قبل شهر من اليوم، وتحديدا في 2 أب 2022، نقل المصور الصحافي حسن شعبان فيديو مصوّرا بعدسته احتجاجاً عبّر فيه أهالي قريته بيت ياحون، قضاء بنت جبيل في جنوب لبنان، عن معاناتهم نتيجة انقطاع المياه عن منازلهم على مدار عام كامل، بالتزامن مع ارتفاع كلفة شراء صهريج المياه. تعرض الزميل شعبان على إثر نشره الفيديو للضرب والتهديد والوعيد ترجم بوضع رصاصة على زجاج سيارته ثم تمّ ثقب إطار السيارة في المرة الثانية التي قصد بها ضيعته بعد الفيديو. وعثر شعبان أمس الخميس 1 أيلول 2022 على كرتونة بجانب العجلة الخلفية لسيارته، وفيها عبوة بلاستيك مليئة بالبنزين وموصولة بشريط مربوط لجهاز تحكم، بجانب العجلة الخلفية.
هذه التهديدات الواضحة المباشرة بحق المصور الصحافي شعبان والمستمرة منذ شهر تقريبا، استدعت اليوم، وقفة احتجاجية من تجمع نقابة الصحافة البديلة بعد الظهر أمام وزارة الداخلية طلب فيه تحركا فوريا من المعنيين والمسؤولين، خصوصا من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية ووزيري الداخلية والاعلام.
وقال المصور شعبان للمفكرة القانونية خلال مشاركته في الوقفة أن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالتحرك الإحتجاجي على حرمان القرية من المياه، بل هو سمع من على منبر الجامع الدعوة للاعتصام في ساحة القرية، وانضمّ إليه. ومن البديهي أن يقوم بتصوير التحرّك كونه يعمل مصورا صحافيا. ويشدد على أن ليس هناك في الفيديو أي إهانة أو اتهام مباشر لأحد، مستغربا كل هذه الضجة التي أثيرت حوله. ويقول: “لم يكن هذا التحرك هو الأول بل سبقه تحرك حول الموضوع نفسه قبل شهر من تاريخه، وقام أحد الاشخاص بتصويره وشاهده كل أهل القرية، ولم يثر أي ضجة”.
وعن تقديمه أي شكوى بعد تعرضه للضرب والتهديدات، يفيد شعبان أنه تلقى اتصالا من أحد العناصر في مخابرات الجيش للاطلاع منه على التفاصيل، إلّا أنه لم يتقدم بأي شكوى. فقد سبق له أن قدم شكويين من دون أن يتحرك القضاء ولا الأجهزة الأمنية لردع المعتدين. ويقول: “تواصلت مع أحد الأشخاص من جماعة حزب الله في الجنوب، وأوصل الموضوع إلى مسؤولين في الحزب. زاروني في منزلي وقالوا لي بالحرف: “مش مسموح اللي صار، وسألوني لماذا تتهمنا بالاعتداء والتهديدات؟ وأجبت إذا كان المعتدي شخصا يحمل بطاقة أمن وانضباط إذا لم يكن من الحزب فمن أين يكون؟ ويتابع: المسؤولون في الحزب وعدوني أنه سيتمّ محاسبة المعتدين، وبالفعل وصلني أنه تم التحقيق معهم على مدى يومين، وعلى أساس أنها انتهت، إلاّ أنها وكما ترون لم تنته”.
وخلال الاعتصام، حمّل تجمع النقابة البديلة في بيان مسؤولية سلامة شعبان لحزب الله “الذي لا يتوقف عن ممارسة الضغوط على الصحفيين وعلى معارضيه، والذي يمارس ازدواجية في تصاريحه، ويتلطّى خلف شعارات واهية”.
ودعا التجمع الدولة الغائبة والمغيّبة والغارقة في سبات عميق إلى تحمل مسؤولياتها ومحاسبة المعتدين عليه فوراً.
وحذر التجمع وزير الداخلية من الإستمرار في صمته وإطلاق الوعود، في وقت يتعرض فيه الصحفيون لتهديدات مباشرة بالقتل، معلنا أنه “سيتخذ إجراءات تصعيدية في حال لم يتحرك الوزراء المعنيون والأجهزة الأمنية ضدّ حملات التخوين وتحليل الدم وكمّ الأفواه بالرسائل الكرتونية الجبانة”.
شارك في الوقفة الاحتجاجية النواب حليمة القعقور وابراهيم منيمنة وفراس حمدان والدكتور علي مراد وناشطون وناشطات وصحافيون وصحافيات.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.