صورة مركّبة للقطات مأخوذة من موقع المنزل المستهدف والذي سوّي بالأرض
استشهد 20 شخصًا وأصيب 6 آخرون بجروح، إثر غارة إسرائيلية اليوم الإثنين 14 تشرين الأوّل على بلدة أيطو، قضاء زغرتا، من ناحية إهدن، وفق المعلومات الأوّلية التي توفّرت لـ “المفكرة القانونية”.
ولم تكن أعمال رفع الركام قد انتهت للإعلان عن حصيلة المجزرة التي ارتكبها الطيران الحربي الإسرائيلي، حتى بدأ بعض المالكين في المنطقة الطلب من عائلات نازحة، سبق أن استأجرت بيوتًا في القضاء، إخلاءها.
وأشار مصدر من سكان أيطو لـ “المفكرة” إلى أنّ الغارة استهدفت مبنى مؤلّفًا من ثلاث طبقات يسكنه 28 فردًا من عائلات نازحة من جنوب لبنان إلى البلدة. وقال مصدر إنقاذي لـ “المفكرة” إنّ المبنى سوّي بالأرض، مرجّحًا استشهاد كلّ من فيه “مش عم يشيلو إلّا شهدا من قوّة الضربة”، حسب ما قال. وطالت أضرار العدوان مبنى مجاورًا تسكنه أيضًا عائلات نازحة.
وأوضح المصدر أنّ لا مراكز إيواء مخصّصة للنازحين في القرية التي تستقبل حوالي 8 عائلات نازحة إمّا عند معارف لها أو في بيوت مُستأجرة.
وقال أحد النازحين الذي استأجر بيتًا في بلدة قريبة من أيطو، إنّ صاحبة المنزل طرقت بابه قبل أن يعرف أين وقعت الغارة التي استهدفت المحيط (أي غارة أيطو) وطلبت منه إخلاء المنزل، مانحة إياه أسبوعًا فقط، قبل أن تختم حديثها بالقول “وإذا بتقدروا قَبل، بيكون أحسن”.
ومع مالكي البيوت، انتشرت على مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي رسائل تحدّد منازل لنازحين في مناطق في شمال لبنان، لتطلب من أصحابها الطلب منهم الرحيل.
وأفاد مدير مدرسة نزح إلى المنطقة حيث استأجر منزلًا في بداية العدوان لـ “المفكرة” تحسّبًا للنزوح “بتنا نشعر كأنّنا وباء، الكلّ يريد الابتعاد عنّا، لقد نجحت إسرائيل في تخويف المجتمع اللبناني منّا”.
وفي إطلالة عبر تلفزيون “الجديد”، وتعقيبًا على الغارة الإسرائيلية، توجّه رئيس تيار المردة، والمرشح لرئاسة الجمهورية، سليمان فرنجية إلى “من يستثمر بموضوع النازحين ويقول بأنّ هناك سلاحًا”، قائلًا إنّ “الإرهاب ليس أطفالًا ولا نساء والمقاومة ليست إرهابًا”. ولفت إلى أنّ مرجعيّات زغرتا، وعندما فتحت المنطقة لاستقبال النازحين واستضافتهم، قد تواصلت مع “المقاومة إنّه ما يجي حدا لعنّا بيشكّل خطر علينا وعلى أهلهنا”. وأكد “أننا في قضاء زغرتا “لا نضع سلاحًا بين المنازل وبين الناس والسلاح عندنا هو للحماية الشخصية، ونحن داعمون للمقاومة وإن كنا سنقاتل معها فإنّ ذلك يكون في الجنوب”. وختم فرنجية بالقول إنّ “المنطقة تفتح أبوابها لكلّ نازح يلجأ إليها”، معتبرًا أنّ “إسرائيل لا تميّز وعدوانها هو ليس ضدّ المقاومة فقط، بل ضدّ كل لبنان”.
وكان نائب منطقة البترون غياث يزبك (القوّات اللبنانية) في منشور على فيسبوك، لفت إذر الغارة، انتباه أهالي قضاء البترون، إلى ضرورة اتخاذ بعض التدابير الأساسية “وأنتم تفتحون بيوتكم وقلوبكم لإخواننا وأهلنا الذين هجّرتهم الحرب من منازلهم وقراهم ومدنهم”. ومن هذه التدابير، وفق يزبك: “إبلاغ السلطات الرسمية المحلّية بلديات ومخاتير وقوى أمنية بأنّكم تقدّمون المأوى في منازلكم إلى ضيوف من خارج بلداتكم، والحرص على عدم تأجير أو إيواء أفراد بل عائلات”. كما رأى أنّ “على الضيوف الوافدين عدم إغفال أنّهم لجأوا إلى منطقتنا لأنّها آمنة، ولكي تبقى كذلك عليهم الحرص على عدم استقبال أي شخص أو مجموعة لها دور أمني لأنّ ذلك يعرّضكم كما يعرّض المجتمعات المضيفة لاعتداءات إسرائيلية قاتلة ومدمِّرة، وقد أثبت الإسرائيلي بأنّ لا رادع أخلاقيًا أو إنسانيًا يمنعه من مهاجمة منزل أو مدرسة أو مستشفى أو حضانة عندما ينوي التخلّص من خصومه”. ورأى يزبك أنّه “على القوى الأمنية والأجهزة والسلطات المحلّية التشدّد في تطبيق هذه التدابير حماية للأهالي والأخوة النازحين”، متوجهًا إلى أهالي المنطقة بالقول: “مهما كانت حاجتكم إلى المال كبيرة بسبب الضائقة الاقتصادية فإنّ الرفق بأخوتنا النازحين واجب، إضافة إلى أنّ عدم احترامكم التدابير المذكورة أعلاه قد يعرّضكم لمخاطر أمنية وقانونية لا تعوّضها حفنات من الدولارات”.
واعتبر الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، جميل معوّض أنّ “ضربة اليوم على أيطو (زغرتا-إهدن) هي بالدرجة الأولى محاولة من إسرائيل لتفجير الداخل (بعد أن فجّرت الـ pagers وقصفت المناطق واغتالت قيادات حزب الله)”. وذكّرَ بأنّ سليمان فرنجية (إلى جانب وليد جنبلاط) كان من القيادات القليلة التي طلبت من الأهالي استضافة النازحين، معتبرًا أنّ “هذه ترجمة مباشرة لخطاب نتنياهو: إمّا غزة ثانية أو حربًا أهلية”.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.