جلسة سمر لسكان من بيت لحم أمام باب دارهم في عام 1925
سرق العدوان الإسرائيلي على غزة ميلاد هذا العام. خطفت حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، المستمرة منذ 7 تشرين الأول 2023 ولغاية الساعة، العيد من أصحابه. الإبادة نفسها التي صلبت شعبًا بأكمله يوم النكبة، تستمرّ حربها اليوم على غزة والضفة الغربية وكلّ فلسطين. وتتحقق المزيد من أركان الإبادة الجماعية عبر المزيد من الأذى الروحي والجسدي الخطير بمن يبادون، فيبرز خطر اندثار المجتمع المسيحي الأقدم في العالم، من أبناء المسيحيين الأوائل الذين استلموا تعاليم دينهم مباشرة من الرسل. خطر اندثار يتصاعد يومًا بعد يوم، فيما بيت لحم غلب حزنها فرحة الميلاد، فعُلقت الخدمات الكنسيّة في يوم الميلاد لأول مرة منذ 17 قرنًا، في حدث غير مسبوق في التاريخ المسيحيّ، تعبّيرا عن حجم النكبة التي تتواصل فصولها بحقّهم وبحقّ شعبهم.
ومن لم يمت من أبناء المسيحيين الأوائل، بات منفيًا، يسير “درب جلجلة طويل” يتلاقى مع درب السيد المسيح. درب يرسمه اللاجئون والمشردون، المطرودون من أرضهم، أرض الميلاد، حاملين مرّ أوجاعهم، ودمهم يتقطّر على الأرض، يسقط كل يوم منهم واحد، ومئة، وألف، أخ وأخت وأم وأب وجد وجدة وطفل وطفلة. وطريق الجلجلة هذا، هو في إيمان هؤلاء، طريق خلاص. خلاص يقول من قابلناهم من الفلسطينيين المسيحيين في مخيم ضبيّة إنه آت بالحرية لهم ولبلدهم، لأنّ كلّ يوم يضاف إلى عمر مأساتهم، تزيد غربتهم يومًا، وتقترب عودتهم يومًا.
ومأساة اللاجئين الفلسطينيين، هي جزء من مأساة أرض الميلاد التي اقتُلع منها ناسها، وقد استهدف المشروع الصهيوني المسيحيين في أرض ميلاد المسيح، كما استهدف جميع الفلسطينيين في أرض أجدادهم.
الحجارة الحيّة إذ بعثرت في نكبة فلسطين
يعدّ المسيحيون الفلسطينيون من أقدم مسيحيي هذا العالم، تعود جذور الكثير من أسرهم إلى المسيحيين الأوائل، ويطلق عليهم اسم “الحجارة الحية”. هذه الحجارة التي ظلت متراصة لألفي عام، بعثرها المشروع الصهيوني منذ بدأ يتوغل، فيتواجد في أرض فلسطين اليوم أكثربقليلمن 150 ألفًا (حوالي 55% في أراضي 48 و 54.5% في الضفة الغربية و0.5% في غزة)، وهؤلاء جميعهم يشكلون أقل من 7% عدد الفلسطينيين المسيحيين الذين هُجّروا نحو العالم والمقدر عددهم بـ2.3 مليون. الأغلبية المطلقة من هؤلاء، الذين عاش آباؤهم في فلسطين، شُرِدوا ذات نكبة مستمرة، وتشتتوا، فخسرت الأرض أهلها، وحل مكانهم مستوطنون.
في أرجاء القسم الغربي من مدينة القدس المحتلة، نسج عام النكبة خيوط حكاية مريرة. الأغلبية هنا كانت قلوبًا مسيحية، تنعم برونق التاريخ والتراث، قبل أن تغزو العصابات الصهيونية الأحياء فتمسحها وتهجر سكانها بيدٍ متسلطة. وخسر المسيحيون يوم إعلان إسرائيل مباشرة ما يُقدّر بنصف منازلهم في القدس، لتُسلب باقي البيوت لاحقًا، من هذه المنازل، فيلّا “هارون الرشيد” لأسرة حنا بشارات، التي سكنت في الطابق العلوي منها غولدا مائير حين تسلمها منصب وزارة الخارجية، وسكن في طابقها السفلي تسفي برنزون قاضي المحكمة العليا، بعد تهجير أهالي حي الطالبية على يد العصابات الصهيونية خلال النكبة، وبعدها عبر ما يسمى بقانون “أملاك الغائبين”. يذكر الأرشيف الإسرائيلي المفرج عنه هنا، أن مائير شطبت اسم الفيلّا قبيل استقبالها داغ همرشيلد الأمين العام للأمم المتحدة، في محاولة لطمس هوية المنزل المسلوب. من هذا المنزل طُرد أيضاً حفيد حنا، البروفيسور جورج بشارات، حين عاد إليه عام 1977، حاملًا صورة للمنزل ورثها عن جده. ومن هذه المنازل أيضًا، منزل الطبيب توفيق كنعان الذي يسكنه اليوم رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكان الطبيب قد هُجِّر مع أسرته المسيحيّة إثر القصف الشديد على منطقة سكنهم في شباط عام 1948، ليُسلَب المنزل ويُعطى لعائلة نتنياهو القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية.
العدوان إذ يتوحّش في القدس القديمة
ومنذ العام 1967، حين قبضت إسرائيل على كامل القدس، بما فيها المدينة القديمة، تتواصل مصادرة المباني والأراضي والمزيد من أملاك المدارس والكنائس المسيحية، ضمن حرب على المقدسيين مسلمين ومسيحيين، من أجل تهجيرهم وسلبهم أحيائهم. حرب مستمرة في “مدينة السلام” تطال بأشكالأخرىمنالاعتداءات أهالي الحي اليهودي المناهض للصهيونية “ميا شعاريم” في المدينة، والذي بُني خارج أسوار القدس القديمة، فيعرّف هؤلاء عن أنفسهم بأنهم يهود معادون لإسرائيل وتتعرض تحركاتهم وتظاهراتهم للضرب والملاحقة والاعتقالات ومختلف أعمال التضييق والتنكيل على يد القوات الإسرائيلية.
وتضم المدينة القديمة في القدس أربعة أحياء، حارة الأرمن وحارة النصارى والحي الإسلامي وحارة المغاربة الذي سكنه اليهود (دمّرته القوات الإسرائيلية بالكامل عام 1967 ليصبح ساحة حائط البراق). ويقع الحي المسيحي في الركن الشمالي الغربي من المدينة القديمة، ويعتبر مع حي الأرمن، أكبر التجمعات المسيحية في المدينة، ويضم كنيسة القيامة، كما أكبر البؤر الاستيطانية. بدوره حي الأرمن، مهدد بالمحو عبر التوسع الاستيطاني على حسابه، ويسبّ ويبصق على أبنائه ورهبانه من قبل المستوطنين الإسرائيليين، حالهم كحال سائر المسيحيين في البلدة القديمة، إذا ما خرجوا إلى الشوارع بصليب في أعناقهم.
وإذ يرتدي الاستيطان الإسرائيليّ لبوسًا دينيًّا يهوديًا، في تصوير للصراع على أنّه دينيّ، إلّا أن اليهود شكلوا جزءا من النسيج العربي والمقدسي لقرون، تواجدوا إلى جانب المسلمين والمسيحيين في القدس وصفد في فلسطين، كما في سائر بلدان المنطقة، فلم تتسرب آفة معاداة السامية في أوروبا التي ولدت الصهيونية من رحمها إلى هذه البلدان. ويذكر التاريخ مثلًا أن كنيس بحمدون بني عام 1944، خلال الحرب العالمية الثانية، فيما كان يهود أوروبا يُضطهدون لتكون جريمة المحرقة الشنيعة التي ارتكبت بحق يهود أوروبا ذروة هذا الاضطهاد.
وفي فلسطين، كانت النكبة هي الذروة الوحشية، بمختلف أوجه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي كما الفصل العنصري الذي حملته لأهلها المتنوعون دينيا، وكان المسيحيون في القدس 27 ألفًا عشية النكبة، وهم اليوم 4 آلاف فقط. تدريجيًّا، انكمشت الأحياء تحت وطأة التهجير، واندلعت الآلام في الأزقة الضيقة. أُطلق العنان لشر التطهير العرقي القائم على تشكيل القدس “عاصمة لدولة يهودية فقط”، حيث يُستقدم المستوطنون كل يوم ويستبدل مأوى الأهل بأحلام الغير، وتمزج أحياء جديدة بروح الألم والتهجير.
المأساة إذ طوّقت بيت لحم
في بيت لحم، مهد المسيح، ألغيت المظاهر الاحتفالية، ووضع “الطفل الإلهي” داخل مغارة من كومة أنقاض تلفه كوفية فلسطينية، لأنه “لو كان المسيح سيولد اليوم لكان ولد تحت الأنقاض”، كما شرحالقسيسمنذرإسحق، راعي الكنيسة الانجيلية اللوثرية من أمام المغارة الرمزية. وبيت لحم التي كانت حتى عقود قليلة خلت، تلك المدينة الممتدة على سلسلة جبال القدس، كموطن لأكبر المجتمعات المسيحية الفلسطينية، وفيها كنيسة المهد، معلم من معالم الأرض المقدسة، تحولت اليوم إلى بلدة حبيسة ومحاطة، طوقّها جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، ونهش الاستيطان أراضيها.
وفي عيد الميلاد في 2023، أطفأت بيت لحم أنوارها، وتراجعت خطوات ناسها، الذين اقتُحمت مدينتهم يوم الميلاد، وهم محاصرون مع كل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. حصار تم تشديده تزامنًا مع حرب إبادة غزة، فخلت مدينة مهد ميلاد المسيح من الحجاج والزوار، وغابت شجرة الميلاد عن ساحتها، ومعها سائر مظاهر العيد، واقتصر إحياء اليوم “ميلاد المخلّص” على صلوات الحداد.
وبخطوات ثقيلة، ملتحفاً بالكوفية، الرمز الوطني للنضال الفلسطيني وثقافة مقاومة الاحتلال، وصل بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا إلى باحة كنيسة المهد، يتقدمه أطفال الكشافة الذين حملوا لافتات “أوقفوا الحرب” تاركين آلاتهم الموسيقية ليوم آخر، لا يكون فيه أخوتهم في غزة يقتلون ويجوعون ويبردون وتلاحقهم الصواريخ. وبدل رفع المعايدات في الشوارع، عُلِّقت لافتات “أوقفوا الإبادة الجماعية. أوقفوا التهجير القسري. ارفعوا الحصار”، و”أجراس الميلاد في بيت لحم تدعو لوقف إطلاق النار في غزة”. وتقول سامية عواد، الأربعينية من بيت لحم، للمفكرة إن المجوس لو جاؤوا اليوم لما ميزوا نجم الميلاد فوق بيت لحم، من كرات النار الصاروخية الإسرائيلية التي تلهب سماء فلسطين. وتضيف: “لا نزال ملاحقين كما لوحقت مريم، وكما مريم، نختبئ ليلة الميلاد من عيون القوم، خوفًا على أطفالنا”. ويبدوا صوت سامية حزين فتستعين بالتشابيه، وهي تعلم أن كلماتها مراقبة من “الشاباك”، فرع استخبارات شرطة الاحتلال الإسرائيلي: “نتعرض للتهديد والاعتقال ونخشى التصريح، لكني أقول لك إننا لا نستطيع أن نفرح، فيما الطفل في المغارة، وأمه مريم، وجهان يبكيان”.
وبيت لحم مهد المسيح، والتي يجمعها بمدينة القدس حيث كنيسة القيامة، قرابة الروح بالجسد، هي مفصولة عنها بجدار انطلق بناؤه منها عام 2014، قبل أن يلف على كامل القدس وسائر الضفة الغربية، كحبل مشنقة يريد إعدام أهل الأرض ونفيهم خارج أرضهم وتاريخها. وهذا الجدار، قطّع أوصال المحافظة الفلسطينية، وعزل بيت لحم المدينة عن توأمها القدس. اختار الاحتلال البدء من هنا، فنصب قوالبه الخرسانية الممتدة 12 مترًا نحو السماء، من مدخل بيت لحم الشمالي، ليحيط بعمق المدينة ويجردها من مناطقها الريفية، وأراضيها الزراعية، بنسبتها الكبرى، ليقضي على مصدر دخل أهلها المستدام منذ كانت الأرض وكان لهم شجر الزيتون فيها، يعتاشون منه جيلًا وراء جيل. سرقت إسرائيل الأرض من أصحابها، وأعطتها لنحو 150 ألف مستوطن إسرائيلي يسكنون المحافظة اليوم. وليس هذا الجدار فاصلًا فيزيائيا ملموسا فقط، بل هو أيضًا فاصلًا بين القلوب والأرواح، فيمنع سكان بيت لحم من الوصول إلى القدس اليوم، شأنهم شأن سائر الفلسطينيين، ويقطع الجدار، مع سائر الإجراءات الإسرائيلية المرافقة، تواصل المجتمع المسيحي في بيت لحم وجارتيها بيت جالا وبيت ساحور، مع القدس.
قرى الجليل من أرض لتبشير المسيح إلى أرض نفي وتهجير
والمسيح إن ولد في بيت لحم، وصلب فمات ثم قام في القدس، وفقًا للمعتقد المسيحي، فهو عاش في الناصرة متنقلًا في الجليل، بين مختلف قرى ومدن فلسطين في الفترة الرومانية، طفلًا ثم شابًا مبشرًا. وقد كان التواجد المسيحي الأكبر في فلسطين يتركز مع القدس وبيت لحم، في الجليل. اليوم، عشرات القرى الفلسطينية المسيحية هنا، خاوية، مدمرة، أقيمت على أرضها مستوطنات، إحداها، قرية “أقرّت” التي هدّمتها القوات الإسرائيلية ليلة الميلاد عام 1951، بعد سنتين من تهجير أهلها لمنع عودتهم. وكذلك قرية البصّة، التي دُمّر آخر بيوتها في آب 2023، بعد 75 سنة على النكبة، وهو منزل لآل خوري، كان تحفة في العمارة من طابقين، بني في أواخر القرن التاسع عشر. يحكي الحفيد الشاب إلياس خوري للمفكرة القانونية: جدي عانى كثيرا.. كان نحنا وصغار يرسلمنا بيت وما يقول شي.. بعدين توفى وكبرنا”، وكأن بجد إلياس يترك لأولاده من خلال رسوماته لأحفاده معالم عودة ربطت مآسي التهجير لسانه عنها. يروي إلياس خوري أنه وفيما كان يبحث عن ما تبقى من معالم البصة، القرية التي يعرف جيدًا أن جذوره ضاربة بها “كانت أول صورة بتطلعي هي صورة البيت يلي بيرسملنا ياه جدي، اتضح بعدين أن هيدا كان بيته وخلق وكبر فيه لحد ما تهجر ع لبنان..”
يقول الشاب الفلسطيني للمفكرة القانونية: “البصّة هويتي وجزء مني ومحور أساسي في حياتي”. تهجّر أهل الياس تحت نيران العصابات الصهيونية عام 1948، فلجأوا إلى قرى لبنان الحدودية، ثم إلى شرقي صيدا. يحكي عن بيته في البصّة: “كان سببًا أساسيًّا بتعلقي بفلسطين وبالبصّة وإحساسي أن بيتي هناك ولي أثر هناك”، قد هدّمته بلدية مستوطنة شلومي المقامة على أراضي البصة اليوم للبدء ببناء مشروع سياحي استيطاني، فيما حولت كنيسة الروم الأرثذوكس، المواجهة للمنزل المهدّم، إلى موقف سيّارات.
بدورها سعدى غطاس، التي استشهدت زوجة خالها ناهدة أنطون وابنتهما سمر، حكت لنا في منزل لجوئها في مخيم ضبيّة “درب جلجلة” عائلتها الطويل، من البصّة، فالجنوب اللبنانيّ، ثم إلى مخيم النيرب في حلب، فعودة إلى لبنان، واستقرار في مخيّم ضبيّة، فنزوح ولجوء داخل لبنان بفعل الحرب الأهليّة، و20 شهيدًا من العائلة في غارة إسرائيليّة واحدة، فلجوء إلى اليمن، ثم لجوء جديد لها إلى لبنان، وعودة لأسرة خالها إلى غزة جنوب فلسطين، حيث تبكي الأسرة شهيدتين سقطتا بذات النيران التي هجرتها قبل 75 عامًا من البصة في شمال فلسطين.
ومأساة غزّة إذ عشناها مع أقارب ضحاياها في مخيّم ضبيّة
من منزل سعدى غطّاس في مخيم ضبية، إطلالة على حال النازحين في كنيسة العائلة المقدسة، الذين تواصلت المفكرة معهم، ورووا لنا أن الكنيسة هذه هي آخر ملاذات المسيحيين في غزة. ويخشى هؤلاء على حياتهم، وهم فقدوا كل شعور بالأمان بعد أن استباح الاحتلال كنيستهم، فيبعثون برسائلهم إلى أقارب لهم كلّ يوم ويفضّلون تجنّب نشر أسمائهم. يخبرنا هؤلاء: “خرجنا خلال الهدنة لمعاينة منازلنا فلم نجد لها أثرًا، وينتظرنا التشريد حتى لو انتهت الحرب، فيما الحماية التي قيل لنا إن الفاتيكان يوفرها للكنيسة، ثبت أن إسرائيل لا تعبأ بها”.
والمسيحيونفيغزة أقل من ألف، قتل منهم العشرات خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة ضد القطاع المحاصر، فيما نزحوا جميعهم من بيوتهم تحت تهديد الغارات الإسرائيلية، وتمّ تهجير 5% من حاملي جنسية مزدوجة من بينهم إلى خارج غزة. ويقدر القسّ الدكتور متري الراهب، وهو رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم ولها فرع في غزة، في حديث للمفكرة، عدد مسيحيي القطاع بنحو ألف نسمة، خسروا ما بين شهداء وتهجير 10% من عديدهم لغاية الساعة. والناس ليسوا أعدادًا، هم مجتمعات بتراث وتاريخ وفكر وثقافة، تباد اليوم، تزامنا مع ميلاد السيد المسيح. ومعهم، قُصفت الكنيسة الأرثوذكسية الأقدم في غزة، كنيسة “القديس برفيريوس” التي كانت مأوى للنازحين فاستشهد منهم 18 شخصا، فيما طال القصف المدفعيّ دير راهبات الأم تريزا بمدينة غزة، وفيه دار رعاية يحتضن 54 شخصا من ذوي الإعاقة، داخل أسوار الكنيسة.
وفي شهادات النازحين في الكنيسة صورة عن واقع مجتمع مسيحي من مجتمعات فلسطين المسيحيّة مقطّعة الأوصال بفعل الاحتلال والفصل العنصري والتهجير الذي هو في حقيقته تطهير عرقي، مجتمع هو اليوم يختفي، ويتحوّل بعد 2000 سنة من الوجود المستمر في غزة، شريدًا وشهيدًا، وقد دمّرت إسرائيل مؤسساته الكبرى، ومنازل أفراده، وتغتال من تبقى منه في مراكز عبادته.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.