نزفّ للبنانيين عموماً والبيروتيين والبيئيين خصوصاً خبر صدور قرار عن مجلس شورى الدولة (غرفة الرئيس نزار الأمين والمستشارين أمل الراسي ونديم غزال) يقضي بوقف تنفيذ رخصة البناء على العقار 3689 / المصيطبة الصادرة في 6/9/2016 عن محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب لصالح "الشركة العقارية والسياحية ايدن روك ش.م.ل."
وقد جاء هذا القرار تبعاً لمراجعة تقدمت بها "جمعية الخط الأخضر" أمام مجلس شورى الدولة في 28/11/2016، بالتعاون مع "المفكرة القانونية"، طلبت فيها وقف تنفيذ وإبطال رخصة البناء المذكورة. وقد استندت المراجعة إلى وجود عدة مخالفات قانونية في ملف الرخصة، أبرزها:
عدم قانونية إزالة إشارة عدم البناء عن العقار المذكور،
مخالفة القرار 26/188 المتعلق بإنشاء السجل العقاري وقانون البناء وقانون ضم الأراضي وفرزها في الأماكن الآهلة لجهة ضم العقارات على نحو يتعارض مع القواعد القانونية الواجب تطبيقها في عمليات الضم والفرز،
استناد المجلس الأعلى للتنظيم المدني على معطى خاطئ لجهة طبيعة الأرض وإساءة تحديد التراجعات عن الأملاك البحرية،
مخالفة قانون البناء لجهة عدم الإستحصال على دراسة للأثر البيئي،
مخالفة قانون حماية البيئة والتعدي على الحق بالتمتع بالبيئة والولوج إلى البحر،
مخالفة المرسوم رقم 2366/2009 المتعلق بترتيب الأراضي اللبنانية.
وقد تقرر وقف التنفيذ بناء للمادة 77 من نظام مجلس شورى الدولة التي تنص على ما يلي: " لاتوقفالمراجعةتنفيذالعملالاداريأوالقرارالقضائيالمطعونفيه. لمجلسشورىالدولةأنيقرروقفالتنفيذبناءعلىطلبصريحمنالمستدعيإذاتبيّنلهمن ملفالدعوىأن التنفيذقديلحقبالمستدعيضرراًبليغاًوأنّالمراجعةترتكزعلىأسبابجداً هامة. إلاأنهلايجوزوقفالتنفيذإذاكانتالمراجعةترميإلىابطالمرسومتنظيميأوإلىابطالقرار يتعلقبحفظالنظامأوالامنأوالسلامةالعامةأو الصحةالعامة."
تكمن إذاً أهمية القرار في جهتين: الأولى، في قبول مجلس شورى الدولة للمراجعة وإعتبار أن شرطيْ الصفة والمصلحة متوفران في المستدعية (جمعية الخط الأخضر)، وهي جمعية بيئية؛ والثانية، في تكريسه لواقعة وجود ضرر بليغ من جراء أعمال البناء الجارية على العقار المذكور، وهو من هذه الزاوية يشكل باعث أمل على إمكانية المجتمع اللبناني في الحفاظ على ما تبقى من الأملاك العامة ومن البيئة وتمهيداً لإسترداد الأملاك العامة المنهوبة منذ ما قبل الحرب.
نظراً لأهمية القرار على محاور عدّة، تنشر "المفكرة القانونية" الفقرة الحكمية للقرار مع تعليقٍ أوليّ عليه يضعه في سياق، على أن تخصّص له مقالاً تحليلياً يقاربه ويفنّده في الأيام القادمة.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.