مقتل الشيخ الرفاعي: جنايات الشمال ترجئ المحاكمة لعدم سوق الموقوفين

مقتل الشيخ الرفاعي: جنايات الشمال ترجئ المحاكمة لعدم سوق الموقوفين
قصر العدل في طرابلس

أرجأت محكمة الجنايات في الشمال أمس الخميس 11 تموز جلسة المحاكمة الثانية في قضية قتل الشيخ أحمد الرفاعي، وذلك بسبب عدم سوق المتهمين الموقوفين من سجن رومية إلى قصر عدل طرابلس. وكانت المحكمة قد استجوبت خلال الجلسة السابقة المتهم الرئيسي في القضية الشيخ يحيى الرفاعي، رئيس بلدية القرقف، الذي تراجع عن أقواله خلال التحقيقات لدى فرع المعلومات، فيما كان من المقرّر في جلسة الأمس استجواب المتّهمين الآخرين، وهم ابنه علي، وأبناء شقيقته عبد الكريم، ويحي، وأحمد محمد الرفاعي. وقررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى 3 تشرين الأوّل لتكرار سوق المتهمين.

انتظار الجلسة في أجواء الحرّ  

منذ ساعات الصباح، حضرت عائلة الشيخ أحمد الرفاعي إلى الطابق الرابع في قصر العدل – طرابلس، وتجمّعت عند باب المحكمة في انتظار بدء الجلسات. وعند العاشرة والنصف صعدت هيئة المحكمة إلى القوس، حيث أعلن الرئيس داني شبلي افتتاح الجلسات في حضور مستشاريه القاضيين طارق صادق ولطيف نصر، وممثلة النيابة العامّة ماتيلدا توما. في القاعة التي ضاقت بالحضور الذي بدت عليه علامات الضيق بسبب أجواء الحرّ، بدأت المحكمة بالنظر في القضايا المتراكمة أمامها، وراح الأهالي ينظرون إلى الزاوية المخصّصة للمتّهمين والموقوفين، متسائلين عن سبب التأخير في إحضار المتهمين بالرغم من حضور فريق الدفاع عنهم. وبعد طول انتظار، جاء دور قضية مقتل الشيخ أحمد الرفاعي بعد أن تجاوزت الساعة الثانية من بعد الظهر، حين دعا الرئيس الوكلاء في القضية للمثول أمام قوس المحكمة فتبيّن عدم سوق الموقوفين من سجن رومية إلى المحكمة.

تجدر الإشارة إلى أنّ قوى الأمن الداخلي تعاني من صعوبات عدّة لتأمين نقل الموقوفين إلى المحاكم في مختلف المناطق اللبنانية، حيث تشير أرقام مديرية السجون في وزارة العدل إلى عدم تمكّن قوى الأمن الداخلي من تنفيذ 35% من طلبات السوق في العام 2023. 

وعليه، مثل أمام المحكمة المحامي عبد الرحمن الحسن وكيل الجهة المدعية عائلة الشيخ أحمد الرفاعي، كما مثل فريق الدفاع عن المتهمين المؤلّف من المحامين فادي جميّل، شربل أبو شعيا، كارين أبو شعيا، وإيلي عقيقي. تقدّم فريق الدفاع عن المتهمين باستدعاء مشترك إلى هيئة المحكمة، وطالب وكيل الجهة المدعية تبليغه نسخة عن الاستدعاء، فقرّرت المحكمة إلزامهم بإبلاغ الجهة المدعية فور انتهاء الجلسة نسخة عن هذا الاستدعاء من دون أن تتمكن “المفكّرة” من معرفة مضمونه. 

وبعدها، أعلنت المحكمة تأجيل الجلسة إلى 3 تشرين الأوّل لتكرار سوق المتهمين. فطلب فريق الدفاع تقريب موعد الجلسة، فما كان من رئيس المحكمة إلّا أن أكّد أنّه حدّد موعد الجلسة في أقرب وأفضل وقت ممكن لكي يتاح للمحكمة استجواب المتهمين، موضحًا أنّ المحكمة طلبت سوق 30 موقوفًا في جلسات 26 أيلول، فيما لا يمثل أمامها سوى 12 موقوفًا في جلسات 3 تشرين الأوّل، وطالب من يشكك في نزاهة هيئة المحكمة المبادرة بتقديم طلب الرد. 

قصر عدل طرابلس

العدالة المرتجاة

بعد انتهاء الجلسة، عبّرت عائلة الشيخ أحمد الرفاعي لـ “المفكّرة” عن إصرارها على انتظار عدالة المحكمة. وقال عبد الله الرفاعي، شقيق المغدور: “نحن كلّنا ثقة في القضاة والعدالة”، فيما كرّرت والدة المغدور، فاطمة صباح الرفاعي، مطلبها بإعدام القتلى ووضع حبل المشنقة على رقابهم. وجدّدت الحاجة فاطمة مطالبة المحكمة بإنصاف ابنها، “فقد كان يعيل عشرة أنفس في رقبته، باتوا بلا سند”، فيما طالبت زوجته ميساء الرفاعي، بأن تتخذ المحكمة أشد العقوبات بحق المجرمين.

وشكَت العائلة من توقيف ابن المغدور بالتوازي مع الجلسة الماضية، إذ تم توقيف غيث الرفاعي (19 عامًا) بشبهة حيازة سلاح حربي في سيارته. وقالت الحاجة فاطمة: “أوقفوا الشاب الصغير بحجّة وجود بندقية، فيما تجاهلوا السيارة التي نقلت جثة الشيخ أحمد”، مطالبة بإطلاق سراح حفيدها الذي انتقل من بلدة القرقف في عكار إلى المنية للسكن مع والدته وإخوته تجنّبًا للمشاكل. 

كما أشارت عائلة المغدور إلى حيازة المتهم يحيى الرفاعي هاتفًا خلويًا داخل السجن، حيث ما زال يتواصل مع أقربائه ومؤيديه للضغط على عائلة المغدور واستهداف أفرادها، وللقيام بعمليات حرق للمنازل والسيارات، حسب قولها. 

انشر المقال

متوفر من خلال:

قضاء ، المرصد القضائي ، قرارات قضائية ، لبنان ، مقالات



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني