يُدخل عرض “مِنْ قلبْ بيروت” أو “I want to tell you about Beirut”، المسرح شريكاً في رفع صوت ضحايا تفجير مرفأ بيروت عبر نقل شهادات مفصّلة لخمسة أشخاص ممّن يُصطلح على تسميتهم “ناجين” ولكنّهم في الواقع وكما تظهر شهاداتهم ضحايا على أكثر من صعيد لأبشع جريمة ارتكبت حتى الآن بحق الشعب اللبناني. يقرأ خمسة ممثلين وممثلات شهادات جوليا وفاطمة وعبّاس وميريام الّذين تواجدوا في مناطق تضرّرت وأصيبوا أو أصيب قريب لهم في التفجير، وسارة كوبلاند والدة الطفل آيزاك الذي قُتل في منزله.
يخبر “الناجون” في شهاداتهم عن اللحظات القليلة التي سبقت التفجير، أين كانوا، ماذا فعلوا عند سماعهم أصوات الانفجارات الصغيرة قبل التفجير، ماذا حلّ بهم وبمن حولهم لحظة التفجير، محاولتهم إنقاذ أنفسهم ومن معهم. تقدّم الشهادات صورة عن المشاعر العديدة التي انتابت كلّ ضحية ومحاولتها فهم التحوّل الكبير الذي طرأ في لحظة واحدة على الواقع الذي كان قبل لحظات آمناً إلى واقع محفوف بالمخاطر. تلتقي الشهادات عند الكثير من القواسم، رغم اختلاف كلّ تجربة عن الأخرى بأحداثها، فتستعيد كلّ ضحية مشاهد تلك العشيّة، الدماء التي ملأت أجساد الناس، الرغبات التي تولّدت لديها: النجاة، الهروب، البحث عن مساعدة.. ثم تنتقل الشهادات إلى المرحلة اللاحقة، أي حين يحاول المرء فهم ما حصل والنتائج التي وقعت عليه، والتي يترافق معها القلق، والخوف، والضياع والهذيان والكثير من الإحساس بالذنب.
جوليا: قولولي إنّه حدا من السياسيين مات
تقرأ الممثلة باسكال شنيص، شهادة جوليا التي تروي فيها تجربتها القاسية مع التفجير وإصابة صديقها باسكال وصعوبة نقله إلى المستشفى وكلّ ما خطر في بالها في تلك اللحظة.
“كنّا عم نسمع ضجّة وأصوات كأنّو قواص وعم نشوف دخنة، وما عم نفهم شو عم بصير (…) الذكريات براسي كانت كتير مخربطة، مثل شي حلم، صعب اتذكر كيف صارت الإشيا”. وحين تبدأ برواية ما حصل بالتفصيل تقول “كنّا قاعدين بالبيت عادي..” وهي عبارة وردت على لسان جميع الناجين بصيَغ مختلفة، في إشارة واضحة على الأمان البديهي الذي يشعر به المرء في بيته والذي بلغه التفجير وسلبه منهم. وتقول إنّها بدأت تشعر بخطورة ما يحصل حين بدأت الأصوات تشتد أكثر، فقررت الخروج من المنزل. تقول: “حسّيت إنّو شي مش طبيعي عم بصير، قلت لباسكال تعا نوقف بنص البناية، هول القصص لي متعلمينهم من أهلنا إيّام الحرب، إنّه إذا منوقف عالحيط أحسن، وأنا عم قول كلمتي طلعت أوّل بجّة، بتذكر صرخت بس ما بتذكّر شو صار، وبعدين صارت التانية”. تُتابع، “أنا كنت ع باب المدخل وكان ورايي حيط فما صرلي شي، شفت باسكال غايب عن الوعي وكلو دم، راسي عمل tunnel vision على باسكال وما قدرت فكر بشي تاني غير إنّه أوعى يكون ميّت”.
كما جميع المتضرّرين من التفجير ظنّت جوليا أنّها وباسكال فقط من كان يحتاج للمساعدة في تلك اللحظة ظنّاً منها أنّ الانفجار وقع قربهم قبل أن ترى جارها المصاب والناس المدمّمين في الخارج. تخبر جوليا بعد ذلك عن رحلة البحث عن مستشفى لصديقها المصاب في قدمه. وتختم بحديث دار بينها وبين صديقتها التي قالت لها إنّ ما جرى هو “خطأ” في المرفأ، “ما قبلت صدّق، قلتلها قوليلي إسرائيل قصفتنا على إنّو صدّق وإنّو يكون هيدا السبب… بليز قوليلي إنّو حدا منهم مات.. حدا من السياسيين مات..”.
ميريام صفير: دماء دماء دماء.. لم تكن تتوقّف
كانت ميريام تنوي أن تذهب مع صديقتها إلى دير ما شربل لكن بسبب زحمة السير الخانقة قررتا العدول عن ذلك والتوجّه إلى مقهى في الجميزة ولاحقاً انضمت إليهما صديقة ثالثة. قرأت شهادة ميريام باللغة الإنكليزية الممثلة ديبورا إليزر Debórah Eliezer.
وقع الانفجار وقذف الجميع كلّ في اتجاه، تقول ميريام إنّها كانت تسمع صراخاً من ناحية المطبخ و”كان الدخول إليه مستحيلاً بسبب الركام والحطام… ولكنّي في الواقع كنت خائفة ممّا يمكن أن أراه في الداخل”. فاز الخوف وخرجت ميريام من المقهى وبدأت السير “في الشارع نفسه الذي كان يعجّ بالحياة قبل ساعتين”. تخبر عمّا رأته في الشارع من “دمار كان أكبر بكثير مما كنّا نظن” وعن “الفوضى العارمة، والناس الذين يصرخون ويبكون، والآباء الحاملين أطفالهم الجرحى”…
تضيف “دماء دماء دماء، المزيد من الدماء، لم تكن تتوقّف”. وميريام أيضاً لم تتوقف عن السير: “أردت فقط الخروج من المنطقة”.
كانت ميريام مصابة في كتفها، لكنّها أدركت مع رؤيتها العدد الهائل من الجرحى في الطرقات أنّ المستشفيات مليئة بمن هم مصابون بجروح بليغة لذلك ارتأت الذهاب إلى صيدلية حيث أخبرها الصيدلي أنّ جرحها عميق ويحتاج إلى تقطيب وأنّها مصابة بجرح أعمق في عنقها وأنّ عليها الذهاب إلى المستشفى. تخبر ميريام لاحقاً عمّا رأته في المستشفى من إصابات وعن انتظارها أربع ساعات قبل أن يتمّ علاجها.
تقول ميريام إنّها لم تبكِ إلّا حين غرز الطبيب الإبرة في كتفها ولم تعد تستطيع أن توقف دموعها، ليس من الألم بل من هول الصدمة ومن الصور التي بدأت تسعيدها في تلك اللحظة للجرحى والناس المرعوبين في الشارع.
حين عادت إلى المنزل، بدأت مشاعر الذنب تنتابها متسائلة: “كيف سرت كل تلك الطريق ولم أساعد أحداً؟”. وتخبر لاحقاً أنّ المشاهد التي رأتها في ذلك اليوم لا تفارق بالها وأنّها لا تبتسم أبداً من قلبها وأنّ “لا سعادة كاملة قبل أن تأخذ العدالة مجراها”.
فاطمة: ما قادرة إسمع أخبار عن الانفجار
لا تذكر فاطمة قرياني ما حصل لحظة التفجير، علمت لاحقاً أنّها وقعت على الأرض ووقع عليها “المانيكان” حيث تعمل، أصيبت في رأسها ممّا تطلّب عملية جراحية دقيقة. وبصوت وأداء مؤثّر من بسمة بيضون تمكّنت فاطمة من نقل تجربتها المريرة مع إصابتها البليغة في الرأس بسبب التفجير.
“وقت أخذوني على المستشفى كان بدّي 5 دقايق وبموت.. كان عندي نزيف داخلي، شالو جمجمتي، وقعدت 11 يوم بالعناية، بالكوما يعني، الله رجعني على الحياة”. “أول ما وعيت، ما كنت قادرة أعمل شي.. لحد ما عملت العملية الثانية، وحطولي الجمجمة، يعني العظمة رجعوها”. “ماشي حالي الحمدالله، بس كل فترة بيوجعني راسي، وطلع عندي غضروف بمنخاري ولحمية، وشفافي.. من ورا الانفجار،.. عم إشتغل على الموضوع لأمّن العلاج..”.
“هلّا ما قادرة إسمع شي أخبار عن الانفجار، حتى صوت الإسعاف ما قادرة إسمعو (…) كيف بدو يوصلنا حقنا بهالدولة؟ ما بيحسّو فينا (…) حتى بالحكمة ما اتطلعو فينا قالولي ح نعملك عمليتين والباقي عليكي. الحكما ساعدوني كتير، الدولة ما عملت شي..”.
الأمر لم يتوقّف عند فاطمة بل أصيبت بناتها بحالة نفسية “عم عالجهن. أمهم ماتت ورجعت، وهم مش مصدقين، كل الوقت بكي وخوف. أنا حطيتهن بالمبّرات، الظروف جبرتني حطهن بالداخلي”. وتؤكّد فاطمة أكثر من مرّة في شهادتها أنّ بناتها كنّ سبب عودتها إلى الحياة”.
عباس أحمد مظلوم: أنا اليوم بالحياة صفر
كانت حياة عبّاس قبل التفجير “عاديّة جداً”، يعمل في مطعم بالجميزة، يعطّل الاثنين، يزور قريته ويعود إلى بيروت للعمل. وحين حصل التفجير كان عبّاس في مكان عمله، سمع دوي الانفجار الأوّل وهو في المطبخ، أخبره زملاؤه أنّ الطيران قصف المنطقة وخرج ليتفرّج، ثم حصل الانفجار الثاني ووقع على الأرض وغاب عن الوعي قبل أن ينقل إلى المستشفى ويخرج لاحقاً ليواجه حياة جديدة مع إعاقة دائمة. فؤاد يمّين قرأ شهادة عبّاس ونقلها مع كل أوجاعها، والغضب الذي شعر به وحقده على النظام الذي لا يؤمن أنّه سيوصله إلى العدالة.
“وعيت وحسّيت حالي بالليل، بس ما كان ليل، قمت وصرت إمشي… طلعنا بـ بيك آب على مستشفى مار يوسف، بالطوارئ طلع واحد لعندي وقلّي نام هون…. بعد ربع ساعة صرت صرّخ، إجا الحكيم وسألني شو بني، ولاقى راسي مفتوح، حطلي ثلاث قطب ليضبلّي راسي شوي. طلب منّي حرّك إجريي، وحركتهم، ثم قال لي “خلّيك مثل ما إنت”، بقيت مثل ما أنا، حطلّي أوكسجين، من هيدا لي بينوّم… وعيت بعد العملية بخمس ساعات ونصف، مثل ما أنا هلأ، ضهري ما فيني جلّسو وإجريي مشلولين و45 قطبة براسي”.
“كتير اتغيّرت حياتي، (…) أنا اليوم بالحياة صفر، ولا شي قادر إعمل إلّا إحكي. اللي عايش بهيك بلد بيتأمل شي بالحياة؟ كم انفجار طلع بالبلد؟ اتوصّلوا لشي؟ بلد ما في شي لا دولة ولا أمان، قطعة أرض فلتانة…”. ويضيف “ما تواخذوني بهالكلمة نحن قطيع بلا راعي”.
سارة كوبلاند: عن قرارات الحياة والموت التي اتخذتها السلطات
بأداء الفنانة صوفيا أحمد، استطاعت سارة كوبلاند أن تقدّم شهادة مطوّلة حول واحدة من أصعب التجارب التي يعيشها أي ضحية لهذا التفجير. سارة الآتية إلى بيروت من أستراليا للعمل مع منظمة الأمم المتحدة، خسرت ولدها آيزاك ذي العامين، وكانت حامل في الشهر السابع. انطلقت سارة في شهادتها بالحديث مطوّلاً عن آيزاك وصفاته قبل أن تدخل إلى متاهات المرحلة التي تلي فقدان الطفل، مروراً بالشعور بالذنب، ثم الوعي تجاه من سيحمل المسؤولية، ودوافع النضال لأجل العدالة.
“آيزاك، كان طفلاً مندفعاً، شجاعاً، وواثقاً من نفسه وبالغ الذكاء. كان ينمو في بيروت، ويحب التحدّث مع الناس، وبينما كنّا نتجول في المدينة كان يلّوح بيده للمارّة… كان بارعاً في ألعاب الأحاجي… كان يحب القطط، السحالي والفراشات، وقضينا العديد من الساعات في الحديقة بالقرب من شقتنا وهو يبحث عنها”. وتضيف “أشعر بألم جسدي لمجرّد التفكير بأنّه لا يمكنني أن أحضنه مرّة أخرى”
تتغيّر نبرة الممثلة وهي تنتقل من الحديث عن مزايا آيزاك إلى الحديث عن مأـساة موته: “دعوني أخبركم كيف قُتل هذا الطفل الصغير الجميل. كان يجلس في كرسيه للعشاء في المنزل، وهو المكان الذي يجدر به أن يكون الأكثر أماناً، حيث كان يغني من أغاني الأطفال المفضّلة لديه عندما وقع الانفجار، وقعت أرضاً، ولكن آيزاك في كرسيه المرتفع كان سهل المنال، اخترقت صدره الصغير قطعة زجاج كبيرة، بدون أن ندري ما حصل هرعت أنا وزوجي للحصول على المساعدة، ولكن أقرب مستشفى كان قد دُمّر بالكامل… ساعدنا أحد الأشخاص في الشارع بالوصول إلى مستشفى الحريري لكن آيزاك فارق الحياة قبل الوصول”.
“كنت حامل في الشهر السابع في ذلك الوقت، وكان أمامنا ثلاثة أسابيع للعودة إلى أستراليا لأضع مولودي الجديد، وبدلاً من أن يرافقنا آيزاك إلى بلدنا لرؤية أجداده وأبناء عمومته، ولمقابلة شقيقه الصغير، رافقنا في نعش إلى أستراليا… لقد عانيت للتصالح مع ما حصل لآيزاك، ليس فقط بسبب فقدانه وهو أصعب ألم يمكن تصوره، ولكن أيضاً بسبب كيفيه حصوله”… “أعاني من القلق والذكريات المؤلمة، الأصوات العالية تجعلني مشلولة من الخوف”.
يضع موت آيزاك سارة في حالة من الشعور بالذنب وتبدأ بطرح الأسئلة “لماذا قبلت بوظيفتي في الأمم المتحدة، ولماذ اخترنا تلك الشقة، ولماذا وضعت الكرسي المرتفع في تلك البقعة من الغرفة” وتذهب إلى حد السؤال “لماذا كنت واقفة إلى جانب آيزاك وليس أمامه لأحميه بجسدي”.
تتبدّل نبرة الممثلة من جديد إلى نبرة حازمة وهي تقول: “قرارات الحياة والموت اتخذتها السلطات حين لم تتخذ أي إجراء: حيال تخزين نيترات الأمونيوم بطريقة غير آمنة في منطقة سكنيّة، والقرار الذي اتخذته السلطة بعدم تحذير أهالي بيروت من الخطر حين اندلع الحريق. كان بإمكان تحذير بسيط بأن نبتعد عن النوافذ أن ينقذ أعداداً لا تحصى من الأرواح، وبما في ذلك آيزاك. وكذلك القرار بعد الإنفجار بعدم تقديم إرشادات للسكان، حول المستشفيات التي دمّرت والتي بإمكانها استقبال مرضى، حيث ضاعت دقائق ثمينة ونحن نحاولن الحصول على الرعاية الطبية”.
تقول سارة إنّها بعد الانفجار شعرت بالهزيمة، قبل أن تدرك أنّنا “إذا لم نناضل لأجل العدالة وكأنّنا نُقرّ أنّ ما حصل لهذ الطفل الذي قتل بوحشية في منزله لا يهم لكنه أمر مهم”.
توثيق شهادات الضحايا: “كي لا ننسى”
تلا العرض الذي حصل من خلال تعاون بين مسرح “غولدن ثريد” الأميركي ومسرح المدينة و”المفكرة القانونيّة” نقاش بين المخرجة سحر عسّاف والمديرة التنفيذية لمسرح المدينة نضال الأشقر والمحامية غيدة فرنجية من المفكرة القانونية والمعالجة بالدراما زينة دكّاش والموسيقي والكاتب حامد سنّو. وتطرّق النقاش إلى الصعوبات التي يواجهها الضحايا بعد عام على التفجير والوسائل المتاحة للوصول إلى العدالة، مع الحديث حول دور المسرح والفن في نقل هذا الواقع المرير.
وأوضحت المخرجة سحر عسّاف أنّ “عاماً مرّ ومن نجا من التفجير لا يزال ينتظر إجابة، فيما لم يُحاسب أي من المسؤولين عنه”، لذلك فـ”هذا العمل اليوم يهدف لرفع أصوات بعض الناجين وفتح مساحة للباقيين منّا، من شهدوا على هذه الكارثة”.
وشرحت المعالجة بالدراما والممثلة زينة دكّاش بأنّه “من الضروري مشاركة هذه التجارب بهذه الوسائل وألّا تكون الطريقة الوحيدة لإيصال الشهادات هي عبر شاشات التلفزة والمقابلات”. ولفتت زينة دكّاش إلى أنّنا “نعيش صدمات متتالية منذ الحرب الأهلية، واليوم الوضع الاقتصادي المنهار، ثمّ التفجير الذي يُشكّل الصدمة الأكبر”، واصفة ما تمرّ به بأنّه صدمة معقدّة يواججها المجتمع ككل.
واعتبر الموسيقي حامد سنّو أنّ “تقديم هذا العمل يُشكّل حاجة لأن لا ننسى، وأن نتعلم من أخطاء الأجيال التي سبقتنا وألّا نكرر تجاربهم”. واعتبر أنّ عرض الشهادات “وسيلة كي لا نعيش في النكران وكي نحاول الخروج من الحالة التي نعيشها في ظل حكم السياسيين المسؤولين عمّا وصلنا إليه”.
ومن جهتها، أكّدت رئيسة مجلس إدارة مسرح المدينة الفنانة نضال الأشقر أنّ “المسرح دائماً ما يثبت إنسانيته وهذا ما يُثبت الحاجة إليه كما هي الحاجة إلى الموسيقى ولوسائل التعبير الفنية المتعددة”. واعتبرت كارثة تفجير مرفأ بيروت “مؤشراً تراجيدياً لما وصل إليه بلدنا”. واعتبرت أنّ “لبنان هو نتيجة تراكم أخطاء بقيت بلا حلول ولا مساءلة حقيقية لعشرات السنين وآخرها انفجار المرفأ”. وأضافت، “نحن أمام حالة حداد كامل ندور في دوامة لا نعرف كيفية الخروج منها”.
المحامية غيدة فرنجية شرحت أبرز العراقيل التي تقف أمام سلامة التحقيقات التي يجريها المحقق العدلي القاضي طارق بيطار بدءاً بغياب الضمانة لاستقلالية القضاء بالشكل الكافي، إضافة إلى مشكلة في المجلس العدلي الذي أُحيل إليه التحقيق في تفجير المرفأ والمتمثّلة في عدم وجود درجة ثانية من التقاضي وبالتالي عدم إمكانية استئناف الأحكام أمامه. يضاف إلى ذلك “تمنّع المسؤولين من المثول أمام التحقيق متذرعين بالحصانات“.
واعتبرت غيدة فرنجية أنّ تراكم المآسي أدّى إلى تحوّل الناس إلى ضحايا مستمرين، مشددة على أنّ المسألة المهمّة “لا تقف عند التحقيقات، فالعدالة أيضاً ترتبط بكيفية استعادة أحياء المدينة، واستعادة الشعور بالأمان بين أفراد المجتمع”.