من تابع كيفية إعداد الطعنين النيابيين على قانون الإيجارات، يعلم الجهد الكبير الذي بذلته لجنة المحامين لتحقيق ذلك، وتحديداً لإقناع عشرة نواب للتوقيع عليهما، وما خاضه أعضاؤه من نقاشات مضنية مع نواب تميل كتلهم عموماً ليس فقط الى تأييد القانون بل أيضاً الى منع أعضائها من الطعن عليه. وقد تجلى هذا الدور الأساسي من خلال تعرض المتظاهرين من المالكين القدامى لأحد هؤلاء، المحامي أديب زخور، في 11-7-2014 لمنعه من الدخول الى المجلس الدستوري لتسجيل الطلب. وهذه المبادرة لمحامين قد تكون الأولى من نوعها، وهي مبادرة تستأهل التنويه من زوايا عدة:
أولاً، أنها حصلت فيما بقيت نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس، وهما اللتان شاركتا في اجتماعات لجنة الإدارة والعدل، ملتزمتين حياداً معلناً بشأن القانون. ورغم هذا الحياد، نجحت اللجنة بإقناع نقابة المحامين في بيروت بعقد مؤتمراتها الصحافية في بيت المحامي في بيروت. وإذ نأمل أن تكون هذه المبادرة فاتحة نقاش واسع داخل النقابة للانخراط انخراطاً أكبر في القضايا الحقوقية، في اتجاه أو آخر، فإننا نسجل بالمقابل بقلق لزوم النقابة الصمت إزاء التعرض الخطير للمحامي أديب زخور أثناء أدائه عمله،
ثانياً، أنها أبدت مثابرة وتصميماً كبيرين في إقناع النواب، مرتين متتاليتين، الأولى عند تقديم طعن مواز للطعن المقدم من رئيس الجمهورية، والثانية بعد إبطال الطعن الأول مع طعن رئيس الجمهورية على خلفية أن نشر القانون قد حصل قبل انتهاء المهلة الدستورية المعطاة لهذا الأخير لإصداره أو رده. فذكّرت هؤلاء النواب بواجباتهم بالتدقيق في دستورية القوانين، نيابة عن المواطنين المعنيين وأعدادهم تتجاوز في هذه الحالة مئات الآلاف. ومن هذه الزاوية، تشكل هذه المبادرة، في حال تعميمها، خطوة وسيطة تمهد لإعطاء حق الطعن بدستورية القوانين للمواطنين،
ثالثاً، أن هذه المبادرة تأتي أيضاً لتذكر أعضاء المجلس الدستوري، هم الذين يتقاضون رواتب عالية جداً في الجمهورية اللبنانية ويعملون قليلاً جداً، بحجم الانتظارات المعلقة عليهم. فأمامهم محامون تطوعوا وثابروا وتعرضوا للعنف الجسدي أمام المجلس، من أجل غاية واحدة هي ضمان حق التقاضي لمئات آلاف المواطنين المعنيين أمامهم. ومن حقهم طبعاً أن يحظوا هذه المرة بمحكمة تستمع لهم وتنظر في أساس مطالبهم وتعمل لإقناعهم من خلال حججها بقرارها أياً كان توجهه: أي أمر مختلف يكون بمثابة طعن في ما تبقّى من قانون.
الصورة من أرشيف المفكرة القانونية
نشر هذا المقال في العدد | 19 |تموز/يوليو/ 2014 ، من مجلة المفكرة القانونية | لبنان |. لقراءة العدد اضغطوا على الرابط أدناه:
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.