قبيل الحكم في قضيّة قتل على خلفيّة شتم الذات الإلهيّة: المتّهمون يعتبرون الجريمة دفاعاً عن النفس


2021-04-19    |   

قبيل الحكم في قضيّة قتل على خلفيّة شتم الذات الإلهيّة: المتّهمون يعتبرون الجريمة دفاعاً عن النفس

استمعت محكمة جنايات بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي في 14 نيسان 2021 إلى ثلاثة شهود في قضية مقتل محمد الدهيبي على خلفية شتم العزّة الإلهية في آب 2018، بحضور المتّهمين الأخوة الثلاثة من آل الدهيبي الذين طلبوا البراءة في نهاية الجلسة، على أن يصدر الحكم في القضية في 21 نيسان 2021. 

حصلت الجريمة في آب 2018 في منطقة دير عمار حيث أقدم ثلاثة إخوة هم عمر وعبدالله وخليل الدهيبي على قتل محمّد عادل الدهيبيّ، بعد تلاسن حصل بينه وبين خليل، على خلفيّة شتم العزّة الإلهيّة وفقاً للقرار الظنّي، في حين أنّ المتهمين ووكيلهم صرّحوا خلال التحقيقات بأنّ محمّد هو من اعترض طريقهم فكانت الجريمة دفاعاً عن النفس. وكانت محكمة الجنايات قد أخلت سبيل الشيخ خليل الدهيبي قبل أسبوع تبعاً لإسقاط عائلة محمّد الدهيبي حقوقها الشخصية في هذه القضية.

وخلال جلسة الاستماع قال الشاهد زيد العويك إنّه وخلال جلوسه في متجر والده، دخل المغدور محمّد الدهيبيّ وهو بحالة سكر و”كان يأكل الفلافل بشكل مخيف”، واشترى حاجته من المتجر. وبحسب العويك، فإنّ محمّد تلاسن مع المتهمّ الشيخ خليل الدهيبيّ، فتدخّل الناس لحلّ الإشكال. وذكر الشاهد أنّ المغدور كان “يرمي شتيمة بين كلمة وكلمة”. خرج الجميع من المتجر واستقلّ محمّد سيّارته مغادراً، وفي هذا الوقت حضر شقيقا خليل، وهما المتهمان الآخرن عمر وعبدالله، فقال لهم أخوهم إنّ الإشكال بسيط وتمّ حلّه. وأضاف العويك أنّه وخلال تواجد الناس في الساحة أمام المتجر، حضر المغدور مسرعاً بسيّارته وكان يصرخ ويكيل الشتائم. 

أمّا الشاهدة أسيل الدهبي فكانت واقفة على شرفة منزلها مع رفيقتها آلاء العويك التي سبق وأدلت بشهادتها في القضية، وسمعت صوتاً غريباً. وحين ألقت نظرة، رأت المغدور على الأرض يضع يده على زنده، قبل أن يقف ويمشى قليلاً ثمّ يسقط أرضاً. وذكرت أسيل أنّها شاهدت ثلاثة أشخاص آخرين ولا تذكر ماذا كانوا يفعلون. فذكّرها القاضي صدقي بأنّها كانت قد أيّدت أقوال رفيقتها آلاء أثناء التحقيق سابقاً، فردّت بأن آلاء ظلّت واقفة على الشرفة أكثر منها.

وأفادت شهادة آلاء، التي أعاد القاضي صدقي تلاوتها عليها، بأنّها شاهدت سيارتيّن واحدة من نوع “مرسيدس” تعترضها سيارة من نوع “كيا”. ثمّ رأت آلاء شخصاً يركض ووراءه ثلاثة شبّان وتمكّن واحد منهم (وشعره طويل) من الإمساك به وضربه بسكين على زنده الأيسر وشخص آخر ضربه بالعصا على رأسه. بعدها، انحنى صاحب الشعر الطويل وصار يطعن محمّد الدهيبيّ بالسكّين، فيما كان خليل الدهيبيّ يبعدهما عن بعضهما. بعد ذلك استقلّ الثلاثة سيّارتهم الـ”مرسيدس” وهربوا. وأكّدت آلاء أنّ محمّد الدهيبيّ لم يكن يحمل شيئاً في يده (سكّينا أو عصا).

طلب وكيل المتهمّين الثلاثة الاستغناء عن الاستماع إلى الشاهدين وعلا وعمر العويك اللذين لم يحضرا لعدم الجدوى، وإلى الطبيب الشرعيّ فضل السمّان أيضاً، وقد كان القرار الظنّي في القضيّة أشار إلى أنّ شهوداً أفادوا بأنّ الشيخ خليل الدهيبي أوجب قتل محمّد الدهيبيّ شرعاً كونه شتم الله ورسوله. ولم تمانع النيابة العامّة عدم الاستماع للشهود، وقد طلبت إنزال أشدّ العقوبات بالمتهمين الثلاثة. أمّا الوكيل فرأى أنّ لا ضرورة من إعادة سرد الوقائع بما أنّها جميعها موجودة في ملفّ القضيّة. وطلب أن يدرس وضع الموكلين من دون العودة إلى الأسباب وراء الجريمة وهم كلّهم ثقة في أن يكون القرار بموضوعية مطلقة” على أن تكفّ العقوبات عن الأخوين عمر وعبدالله وفقاً للمادّة 183 من قانون العقوبات التي تنصّ على إمكانية إعفاء فاعل الجريمة من العقوبة إذا وقع تجاوز في الدفاع عن النفس. وعلى أبعد مدى، تقدّم الوكيل بطلب إدانة المتهمين بالفقرة 2 من المادّة 129 من قانون العقوبات، وهي المعنية بتعويض العطل والضرر. وبالنسبة للمتهمّ خليل الدهيبي، فقد نادى الوكيل بإعلان براءته لعدم إثبات إدانته بأي جرم جزائيّ ولعدم كفاية الدليل. ثمّ طلب المتهمون جميعاً البراءة وحدّد القاضي صدقي يوم 21 من شهر نيسان الحالي موعداً للنطق بالحكم في هذه القضيّة. 

استحقاق هام في النظر في هذه الجريمة والتي تكثر المؤشرات منذ بداية القضية على كثرة التدخلات والتأثيرات فيها. فلنتابع. 

انشر المقال

متوفر من خلال:

قضاء ، أجهزة أمنية ، محاكم جزائية ، الحق في الحياة ، محاكمة عادلة وتعذيب ، لبنان ، محاكمة عادلة



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني