في سابقة تعد الأولى من نوعها أطلق نادي قضاة المغرب مبادرة تهدف الى إعفاء القضاة من عملية تحرير الوقائع في صلب الأحكام القضائية، وإسنادها الى جهة أخرى يتم التداول بشأنها.
وأكدت الورقة التي أعدها نادي قضاة المغرب أن معضلة كتابة وقائع الأحكام القضائية من طرف القضاة تستهلك جهدا ووقتا كبيرين يؤدي الى إرهاقهم بشكل يؤثر على جودة تعليل الأحكام القضائية، ويؤدي إلى ضياع طاقة كان بالإمكان توظيفها في مهام قضائية أخرى من بينها تجهيز الملفات ودراستها وتعليلها بجودة أكبر وتحفيز الاجتهاد القضائي بالانفتاح أيضا على الاتفاقيات الدولية والاجتهاد القضائي المقارن.
وقد أكد رئيس نادي قضاة المغرب[1] بمناسبة إطلاق المبادرة التي تتزامن مع تخليد اليوم الوطني للعدالة[2] أنه "لا معنى لأن توظف الدولة إطارا قانونيا من حجم قاض، وتكون أكثر من 70 في المائة أحيانا من عمله هي نقل ما قالته أطراف الدعوى.." مضيفا "أن التجارب الدولية التي يمكن الاستناد عليها كأرضية للتفكير في تفعيل المبادرة تتحدد في نوعين من التجارب، الأولى تلغي تماما الوقائع من صلب الأحكام القضائية وتقتصر على التعليل، أما الثانية فتسند عملية تحرير وقائع الحكم إلى جهاز وظيفي آخر موضوع رهن اشارة القضاة يتم تأهيله لهذه الغاية".
ويأتي زمن طرح المبادرة في سياق إعادة النقاش بخصوص مشاريع تعديل قوانين المسطرة المدنية والجنائية والتنظيم القضائي حيث اختار نادي قضاة المغرب مناقشة بعض العراقيل القانونية والتنظيمية التي تحد دون صدور الأحكام القضائية داخل آجال معقولة، ومن بينها مشكل خصاص الموارد البشرية، وإثقال كاهل القضاة بأعمال إدارية إلى جانب عملهم القضائي، فضلا عن العبء الذي أصبح يشكله طبع الأحكام القضائية من طرف القضاة وهو الموضوع الذي سبق وأن شكل محور جدل واسع بين نادي قضاة المغرب ووزارة العدل.[3]
ويعتبر نادي قضاة المغرب أن مناقشة مشروع تعديل قانوني المسطرة المدنية والجنائية أمام البرلمان فرصة لفتح نقاش عمومي حول سبل ترشيد العمل القضائي كمدخل أساسي لإصلاح القضاء لا يقل أهمية عن موضوع استقلاله.
[1]– تصريح رئيس نادي قضاة المغرب لجريدة المساء بتاريخ 2017/11/26. [2]– قرر نادي قضاة المغرب تخليد اليوم العالمي للعدالة، والذي يصادف 26/11 من كل عام، وهو تاريخ انعقاد الدورة الأولى للمجلس الوطني لنادي قضاة المغرب بالمعهد العالي للقضاء، وتقديم أول ملف مطلبي للقضاة.
أنظر لمزيد من التفاصيل: -الحراك القضائي بالمغرب من أجل سلطة قضائية مستقلة، تقرير أعد للمفكرة القانونية، سنة 2013. [3] – بيان المجلس الوطني لنادي قضاة المغرب المنعقد بتاريخ 2016/12/03.
حول هذا الجدل تراجع المقالات التالية: -ياسين مخلي: دوريات ومراسلات وزير العدل والحريات والتعليلات غير الوجيهة، الأخبار ، العدد 727 بتاريخ 2015/03/27.
-المهدي شبو: طبع الاحكام القضائية ما الفائدة؟ الأخبار العدد751 ، بتاريخ 2015/04/24.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.