[كتب مختارة، العدد 30] الشبكة السجنية. تاريخ الاعتقال في فلسطين


2024-07-23    |   

[كتب مختارة، العدد 30] الشبكة السجنية. تاريخ الاعتقال في فلسطين

La toile carcérale. Une histoire de l’enfermement en Palestine Stéphanie Latte Abdallah Bayard, 2021

يعرض مؤلف ستيفاني لات عبد الله، الباحثة في الأنثروبولوجيا في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، بانوراما واسعة لحالة وتاريخ سجن الفلسطينيين في مختلف مناطق فلسطين (أراضي 1948، القدس، الأراضي المحتلة في 1967)، وذلك منذ سنة 1967. الكاتبة التي اهتمت بداية بتاريخ اللاجئين الفلسطينيين والنوع الاجتماعي، عملت على توثيق تاريخ سجن الفلسطينيين انطلاقا من مقابلات عديدة أجرتها مع سجينات وسجناء سابقين وعائلاتهم وأيضا على تقارير المحاكم الإسرائيلية. ويقدم المؤلف بالتالي وصفاً دقيقاً لعمليات الاحتجاز والسجن التي يعاني منها الفلسطينيون داخل المعتقلات كما أيضا للمجالات التي يصنعونها بين هذا الداخل والخارج والتي لها تأثير كبير ليس فقط على حياتهم، بل كذلك على المقاومة الفلسطينية ومكانة الاسرى فيها. تركز المؤلفة على النوع الاجتماعي فتخصص فصلا عن وضع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.

يكشف الكتاب بإسهاب، عبر مقاربة جيلية، أشكال تنظم الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في مختلف انتماءاتهم السياسية ويستعرض محاولاتهم التأثير في نقاشات المقاومة والحياة السياسية في فلسطين بفضل النشاط التضامني القوي فيما بينهم وكذلك مع العالم الواقع خارج أسوار معتقلاتهم وسجونهم. منذ 1967، عرف 40% من الفلسطينيين التجربة السجنية منذ 1967، فتدرّبت وتثقّفت سياسيا وفكريا أجيال كاملة في الاعتقال رغم كلّ العراقيل التي وضعتها إسرائيل في سبيل تقويض حراك الأسرى وتواصلهم مع الخارج. يستعرض الكتاب عبر مقاربة جيلية نضالات الأسرى في مواجهة الاستراتيجيات السجنيّة لإسرائيل وتطوّر أوضاع أسرى جيل 1974-1987، ثم جيل الانتفاضة الأولى وإضرابات جوع الأسرى، ثم “جيل الظل” كما تسميهم المؤلفة أي جيل اتفاقيات أوسلو ما بين 1994-1999 ثم جيل انتفاضة الأقصى بين 2000-2007 ثم جيل ما بعد الأقصى.

يمثل الكتاب مدخلا مهمّا لفهم آلة القمع الإسرائيلية ومنظومة السيطرة والإخضاع التي تطلق عليها الكاتبة اسم “الشبكة السجنية” التي تعتمد على مفاهيم غامضة وافتراضية وغير محددة بزمن “للجريمة” وهي تشكل العمود الفقري لإدارة وفرض حدود على الشعب الفلسطيني لا نهاية لها، متحركة، متغيرة وغير مرئية تهدف إلى شلّ حركتهم، والإجهاض على إرادتهم وتفكيك هويّتهم. إذ أنّ الاعتقال الإداري من دون سبب كما السجن هو جزء من حياة الفلسطينيين وهي سياسة في قلب مشروع السيطرة السياسية والاجتماعية الإسرائيلية عليهم، ومحاولاتها ابتزازهم لحملهم على التعامل مع الاحتلال. 

“الشبكة السجنية” هذه الآلة المتوحشة والمتأصّلة في استراتيجية الاحتلال الاستيطاني يتعلم الفلسطينيون مواجهتها منذ الصغر، وفي المقابل ما برحت السلطة الفلسطينية تتعاون معها حتى بعد قرابة تسعة أشهر من حرب الإبادة على غزة. 

( مراجعة لويزة انجلي)

انشر المقال

متوفر من خلال:

تونس ، مجلة تونس



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني