نزلاء السجن السابقون يبكون بمناسبة اغلاقه: هل يتحول سجن الناظور الى متحف لذاكرة الاستبداد والتعذيب؟


2012-05-08    |   

نزلاء السجن السابقون يبكون بمناسبة اغلاقه: هل يتحول سجن الناظور الى متحف لذاكرة الاستبداد والتعذيب؟

قررت ادارة السجون التونسية اغلاق سجن الناظور الذي يقع بمدينة بنزرت في موفى شهر افريل 2012. اتى القرار في اطار محاولة للقطع مع ماضي انتهاك حقوق الانسان داخل المؤسسات السجنية. فقد ارتبط تاريخ سجن الناظور بالتنفيذ المهين للعقوبات.  اذ آوت دهاليزه معارضي النظام السياسي على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم منذ فجر الاستقلال الى يوم انتصار ثورة 14 جانفي 2010 .وذاع صيت هذا السجن في الاوساط الحقوقية الوطنية والدولية  كمؤسسة يمارس فيها التعذيب بشكل ممنهج.
اريد لقرار الغلق ان يكون احتفاليا. نظم وزير العدل رحلة لمبنى السجن وقد اضحى بناية ابوابها مفتوحة. استدعى الوزير لرحلة الذكريات شخصيات وطنية من مختلف الحساسيات السياسية تجمعهم جميعا صفة نزلاء سابقين بسجن الناظور. تجول الزوار في دهاليز السجن المحفورة تحت الارض والتي لا تدخلها الشمس وخلفت جدرانها الرطبة لديهم امراضا مزمنة لازالوا يعانون منها. بكى اغلبهم وقد ذكره المكان بسنوات عمره التي لم يكن يقدر على عد ايامها لانه قضاها تحت الارض يعاني صروف العذاب. ويتألم لمعاناة ابناء وأم وزوجة يتنقلون مئات الكيلومترات على أمل السماح لهم بزيارته. جمعت الرحلة مختلف اطياف المشهد السياسي وكانت مناسبة لطرح مستقبل البناية، فبرزت اصوات تنادي بتحويله لمتحف للذاكرة الوطنية. أن يتحول سجن يخيف اسمه السامعين الى متحف فذاك مطلب قديم لمناضلي حقوق الانسان في تونس وهم يذكرون كيف هدم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي سجن 9 أفريل بعد ان بلغه عزمهم على النضال من اجل ان تكون بنايته متحفا يكشف حقيقة الاستبداد ويعيد الاعتبار لكل من ناضل من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان.
يخشى ان يكون المتحف السجن ادانة للماضي دون اصلاح للحاضر. فسجون تونس لا زالت الى يومنا هذا يعاني نزلائها من الاكتظاظ وتعجز بحكم نقص امكانياتها المالية وغياب الرؤية الاصلاحية عن التحول لمؤسسات اصلاح  وتأهيل. وينتظر من حكومة اغلب وزرائها من قدماء المساجين السياسيين ان تعمل من اجل جعل السجون مؤسسات عقابية تحترم الذات الانسانية .   
 م.ع .ج

انشر المقال

متوفر من خلال:

غير مصنف



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني