الإعتداء على ناشطي النبطية يشد عصب الثورة حول حراكها


2019-10-24    |   

الإعتداء على ناشطي النبطية يشد عصب الثورة حول حراكها

ردت النبطية أمس التحية بأحسن منها. خرجت من جراح الإعتداء على ناشطيها وناشطاتها أمس الأربعاء لتنتصر على محاولة قمع حراكها. شحد ناشطو النبطية الهمم وعادوا إلى الساحة أمام السرايا يدا واحدة وبهمة قوية. ومن هناك هتفوا يحييون طرابلس وعكار وصور وصيدا وساحتي الشهداء ورياض الصلح. وشهدت النبطية أجمل ايام حراكها بعكس ما توقع البعض أن ينال القمع منها ومن تحولها إلى مركز استقطاب حراك المدينة نفسها وقراها المجاورة. وقضى المعتصمون يومهم مع المتضامنين الآتين من بيروت في إنشاد ألأغاني الوطنية وهتافات ثورة تشرين برغم محاولة البعض التهويل عليهم وإخافتهم.

وإثر الإعتداء الذي قادته بلدية النبطية التابعة لحركة أمل وحزب الله على المعتصمين والمشاركين في حراك المدينة مساء الأربعاء 23 تشرين ألأول 2019، تحولت النبطية إلى قبلة الحراك في كل لبنان. من طرابلس، هتف نحو مئة متظاهر في ساحة النور تضامناً مع النبطية. في صور خصص المعتصمون هتافاتهم لدعم النبطية وأهلها وجرحاها الذين أصيبوا في الإعتداء.

ومع الإعتداء طرح البعض سؤالاً جوهرياً حول مصير حراك النبطية وعما إذا كان الناشطون سيعودون إلى منازلهم  بعد البطش بهم. لم تتأخر النبطية في الجواب الذي جاء بلديا أيضاً باستقالة عضوين (الدكتوران عباس وهبي وأحمد ضاهر) من مجلس بلدية النبطية احتجاجا على ما مورس ضد المتظاهرين، وكان عضو مجلس بلدية النبطية الفوقا وليد غندور قد سبق وهبي وضاهر في الإستقالة (بلدية النبطية الفوقا هي غير بلدية النبطية) وذلك انسجاما مع قناعاته و”احتراما للثورة وعروس الثورة مدينة النبطية واستنكارا للإعتداء الهمجي الذي وقع علينا”، وذلك وفق ما أعلن على صفحته على فايس بوك . ومن بيروت قصد النبطية ناشطون/ات دعما لها ولحراكها وكذلك الأمر حضر داعمون للمعتصمين من جارتهم كفرمان ومن القرى المجاورة.

وبدأ صباح النبطية كالعادة تداعي ناشطو/ات الحراك قرر الشبان والصبايا أن لا يقصدوا مكان الحراك فرادى. تجمعوا في كفرمان للذهاب إلى النبطية. وعليه تجمع قسم منهم في منطقة كفر جوز وهي أحد أحياء النبطية، فيما تجمع القسم الثاني عند دوار كفرمان المتاخم لمدخل النبطية.

بعد ذلك قصدوا سرايا النبطية حيث يعتصمون يوميا. أمام السرايا قسم الجيش الطريق بالعوائق الحديدية “بالطول” ليسمح للسيارات بالعبور، كون بلدية النبطية تذرعت أمس في قمعها للحراك بأن المتظاهرين يقفلون الطريق ويعيقون عمل التجار في سوق النبطية. ولذا حصر الجيش تجمع المتظاهرين في الجهة الثانية من الطريق من دون أن يقفلوه، في المسافة الفاصلة ما بين السرايا الحكومية وتمثال حسن كامل الصباح حيث وضعت منصة التظاهرة هناك أيضاً. وعلى الجهة الثانية تجمع مناهضو الحراك، وفصل الجيش بين الجهتين.

عندما وصل ناشطو الحراك بدأت الناس بالتجمع وتكاثروا بعدما تشجعوا بعدم خضوع المتظاهرين للقمع. وساهم قدوم متضامنين مع متظاهري النبطية من بيروت إلى المدينة تباعاُ(أكثر من 3 سيارات)، يحملون شعارات، وقادوا التظاهرات مع أهالي النبطية.

في هذه الأجواء الجميلة تصل سيارات بزجاج مفيمة ويقع إشكال بين المتظاهرين وبين القادمين لعرقلة الحراك ما لبس أن انفض مع وجود الجيش ووسائل إعلام ومتضامنين ومتظاهرين من النبطية وقراها.

وحضرت محطة فرانس 24 وأجرت مقابلات مع الناشطين ومع أحد أبرز وجوه الحراك “أم خالد” التي تعرضت للإعتداء مع من أعتدي عليهم وعليهن مساء الأربعاء. وروت أم خالد عن فقر أهالي النبطية وجوع بعضهم. بعد ذلك قصد بعض المتظاهرين الجرحى في المستشفيات للإطمئنان عليهم، مؤكدين أن حالة الجريح هادي نورالدين تتحسن ونفوا الإشاعة التي تحدثت عن وفاته.

وخلال الإعتصام أعلن الدكتور عباس وهبي استقالته من عضوية بلدية النبطية. ومن ثم لحق به الدكتور أحمد ضاهر مرسلا بيان استقالته حيث قرء بيانا افستقالة وسط تصفيق الحاشرين الذين أنشدوا أغنية “خبي دموعك يا صبية وخديني ع النبطية”، وهي أغنية خاصة بمدينة النبطية، وأنشدوها كتحية للعضوين المستقيلين، وطالبوا بقية أعضاء البلدية بالإستقالة أيضاً قائلين لهم “أنتم أولادنا ونحن انتخبناكم فاستقيلوا”.

وعند الخامسة من بعد الظهر سار المتظاهرون في مسيرة جوالة في المدينة، حيث من المخطط أن يعودوا إلى مكان الإعتصام حيث يبقون لغاية السابعة والنصف مساء، وهي الساعة التي حددها لهم الجيش، وذلك تجنبا لأي احتكاكات أو مواجهات. وكما كل يوم سيتوجه المتظاهرون لاستكمال اعتصمامهم الليلي كما كل يوم في كفرمان.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، حراكات اجتماعية ، حريات عامة والوصول الى المعلومات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني