنة مليئة بالاخطاء، ومع ذلك تعتبرها مطابقة للمواصفات.كنا نقول البوعزيزي، الآن لدينا جورج، فهل يريد الوزير أن تتكرر الحوادث”.

وختم قائلاً:”ان تكفل الوزارة بأولاد جورج غير مهم لانهم واحد من اصل 900 ألف طالب. كما مال الدنيا  لن يعوض الأبناء عن والدهم”.

في اللادولة .. مواطنون درجة ثالثة

ومن أبرز المشاركين في الإعتصام كان رئيس حركة مواطنون ومواطنات في دولة الوزير السابق شربل نحاس الذي اعتبر أن”إقدام مواطن على حرق نفسه هي مسألة غير عادية،  أما الأكثر من ذلك فهو السبب في إقدامه على هذا الأمر وهو عدم قدرته على تحمل ذلّ أن يصبح أولاده في المدرسة الرسمية”. وقال:”هناك أشخاص من طيبة قلبهم يظنون أن المطالبة تنفع كأن لدينا وزراء ونواب فيما الحقيقة هي أنه لا يوجد ولا وزراء ولا نواب وانما ستة او سبعة أشخاص أرسلوا ممثلين عنهم من وزير الى نائب إلى ناطور أحراج كأنهم لا يعرفون ماذا فعلوا. والأكثر من ذلك أنهم يبشروننا في مشروع سيدرز. بواضح الكلام ما الذي ينتظرنا الى الامام زيادة في الضرائب وهذا يعني المزيد من الفقر”. وختم قائلاً:”عندما يصل أناس نتيجة اليأس إلى الإنتحار الأجدى ان تكون الإرادة بتنظيم الانتقال الفعلي للسلطة من خلال توزيع عادل للخسائر ينهي أربعين سنة من حكم رؤساء المليشيات وأصحاب الصفقات المالية، وهذا يعني أن يصبح لدينا مواطنون ومواطنات في دولة”.

ورأى النقابي محمد قاسم :”أننا هنا  لنقول لكل المسؤولين انتم مقصرين ومتهمين عندما يصل المواطن الى حد يحرق فيه نفسه لعجزه عن دفع القسط المدرسي، لأنه لو كانت هناك سلطة سياسية فعلية ونظام سياسي يهتم بشعبه لكان أمّن التعليم لجميع اللبنانيين. لكن هم يتركون المدرسة الرسمية يتيمة من كل مقومات الحياة ثم يقولون لنا من يعجز عن دفع أقساط المدارس الخاصة فليتجه الى المدارس الرسمية. كفى يجب أن يتم وضع  موضوع التعليم الرسمي والأقساط المدرسية الخاصة وموازنات المدارس على بساط البحث لأن هناك فضيحة كبيرة في هذا المجال”.

أما الناشط بول اشقر فرأى أن”رقي المجتمعات يقاس من جراء أمرين: وضع المدارس الرسمية ووضع المستشفيات  الرسمية وجورج احترق لأنه لا يوجد مدرسة رسمية ذات مستوى”.

أما الناشطة نعمت بدر الدين فرأت أن”الثورة في لبنان  تحتاج الى أدوات جديدة لأن  النزول الى الشارع بطريقة موسمية لمدة عشرة دقائق ثم العودة الى المنزل لم يعد نافعا وقادر على إحداث التغيير المطلوب”.وأكدت أن”الاعتصام ليس للشحاذة فتعليم أولاد الضحية مجانا لا يعدو عن كونه عملية تخدير،  كفانا قهراً اما ان نعيش مواطنين درجة أولى أو أن نجعلهم يعيشون بالجحيم”.

أما المخرج والناشط لوسيان أبو رجيلي فاعتبر أن:”ما ةوصل اليه جورج هو ما يعيشه اكثرية اللبنانيين الذين يعانون من اليأس والإحباط ولا يعرفون كيف يتحررون منه”، وقال:”لا توجد كلمات تصف ما قام به جورج لكن هي ثورة غضب كبيرة بوجه الظلم والفساد وهي رسالة الى كل الشعب اللبناني  للتحرك”.

وراى المحامي علي برجي الذي يعرف عن نفسه كناشط في مكافحة الفساد “أننا اليوم نواجه الفساد التعليمي الذي يجعل المواطن اللبناني لا يأخذ حقه في مجانية التعليم وإلزامية التعليم”. ودعا”وزارة التربية الى وضع خطة لتطوير المدارس الرسمية ووقف الهدر العام”، كما دعا”المفتشية العامة التربوية أن تلعب دورها الذي لا تقوم به”.

شهادة مواطن ذاق الأمريّن

منذ فترة احتفل سمير طوق ورفاقه بالحكم الصادر عن القاضية رلى صفير بقضية عمال نقابة سبينيس لكن قبل الاحتفال كانت هناك سنوات من الظلم الذي بقي فيها دون عمل وعانى من العوز فيما هو رب أسرة ولديه أطفال يذهبون إلى المدرسة وعن ذلك قال:”لم أفكر يوما في حرق نفسي لأنني كنت أعلم أنني سأواجه صعوبات ومشاكل والإنسان يجب أن تكون لديه قدرة على استيعاب ما قد يتعرض له من صعوبات في الحياة بإرادة حديدية صلبة”. وأعرب طوق عن تضامنه”ليس مع جورج زريق وحسب بل مع كل انسان تتعرض كرامته للإذلال اما بسبب  مؤسسة تعليمية أو تربوية أو تجارية أو خاصة أو دولة”.

لا حياة لمن تنادي

وخلال الاعتصام طلب وزير التربية الجديد أكرم شهيب من عائلة جورج الصعود للتحدث إليه إلا أن شقيقه شكري توجه بالشكر إلى الوزير عبر مكبر الصوت، داعياً إياه إلى ملاقاة الأهالي للاستماع إلى شكاواهم وشجونهم، ولكن الوزير لم يلب النداء. وقد حاولت مجموعة من الشبان تخطي الدرع البشري المكون من عناصر القوى الأمنية والدخول إلى الوزارة فتعرضوا لما تيسر من السباب والشتائم والركل. والشبان هم طارق سرحان، وبلال علوه، ومحمد نصولي الذي أصيب في كتفه، وتم نقله بواسطة سيارة الصليب الأحمر إلى مستشفى رفيق الحريري.

وقد أسفت المنسقة الاعلامية للاتحاد ليال منصور لعدم تجاوب الوزير مع مطالب الأهالي وقالت:”إن كل مواطن ومواطنة يحاولون تعليم أبنائهم بطريقة لائقة هم مشروع جورج زريق الذي ذهب ضحية إهمال الدولة ووزارة التربية التي نطالبها منذ سنوات بتطبيق القوانين وقمع المخالفات. جئنا اليوم انتصارا لجورج لأننا لا نريد ان تذهب دماؤه رخيصة ولنرفع الصوت ونطالب الوزارة بأن تستمع لمطالبنا وتحاول فتح صفحة جديدة وأن ينزل الوزير ويستمع لمطالب الناس لكن للأسف حتى روح جورج لم تهز هذه الطبقة السياسية فيما القوى الأمنية تمنع المواطنين من الدخول الى مرفق عام”.

مقالات ذات صلة:

تبعا لانتحار جورج زريق، نادي قضاة لبنان يمدّ يده لذوي التلاميذ في المدارس

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، الحق في الصحة والتعليم



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني