لم يختلف المشهد في مكان الإعتصام في ذوق مصبح في اليوم التاسع للحراك عما كان عليه في الايام السابقة، مع فوارق بسيطة متصّلة بالتطورات السياسية والامنية التي تشهدها الانتفاضة اللبنانية كل يوم. والجمعة كان الموعد الأساسي مع كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله،، وبالتالي يمكن القول إن المشهد في ذوق مصبح انقسم الى مشهدين: الاول ما قبل كلمة نصرالله والثاني ما بعدها.
وقد بدأ صباح الاعتصام في الذوق كصباحات الايام القليلة الماضية حيث كان الحدث الاساسي اقفال الاوتوستراد الدولي قبالة محلّات “سي سويت” للحلويات لليوم التاسع على التوالي منعاً لوصول الموظفين والعمال إلى عملهم، “اذ لا يجوز ان نبقى نحن في الشارع لتسعة ايام بلياليها للمطالبة باستقالة الحكومة ولا يسأل عنا احد من المسؤولين، بينما هناك عدد من المواطنين يريد ان يكمل حياته بشكل اعتيادي”، على ما قال احد المعتصمين في الذوق. وأضاف: “وحتى اذا كان الذين يقصدون اماكن عملهم مضطرين تحت طائل الطرد من العمل، فنحن نريد ان نتضامن معهم بإعلان العصيان المدني، وبأن ايا كان لا يستطيع الوصول الى مكان عمله”. حتى ان المعتصمين في المنطقة لم يكتفوا بتسكير الاوتوستراد الساحلي صباحا بل عمدوا ايضا الى تسكير الطريق البحرية بما تسبّب بازمة سير خانقة على امتداد الطريق البحرية في الساحل الكسرواني.
هذا قبل كلمة أمين عام حزب الله. اما بعد كلمته فقد اخذ المشهد في الذوق طابعا مختلفاً وبدا ان اعداد المتظاهرين بدأت بالازدياد، واذا كان هؤلاء لم يحملوا ايا من الشعارات المعادية لحزب الله الا انهم عبّروا عن امتعاضهم من كلام نصرالله وضموه الى الرئيس ميشال عون وسعد الحريري من حيث عدم الإستجابة اي منهم لمطالبهم، لا بل زادوا ان نصرالله يهدّد المتظاهرين وأنهم لن يخافوا، حتى انه صدر بعض الكلام الذي ينمّ عن تفاعل طائفي مع كلام نصرالله مثل “الموارنة هنا منذ 1500 سنة ونصرالله لا يخيفنا”. إلاّ أنّ هذا الكلام يقابله كلام جذري عن “كلن يعني كلن” حتى انهم لم يستثنوا “القوات اللبنانية” التي يرجّح ان يكون بين المتظاهرين في الذوق مناصرين لها لكنّهم لا يعلنون ذلك.
هذا في النهار امتددا الى ساعات المساء الأولى قبل ان ينقلب الجو ليلاً ليتحوّل الى جو راقص على وقع الاغاني الوطنية، وحضور ما يزيد عن الاربعة آلاف مشارك جلّهم من الشباب.
أمّا في غزيز فبدا الوضع شبيهاً بالأيام التسعة الماضية بلياليها، حيث استمر المعتصمون في قطع الاتوستراد مقابل “المترو” بالردميات والسيارات، بينما استمر عدد منهم في المبيت في مكان الاعتصام، في سياراتهم او في الخيم المنصوبة في المكان، وهو ما تستدعيه الأنباء المتكررة عن أنّ الجيش قد يبادر الى القيام بمحاولة ثانية لفتح الطرقات، وترك المتظاهرين يجتمعون في مساحات محددة على جانبيها، خصوصاً ان المنطقة الممتدة من جبيل الى الذوق ما تزال تشهد تسكيرا للطرق في اماكن عدّة، كالصفرا والبوار والعقيبة وغزير والذوق، وهو ما تسبّب بزحمة سير خانقة، أثارت امتعاض العابرين.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.