النقاش النيابي حول اعتقال قيادي أخواني يتحول الى حفلة قلة أدب في الأردن


2014-12-05    |   

النقاش النيابي حول اعتقال قيادي أخواني يتحول الى حفلة قلة أدب في الأردن

في ضوء حملة اعتقالات واسعة قامت بها الاجهزة الامنية الاردنية مؤخرا لعدد من الاشخاص من تيارات متعددة اتهموا بارتكاب جرائم متنوعة جلها يرتبط بحرية التعبير عن الرأي، ويأتي على رأسها اعتقال نائب المراقب العام للاخوان المسلمين زكي بني رشيد على اثر قيامه بالنشر على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك عبارات موجهة لدولة الامارات العربية المتحدة[1] على اثر قرار لها بتصنيف جماعات معينة من ضمنها الاخوان المسلمين كجماعات ارهابية. ورأت الاجهزة الرسمية الاردنية في كتابات بني ارشيد تجاوزا للقانون استوجب توقيفه واحالته لمحكمة امن الدولة. ويواجه بني ارشيد الآن تهمة تعكير صفو العلاقات مع دولة اجنبية وتعريض مصالح الاردنيين للخطر. وقد اثار هذا الاجراء ردود فعل متباينة بين مختلف اوساط الشعب الاردني، فالبعض رأى في هذا الاجراء تطبيقا للقانون وبسط لسيادة الدولة، في حين رأى آخرون ان مثل هذه الاجراءات تشكل خرقا واضحا وفاضحا للدستور وانتهاكا لحرية التعبير عن الرأي المكفولة دستوريا[2]. ومن جانبها، قالت جماعة الإخوان المسلمين في  بيان  لها  أن طريقة اعتقال الأجهزة الأمنية لنائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد "بوليسية"، ومستهجنة ومستغربة، داعين إلى ضرورة الإفراج الفوري عنه.وفي تصريح صحفي صادر عن جماعة الإخوان المسلمين، جاء أنالأجهزة اعتقلت بني ارشيد وإقتادته الى جهة مجهولة، وتم اخباره بأن هذا الاعتقال تم بناء على طلب مدعي أمن الدولة العسكري. وقد طالبت الجماعة بالإفراج الفوري عن نائب المراقب العام للجماعة وعن كل المعتقلين السياسيين.[3]اما على صعيد مجلس النواب وموقفه من هذا الحدث وفي مفارقة غريبة احتج عدد من النواب على كلمة للنائب علي السنيد التي اراد فيها الحديث عن اعتقال بني ارشيد. ولم يستطع النائب السنيد استكمال السطر الاول من مداخلته بعد ان اعترض عليه عشرات النواب الذين نجحوا باسكاته وقطع الطريق عليه. واحتج النائب د مصطفى شنيكات على ما اسماه قمع النواب للسنيد قائلا "نحن القدوة والديمقراطية وبالتالي عندما يتحدث اي زميل فيجب ان لا نقمعه وليس مقبولا منا ان نقمعه، وعلينا ان نحترم بعضنا البعض حتى نكون محترمين واذا لم نحترم بعضنا فنحن لسنا محترمين"[4]. وقد جاء في كلمة النائب السنيد التي منع من الادلاء بها تحت القبة أن الحكومة اقدمت بسلسلة من الاعتقالات التي طالت العديد من النشطاء السياسيين متهما اياها بممارسة ما يشبه عمليات الانتقام السياسي وتصفيه الحسابات بأثر رجعي من النشطاء والقوى الاهليه التي تحركت في اطار ما يسمى بالربيع العربي، وكأنها تستدعي هذه المرحله الخطرة[5]. ولكن الطامة الكبرى حصلت الثلاثاء في 2/12 في الجلسة المسائية التي عقدها مجلس النواب إذ اندلعت مشادة كلامية بين النائب يحيى السعود والنائب هند الفايز داخل قبة البرلمان في جلسة المجلس مساء اليوم، حيث طلب يحيى السعود الاذن بالحديث ولكن اصرار النائبة هند الفايز بالحديث اثار غضب السعود الذي قال متهكما " الله ينتقم من اللي جاب الكوتة النسائية الى مجلس النواب'." وفي ذلك اشارة الى أن النائبة هند الفايز قد فازت بعضوية مجلس النواب من خلال الكوتا النسائية … الفايز ردت على السعود قائلة : 'عيب عليك يا يحيى انا بنت حاكم الفايز وليست المخابرات التي اوصلتني الى المجلس و"الكوتا أفضل من البسطات "[6]. وعلى إثر حديث السعود غادرت جميع سيدات المجلس القبة ليكمل السعود حديثة ويقول "روحو تمكيجو لجيزانكو ولقطوملوخية احسنلكو من هالسولافه". وطلب رئيس الجلسة النائب احمد الصفدي من السعود الاعتذار الا ان السعود رفض الاعتذار قائلا ً "صلاة المراة في مخدعها افضل هكذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام". وكان النائب عبد الكريم الدغمي قد شتم زميله النائب عبدالمجيد الاقطش بعد انتقاده للقوميين. الاقطش قال "هل يستبعد الإسلاميون لصالح القوميين واليساريين؟"، ورد النائب عبد الكريم الدغمي قائلا الدغمي له: "اخرس يا أقطش والقوميين أشرف منك" [7].وكان النائب الاقطش يتحدث على المنصة عندما هاجم الحكومة بشدة اثر اعتقال نائب المراقب العام للاخوان المسلمين وتحت القبة هاجم النائب الاقطش قرار السلطات الاماراتية بادراج عشرات المنظمات تحت بند " منظمات ارهابية " وقال " هل هذه الدولة اصبحت مندوبة عن الامم المتحدة "[8].

ويأتي هذا المشهد في ظل حالة من الاحتقان الشعبي ضد اداء مجلس النواب الذي اصبح في نظر الكثيرين عبءا على الحياة السياسية الاردنية، وان وجوده لم يعد له اي معنى في ظل تخليه عن واجباته وتحوله الى حلبة للمصارعة والمشاجرات التي باتت مشهدا مألوفا في كل جلسة يعقدها. لا بل ان بعض اعضاء المجلس نصب نفسه محاميا ومدافعا عن الحكومة في كل اجراء تقوم به ولو كان على حساب مصلحة الموطن، وبذلك يكون المجلس قد تخلى عن من يمثلهم من الناخبين وفرض على نفسه طوقا من العزلة.



[2]– أ.د.محمد الحموري ، مقال بعنوان " اعتقال بني ارشيد يخالف الدستور " للاطلاع على المقال انظر الرابط :http://www.jo24.net/article-94354.html
[3]–        http://www.shaabnews.com/news-46802.htm
[6]– تقصد النائب هند الفايز من ذلك التلميح الى ما يشاع من ان النائب يحيى السعود على صلة ببائعي البسطات في وسط البلد بالعاصمة عمان .
انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، حريات عامة والوصول الى المعلومات ، الأردن ، محاكمة عادلة وتعذيب



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني