من حقوق الصيادين إلى مواجهة سد بسري: صيدا تستكمل ثورتها


2019-11-11    |   

من حقوق الصيادين إلى مواجهة سد بسري: صيدا تستكمل ثورتها

بدأت مدينة صيدا نهارها اليوم، الإثنين 11/11/2019، بمسيرة بحرية في الميناء والمدينة الأثرية تحت عنوان "مسيرة الصيادين" دعماً لحقوق بحارتها. وكانت المدينة أمضت يومين مُثمرين تخللهما مروحة واسعة من المبادرات والأنشطة التي أكّدت وعي الثوار، ورغبتهم في تحسين وطنهم وإصرارهم على ذلك.

إسمك يا صيدا من إسم الصيادين

إذا كانت مهنة الصيد من أقدم المهن في المدن الساحلية عموماً، فللصيد والصيادين في مدينة صيدا قيمة  ورمزيّة سياسية وإجتماعية ربّما لا تدركها الأجيال الجديدة.

فمهنة الصّيد ليست المهنة الأقدم في صيدا وحسب، بل إنها المهنة التي أعطت المدينة اسمها أيضاً، كما يُقال. فضلاً عن ذلك، يرمز الصيادون في صيدا إلى الطبقة الفقيرة والثائرة التي واصلت احتجاجاتها خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي رافعةً مطالبها إلى السلطة، وهي تحركات لعبت دوراً كبيراً في المشهد السياسي والاجتماعي الذي شهدته المدينة وشهده لبنان أيضاً. وكان المناضل معروف سعد أحد أبرز الوجوه الداعمة للصيادين حينها حتى أن تحركاتهم تقترن باسمه، خصوصاً بعدما اغتيل في إحدى التحركات المطلبية التي شارك الصيادين بها عام 1975.

وشارك في مسيرة اليوم حوالي ثلاثون مركباً للصيادين فضلاً عن بعض مراكب رياضة "الكاياك" التي رفعت جميعها العلم اللبناني، مطالبين بحقهم بالضمان الاجتماعي وتنظيم قطاع الصيد.

"تذكرني هذه المبادرة بأن الثورة ليست بالأمر الجديد على صيدا. فصيدا اعتادت على رفض الظلم والمطالبة بحقوق الناس" يقول أحد المشاركين. ويضيف: "الصيادون هم من الفقراء الذين علينا أن نقف إلى جانبهم إذ أننا كثوار نريد العدالة للجميع من دون أي تفريق. كما نريد أن ندعم هذه المهنة لأننا لا نريدها أن تندثر"، تقول إحدى المشاركات في المسيرة.

أحد الطلاب

ولم يغب دور الطلاب عن المشهد العام الصيداوي، إذ استمر بروزهم في ساحة الإعتصام "ايليا" خلال اليومين الأخيرين عبر أنشطتهم.  وأكدوا يوم الأحد 10/11/2019، أن الطلاب هم عصب الثورة: وقال طالب تحدث باسمهم: "نحن نناقش باستمرار الخطوات التي نريد القيام بها وكل شخص لديه فكرة يقترحها، فأعتقد أن التشاور والعمل الجماعي هو الذي يميز تحركاتنا" مؤكداً على المشاركة في غالبية الإجتماعات والإحتجاجات.

وشاركت طالبات الحقوق باعتصام تحت عنوان "حجابي مش ضد العدل" عصر الأحد من أجل تسليط الضوء على قضيّتهن إذ: "لا يحق للمرأة المحجبة دخول السلك القضائي، وفي ذلك تمييز ضد النساء وتقليل من حظوظهن في تحقيق أهدافهن. فالتعيين يجب أن يكون على أساس الكفاءة لا الإنتماء الديني، لذلك نحن هنا" تقول إحداهن.

كما نظّم الطلاب فطوراً جماعياً صباح يوم السبت. "دفع كل تلميذ ألف ليرة لبنانية لقاء منقوشة زعتر وبونجيسة كي يتناولوا فطورهم معاً مع كثيرٍ من الحرية والتفاؤل" علّقت إحدى المشاركات في هذا النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشارك الطلاب وسائر المتظاهرين في اليومين الأخيرين بالعديد من الأنشطة، منها درس اللغة العربية في "حديقة الناتوت" أو "حديقة الثورة" لصف الثالث ثانوي نهار السبت، والحلقات الحوارية والنقاشات حول مواضيع شتى مثل الوضع الاقتصادي في لبنان منذ 1992 والشفافية والفساد. "لم نكن نناقش هذه المواضيع في المدرسة. وإذا كنا نتطرق إليها أحياناً فبشكل بسيط… يمكنني القول أنني أتعلم الكثير من الأمور الجديدة في ساحة إيليا. أصبحت أكثر ثقافة هذا صحيح، ولكنني أيضاً أشعر بأني أقوم بشيء فعال من أجل وطني"، يقول أحد الطلاب الذي يواظب على المشاركة في كل أنشطة الساحة.

صيدا تنتفض ضد سد بسري

كما شارك المتظاهرون في صيدا في مناهضة بناء سد بسري نهار السبت. "صيدا ستتأثر بإنشاء السد أيضاً، فهذا المشروع سيؤدي إلى جفاف نهر الأولي، النهر الأهم في صيدا الذي اعتاد الصيداويون أن يقصدوا ضفافه للترويح عن أنفسهم" تقول إحد المشاركات. ويضيف مشارك آخر:"محزنة هذه الزيارة، حيث رأينا كل الدمار الذي خلفه هذا المشروع حتى قبل أن ينفذ على أكمل وجه، من قطع للإشجار تحديداً، مؤلم حقاً".

بيان بلدية صيد

وكان مجلس بلدية صيدا أصدر بياناً مساء يوم الجمعة استنكر فيه وبشدّة "الإساءة والتعرض لقامة وطنية كبيرة مثل دولة الرئيس فؤاد السنيورة الذي عمل لصيدا من اجل تنميتها، وللبنان لسنوات طويلة ولا سيما عندما كان نائباً للمدينة وعمله مع النائبة بهية الحريري"، وفق البيان.

ولاقى البيان امتعاض الكثير من الصيداويين، فيقول أحدهم: "زمن الدفاع عن الأشخاص ولّى، أما اليوم فنحن ندافع عن الفقير" يقول أحد المعترضين على بيان البلدية. ويضيف أخر: "نتمنى على أعضاء المجلس البلدي ان يتكلموا بصفتهم الشخصية وليس باسم مدينة صيدا، فنحن لا نرى أياً من الإنجازات". وكانت الوقفات الإحتجاجية أمام مكتب الرئيس السابق فؤاد السنيورة تكررت مساء يوم الأحد أيضاً.

أما اليوم، فيعقد طلاب الجامعات في صيدا اجتماعاً في الساحة للبحث في تطورات الحركة الطلابية والعمل على تأسيس رابطة طلابية جامعية لتحقيق أهاداف ومطالب الطلاب في الثورة. كما تستضيف الساحة المخططة المدينية جنى النخّال للحديث عن ساحات الثورة و علاقة الناس بها عند الساعة السادسة مساءاً.

 

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني