مجددًا احترق مكبّ سرار العشوائي في عكّار ليشعل مئات آلاف الأطنان من النفايات رغم مرور 4 سنوات على إنشاء معمل فرز ومطّمر صحي لم يشغّلا لغاية الساعة. وتحوّل المكبّ إلى مقتلة تنشر السرطان والأمراض الخطيرة بين سكان 10 قرى محيطة به. فما قصّته؟
1- حوّل أرضه مكبّ نفايات
قبل ربع قرن، بدأ خلدون الياسين جمع نفايات البيوت في حافلة متواضعة مقابل رسم ورميها في أرضه في قرية سرار التي ورثها مع أشقائه عن جدهم أحد بَكوات المراعبة. مع تحسّن أحواله، اقتنى آليات وصار يجمع نفايات بلديات عدة، ويرميها في سرار أيضًا مشكّلًا مكبًا عشوائيًا خاصًّا.
2- سرار مكبّ رسمي بقرار حكومي
مع نشوء أزمة النفايات في 2015، قرّرت الحكومة اعتماد سرار مكبًّا رسميًا. وموّل الاتّحاد الأوروبي إنشاء مطمرَين صحيّين ومعمل فرز ومعالجة لاستيعاب 300 طن يوميًا بكلفة نحو 6 ملايين دولار.
فاز الياسين بمناقصة تشغيل المعمل والمطمر لكنه امتنع عن تنفيذ العقد بذريعة اختلاف سعر الصرف. لم تستكمل شركة معمار التي فازت بإنشاء المطمر الصحّي التزامها بعد إدراجها على لائحة العقوبات الأميركية.
4 – نفايات 180 قرية تُرمى في سرار
توسّعت أعمال الياسين وشركاؤه في ملكية الأرض من أشقّائه، وتعاقدوا مع نحو 180 بلدة عكارية لاستقبال نفاياتها مقابل رسم يومي يبلغ في حدّه الأدنى 100 دولار والأعلى 350 دولارًا.
5 – الحرائق حتمية في المكبات العشوائية
يحتوي المكبّ على مئات آلاف الأطنان من النفايات العشوائية 60% منها عضوي ما يكوّن غرف غاز الميثان نتيجة التخمّر والتي تشتعل لمجرّد ملامسة الهواء مسبّبة حرائق تنبعث منها الغازات السامة القاتلة.
وتختلط عصارة المكب مع مياه نحو 10 ينابيع في “وادي الدلّب” ما يسمّم مياه الري في الدريب وصولًا إلى سهل عكار، ومعها المياه الجوفية والحوض المائي للّنهر الشمالي الكبير.
6- سرار يحترق مجددًا
في 13 حزيران 2024، شب حريق كبير في المكبّ لم يكن الأوّل من نوعه، طالت أضراره نحو 63.5 هكتارًا. وهجّر نحو 25% من أهالي القشلق المحاذية للمكبّ. وفي ظل الخلافات بين الأشقاء الياسين على ملكية الأرض والشركة مشغلة المكبّ، تقاذف هؤلاء اتهامات تعمُّد إشعال المكبّ، فيما لم ينطق القضاء حكمه الفاصل في تحديد المسؤوليات.
7- البنك الدولي يتحرّك
أكد البنك الدولي تأمين 3 ملايين دولار لتشغيل المطمر الصحي ومعّمل الفرز وسط تصارع الأُخوة الياسين وداعميهم من النافذين على الجهتين، بينما لم تسأل أي جهة رسمية عن أهالي محيط المكب المقتولين بسمومه.
نشر هذا الرسم البياني في العدد 73 من مجلة المفكرة القانونية – لبنان
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.