شكا المسلوخة عن الكورة إداريا : قاتلة أم مقتولة؟


2019-01-31    |   

شكا المسلوخة عن الكورة إداريا : قاتلة أم مقتولة؟

صباحا، وعلى شاطئ شكا، يلفتك مشهد بعض النساء الواقفات على البحر وفي أيادهن صنارات صيد السمك. هذه الصورة الجميلة لسيدات يخرجن من منازلهن البحرية، هي بعض من نوادر قليلة بقيت من شكا القديمة المنبسطة على ساحل الكورة، وإن كانت تتبع إدارياً للبترون.

سلال النساء الجميلات غالباً ما تعود فارغة من السمك الذي ينقرض على الشاطئ القريب من البر. لكنها العادة من جهة، وعلاقتهن بالبحر من جهة ثانية، اللتين تمنعهن عن هجر صيد الصنارة. “اعتبريها جلسة علاج نفسي”، تقول بديعة، السيدة الستينية التي واظبت على البحر منذ كانت في عشرينات عمرها.

عادات نساء شكا، هي من الثوابت “الحلوة” التي يرويها مختار شكا الأسبق رزق رزق ل”المفكرة”.

نحو ثلاثين مترا هي المسافة التي تفصل منزل المختار عن بحر منطقته التي يحب. هناك فتح دكانه. يحب المختار العلاقة اليومية مع الناس “لمن بطلت المخترة قلت ببقى بالدكان”. على مصطبة دكانه المطلة على طريق شكا البحرية القديمة، تجلس المختارة تنقي عروق البقدونس استعدادا لتبولة الغذاء، فيما يأتي صغار الحي يشترون سكاكرهم من المختار من عمر ثلاث وأربع سنوات إلى عشر. ومع اقتراب الظهيرة يحضر عمال أجانب ليحصلوا على علبة تونا أو جبنة ورأس بندورة وبصلة مع رغيفي خبز. العمال يشتغلون، سوريون وبنغلادشيون، في شركة السبع للإسمنت التي لا تبعد سوى قليلا عن دكان المختار.  ويقال أن عديدهم لا يقل عن 250 إلى 300 عامل.

هنا لا شيء يعكر صفو هذه الحياة الهادئة لأهالي شكا الساحلية مع بحرهم سوى ذلك الهيكل الإسمنتي العملاق لشركة الترابة (السبع) التي تتمركز على نحو مئة ألف متر مربع مع منشآتها على ساحل البلدة. من مبناها الأساسي الذي يحوي المطاحن والأفران والمكاتب والهنغارات وغيرها من المنشآت الصناعية مع جبال البتروكوك المخزن في الهواء الطلق، تمد الشركة أذرعا عدة نحو بحر شكا: مخازن كيلنكر ومجار لتصريف نفاياتها الصناعية والأهم مرفأها الخاص وعليه ونوش وآليات حيث تستقبل البواخر ما تستورده من بتروكوك أو مواد أولية لا تجدها في المنطقة، فيما ترحل بأطنان الإسمنت معبأة بأكياسها حيناً و”دكمة” (أي بلا تعبئة في أكياس بل فلت) أحياناً.

من مصطبته، يمد المختار رزق يده في حركة دائرية “كان في 5 أو 6 بيوت في كل سهل شكا. البيت الأول نزل أهله من الكورة، إجا تنين من الغربة معهن مصاري اشتروا هون وهما من آل خرما وآل فرحات، أوائل من سكنوا شكا”. كانت شكا “تخوّف”، يقول. غابة من تين وزيتون ولوز ورمان. “سهل عائم ع بركة مي لا يتجاوز عمقها 30 مترا. وكنا بدنا معاملة ليطلع لنا محل حصيرة ع نبع الجرادة لنقعد مع عيلنا”. وكانت المنازل مسكونة في شكا القديمة التي تقع فوق الطريق الدولية القديمة أيضا بين العاصمة وطرابلس. مع الوقت، توسعت البلدة وهبط ناسها بعضهم وراء البعض نحو البحر، فتشكلت شكا الجديدة البحرية. عمال شركتي الترابة ساهموا ايضاً في الكثافة السكانية على الساحل.

يقول المختار أن الكنيسة الأولى في شكا بناها “الروم. إجا المطران صليبا من عاليه وعمّرها بعدما اهداه أحد أبناء شكا الأرض. وصاروا كلما جابوا عيلة روم يجيبوا قبالها عيلة مارونية”. ويومها، أوصى المطران صليبا رعيته التي كانت تتناقص مقارنة بالموارنة: “إذا ما بقي روم بتعطوا الكنيسة لأهل أنفة”، وهي أرثوذكسية كغالبية. في المقابل، “اجتهد الموارنة ورجعوا عمروا كتير كنائس”.

لم يهب روم شكا كنيستهم لأنفة، جارتهم، حيث يشكلون اليوم 23% من الشكاويين، مقابل 75% موارنة و2% من الطوائف الأخرى وبينهم بعض الشيعة، وفق نائب رئيس بلدية شكا آنطوان شاهين.

مصادر العيش في شكا

كان أهل شكا يعيشون من الزراعة والصيد البحري: “كل يوم تروح 300 صندوقة تين من شكا”، وفق المختار. و”شكاوي يا تين”، نسبة إلى جودة تين شكا ما زالت سارية حتى اليوم. وحده تين شكا انقرض: “اليوم ما بقى في 1% من تين شكا وبعدهم بيعيطوا شكاوي يا تين”، يضيف.

اللوز مات أيضاً في شكا “كان يطلع بالطونات مع العنب كمان” . أما الزيتون فحدث ولا حرج، لم يكن ممكنا العبور في حرج شكا إلى أن “جاءت الشركات”. يقول المختار “الهولسيم عملتها البطركية المارونية مع ناس أجانب. أما ترابة السبع ف :”لبيت ضومط والعسيلي وبلشوا فيها 1953، وقبلها معمل الإترنيت. بدأ الغبار الناتج عن عمل الشركات يأكل المزروعات”، وفق المختار.

يومها أيضاً، لم تكن  يومية الصياد، وفق الصياد أسعد صالح تقل عن تلات إلى 10 ليرات بالحدّ الأدنى، وهو مبلغ لم يكن يحصل عيله أكبر موظف.

يحلل رئيس بلدية كفريا السابق عوني السمروط الوضع: “ورق التين وبري، يعني بيعشش غبرة” وهذا ما قتل التين في شكا ،كفريا٫ لأن الغبار سكّر مسام أوراقه ولا ينزلق عن الورق كما الزيتون”. لذا، وفق السمروط لم تخسر شكا فقط تينها ولوزها وكل الأشجار المثمرة، وخضارها، وكانت من ركائز اقتصادها، بل أيضاً الهري وكفريا وكذلك الكورة مع المقالع التي حفرتها منذ نشأتها ولغاية اليوم”.

المختار رزق، كما كثيرون من أبناء شكا، يتجنبون تحميل الشركات مسؤولية ما حصل معهم، ويجدون مبررات عندما لا يمكنهم تجاهل بعض الوقائع.

يربط أحد أبناء شكا هذه المسايرة للشركات بعدم رغبة كثيرين بفتح معارك مع الشركات القوية والمسيطرة على الأرض، وهو منهم على ما يبدو، كونه طلب عدم ذكر اسمه: “هيدا بده يوظف إبنه، هيدا بياخد حق دوا منهم، هيدا بينال مساعدة لنادي أو جمعية، هيدا بيرتشي ليسكت، وهيدا مفكر إنه الصناعة أهم من صحة الناس، وهيدا يلي مفكر إنه الصناعات بترفع ثمن الأرض والطلب عليها. حتى الصيادين ينالون من الشركات مبلغا سنوياً يوزعونه على بعضهم البعض أو يستعملونه لأمور تهمهم، وهيدا يلي إذا مات له حدا بالسرطان بيقلك فيي أخد شوية مصاري من الشركات، وهكذا. كما أن االبلدية تنال نحو ستة مليارات ليرة لبنانية من الشركات سنويا”، وفق ما يشرح.

المختار، وبعدما يقول أن الزراعة خفت بسبب الشركات، يعود إلى القول “وقتها ما كانوا بيستعملوا آليات حديثة، اليوم ركبوا فلاتر وصار الوضع أفضل لأنهم بيعملوا صيانة كمان، بس بعد ما خسرنا كل زراعاتنا”.

“سقا الله الأيام التي كان ناس شكا والكورة يقولون فيها كمشة شلوش ولا كمشة فلوس”، يتذكر المختار رزق. بعدها باع كثيرون أراضيهم ب”تراب المصاري، اليوم فرقت كتير الأسعار”.

إذن تغيرت كل مقومات اقتصاد شكا مع انهيار الوظيفة المعيشية والإقتصادية التي كانت قائمة عليها من زراعة وصيد بحري يؤول إلى الأفول[1]، كذلك انتهت الملاحات بما كانت تشكله من مصدر رزق للأهالي، فيما تدنت أسعار عقارات شكا لدرجة تعتبر الأدنى في محيطها بسبب الشركات وملوثات الصناعة.

حفرة لكل بيت شكاوي

أرز فدعوس، مختار سابق لشكا. يبدو أرز، الشاب في منتصف الثلاثينات، متحمسا لبلدته كثيرا، كما حال العديد من أهلها، لكنه أكثرهم تطرفاً تجاهها، “نحن كنا أذكيا وما عملنا متل أهل الكورة”، في إشارة منه إلى بيع أهل شكا تراب أراضيهم لشركتي الترابة ، واحتفاظهم بالأرض.

هذا الكلام ينطبق على حدائق وباحات منازل أهل شكا التي تجد في كل منها تقريبا حفرة أمام كل بيت، هو التراب الذي بيع للهولسيم والسبع عبر السمسار بولس شختورة مع بداية الشركات يومها، وفق المختار رزق.

وتعليقاً على شراء الشركات أراضي الأهالي يسأل فدعوس “هل احتلت شركات الترابة شكا وكفرحزير وبدبهون وزكرون؟ هل وضعوا مسدساتهم في رؤوس الناس وأجبروهم على البيع؟ كل من باع باع بإرادته، لذا علينا أن نعمل على تحسين الأوضاع وتطبيق المعايير للوصول إلى صناعة نظيفة. المسؤولية الأهم تقع على عاتق الدولة اللبنانية والتنظيم المدني ووزراء البيئة”.

 يقول فدعوس “نحن بشكا مننبسط لمن يجي وزير البيئة لأنه بيغسلوا الشركات من فوق لتحت وبيرتبوها، وما بدنا نحكي أكتر من هيك”، أجاب فدعوس عن سؤال يتعلق بما يحكى عن رشاوى لوزراء بيئة وآخرين في وزارات أخرى.

يريد أهل شكا، وفق فدعوس من الدولة تطبيق القوانين الجيدة الموجودة وسن أخرى ضرورية لحماية الناس والمنطقة”. ومع ذلك يضيف :”كل معركة الكورة ع الشركات اليوم لأنها رفضت أن تدفع خمس مليارات ليرة لبنانية لإتحاد بلديات الكورة، نحن لن نقبل بنقل الشركات ع الكورة أبداً، ومش رح ياخدوا المصاري يلي عم تطلع لبلديتنا”.  ويضيف “أنا شايف طرقاتي أفضل من كل طرقات لبنان. ما عنا جورة بشكا وما عنا لمبة مطفاية”.

الإترنيت القاتل

 قبل ترابة السبع، أسست شركة “هولدربنك” معمل الإترنيت، (ولهولسيم حصة فيه)، ومعه بدأ الموت بالسرطان في العام 1950 في شكا. القتل بالإترنيت لم ينحصر في شكا فقط، بل طال كل الكورة، وبالدرجة الأولى العمال الذين اشتغلوا فيه. احتاجت الدولة نحو خمسين عاماً لتقفل معمل الإترنيت في شكا في أواخر التسعينات من القرن العشرين، “بس كل بضائع المعمل وهي بالأطنان، ما زالت على أرض شكا وتحديدا إلى يمين الطريق نحو بيروت”.  مع ستوك الإترنيت الباقي في شكا، نادرا ما يخلو منزل من منازلها من لوح اترنيت أو مصطبة مصبوبة بالإترنيت أو قساطل أترنيت وغيرها، وهذه كلها مصدر خطر ومسببات للسرطان”، يؤكد رئيس مجلس إنماء شكا سيمون غطاس. ويشدد على وجوب أن تتخلص الدولة والبلدية من الأترنيت ستوكا وغيره بطريقة بيئية وصحية، و”لكنهم لا يفعلون”.

ولكن السيء في مسألة الإترنيت هو تحويله إلى شماعة من قبل شركات الترابة والمصانع الأخرى الملوثة الذين يسعون جاهدين لإقناع أهالي شكا أن السرطانات المرتفعة في المنطقة سببها الإترنيت. مع العلم، ووفق الإختصاصي في أمراض السرطان الدكتور باسم قبرصي أن “الإترنيت هو وراء مرض سرطان غشاء الرئة فقط، وهذا جزء من السرطانات المنتشرة في المنطقة وليس كلها”.

على الخط نفسه، يؤكد مؤسس هيئة حماية البيئة في الكورة المهندس رفعت سابا ل “المفكرة” أن نسب السرطان في شكا بلغت 26% وفقا لرصد نفذته الهيئة مع رجال الدين في شكا وبلدات الكورة، يشمل أخر ثلاثين عاماً من أيلول 1985 ولغاية 2018.

لا يرى نائب رئيس بلدية شكا أنطوان شاهين أي ضرر من الشركات ومن المعامل والمصانع في بلدته “حتى أنا اشتغلت بمعمل الإترنيت ولم أمرض. ومع ذلك أبلغنا الأهالي أننا مستعدون لمساعدتهم في التخلص من الإترنيت في منازلهم”، يقول. ويشير إلى أن شركتي الترابة وخصوصا السبع تؤمن فرص عمل لكثيرين من أبناء شكا “هلأ صار عنا متعلمين بأخر 35 سنة، بالأول كان الشاب ياخد السرتيفيكا ع 17 سنة ويبلش شغل بشركات الترابة. اليوم صار عنا أطباء ومهندسين ومهن حرة، صرنا نفتش ع اليد العاملة” يؤكد ليشير إلى وجود 140 عامل من شكا في شركة السبع. هذا الرقم لم يؤكده من التقيناهم حيث يشير رئيس مجلس إنماء شكا سيمون غطاس إلى أن نسبة العمال في الشركة تقارب ال 15% من أصل نحو 400 عامل، فيما يقول نقيب الصيادين عصام عتيق أن هناك نحو 50 عاملاً من شكا في شركة السبع.

واللافت أن نائب رئيس بلدية شكا لا يرى أي مخالفات في أي مكان، وكلما سألته عن أمر مخالف في الصناعات يجيب “شو وين مفكرة حالك؟ إنت بلبنان”، مؤكدا أن محطة التكرير تعمل على تصفية كل المياه الآسنة. وماذا عن المخلفات الصناعية؟ “ليس لدينا مخلفات صناعية خطرة”، يجيب.

المسؤولية المجتمعية للشركات

 يرى رئيس مجلس إنماء شكا سيمون غطاس أن شركات الإسمنت تحقق أرباحا عالية. وكذلك المعامل والمؤسسات الصناعية العاملة في شكا، “ولذا يجب على هؤلاء دفع ما يتوجب عليهم من مال من أجل تحسين المنطقة”. يرى غطاس أنه يمكن استثمار إمكانيات شكا بطريقة أفضل “شكا بالإمكانيات يلي عندها لازم تكون أفضل من هيك بكتير”. ينطلق من ستة مليارات تدفعها شركة السبع  من بينها 300 مليون ليرة من هولسيم بالإضافة إلى حصص معامل وشركات أخرى “يمكن صرف هذا المال بطريقة أفضل، والمفروض أن يكون هناك في مساعدات أجتماعية وجمعيات وإحصاءات ودراسات وأبحاث عن وضع شكا بوجود الصناعات، بالإضافة إلى نواد إجتماعية ورياضية واهتمام بالفقراء والمعوقين والمسنين وغيرها أكثر مما هو موجود”. وهو يعبر عن انزعاجه أن يضطر ناد أو جمعية أو حتى مواطن أن يستعطي من شركة السبع الموجودة في شكا، كون الهولسيم موجودة في الهري وكفريا.

ويتمسك غطاس بالصناعة “ولكن النظيفة”، ليعطي نفسه مثلاً ” أنا اعمل بشركة الهولسيم وأعيش حياة كريمة، لقد أثرت الصناعة إيجابياً على حياتنا وسلبا على صحتنا، لذا يجب أن يكون هناك خطة استراتيجية لتنمية المنطقة بطريقة أفضل، وليضعوا خطة متكاملة لتحسين أوضاع شكا، ومن ضمنها التنظيم المدني ونقابة المهندسين اللذين يضعان خطة لتحسين واجهة شكا وشاطئها وتحسين عامل الإستثمار أيضاً”.

أسعار عقارات متدنية

من جهته، يثير فدعوس سعر الأراضي في شكا “هو الأقل بين محيطها، وليس هناك طلب كونها صناعية غير مرغوبة للسكن”. يبلغ سعر متر الأرض 400 دولار، بينما ونسبة لموقع البلدة وجمال شطها وتلالها، يجب أن يكون بألفي دولار”، وفق فدعوس.

بالنسبة له، “شكا افضل من جميع المناطق: نحن بوابة الكورة وممرها إلى لبنان، من عنا تعبر كل عكار وطرابلس نحو بيروت، ما بدنا نهدم منطقتنا، ما بدنا ننهي الصناعة. بدنا نطور، ونحسن”. ويفخر فدعوس أن شركتي إسمنت شكا عمرت “لبنان والكرة الأرضية”، رافضاً “حرق شكا والتقليل من قيمتها “إذا بحترموا حالهن لازم يشيلوا ألأرزة ويحطوا شكا محلها ع العلم”، مؤكداً أن النضال سيستمر لتحسين أوضاع الشركات.

وعليه، يرى أن الأهالي والسكان والمسؤولين بشكا والتجار والصناعيين “عم يهلكوا” ليطوروا: “فرضنا على الشركات فلاتر وتوظيف أولاد الضيعة وما تمرق آلياتهم بالسوق” لافتاً إلى وجود نحو 15% من موظفي السبع من شكا.  ويرد قلة العدد بالتوظيف إلى تغير مهارات وتخصصات أولاد شكا “يعني الطبيب والمحامي وغيرهم من المهن الحرة التخصصية ما فينا نشغلهم شوفيريي أو ميكانيك أو كهربا وهكذا”.  يصف فدعوس نفسه بالرجل “المتفائل، بسكر طريق الشركة لوظف رجل فيها من شكا”، مشيراً إلى أن غالبية المشاكل عم تطلع من حفر المقالع وآليات الشحن والطرقات، وليس من عملية التصنيع”.

المطلوب صناعة نظيفة

ويليام بطرس، وهو مدير في شركة ومسلخ دواجن تملكه عائلته، يقول أن ليس في شكا صناعة وسخة، بل هناك صناعي وسخ “بمعنى يجب أن يلتزم الصناعيون بكل معايير التصنيع النظيف، وبالتالي تنتهي المشاكل”. ويضع الصناعة مع الزراعة والصيد البحري “كلها قطاعات مأزومة وتحتاج إلى عناية الدولة واهتمامها”.

ويحمل بطرس مسؤولية التحسين أيضاً ل”التنظيم المدني” والذي ما زال عشوائياً، “في غياب الضم والفرز، فينا نعمر مطرح ما بدنا لأنه كل شي بينعمل بلبنان بالمسايرات، لم يحصل تطوير جدي وفعلي للزراعة حتى يصير عنا أمن غذائي بعدنا منزرع متل جدودنا، ما قدرنا نصنع زراعتنا، منزرع ليمون ومنشرب أناناس ومنستورد كاتشاب ونحن منزرع بندورة، اللقز مستورد متل 90% من أسماكنا والإجاج من تركيا ومصر والسلمون من النروج مستورد”.

يشرح بطرس كيفية التغيير “نحن كشركة دواجن بيطلع من عنا مصارين وريش يمكن تصنيعها أكل للأسماك وللحيوانات الأليفة وبتصير تؤمن غذاء للإكتفاء الذاتي، لازم نزرع سمك عنا، ونوقف إستيراد الأسماك أو تلقائيا بيخف، وكل بحرنا لازم يصير سياحي، وهذا لا يحصل إلا برؤية متكاملة مع سياسة رسمية”.

يقول بطرس أن سمعة المناطق لا تبنى بين ليلة وضحاها. “هنا يضعون ملامة تدني أسعار عقارات شكا ع الصناعة، بينما تحسن الوضع عما كان لما كنا أطفالا. حينها كان الأهالي يصحون صباحا وقد انتلت شرفاتهم بالأسود من الإنبعاثات “طبعا اليوم أفضل بس بعد في أشيا لازم تتحسن أكتر”. ويضع بطرس “الملامة عمن يدير الأمور في شكا اليوم، حيث الإستثمار فيها متدن”. ويرى من الضروري الاتفاق على “هوية شكا هل هي مدينة مفتوحة أو بدنا نسكرها؟” ويرى بطرس أن سعر الأرض ما بيرتفع إلا بقدوم إجر أجنبية صناعية وعقارية وإستثمارية إلى المنطقة”.

نشر هذا المقال في العدد | 58 |  كانون الثاني 2019، من مجلة المفكرة القانونية | لبنان |. لقراءة العدد اضغطوا على الرابط أدناه:

الكورة في فم التنين: من رخّص بالقتل؟

 


[1]  يراجع المقالات المنشورة في المفكرة القانونية، العدد 58، كانون الثاني 2019.

انشر المقال

متوفر من خلال:

مجلة لبنان ، لبنان ، مقالات ، بيئة وتنظيم مدني وسكن



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني