[كتب مختارة، العدد 31] التعويل على الحركات النسوية، كيف يمكن بناء حركة نسوية


2024-11-28    |   

[كتب مختارة، العدد 31] التعويل على الحركات النسوية، كيف يمكن بناء حركة نسوية

تأليف : سريلاتا باتليوالا. ترجمة مجدي نعيم. 

هن للنشر والتوزيع ، القاهرة 2023.

صدر الكتاب عن دار نشر ناشئة في مصر ومؤلفته جدّة نسوية من الهند نشطت على مدى أربعة عقود في مجالات متنوعة تشمل بناء حركات النساء المهمشات، وتطوير قدرات المناضلات الشابات، والقيام بدراسات أكاديمية وأيضا المشاركة في عضوية مجالس إدارة العديد من المنظمات الدولية والوطنية.

منطلق الدراسة هو نقد ضمنيّ للمُمارسات السّائدة للحركات والمنظّمات غير الحكومية في مواجهة المظالم الاجتماعية عبر التركيز على ” المشاريع وتقديم الخدمات”. تطرح الكاتبة بعد ذلك بديلا لهذه المقاربة يعتمد على معالجة جذور المشكلات ولا يكتفي بمواجهة أعراض الظلم. في قسم أول يتناول الكتاب بالتحليل كيف تكون الحركات قادرة على إحداث التغييرات العميقة من خلال الإجابة على سبعة أسئلة رئيسية: تحديد تعريف دقيق لماهية الحركة؟ لماذا الحركات مهمة؟ ما هي الحركة النسوية؟ كيف تبدأ الحركات؟ كيف تُبنى الحركات؟ كيف تختلف الحركات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي عن تلك الموجودة على الأرض؟ كيف نقيم الحركات؟ 

وفي معرض إجابتها عن هذه الاسئلة، تبيّن الكاتبة الاختلاف بين الحركات النسويّة وحركات المرأة. ففي حين تحاول الحركات النسوية معالجة الأسباب الجذرية للتمييز (سلطة الأعراف والاتجاهات الاجتماعية) على أساس نوع الجنس، فإن حركات المرأة تركّز أنشطتها على معالجة الأعراض (التعرض للعنف والاغتصاب، سوء التغذية..).

يمثل الكتاب مدخلا مهمّا للتعرف على كيفية بناء الحركة عبر خطوات استخلصتها الكاتبة من دراستها لحراكات نسوية عدة. ومن أبرز هذه الخطوات: إدراك الجماعة المعنية للظلم الذي تعانيه واتخاذ القرار بمواجهته، وجود قيادة ملهمة وحازمة وخلق مساحة آمنة للتلاقي والنقاش، وضع خطّة عمل أوليّة للتغيير، تعبئة وتنظيم المتضرّرات الأخريات حول خطة العمل من أجل التغيير، توسيع المشاركة وتنظيم الحوكمة ضمن الحراك.

في قسم ثان، يبحث الكتاب في الاختلاف بين الحركات على الإنترنت والحركات على الأرض. مع التطور المذهل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي (الفايسبوك/ تويتر) للقيام بحملات لزيادة الوعي حول قضية معينة وتعبئة الآلاف حولها، أصبحت الحدود بين الحركات الافتراضية والحركات على الأرض غير واضحة ومشوّشة في كثير من الأحيان. إلا أنه من المفيد الإقرار  بأن الحركات ” الافتراضية” قد غيّرت بصورة جذرية مفاهيم مثل العضوية أو المشاركة، كما غيّرت طرق التنظيم وتقنيات التعبئة. وتناول القسم الأخير من الكتاب بالتحليل “كيف تقيّم الحركات النسوية تقدم مسيرتها وتحركاتها بشكل نقدي”. 

بعد التشديد على أن النهج المتبع في “تقييم الحركات النسوية ومسار بنائها” يختلف عن “مجالات العمل الأخرى في المساواة الجنسانية” مثل المساعدة القانونية أو الرعاية الصحة، حدّدت الكاتبة مختلف الأدوات المساعدة في تقييم ماذا تحقق من تقدّم في القيام بأعمال بناء الحركة و”المستوى الفعلي لنموها أو قوتها أو نضجها”. كما نوّهت الكاتبة بأنه لا توجد أداة مثالية لتقييم نقاط قوة الحركة والعمل في مجال بنائها وأنه يمكن تكييف الأدوات المقترحة في الكتاب وتعديلها وفقا لسياق كل حركة نسوية محددة في بلد معين.

(مراجعة أحمد كرعود).

انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، تونس ، مجلة تونس



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني