أصدرت الحملة التضامنية لحماية إهراءات مرفأ بيروت البيان التالي:
“في اليوم التالي لانطلاق الحملة التضامنية لحماية إهراءات مرفأ بيروت في 4 تموز 2022، اندلع حريق في قاعدة الصوامع الشمالية للإهراءات وهي الجهة الأكثر تضرّراً من تفجير 4 آب 2020 الإجرامي.
استمرّ الكتمان الرسمي حتى 13 تموز، لحظة دعوة الحملة للاحتجاج على عدم تحرّك السلطات المعنيّة، لتُفاجأ ببيان صادر عن الدّفاع المدني يفنّد عجز الإدارة عن التدخّل وبالتالي ترك النيران تلتهم منشآت “الشاهد الصامت”، وهو ما كرره وزيرا الأشغال العامة والنقل والاقتصاد، لتتوالى بعدها المواقف والتبريرات غير المقنعة التي تدلّ على تخبّط، وعجز، وتواطؤ ومماطلة بانتظار النيران أن تفعل فعلها في الخرسانة المسلّحة وبالتالي يتحقّق هدف منظّري الهدم بانهيار المبنى.
لا نتوقّع من منظومة الأمونيوم أي تغيير في سلوكها المدمّر للمرفأ والمدينة والوطن، ولا نشك لحظةً أنّ من سكت سنوات عن القنبلة الموقوتة المخبّأة في العنبر رقم 12، وممّن عرقل التحقيقات القضائية وترك الإهراءات على حالها من دون إكمال عملية تفريغها من الحبوب رغم تخمّر هذه الحبوب وإنبعاث غازات سامّة منها طيلة سنتين في أجواء المدينة وتسبّبها باندلاع حرائق متكرّرة في المنشأ، هو خارج شبهات افتعال الحريق وخنق انبعاثاته لمن بقي حيًاً من سكان الأحياء المحيطة بالمرفأ.
فمن لا يرفّ له جفن على عدم قدرة شعبه على تأمين رغيف الخبز لن تحرّكه دعوات الإطفاء والتدعيم وحماية المعلم الشاهد على تاريخ مديد من الإهمال والفساد، لا بل يتعمّد ادّعاء العجز ويتهرّب من إتاحة المعلومات بشفافيّة لكلّ الناس ومن وضع الملفات والمعطيات بين أيديهم/نّ ويتنصّل من إشراك المجتمع في أيّ قرارٍ يخصّ المدينة وإهراءاتها على الرغم من وجود كافة الخبرات المستعدّة للمشاركة في عملية حفظ هذا المنشأ وحمايته.
فنحن نعيش في دولة قرّرت ترك الأمور والناس لمصيرها لا بل اللجوء إلى كلّ السبل التي من شأنها أن تساهم في المزيد من التراجع والتنصّل من المسؤوليات والانهيارات والتي هي أبعد ما يكون عن عملية تعافي مدينة بيروت من الكوارث التي حلّت بها بسبب قرارات وأداء سلطة الإجرام والهدم.
نداء
أولاً: إلى السلطات المعنيّة، لا سيما مجلس الوزراء ووزراء الاقتصاد والأشغال العامّة والنقل والثقافة والبيئة ومحافظ بيروت والمجلس الأعلى للدفاع والجيش ومديرية الدفاع المدني، لتحمّل مسؤولياتهم للعمل فوراً على إخماد النيران المشتعلة في إهراءات المرفأ، والاستعانة بكافة الخبرات المحلية والأجنبية لإرسال المعدّات اللازمة لإطفاء الحريق وتدعيم مبنى الإهراءات وإزالة الحبوب المتخمّرة و الرواسب والمخلّفات السامة، وبالتالي معالجة أسباب الحريق المتكرّر.
ثانياً: إلى الحكومة للتراجع فوراً عن قرار هدم الإهراءات، لما تشكّله من رمز لجريمة ٤ آب ومعلم تراثي وثقافي يتوجّب توريثه للأجيال المقبلة، بخاصّة أنّه صدر من دون إجراء الدراسات الكافية ومن دون استشارة أي من المعنيين بمصير الإهراءات من ضحايا ٤ آب ونقابة المهندسين في بيروت.
ثالثاً: إلى المواطنين كافة وسكان العاصمة خاصة والمنظمات والتنظيمات والأحزاب الرافضة لاستمرار النهج السائد، للتضامن والانخراط جنباً إلى جنب مع الحملة لتحقيق أهدافها التالية:
1. الوقوف في وجه أي قرار يهدف إلى هدم مبنى الإهراءات والتعديل في هوية الموقع المكتسبة بعد الجريمة.
2. الاعتراف بالإهراءات كجزء من التراث الثقافي لبيروت ولبنان والعمل على حمايتها والمحافظة عليها تكريماً لكافة الضحايا والمتضرّرين، وكشاهد للتاريخ ولمستقبل لبنان.
3. تصنيف الموقع كمعلم تراثي عالمي.
4. إدراج الوظيفة المكتسبة للموقع بعد الجريمة ضمن مخطّط إعادة إحياء مرفأ بيروت.
5. تحضير مسابقة معماريّة دوليّة لتحويل الموقع إلى نصب تذكاري منسجم مع مخطط إعادة تأهيل المرفأ.
6. تحضير دفتر شروط لإجراء دراسة تقييم انشائيّة وتدعيم ما تبقّى من منشآت الإهراءات.
7. متابعة الدعاوى القضائية المقدمة أمام مجلس شورى الدولة لإبطال قرار الحكومة بهدم الإهراءات واتخاذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية لضمان الحماية القانونية لهوية الموقع المكتسبة بعد الجريمة.
رابعاً: إلى منظمة الأونيسكو لتصنيف المبنى كتراث عالمي وفرض شروط حمايته.
شكر
تشكر الحملة كافة المنظمات الدولية التي تجاوبت مع مراسلات الخبراء اللبنانيين ونقابة المهندسين المطالبة بحماية المبنى ونخصّ بالشكر الاتحاد العالمي للمعماريين UIA ومنظمة الإيكوموس ICOMOS INTERNATIONAL ومنظمة الدوكومومو DOCOMOMO INTERNATIONAL ومنظمة تراثنا العالمي Our World Heritage ونشير إلى تجاهل السلطة للمراسلات من بعض هذه الجهات والتي سنضعها في تصرّف الرأي العام التي تتقصد السلطة اليوم تضليله وتيئيسه وفرض سياسات الأمر الواقع والقتل والهدم المتعمّد عليه”.