في مسارها التصاعدي في ملاحقة النازحين إلى مختلف المناطق اللبنانية واستهدافهم لمحاصرتهم وشيطنتهم وتقليب المناطق المضيفة والمجتمع ضدّهم، ارتكبت إسرائيل مجزرة جديدة في بلدة المعيصرة، قضاء جبيل، حيث تمّ انتشال 12 شهيدًا من أصحاب المنزل ومن أقاربهم النازحين إلى بيتهم، ونقل خمسة آخرون أصيبوا بجراح بعضها خطر إلى مستشفيات جبيل. وما زالت أعمال البحث مستمرّة عن أكثر من 8 مفقودين تحت ركام الطوابق الثلاثة، لغاية الساعة التاسعة من مساء اليوم 12 تشرين الأول 2024، وفق المعلومات الأوّلية التي حصلت عليها “المفكرة” من مختار البلدة عديّ عمرو، وهادي جعفر، حفيد مالك المنزل عبدالله عمرو. وهذه هي المجزرة الثانية التي ترتكبها إسرائيل في المعيصرة، حيث أدى استهدافها الأوّل للبلدة في 25 أيلول إلى استشهاد 16 شخصًا بينهم عائلات نازحة.
وأكد هادي جعفر، إنّه نزح ووالدته وأخوته من ياطر إلى منزل جدّه في المعيصرة مع عائلة عمّه وجيرانهم “ما قبل جدي نضلّ تحت القصف بالجنوب، قلنا بتجوا وبتجيبوا معكم عمّك وجيرانهم، أي كنّا ثلاث عائلات نازحة في بيت جدي”. نجا هادي من المجزرة إذ خرج من البيت قبل الغارة بدقيقتين فقط، قاصدًا الدكّان القريب: “سمعت صوت الغارة والانفجار ورأيت المبنى ينهار أمام عينيّ”، ليكون أوّل الواصلين حيث وجد جدّه عبدالله، الذي عادة ما يجلس أمام البيت، وقد قذفه ضغط الانفجار بعيدًا “كان بعده عايش واستشهد بعد دقائق قليلة”.
ويبدأ هادي – الذي كان يتحدث لـ “المفكرة” قبل أن يعرف مصير والدته وشقيقته “بعد ما لقينا أمي وأختي” (عثر على والدته شهيدة لاحقًا) – بإحصاء الشهداء والجرحى بدءًا من الطابق الثالث: “كان خالي وزوجته وهما عرسان جدد تزوّجا السبت الماضي بلا عرس بسبب الوضع، وأصيبا بجروح ليست خطرة”. في الطابق الثاني استشهدت زوجة عمّي معلمة المدرسة فاطمة رضا ووالدتها، فيما ما زال ابنها، ابن عمي عليّ، وعمره 17 سنة مفقودًا، واستشهدت جارة بيت عمّي من آل شلهوب، نزحت معنا، فيما ما زال أولادها الأربعة صبيتين وطفلين بعمر 8 و4 سنوات مفقودين، وأصيب ابنها وعمره 19 عامًا بجروح، ووضعه مستقر”.
وفي الطابق الأوّل، استشهد جدّ العائلة عبدالله عمرو، وزوجته “جدتي وفيقة عمرو وخالي محمد (30 عامًا) وهو مدير المعهد الفني في المنطقة، كما استشهدت خالتي، فيما ما زالت أمي (عثروا عليها لاحقًا شهيدة) وشقيقتي في عداد المفقودين، إضافة إلى ثلاثة تقنيين كانوا يعملون على صيانة أجهزة الطاقة الشمسية في المنزل” (عثر لاحقًا على اثنين منهم وقد استشهدوا). ونقل ابن خال هادي، الشهيد (محمد)، وعمره سنتين، جريحًا إلى المستشفى وحالته مستقرة.
وأدت مجزرة اليوم إلى موجة نزوح جديدة من المعيصرة التي كان قد غادرها جزء كبير من أهلها إثر المجزرة الأولى في 25 أيلول الماضي: “إسرائيل بدها تهجرنا كمان” يقول مختار البلدة عديّ عمرو الذي كان يدور من مستشفى إلى أخرى في جبيل متفقّدًا الجرحى، ويضيف: “في كتير ناس ضبضبت أغراضها وفلّت من المعيصرة اليوم كمان”.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.