نفّذت إسرائيل تهديداتها فجر اليوم الإثنين واعترضت سفينة “مادلين” التابعة لأسطول الحرّية والتي كانت متّجهة لفك الحصار عن غزة، وقد انقطع الاتصال كلّيًا بالطاقم والركاب من بينهم ناشطون ومدافعون عن حقوق الإنسان منهم النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن.
ونقلت “الجزيرة” عن إعلام إسرائيلي أنّ وحدة الكوماندوس البحري “شاييطت 13” سيطرت على “مادلين” ويتمّ نقلها إلى ميناء أسدود.
وذكرت فرانشيسكا ألبانيزي المقرّرة الأممية الخاصة بفلسطين في منشور أنّها كانت تواكب الركّاب عبر الإنترنت وأنّه عند الساعة 11 و18 دقيقة بتوقيت بريطانيا (1:18 فجرًا بتوقيت غزة)، وصلت إلى مقربة من السفينة زوارق سريعة إسرائيلية وسمعت الرّكاب يتحدثون إلى جنود إسرائيليين ويقولون لهم إنّهم يحملون مساعدات إنسانية وإنّهم مسالمون. وقالت إنّها سمعت القبطان يطلب من الركّاب أن يتحلّوا بالهدوء ويرتدُوا سترات النجاة ويحملوا جوازات سفرهم.
ولاحقًا ذكر “تحالف أسطول الحرية” في منشور عبر “تلغرام” نشر عند الساعة 2 و49 دقيقة فجرًا بتوقيت غزة إنّ “مادلين تتعرّض لهجوم في المياه الدولية. مسيّرات كوادكوبتر تحاصر السفينة وترشّها بمادة بيضاء. الاتصالات مشوّشة ويتمّ بث أصوات مزعجة عبر الراديو”.
وقالت هويدا عرّاف، منظِّمة “أسطول الحرّية” لشبكة “سي إن إن”: “قبل قليل، حلَّقت طائرتان إسرائيليتان مُسيَّرتان فوق سفينة “مادلين” التابعة لـ”أسطول الحرية”، وأسقطتا أو رشَّتا نوعًا من المواد الكيميائية البيضاء عليها. والآن، يبدو أنّ مادلين مُحاصرة من قِبَل قوات الكوماندوس البحرية الإسرائيلية”.
وكانت الجزيرة مباشر تبث مباشرة من السفينة عند وصول الزوارق الإسرائيلية عبر المراسل عمر فياض، قبل أن ينقطع الاتصال أيضًا، ونسمع المراسل قبلها يقول إنّ الجنود طلبوا منهم رفع أيديهم.
وبذلك، تكون إسرائيل نفّذت تهديدها بمنع وصول السفينة إلى غزة، حيث أعلن وزير “الدفاع” يسرائيل كاتس، الأحد أنّه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بضمان عدم وصول سفينة “مادلين” إلى غزة. واليوم خرج كاتس بتصريح “يهنّئ” فيه الجيش على “السيطرة السريعة والآمنة على سفينة مادلين لمنعها من اختراق الحصار والوصول إلى شواطئ غزة”.
وخرج الناشطون على متن السفينة في أوقات مختلفة من يوم أمس وليله في فيديوهات استغاثة SOS استباقية نشرت على صفحة السفينة على منصة X وعبر تلغرام، يقولون فيها: “إنْ كنتم تشاهدون هذا الفيديو فنحن تمّ اعتراضنا في المياه الدولية على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي أو قوات تدعم إسرائيل” و”لقد تمّ اختطافنا أو احتجازنا” وحثّوا متابعيهم على الضغط على حكوماتهم من أجل إطلاق سراحهم.
وآخر صورة نشرها التحالف للسفينة تُظهر الناشطين وهم يرتدون سترات النجاة ويرفعون أيديهم.
يشار إلى أنّ “مادلين” انطلقت من شاطئ كاتانيا في صقلية الإيطالية على أمل الوصول هذه المرّة إلى شاطئ غزّة المحاصرة والمبادة والجائعة، أبحرت صباح الأوّل من حزيران وهي محمّلة بالمساعدات الإنسانية و12 مدافعة ومدافعًا دوليًا عن حقوق الإنسان، في تحدٍ مباشر للحصار الذي تفرضه إسرائيل. وتحمل السفينة حليب أطفال وأرزًّا وطحينًا وحفاضات ومستلزمات طبية وغيرها.
سبقت “مادلين” قبل شهر سفينة “الضمير” التي قصفتها إسرائيل بسربٍ من المسيرّات في المياه الأوروبية، منتهكة القانون الدولي، ما أدى إلى إصابة أربعة من أفراد الطاقم، واشتعال النيران فيها وانقطاع الاتصالات. وقال البيان الرسمي للأسطول حينها إنّ “السفينة تُركت تائهة تتسرّب إليها المياه”.
وقد سمّيت سفينة “مادلين” تيمّنًا بمادلين كُلّاب أوّل وأصغر صيّادة امتهنت الصيد في غزة. وقد جمعت “الجزيرة” أمس في اتصال هاتفي مادلين بركّاب السفينة وجرى حديث مؤثّر بينها وبين النائبة والناشطة ريما حسن