يوم 23 جانفي من كل سنة عيدًا وطنيّا لإلغاء العبودية والرق في تونس


2019-01-23    |   

يوم 23 جانفي من كل سنة عيدًا وطنيّا لإلغاء العبودية والرق في تونس

استقبل رئيس الجمهورية التونسية يوم 22-01-2018 رئيسة هيئة مكافحة الإتجار بالبشر القاضية روضة العبيدي. وعقب اللقاء، أعلن السبسي أنه قرر أن يكون يوم 23 من شهر جانفي من كل سنة عيدًا وطنيّا لإلغاء العبودية والرق. بدا هذا العيد الوطني الجديد في بعده الرمزي استيلادا لمناسبة يخلد الاحتفاء بها  ذكرى مبادرة باي تونس[1] المشير أحمد باشا باي لإصدار أمر علي في ذات التاريخ من سنة 1846 يلغي الرق والعبودية بتونس[2]. وهي الخطوة التي عُدّت تونس بفضلها من الدول السباقة عالميا في الالتزام بمعايير حقوق الإنسان في المجال على مستوى تشريعاتها. ويؤمل هنا وتونس تحتفل لأول مرة بهذا العيد الجديد أن تكون مراسمه مناسبة دورية لتقييم السلطة والإعلام والمجتمع واقع حقوق الفئات الهشة التي تعاني في الواقع المعيش أشكالا من الاستغلال تقرب من ممارسات استعباد.

يظهر عند هذا الحد المهاجرون من دول جنوب الصحراء والذين يعانون من تجاهل قانوني كامل لواقع إقامتهم بتونس ويواجهون الاستغلال في مراكز عملهم زيادة على الميز العنصري من المجتمع التونسي إحدى الفئات التي يجب أن ينتبه لها من ينظمون احتفالات العيد الجديد، عله يكون في يوم قريب من أيام تونس عيدهم أيضا كما كان عيدا لأجدادهم الذين اضطروا مثلهم لأن يسلكوا ذات طريق هجرتهم الاضطرارية.

 


[1]  خلال فترة حكم العائلة الحسينية لتونس كان حاكم تونس يسمى باي وهي خطة عسكرية في الجيش الانكشاري العثماني

[2]  نص الأمر “إلى علماء مشايخ ومفتيي تونس يتضمّن إعلامهم بإلغاء الرق وعتق العبيد ..  وبعد، فإنّه ثبت عندنا ثبوتا لا ريب فيه أن غالب أهل أيالتنا في هذا العصر لا يحسن ملكية هولاء السودان الذين لا يقدرون علي شيء علي ما في أصل صحة ملكهم من الكلام بين العلماء إذ لم يثبت وجهه وقد أشرق بنظرهم صبح الإيمان منذ أزمان وأن من يملك أخاه علي المنهج الشرعي الذي أوصى به سيد المرسلين آخر عهده بالدّنيا وأول عهده بالآخرة حتّى أن من شريعته التي أتى بها رحمة العالمين عتق العبد علي سيده بالإضرار وتشوف الشارع إلى الحرية فاقتضى نظرنا والحالة هذه رفقا بأولئك المساكين في دنياهم وبمالكيهم في أخراهم أن نمنع الناس من هذا المباح المختلف فيه والحالة هذه خشية وقوعهم في المحرّم المحقق المجمع عليه وصد إضرارهم بإخوانهم الذين جعلهم الله تحت أيديهم وعندنا في ذلك مصلحة سياسية منها عدم إلجائهم إلى حرم ولاة غير ملتهم فعينا عدولا بسيدي محرز وسيدي منصور والزاوية البكرية يكتبون لكل من أتى مستجيرا حجة في حكمنا له بالعتق علي سيده وترفع إلينا لنختمها.

وأنتم حرسكم الله إذا أتى لأحدكم المملوك مستجيرا من سيده واتصلت بكم نازلة في ملك علي عبد وجهوا العبد إلينا وحذار من أن يتمكن له مالكه لأن حرمكم يأوي من التجأ إليه في فك رقبته من ملك ترجح عدم صحته ولا نحكم به لمدعيه في هذا العصر واجتناب المباح خشية الوقوع في المحرّم من الشريعة لاسيما إذا انضم لذلك أمر اقتضته المصلحة فيلزم حمل الناس عليه والله يهدي للتي هي أقوم  ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كريم. والسلام من الفقير إلى ربه تعالى عبد المشير أحمد باشا باي وفقه الله تعالى آمين.” – يراجع القضاء في تونس تراث ثلاثة آلاف سنة  – محمود بوعلي .

انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، تونس ، حراكات اجتماعية



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني