شهادة “كريم عبد السلام” عن واقعة باب سويقة (4) في الطريق إلى المحكمة: رحلة البحث عن العدالة الضائعة


2020-01-11    |   

شهادة “كريم عبد السلام” عن واقعة باب سويقة (4) في الطريق إلى المحكمة: رحلة البحث عن العدالة الضائعة

تنشر المفكرة الحلقة الثانية من ملحق العدد 16: بعد صمت لعقود ” كريم عبد السلام ” الصندوق الأسود لواقعة باب سويقة يوثق شهادته: حكاية من الماضي برؤية مستقبلية. وبالامكان الاطلاع على الحلقة الأولى والثانية والثالثة من الملحق.

كان التعنيف الفوضوي والجماعي من تقاليد أمن الدولة الراسخة في استقبال زوارها. نُقلت بعد الاستقبال الاستعراضي تحت وابل السب والشتم إلى الطابق الثالث من المبنى. جلست بداية أمام الباحث الأمني الذي فاجأني بقوله “انسَ حكاية باب سويقة. نريد منك أن تقول لنا أين مخبأ سلاح المدينة[1]“. كان واضحاً أنّ تاريخ إيقافي الذي وافق نهاية الشهر التاسع من سنة 1991 بعد صدور الأحكام النهائية في قضية باب سويقة، تزامن مع إعلان النظام عن ضبطه مخازن أسلحة تابعة لحركة النهضة.

أكدت عدم وجود مخزن أسلحة في جهة العاصمة حسب علمي. وذكرت باحثي الذي كان محافظ شرطة[2] شابا يدعى بن عمر أني كنت هارباً ومتخفياً منذ ما يزيد على سبعة أشهر. لم يشفع لي عنده المنطلق وأمر بنقلي إلى غرفة العمليات. كانت غرفة داكنة اللون إضاءتها صفراء خافتة تزعج أكثر مما تنير. يتوسّطها سطل ماء كبير يعلوه رافع معلق في السقف وأدوات أخرى متناثرة. هناك، التقيت لأول مرة “دحروج” و”بوكاسا” و”قتلة” وجلادين آخرين لم تفارقني صورهم وما زال جسدي يحمل آثار ما فعلوه فيه.

كان أول كلامهم ضرباً وركلاً وسبّاً وأمرا بأن أخلع كل ملابسي. بدون مقاومة ورغم الإحراج، تعرّيت تماماً. علّقوني من السقف. كنت من نصيب دحروج الذي ضربني بقضيب حديدي مغلف ببقايا غطاء صوفي. وكان – وتلك عادته معي طيلة فترة عمله عليّ – كلّما هوى عليّ ضرباً يحثّني على عدم الاعتراف قائلاً “الثبات كريم، الثبات وموعدك الجنة”. وكانت كل ضربة تكفي لوحدها لأن ترجّ كلّ عظامي وتولّد ألماً لا ينسيني إياه إلّا إغراقي في سطل القاذورات الذي في الأسفل.

انتهت أول جلسات التعذيب بالإغماء. وبمجرّد استفاقتي منه، كنت في جلسة استنطاق ثانية، موضوعها مخازن السلاح مجدداً. أنكرت علمي بالموضوع. فأمر الباحث بإعادتي إلى غرفة العمليات لحين عودتي لرشدي. كنت في المرة الثانية على موعد مع ما يصطلح على تسميته “وضع الدجاجة المصلية”. كان جلّادي قاسياً محترفاً في توجيه ضرباته إلى مفاصل الجسم إمعاناً في الإيلام وضماناً لحصّة تعذيب أطول. وكان من غرائبه، أنّه كلّما عذّب يفوق أنينه أنين ضحيته.

فكرت في نهاية يومي الأول ومع بداية ثاني أيامي في تخفيف معاناتي لحين، وفي إعلام أسرتي بكوني موقوفاً لدى أمن الدولة. أكدت للباحث علمي بمخبأ سلاح المدينة. فرح بصيده الثمين والسهل. وسريعاً رافقني وأنا مخفور بعدد كبير من الأمنيين بزيّ مدني على متن مجموعة من السيارات في اتجاه المدينة ممنياً النفس بترقية وشهادة شكر من رأس النظام. حملت الجماعة لمنزل “حبيب السعيدي” جارنا الموقوف في قضية باب سويقة. أشرت لبئر يتوسط الدار مدعياً أنّ السلاح قد أخفي داخله. من دون بحث في البئر وبعد إطلالة قصيرة على داخله، نظر إليّ بن عمر وقال لزملائه “الكلب يتذاكى. يريد أن ينبّه جماعته إلى أنه في ضيافتنا”. حُملت كما لو كنت طائراً إلى مقر أمن الدولة من جديد وكانت جلسات تعذيب وانتقام أكثر شراسة. لا أذكر كم قضيت بعد هذا من أيام في جلسات تعذيب موضوعها مخازن السلاح.

كان المحتجزون لدى أمن الدولة يتوزّعون خارج حصص التعذيب على ما يقارب اثنتي عشرة غرفة احتفاظ تقع جميعها في الطابق السفلي لمقر وزارة الداخلية، وتحديداً تحت بهوها المركزي الذي يسمع منه كل صباح وقع أقدام كبار المسؤولين وسامي الإطارات، الذين يدعي كثير منهم اليوم أنّه لم يكن لهم أيّ علم بما كان يتم هنالك من أعمال تعذيب. كنت في الغرفة الرابعة وهي من الغرف الكبيرة المكتظة. كان كل يوم يرد وافدون جدد إلى غرفتنا. وفي أحد الأيام، بادرنا أحدهم بمجرد دخوله بطلب أن نترحم على شباب باب سويقة الذين تم إعدامهم فجراً.

لم أترحّم ولم أكبّر كغيري، لكنّي صرخت وبكيت بحرقة. بكيت مصطفى الذي أحببت صدقه وثباته. لم أفهم كيف يعدم. لم أستوعب كيف يمكن لمحكمة أن تحكم على شخص أدان دوماً العنف بالإعدام شنقاً. بكيت “فتحي” و”الهادي” اللذين كانا هما أيضاً ينبذان العنف. ندمت ليلتها على هربي وتمنّيت لو أنّي سلمت نفسي للأمن وبحت بكل ما أعرف. ربما لو فعلت ذلك، كنت غيرت من الأمر شيئاً. كان الأخوة يحاولون تهدئتي متناسين جراحهم، قبل أن يفتح الباب وأُنقل إلى الطابق الثالث. في الممر، كان بن عمر في انتظاري وبخشوع غريب، عزّاني بمن أعدموا متمنياً لهم الرحمة والمغفرة. داخل مكتبه، أعرب لي عن تفهمه لردة فعلي. وقال لي “عبد الكريم، إحمد ربي كان ما جيتش فرخ راك معاهم… برى ارتاح توا عيش ولدي[3]“.  وفيما بدا محاولة منه لإدخال الفرحة إلى قلبي قال لي: “حكاية السلاح أنساها من اليوم عندك كان باب سويقة والشعبة”.

لا أعرف كيف حضر بن عمر في ذلك الوقت، ولا كيف علم كوني في حالة هستيريا كرد فعل على تنفيذ أحكام الإعدام. لكن عموماً لم يكن لجلادي أمن الدولة وضباطها توقيت عمل إداري محدد. وكانت جلسات التعذيب والاستنطاق تتم في مختلف الأوقات بذات الوتيرة بدون تمييز بين ليل ونهار أو يوم إجازة ويوم عمل. كان الجلّادون دوماً وفي كل وقت في حالة ثمالة. فيما كان المحافظون حريصين على إبراز أناقة ملابسهم وتعاليهم أمام العراة. وغير بعيد عنهم، كان كل واحد منا نحن المكدّسون في الطابق السفلي يظن كلما سمع وقع أقدام بممر غرف الإيقاف أنه سيكون ضيف جلسة التعذيب، فيخاف ويمعن الإنصات وكان خوفه يستحيل رعباً متى فتح باب غرفته. فلا يغادره الرعب إلّا في حال انتقى الجلاد غيره. قد يسمّي من لم يجرب الألم هذا الارتياح بـ”الأنانية” ولكن أظن أنها غير ذلك وأجد لها أكثر من تبرير.

بعد يوم فقط من علمي بواقعة الإعدام، اكتشفت أن تعزية بن عمر وتعاطفه معي كان لحظة لا تدل على ما يلحقها. عادت جلسات الاستنطاق ومعها جلسات التعذيب وتقنياته. كنت أحاول أن أنكر العلاقة بالتهم التي وجهت لي في ملفَّي القضيتين اللتين باتتا موضوع البحث طلباً للنجاة من العقاب. وكان جزاء كل محاولة إنكار إيلاماً أكبر وإصراراً على اعتراف مفصّل. جدد الجلادون تقنياتهم. ألبسوني سروالاً تقليدياً ووضعواً قطاً حيّاً في الجزء المتدلّي منه ومن ثمة شرعوا في ضرب القط. كان القط كلما تعرّض للضرب يقفز فيخدش ما بين رجليّ وأماكني الحساسة وكنت في كل مرة أصل الموت ألماً وأعود منه. مع الوقت، تعفّنت جراحي وبتّ عاجزاً عن المشي تقريباً. عرضني الجلادون على طبيب يعمل معهم. أكد الطبيب أني قادر على تحمّل جلسات تعذيب أخرى ونصح بالكفّ عن استعمال القط. كنت في هذه الأثناء موضوع بحث يومي من بن عمر الذي كان يذكرني دائماً بكونه من حقق مع كل من تورط في جريمتي. وكان في كثير من الأحيان يعرف من تفاصيل ملفات القضايا أكثر مما أعرف أنا (أسماء الأشخاص، أدوارهم في التنظيم، ما يلبسون وما يحبون وما يكرهون). وكان يصرّ على أن يستمر رغم ذلك في البحث معي، حيث كان يعتبر أيّ اعتراف سهل بمثابة الاستهانة بجهده، يستحق من صدرت عنه عقاباً شديداً.

استمرّت إقامتي لدى أمن الدولة قرابة الشهرين نقلت بعدها “لبوشوشة” أي المعتقل المخصص للمحتجزين الأقل خطورة لمدة شهر. كانت فترة نقاهة الغاية منها التغطية على بعض آثار التعذيب. كانت بوشوشة مكتظة بشكل لا يوصف. كان المحتجزون فيها بالآلاف مكدّسين يعانون الجوع والعطش إضافة إلى تعذيب الاستنطاق في مراكز الأمن والفرق المتخصصة.

علمت هناك أنّ كل تنظيمات الحركة انهارت تحت ضربات النظام وأنّ ما كانت القيادة تعد به من إسقاط للنظام يعقب الضربات التي ستوجه له في إطار “تحرير المبادرة”، كان مجرد أوهام أغلب من صنعوها فرّوا خارج البلاد. شهر كامل من النقاهة لم يكن كافياً لتندمل جراحي وباتت بعده تنبعث من جسدي روائح لا تطاق بفعل تعفّن لحمي. فتمت إعادتي إلى أمن الدولة حيث سُلّمت لي محاضر بحث لم يسمح لي بقراءتها لأوقّعها كما سلّم لي سروال وحذاء رياضي من ملابسي التي كانت بمنزلنا لألبسها يوم أذهب للمحكمة.

كنت أرتدي تباناً مهترئاً بدون ملابس داخلية. وكان مؤلماً جداً نزعه وارتداء سروال جينز بفعل الجراح النازفة. ولكن هيبة القضاء تفرض عليّ وعلى باحثي ذلك. غادرت مقر الفرقة بخطى متعثرة بعدما عجزت عن ارتداء الحذاء الرياضي. وبعدما قبل الضابط المرافق بأن ألبسه كما لو كان خفاً، لم تغلّ يدي. وكان واضحاً أنّي أعجز عن مجرد التفكير في الهرب.

شاهدت يومها لأول مرة بعد ثلاثة أشهر من الإقامة في دهاليز وزارة الداخلية ضوء الشمس واستنشقت الهواء بلا روائح الإيتير[4] ولا الدم المتخثر ولا البول ولا الغائط (الفواضل البشرية). وقفت أنظر إلى السماء الزرقاء بنظرة زائغة بلا معنى أتطلّع إلى الأفق الممتد بلا نهاية إلى أن نكزني رجل ذو بدلة أنيقة سألني بدون مقدمات “هل ستتوب كريم؟”. أجبت من دون تفكير بفعل المفاجأة: “طبعا لا. لو أنكم تركتموني أذهب في حال سبيلي ربما. ولكن وأنا في طريقي إلى السجن، أكيد لا”. لم ينفعل. ضحك بهستيريا وقال: “لو قلت العكس لأرجعتك للأولاد فرحوا بيك، يا فرخ”. كان محدثي ذاك هو عزّ الدين جنيح مدير أمن الدولة أو الرجل المرعب الذي لم يسبق أن رأيته من قبل. قال لي محافظ الشرطة الذي كان شاباً عشرينياً والذي سيرافقني قبل أن تنطلق سيارة الترحيل في اتجاه المحكمة “كريم أنت ماشي باش تتردم كان شاهي حاجة قبل قلي”[5]. طلبت أن نتجوّل قليلاً في شوارع المدينة كما طلبت أن يشتري لي قطعة حلويات من دكان “عم الأمين” أعلى “نهج القصبة”.  كنت في طلبي عاشقاً للمدينة كما حين كنت طفلاً[6].

لم تدم جولتي طويلاً. فقد وصلنا إلى محكمة الاستئناف بتونس. أمسكني عونا أمن من يدي فيما تقدمني قليلاً المحافظ ودخلنا المقر. أمام المصعد قال لي المحافظ بلهجة فيها تحذير وأمر”انتبه كريم، ستقابل السيد الرئيس. هو من طلب ذلك. رد بالك ما تغلطشي راهو يتغشش وغشو صعيب”[7]. صعدنا بسرعة. دخلنا مكتباً كبيراً فخماً بابه مبطّن. كان خلف المكتب شخص لم أتبيّن ملامحه ولم يلفت انتباهي في شكله. إلّا أنه كان يرتدي نظارات سوداء ذكرتني بنظارات بورقيبة. تحادث بودّ مع المحافظ، تبادلا كلمات لم أستطع سماعها. وجّه مباشر إثرها إليّ نظرة صارمة وقال مستهزئاً: “هذا إنت عبد الكريم كان مش أنا نسأل عليك كل يوم ما يجيبوكش”. لم يهتم الرئيس لمظهري ولم يهتم لما كان ظاهراً من تعذيب تعرضت له، وبانت عليه رغبة في أن أخرج سريعاً. حاول المسؤول القضائي – الذي لا أعرف حتى اليوم من هو – في ذلك اللقاء أن يوهمني أنّه صاحب الفضل في إنهاء احتجاز أمن الدولة لي. حشرت بسرعة في غرف الاحتفاظ بالمحكمة من دون أن أوقّع ورقاً أو أطّلع على حكم ومن ثم نقلت إلى سيارة السجون التي حلّت خصيصاً لنقلي.[8] ثوانٍ بعد ذلك، سمعت طرقاً عنيفاً على صندوق السيارة، وسمعت أمي وأختي تصرخان: “كريم أنت هنا، كريم أنت هنا”. فرحت لصوتهما. أجبت نعم. كان حضور أمي كافياً لأشعر بأمان افتقدته منذ أشهر.

  • نشرت هذه الحلقة في الملحق الخاص بالعدد 16 من مجلة المفكرة القانونية | تونس |. لقراءة الملحق اضغطوا على الرابط أدناه:

ملحق العدد 16 من مجلة المفكرة القانونية: حكاية من الماضي برؤية مستقبلية


[1] المدينة العتيقة وسط العاصمة.

[2] رتبة أمنية  من غير الأمنيين الذين يلبسون الزي –  من الجامعيين ومنها تعين عادة القيادات الأمنية.

[3]لو لم تكن “حدثاً” أي “طفلاً” لكانت المحكمة باعتبار ما نسب إليك  من أفعال قضت بإعدامك. يجب عليك أن تحمد الله لنجاتك من هذا المآل.

[4]   محلول يستعمل لتطهير الجراح ولكن الجلاد كان يسكب منه كميات كبيرة على الجراح بما يحوله إلى وسيلة تعذيب.

[5] أنت في طريقك لتدفن بالسجن الذي لن تغادره أبداً.

[6] أثناء تقليبي أوراقي عثرت على نص كتبته لما كنت بالسجن وبعد ما يقارب العشر سنوات منه. في توثيق تلك الرحلة، قلت: “ركبت السيارة في اتجاه باب البحر وساحته الجميلة قهوة دينار قهوة فيلتر وقهوة شطار وكل الذكريات الجميلة أصوات عدويه زحمه يا دنيا زحمه تضج بالمكان يرفرف في جانبها الأيمن علم بريطانيا العظمى مملكة لا تغيب عنها الشمس تذكرنا بتاريخ هذه الساحة وما حيك فيها من دسائس لهذا البلد خلفها فندق لفرنسيس ومقر أقامه السفير الفرنسي يقابلها مكتب الكمسيون أين شكلت هذه اللجنة لمتابعة أموال البلاد المنهوبة من شمه ومصطفى خزندار وبن عياد كم هي رمزية هذه الساحة. كنت أجلس ساعات طويلة إلى آخر الليل أراقب حركتها الهادئة الناعمة على بوابات دروبها المتلوية ألقي النظرة الأخيرة بين نهج القصبة ونهج جامع الزيتونة نهجي الفسق والتقوى كنت أغدو في واحد وأروح في الآخر. نسمة خفيفة تمتد. تمسح كل غبار الذاكرة عن عينايا وتعيد عرض كل الصور المتقطعة هنا وتمسك القلب وتضغط عليه لتعيد الإحساس باللحظة للجسم المتورم ونزيز قيحه من آثار التعذيب.. انحرفنا إلى شارع قرطاج… هذا الشارع  لا يحيا إلّا ليلاً مع خماراته المنتشرة من أوّله إلى آخره حسب ترتيبها الطبقي. بعض الذكريات القليلة التي تحضرني في هذا الشارع ذات يوم في 1987  رفعت صوتي هنا في مسيرة مناهضة للنظام وكفرت بالمجاهد الأكبر وأعلنت عقوقي. كنا نسرع ونجري في كل الاتجاهات ولا نكاد نسمع صدى أصواتنا المرتعشة التي كان يعلوها صوت الرصاص. كان حياً يقطف الحياة قبل اكتشاف الرصاص المطاطي كنت خارج زمان المكان. مررنا سريعاً في اتجاه  باب عليوة وكل ذكريات السفر وتوديع الموتى الذين أحلّ محلهم ولكن بلا جنازة ولا صلاة ولا كفن سوى ما يستر عورتي بلا تبان داخلي كان قد ذاب من كثرة الإقامه…. شارع علي الطراد وربوته الحادة إلى أول شارع 9 افريل بانت الجامعة من بعيد وبعدها دار الحزب وخلفهم منزلنا. مؤكد أمي هناك لا تعلم إني على بعد بضع أمتار. وصلنا المحكمة عرجنا إليها ودخلنا”.

[7]إياك أن تخطئ في حديثك فينفعل الرئيس.

[8]   كان يفترض قانونا أن يطلب مني تسجيل اعتراضي على الحكم الغيابي. وأن  أننقل لكتابة المحكمة لتلقي مطلبي مشافهة و لأمضي على وصل يتضمن رقم اعتراضي و تاريخ جلستي . وكان يفترض  وأنا  أجلب  لمحكمة حاكمتني غيابيا ولم يتضمن ملف قضيتها أي سماع لي   أن يتم في ذات التاريخ  استنطاقي من قاض مقرر و أن تقرر هيئة حكمية لاحقا إن كنت سأترك بحالة سراح  أو أن يتم إيداعي بالسجن .لم يحصل شيء من هذا خرجت من المحكمة كما دخلتها .

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، محاكمة عادلة وتعذيب ، تونس ، مجلة تونس



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني