إدارة الجامعة اللبنانية تضرب عرض الحائط آلية نموذجية لإجراء الامتحانات عن بعد


2020-07-17    |   

إدارة الجامعة اللبنانية تضرب عرض الحائط آلية نموذجية لإجراء الامتحانات عن بعد
قاعة تُجرى فيها الامتحانات في إحدى كليات الجامعة اللبنانية

صعّد طلاب الجامعة اللبنانية ضد الامتحانات مطلقين حملة للمطالبة بـ”إسقاط إدارة الجامعة اللبنانية” واستقالة رئيس الجامعة فؤاد أيوب، وذلك ردّاً على قرار مجلس العمداء الاستمرار في إجراء الامتحانات حضورياً ابتداءً من نهار الاثنين المقبل الواقع في 20 تموز 2020. لا يجد بعض العمداء  تفسيراً منطقياً لإصرار أيوب وقسم من مجلس العمداء على إجراء الامتحانات الحضورية رغم خطورتها على صحّة الطلاب وعائلاتهم. الاستغراب لدى هؤلاء ازداد بخاصة بعد منع رئيس الجامعة كلية الفنون الجميلة والعمارة من إجراء الامتحانات عن بعد، بالرغم من قيامها بكافة التحضيرات اللازمة المرتبطة بذلك.

كليّة الفنون: آلية نموذجية للامتحانات عن بُعد

دامت التحضيرات في كلية الفنون الجميلة والعمارة لتنظيم امتحانات “أونلاين” فترة ثلاثة أسابيع قام خلالها الكادرالإداري والفني وأساتذة الجامعة في كافة فروع الكلية بوضع خريطة طريق وخطة مفصّلة لكيفية إجراء الامتحانات عن بعد بما يضمن الحفاظ على مستوى الامتحانات ونزاهتها على حد سواء.

يتّحدث الأستاذ في كلية الفنون الجميلة والعمارة نجاد عبد الصمد في مقابلة مع “المفكرة القانونية” عن مستويين من التحضيرات التي خاضتها الكلية: مستوى تقني وآخر أكاديمي.

على الصعيد التقني، درست كلية الفنون إمكانية استخدام الاتّصال المباشر مع الطلاب بواسطة مشغّل VPN  بطريقة تمنع الطالب من استخدام أيّ محرّك بحث خلال إجراء الامتحانات، كما كانت الكلية ستعمل على تحديد موقع الطلاب الجغرافي من خلال تقنية تحديد المواقع GPS  لضمان عدم تواجد الطلبة في مكان واحد. وكانت الكلية تدرس وسائل تقنية أخرى إلى أن صدر قرار من رئيس الجامعة يقضي بمنع أيّ كلّية من إجراء الامتحانات عن بعد.

أما على الصعيد الأكاديمي، فعملت الكلية على تنظيم أسئلة الامتحانات عبر اقتراح وضع عدد كبير من الأسئلة مع أجوبة سريعة ضمن وقت محدّد ما يحدّ من إمكانية تواصل الطلاب بين بعضهم البعض عبر تطبيق “واتس آب” لحلّ المسائل، حيث ينشغل الطالب بإنهاء امتحانه ضمن الوقت المحدد. كما درست الكلية إمكانية جعل جانب من الامتحانات عبارة عن مقابلة شفهية من أسئلة سريعة تساعد في تقييم الطلاب أكثر.

عميد كلية الهندسة: لا مهرب من الـ”أونلاين”

تحضيرات كلية الفنون شبيهة بتلك التي اعتمدتها كلية الهندسة في تجربتها إجراء الامتحانات الجزئية عن بعد. يصف عميد الكلية رفيق يونس التجربة بالمقبولة والتي يمكن أن يُبنى عليها والاستفادة منها العام المقبل. “لا مهرب من التعليم عن بعد العام المقبل، على الأقل في الفصل الأول منه وذلك بسبب أزمة وباء كورونا”، يقول يونس الذي يأمل أن يتمكّن العام المقبل من تخيير الطلاب الجدد الذين يودّون الانتساب إلى الكلية بين إجراء الامتحان حضورياً أو عن بعد. ولضمان نزاهة هذه الامتحانات ستحضّر الكلية نوعاً من “بنك أسئلة”، وذلك لإمكانية طرح أكبر عدد  من الأسئلة ضمن الامتحان الواحد، كما انه يمكن للأسئلة أن تكون غير موحّدة أو موحّدة ولكن ضمن ترتيب مختلف من طالب لآخر، بما يحدّ بشكل كبير من أيّ محاولة للغش. كما ستعمل الكلية على تدريب الأساتذة  تحضيراً للعام المقبل لاستعمال وسائل التدريس عن بعد، بعدما تبيّن وجود ضعف لدى جزء من الكادرالتعليمي في هذا المجال.

غير أنّ اللجوء لهكذا نموذج في كلّ من كلية الهندسة والفنون وبعض كليات الجامعة أخرى يعتمد على موافقة الإدارة المركزية للجامعة، وللأسف لم يعط رئيس الجامعة فؤاد أيوب هذه الطروحات أي أهمية ولم يطرحها للنقاش أمام مجلس العمداء حتى، لا بل استطاع أيوب وعدد من العمداء تعميم فكرة أنّ إجراء الامتحانات عن بعد فكرة غير قابلة للتطبيق وتجربة تضرب سمعة الجامعة اللبنانية ومستوى شهادتها، متجاهلين كل الآراء والتحضيرات التي تثبت بأنّه من الممكن إجراء هذه الامتحانات بشكل يضمن نزاهتها.

“المقاربة يجب أن تكون إنسانية”

يقول الأستاذ المحاضر في كلية الفنون نجاد عبد الصمد لـ”المفكرة” بأنّ الامتحانات عن بعد “لا يمكن أن توازي الامتحانات الحضورية”، ولكن بسبب الظروف الحالية “التي تتخطّى جائحة كورونا لناحية تدهور الأحوال الاقتصادية والاجتماعية وترمي بثقلها على طلبة الجامعة، علينا أن نبحث عن وسائل تقييم بديلة”. يرى عبد الصمد أنّ المقاربة يجب أن تكون إنسانية قبل أن تكون أكاديمية، “فلماذا نأخذ على عاتقنا مسؤولية احتمال انتشار الوباء أو زيادة الضغوط النفسية على الطلبة وعائلاتهم؟”، يسأل عبد الصمد.

الطلاب مستمرّون في المقاطعة

في هذه الأثناء ورغم قرارات الإدارة، أعلن عدد كبيرمن طلاب الجامعة اللبنانية استمرارهم في مقاطعة “امتحانات الموت” بحسب وصفهم، معتبرين أنّ تأجيل الامتحانات لم يحلّ شيئاً من المشكلة لأنّ المطلب الأساسي هو عدم اعتماد امتحانات حضورية واعتماد وسائل تقييم بديلة على غرار الوسائل التي اعتمدت في كبرى الجامعات حول العالم. كما أصدر، حتى تاريخ نشر هذا التقرير، ما لا يقل عن 20 مجموعة الطلابية من سنوات دراسية واختصاصات مختلفة بيانات تعلن استمرارها بمقاطعة الامتحانات، مطالبة المعنيين من وزير الصحة ووزير التربية التدخّل لإنقاذ الطلاب من خطر يحدق بهم في ظل عدم ثقتهم في قرارات وإجراءات الإدارة.

في موازاة ذلك، نشرت الجامعة اللبنانية على موقعها الرسمي فيديو ترويجياً للإجراءات التي اتخذتها في كلّيات عدّة، لتظهر من خلاله حسن التدابير المتخذة. ولكنّ الطلاب ردوا على هذا الفيديو بعدد من الصور والفيديوهات والشهادات حول ضعف الإجراءات وعدم احترام مبدأ التباعد الاجتماعي وانعدام مسؤولية المعنيين في تطبيق الإجراءات الوقائية.

ومن بين الشهادات كتب أحد الطلاب: “عم نجي من منطقة لمنطقة، ونطلع من فان لفان، وحاملين مية جرثومة. منوصل بياخدوا حرارة 1 وبينسوا 10، ما في كمامات وما في حدا بيتأكّد من مبدأ التباعد الاجتماعي”، محيطاً بمعظم جوانب مشكلة الامتحانات الحضورية في الجامعة اللبنانية اليوم. 

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، مؤسسات عامة ، لبنان ، الحق في الصحة والتعليم ، جائحة كورونا



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني