كلمة رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت خلال إطلاق المسابقة المفتوحة “أبعد من الإسمنت: نحو رؤية بديلة لشكا وبلدات الطوق”


2019-09-18    |   

كلمة رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت خلال إطلاق المسابقة المفتوحة “أبعد من الإسمنت: نحو رؤية بديلة لشكا وبلدات الطوق”

إنه لشرف لي أن أتحدّث في حفل إطلاق مسابقة “أبعد من الإسمنت: نحو رؤية تنمويّة بديلة لشكا وبلدات الطوق” وهي بإدارة مميّزة أطلقها استوديو أشغال عامة بالتعاون مع نقابتي المهندسين في بيروت والشمال من أجل صوغ نظرةٍ تنموية بديلة تستجيب لمفهوم التنمية المستدامة وتطوير الاقتصاد المحلّي والحفاظ على البيئة إن في سهل الكورة أو في المنطقة الساحلية في شكّا والهري.

بداية، أريد أن أرحّب برؤساء وأعضاء البلديات وزميلاتي وزملائي المهندسين والناشطين الاجتماعيين وكافة الحضور، كما أنوّه بزملائي في نقابة المهندسين في طرابلس نقيباً وأعضاء مجلس نقابة ومهندسين على إعطائهم هذا الموضوع المميّز الوافي من اهتماماتهم.

لطالما ارتبط الاقتصاد اللبناني ارتباطاً وثيقاً بقطاع البناء والريع العقاري. ويتطلب هذا القطاع استخراج 3 ملايين متر مكعّب من البحص والرمل سنوياً كحدّ أدنى حسب تقرير الخطة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانية، مما يعني تحويل 50 هكتار كمقالع رملية مع كل ما يعني ذلك من تشويه للبيئة الطبيعية. وبما أن قطاع البناء يشكّل نشاطاً أساسياً بالنسبة للجسم الهندسي فإنّ العمل على إيجاد السبل التي تسمح بمعالجة النتائج السلبية لتطور هذا القطاع هو من صلب مسؤوليتنا المهنية كمهندسين بالإضافة إلى مسؤوليتنا كمواطنين.

لقد أدّى تمركز معامل الإسمنت في ساحل شكا إلى إحداث تحوّل جذري في بنية المنطقة المحيطة عبر انتشار المعامل والشركات والمقالع بشكلٍ غير منظّم.

وقد طال هذا التحوّل النشاطات الاقتصادية في المنطقة فتآكلت الأراضي الزراعية وسهول الزيتون وكروم العنب والتين واضمحلّت النشاطات البحرية من صيد الأسماك واستخراج الملح مما كان له آثار سلبية خطيرة على الاقتصاد المحلّي وعلى الواقع الاجتماعي في المنطقة.

كما أدّى هذا التحوّل إلى كوارث بيئية حقيقية إن بسبب انتشار المقالع المرخّصة وغير المرخّصة التي تقضم الهضبات المطلّة أو بسبب تلويث الهواء والمياه الجوفية والبحر والتربة وما يستتبع ذلك من أضرار على صحّة الانسان والنبات.

وإذا كانت الخطة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانية التي أقرّت سنة 2009 قد أولت اهتماماً خاصاً بهذه المنطقة، عبر التركيز على أهمية رأس شكا كمعلم طبيعيّ ذو أهمية وطنيّة والاهتمام بسهل الكورة كميدان زراعيّ أساسي، إلاّ أن المخططات التوجيهية وقوانين البناء لم ترافق التوجّهات التي رسمتها الخطّة.

فبقيت المنطقة خاضعة لتصنيفات لا تتجانس مع هذه التوجيهات مما سمح للمنطقة المصنّفة صناعية بأن تتوسع بشكل عشوائي بدون احترام ضرورة وجود مناطق عازلة تحمي المناطق السكنيّة والأراضي الزراعية والمناطق الخضراء.

تشكّل هذه المسابقة التي أطلقها “استوديو أشغال عامة” بالتعاون مع نقابتي بيروت وطرابلس وتحت رعاية اتحاد بلديات الكورة فرصة مميّزة لإعادة النظر بالنمط المسيطر الذي يحكم معالجة قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية واستخدام الأراضي والتنظيم المدني وذلك من أجل فتح آفاق جديدة تؤسس لتنمية مستدامة ضمن بيئة دامجة.

لقد سبق لنقابتنا أن تعاونت مع “استوديو أشغال العامة” والمؤسسة العامة للإسكان لإنجاح مسابقة “فكّر إسكان” ونحن نأمل أن يستمّر هذا التعاون ويتطوّر في المستقبل عبر إشراك الروابط العلمية في النقابة، رابطة المهندسين المعماريين ورابطة المهندسين أخصائيي التنظيم المدني وباقي الروابط وذلك من أجل أن يتركزّ هذا التعاون على أسس مؤسساتية تؤمن له الاستمرارية المرجوّة.

أشكركم على حضوركم معنا اليوم وأحثّ جميع المتبارين على ضرورة وضع عصارة أفكارهم لإنتاج رؤيا جديدة من شأنها أن تقدّم حلولاً حقيقية لمشاكل هذه المنطقة المنكوبة التي أنهشها الدمار البيئي والتلوّث، رؤيا شجاعة تسمح باستعادة المشاهد الجميلة لتلك الكورة الخضراء التي لا تزال حيّة في أذهان كل اللبنانيين.

للمزيد من المعلومات عن المسابقة يرجى زيارة الموقع الالكتروني:

أبعد من الإسمنت: نحو رؤية تنمويّة بديلة لشكا وبلدات الطوق

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، بيئة وتنظيم مدني وسكن



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني