نفذ "النادي العلماني" في الجامعة الاميركية في بيروت مساء الثلاثاء 20/10/2015، وقفة إحتجاجية وإضاءة للشموع أمام فصيلة رأس بيروت (مخفر حبيش سابقاً)، وذلك رفضاً لكلّ "التوقيفات القسرية والعنف الممارس بحق المتظاهرين في الحراك الشعبي فضلاً عن الإحالات الى المحاكم العسكرية".
واعتبر منظمو التحرك هذه الوقفة بمثابة "لحظة حداد على واقع الحريات العامة في لبنان"، وأكدوا "الدعم المطلق للحراك الشعبي في ممارسته للحق الديمقراطي في التعبير عن الرأي ومطالبه كافة"، وأنهم كطلاب جامعة "لن يقفوا مكتوفي الأيدي حين يروا أبناء شعبهم يقمعون في الساحات العامة بيننا وهم يحاولون أن يبنوا لهذا البلد حياة أفضل".
اذاً أمام مخفر فصيلة رأس بيروت، تجمع عدد من طلاب الجامعة الاميركية في بيروت يدعمهم مشاركة خجولة من ناشطي المجتمع المدني لا سيما الحملات المشاركة في الحراك الشعبي. أما طلاب الأميركية فقد انقسموا بين "النادي العلماني في الجامعة الأميركية في بيروت" ونادي "Gender & Sexuality Club" الذي يعنى بالقضايا الجنسانية.
على ان الدعم الخجول من قبل المجتمع المدني لهذا التحرك لم يحبط عزيمة الطلاب، بل كانوا يقفون وبهم كل الزخم والطاقة ليصرخوا وبأعلى صوتهم مطالبين بالحرية ورافضين القمع الممنهج الممارس من قبل السلطة في مختلف النواحي الحياتية. وحملوا شعارات "يا عسكر عسكر على مين… عسكر على السلميين… عسكر على المثليين… عسكر على المتحولين… عسكر على المدنيين". كما كانت هذه الوقفة مناسبة لطرح كافة القضايا العالقة في النظام الفاسد الذي يحكم البلد فكانت الصيحات،"الثورة صارت حتمية… ولتسقط السلطة الفاشية… والأحزاب الإقطاعية… نهبوا الأملاك البحرية… حكومة توافقية… جوعت الشعب المسكين… وهلق صار لازم تغييرها". ولم يكن هناك الكثير من الشعارات المرفوعة في التحرك ولكن الموجود كان كفيلاً بإيصال رسالة المشاركين في التحرك لا سيما النادي المعني بالقضايا الجنسيانية والذي رفع مجموعة من الشعارات المعبرة عن إهتماماته ومنها،"بيع الهوى بيعملك مجرم… بيع الأملاك العامة بيعملك وزير"، "المثليين/ات المتحولين/ات العاملات الأجنبيات اللاجئين/ات وعاملات الجنس ضد عنف السلطة"، "534 فحص شرجي لكل دركي".
أما شعار "534" فشرحه أحد الطلاب المشاركين في التحرك (رفض ذكر اسمه) وهو ناشط في جمعية "حلم" التي تعنى بقضايا المثلية الجنسية فقال: "ان هذا الرقم يرمز الى المادة 534 من القانون التي تجرم المثلية الجنسية، ونحن اليوم أردنا كأقلية ذات ميول جنسية معينة أن نربط قضايانا بالحراك من خلال "Gender & Sexuality Club" في الجامعة الاميركية في بيروت وأن نصيغ مطالبنا التي تتعلق بالأمور الجنسانية والحقوق الجندرية وأن نربطها بالنظام الطائفي والرأسمالي في لبنان".
وعن أهداف هذا التحرك يتحدث عباس سعد، رئيس النادي العلماني في الجامعة الاميركية في بيروت قائلاً:" عملياً، هناك هدفان للحراك؛ اليوم الأول يتمثل بالتأكيد على أن الجامعة بشكل عام، ليست منفصلة عن المجتمع المدني وبالتالي يجب على الطلاب المشاركة في الحراك والدفاع عن مطالبه. ثانياً نحن كطلاب من واجبنا دعم الحراك فمن يتعرضون للضرب هم إخوتنا ويمارس ضدهم أقسى أنواع القمع ".
أما عن السبب في إختيار أن تكون الوقفة أمام مخفر "فصيلة رأس بيروت" فأجاب:"ان مخفر "حبيش" قريب من الجامعة، وطبعاً هذا المكان لديه خصوصيته فقد مورست فيه العديد من الانتهاكات لحقوق الانسان". وتابع:" أحد مطالبنا كان إطلاق سراح المعتقلين بيار الحشاش ووارف سليمان، وقد تم ذلك. ولكن هذا لا يعني ان القضية انتهت فنحن في بلد لا يوجد فيه حرية تعبير وحقوق الانسان أصلاً غير موجودة وبالتالي لا نريد كلما شاركنا بتحرك أو مظاهرة أن نتعرض للقمع".
بدورها اعتبرت نور تركماني سكريتارة في النادي العلماني، ان هذا التحرك هو لإبراز "سلمية المتظاهرين" والجهة الحقيقية المسؤولة عن ممارسة العنف والمتمثلة بنظرها "بكافة الأجهزة القمعية للسلطة ومنها القوى الأمنية". وقالت:" لدينا العديد من المطالب منها ان تقوم إدارة الجامعة الاميركية في بيروت بالوقوف الى جانبنا وذلك من خلال دعم الحراك الشعبي. كما ندعو جميع طلاب الجامعة الى النزول والمشاركة بكل التحركات الخاصة بالحراك. كما نطالب بألاّ تتم محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية".
وعن الأسباب التي تمنع المشاركة الكثيفة لطلاب الجامعة الأميركية في بيروت في الحراك الشعبي تحدثت جمانة تلحوق قائلة:" ربما المسألة تكمن بضعف الاهتمام بالشأن السياسي والمواضيع السياسية وذلك نتيجة الانقسام الحاصل في البلد. فنحن نعلم أن الخيارات المتاحة في لبنان هي محصورة فقط بين فريقي 8و14 آذار. لكن ما نحاول القيام به اليوم من خلال هذا التحرك هو إظهار لهؤلاء أنه بات هناك تحرك جديد ومختلف يقوم على "كلن يعني كلن". ونحن نحاول بناء موقف سياسي مغاير وثقافة سياسية جديدة. لذلك من أهداف هذا التحرك اليوم هو جعل هذه المجموعة من الطلاب، يرون هذا الأمر، فربما نتمكن من إستقطابهم وخلق الإهتمام لديهم".
الصورة من ارشيف المفكرة القانونية تصوير علي رشيد
متوفر من خلال: