مسيرة صامتة بـوجه العنصرية في بيروت


2016-07-19    |   

مسيرة صامتة بـوجه العنصرية في بيروت

#كلنا_بوجه_العنصرية هو الشعار الذي انطلقت منه مساء الاثنين 18/7/2016 مسيرة صامتة من وزارة الخارجية والمغتربين في الأشرفية الى وزارة الداخلية والبلديات في الحمرا. المسيرة كانت من تنظيم "مرصد العنصرية" و"المنتدى الاشتراكي" وذلك للتضامن مع اللاجئين السوريين والعمال الاجانب في لبنان إزاء كل أشكال الاضطهاد التي يتعرضون لها، والأهمّ ضد تحميلهم أزمة اخفاق السلطة الحاكمة في إدارة ملف اللاجئين.

إذاً من أمام وزارة الخارجية والمغتربين مروراً بشارع مونو فالسوديكو والبسطة وصولاً الى الصنائع حيث مقر وزارة الداخلية، سارت مجموعة من الشبان والشابات وسط مرافقة أمنية مشددة، حاملين شعارات تعبّر عن رفضهم لمختلف اشكال "العنصرية التي تهدد السلم الاهلي" في لبنان وضد "منع التجوّل". وقام البعض منهم بوضع ملصقات على الجدران stickers)) تقول ان "ممنوع منع التجوّل" المفروض على السوريين بشكل خاص من قبل بعض البلديات على مختلف الأراضي اللبنانية يعدّ تجاوزاً صريحاً لصلاحيات البلديات ومخالفة واضحة لحقوق أساسية للاجئين والمقيمين غير اللبنانيين في لبنان. كما انه يشكل مخالفة للإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، فضلاً عن المعاهدات الثنائية بين لبنان وسوريا.

"لا نريد لقاحاً ضد شلل الأطفال نريد لقاحاً ضد العنصرية… لا نريد ان يصاب أطفالنا بهذا المرض الخبيث"، شعار رفعه رجل اربعيني على مفترق الطرف في بشارة الخوري على مرأى من السيارات والمارة الذين كانوا ينظرون اليه بين مؤيد ومعارض للفكرة. "امننا مرتبط بأمن اللاجئين"، "هو هرب من الموت مش ليموت من الذل عنا"، اقتصادنا فاشل ووضعنا سيء من قبل الحرب" و"يجب محاسبة السياسيين المحرضين على الكراهية". هي شعارات تعبّر عن رفضٍ تام لأي محاولة من قبل السلطة السياسية او اي جهة لتحميل السوريين مسؤولية الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة منذ زمن "وكفى ان اللاجئين لم يختاروا اللجوء" الى لبنان.
شاركت جنان سليم في المسيرة بعد متابعتها لموجة التحريض التي تمارس من قبل بعض وسائل الاعلام والسياسيين. وقالت: "انّ الشعب اللبناني يضع موضوع اللاجئين مثل الشماعة التي يعلق عليها كل مشاكله. وانا ارى ان هذا الموضوع ليس لبّ المشكلة فنحن لدينا الكثير من المشاكل الاخرى الحقيقية. أشارك لأقول ان ما يذاع من عنصرية من قبل البعض لا يمثل جميع اللبنانيين".
واعتبرت فرح قبيسي من "المنتدى الاشتراكي" أن "الخطاب الذي يحمّل العمال الاجانب او اللاجئين الفلسطينيين او السوريين مسؤولية فشل السلطة هو خطاب قديم جداً. وهو قد تجدد بعد تفجيرات القاع من اجل ذلك كانت هذه المسيرة بشكل اساسي".
قبيسي شبّهت العنصرية بالطائفية التي تعمل على شرذمة المجتمع وانقسامه. "العنصرية تلعب الدور نفسه من خلال خلق شرخ بين الاجانب والمواطنين". واعتبرت ان "العنصرية ترمي الى كبّ أزمة الدولة والطبقة الحاكمة على هذا الآخر لأنها طبقة تم تهميشها وتم استضعافها وتمييزها على الصعيد القانوني وعلى مختلف المستويات". واكدت ان "هذه المسيرة مهمة جداً لأنها كسرت بعضاً من الخوف في ظل هذه المكنة التحريضية الموجودة في البلد".

وعن رمزية اختيار أن تكون المسيرة من وزارة الخارجية والمغتربين الى وزارة الداخلية والبلديات فأشارت "الى ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يتصدر اليوم جوقة التحريض العنصري في البلد، وهو لا ينفك يعطي دروساً في ذلك. وعبّر لليمين الاوروبي حول كيفية التعامل مع اللاجئين السوريين. أما وزارة الداخلية فهي المسؤولة عن سلامة كل الناس الموجودين على الاراضي اللبنانية وهي مسؤولة عن وضع حد لممارسات البلديات والانتهاكات التي ترتكبها بحجة المحافظة على الامن".
وقد نوّه البيان الذي تلاه المنظمون عقب المسيرة أمام وزارة الداخلية بأن "بعبع الغريب هو بعبع مفتعل من سياسيين إنتهازيين، أحرقوا البلد في الماضي، وليس لديهم مشكلة في ان يحرقوه من جديد". وأكدّ رفض "نظام الكفالة الذي يعد عبودية رسمية". ورفض "الإتجار بالسوريات وتشغيل السوريين بالسخرة؛ والإعتقالات والمداهمات والإذلال على الحواجز؛ وحظر التجوّل غير القانوني الذي تفرضه البلديات؛ وطرد الأطفال السوريين من المدارس؛ ومشاركة اللبنانيين بحروب تخلق المزيد من اللاجئين؛ ورفض المليارات التي تشحذ وتسرق باسم اللاجئين".
وأكد "أن العنصرية ليست وجهة نظر وهي تهدد السلم الأهلي". وطالب "بالإفراج عن جميع الأبرياء بالسجون اللبنانية، ومحاكمة الموقوفين محاكمة عادلة". كما طالب الأجهزة الأمنية بوقف المداهمات والإعتقالات العشوائية. وطالب وزير الداخلية نهاد المشنوق، بتنفيذ قرار منع الشرطة البلدية من القيام بالمداهمات، وإجبار بلديات العار على الازالة الفورية ليافطات منع التجوّل، التي تخالف القوانين والدستور اللبناني وشرعة حقوق الإنسان".

وقد لفت البيان الى أنه تمّ انشاء صفحة خاصة لرصد الانتهاكات والممارسات القمعية التي يتعرض لها اللاجئين السوريين على امتداد الأراضي اللبنانية تحت عنوان "مرصد العنصرية". وفي حديث مع الناشط هاشم عدنان من المرصد قال "ان مرصد العنصرية تأسس كردة فعل على موجة العنصرية المتصاعدة في لبنان في الفترة الاخيرة، بعد تفجيرات القاع والتي تحاول ان تلقي اللوم على اللاجئين السوريين وتحميلهم مسؤولية هم فعلياً لا يتحملونها. لذلك فان عمل المرصد فضح كل الانتهاكات بحق حقوق الانسان والقانون والدستوري في لبنان التي يتم ارتكابها من قبل الاجهزة الامنية والسلطات السياسية والسلطات المحلية على هذا المستوى بكافة المناطق اللبنانية".
بدأ مرصد العنصرية عمله منذ نحو الشهر حيث قام برصد العديد من الانتهاكات بحسب عدنان ومنها التي حصلت "في عمشيت وحراجل والبقاع كما قام بتوثيق كل اليافطات في البلد والتي تعاطت معها الناس وكأنها تحصيل حاصل".

وتمنى على "اي شخص يملك معطيات موثقة بالصوت والصورة ان يقوم بارسال هذه المعلومات الى المرصد خدمة للمصلحة العامة". وأكد أنه "يتم التأكد من كافة المعلومات والصور التي يتم ارسالها قبل نشرها. والى الآن فإن معظمم المعلومات التي قمنا بنشرها وصلت الينا من خلال ناشطين معنا في الحملة. وهذا ما نعتمد عليه بالدرجة الأولى. ولا ننسى ان هذه المجموعة لم تخلق اليوم بل تمثل حركة احتجاجية موجودة في البلد وترفض ان تتموه الاشياء في لبنان". وشدد على ان "السلطة السياسية في لبنان هي المسؤولة عن كل الوضع المذري الموجود في البلد الا انها ترمي بالمسؤولية على احدى أكثر الفئات الاجتماعية الهشة في لبنان التي تتمثل اليوم باللاجئين والعمال والعاملات الأجانب".

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، حراكات اجتماعية ، لا مساواة وتمييز وتهميش



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني