في "عيد الأم"، وقفت والدة الضحية "رقية منذر" أمام قصر العدل في بيروت، تطالب القضاء بالعدالة والقصاص العادل ممن حرمها كلمة "يا أمي"، وجعلها ثكلى. بالمقابل، كان سند كفالة بقيمة 20 مليون ليرة، كفيلاً أن يعيد للقاتل حريته ويجعله يسرح ويمرح أمام عينيها دون أن تعرف متى سيصدر الحكم بحقه ودون أن تجد ما يبرد النار المشتعلة في داخلها. فبمناسبة "عيد الأم" نفذت جمعية "كفى" وقفة تضامنية مع أمّهات ضحايا العنف الأسري للتذكير بقضايا الضحايا والملفّات العالقة، ودفع القضاء إلى الإسراع في محاكمة القتلة، خاصّة وأن ثلاثة منهم أُخلي سبيلهم. هذا مع العلم أن زوج رولا يعقوب قد أفرج عنه بعد قرار قاضي التحقيق في الشمال بمنع محاكمته.
وقد شارك في هذه الوقفة الرمزية مجموعة من الناشطات في المجتمع المدني فضلاً عن أهالي عدد من الضحايا كرقية منذر ولطيفة اللقيس، فيما ألزم المرض والدة رولا يعقوب بالتغيّب قسراً عن الوقفة الرمزية، هي التي لا اعتادت المشاركة في جميع التحركات ضد العنف الأسري.
"ستة عشر ضحية معلوم عنها هو عدد النساء اللواتي سقطن منذ أيار 2013وحتى أيار 2015. أما اليوم، فقد أصبح عدد الضحايا المعلوم بهن 21ضحية. ومع ذلك لم تحصل لغاية تاريخه نهايةً واحدة لمحاكمة عادلة وسريعة ومشدِّدة للعقاب".
لا تزال والدة رولا يعقوب تنتظر مصير الاستئناف الذي قدمته ضد قرار منع المحاكمة في ملفّ ابنتها أمام الهيئة الاتهامية في الشمال حيث يمضي الملفّ سنته الثانية من دون أيّ تقدم. كما أن الهيئة الاتهامية في جبل لبنان قامت بإخلاء سبيل قاتل رقية منذر بعد الظنّ به بجريمة القتل وإحالته الى محكمة الجنايات.
وقد ذكّرت جمعية "كفى" من خلال رسالة وجهتها الى المديرة العامة لوزارة العدل ميسم النويري الى انه "سبق ووعد وزير العدل بعد لقائه أمّهات الضحايا العام الماضي بأن يتابع الملفّات مع القضاء ويطلب إليه إعطاء الأولوية لها حتى يُصار إلى محاكمة قتلة النساء بأسرع وقت ممكن أملاً بتحقيق العدالة". واعتبرت انه" في الوقت الذي يتصدّى فيه القضاء بطريقة مميّزة لجرائم العنف الأسري من خلال قرارات الحماية التي تصدر عن قضاة الأمور المستعجلة، ومن خلال تصدّي المحامين العامين الأسريّين لشكاوى النساء بقضايا العنف الأسري متخطّين في كثير من الحالات الثغرات التي خلّفها النواب في مضمون القانون 293، ليس من المقبول، أن تبقى ملفّات قتل النساء ترزح مكانها". حاولت "كفى" من خلال هذه الرسالة ايصال "صرخة" بالنيابة عن كل أم خسرت ابنتها. وكانت صرخة خاصة وجهت بالنيابة عن "والدة رولا يعقوب إلى القاضي رضا رعد، رئيس الهيئة الإتهامية في الشمال بأن "ملف رولا يعقوب أمانة بين يديه ووالدة رولا تثق به كلّ الثقة".
الصورة منقولة عن موقع www.kafa.org.lb
متوفر من خلال: