“
حققت أغنية “في بلادي ظلموني” التي أطلقتها مجموعة “الإيكلز” الفصيل المشجع لنادي الرجاء البيضاوي، إشعاعا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، لما تحمله من كلمات تنتقد من خلالها الأوضاع المزرية التي يعيشها الشباب المغربي، والفصائل المشجعة للأندية الوطنية.
الأغنية عبر من خلالها جمهور الرجاء عن معاناتهم اليومية، التي تنسحب على معاناة كافة شباب المنطقة كما طالبوا من خلالها بتحسين أوضاعهم، وتأمين حياة أفضل لهم، ثم تبليغ عدة رسائل للحكومة المغربية عن الأوضاع التي يعيشها الشباب المغربي من انتشار البطالة والفقر والحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
هي ليست فقط أغنية
هي ليست فقط أغنية أو “أنشودة” من الأناشيد التي دأب “الألتراس” على ترديدها في مختلف الملاعب، بل هي “تحفة” تصوّر بشكل واضح ما يعيشه الشباب العربي من المحيط إلى الخليج، وهي “قصيدة” تلامس أحاسيس ومشاعر الشباب العربي.
هكذا علق الآلاف من العرب على الأغنية الشهيرة للفريق الأخضر ”في بلادي ظلموني”، التي خرجت من مدرجات الملاعب، وزاحمت آخر الأغاني في “اليوتوب” ونالت عددا هائلا من المشاهدات في كل العالم العربي.
الملاعب الرياضية ملاذ آمن للتعبير عن الآراء
الجماهير المغربية والعربية ووجدت مضمون الأغنية يمثلها ويجسد معاناتها، وما تعيشه من حرمان داخل مجتمعاتها وملاعبها بكل دقة، خصوصا وأن العديد من الجماهير تجد في الملعب ملاذا للتعبير عن آرائها.
في هذا السياق كتب عبد الصمد ناصر، الصحافي ومقدم الأخبار بقناة الجزيرة، في تغريدة له على جداره في تويتر: “إن الملاعب في المغرب لها وظيفة أخرى، فهي لم تعد مجرد فضاء رياضي للفرجة والتشجيع والمنافسة، بل تحولت إلى (تيرمومتر) لقياس نبض الشعب”.
وأضاف ناصر معلقاً على الأغنية: “في الملاعب المغربية تصدح حناجر المقهورين لتبعث رسائل معبّرة ومباشرة وواضحة للسلطات، وبصوت تقشعر له الأبدان، عن ألم وغضب شديدين مما آلت إليه أحوال الوطن”.
سيكولوجية الجماهير
“فؤاد بلمير”، أستاذ علم الاجتماع، وعضو نشيط في نادي قضاة المغرب أكد في تصريحات لعدد من وسائل الاعلام أن أغنية “في بلادي ظلموني” تغنت بها جماهير نادٍ كبير وهو الرجاء البيضاوي وأن الشيء الذي يوحّد الجماهير فيما بينها داخل الملاعب هو الوجدان والعاطفة، وهذا الأمر متعارف عليه بسيكولوجية الجماهير. وأضاف أن الأغنية جاءت كنوع من الاحتجاج والرفض، وكلماتها كلها موجودة في مجتمعنا.
وأشار فؤاد بلمير إلى أن “الشباب المغربي من خلال هذه الأغنية يبحث عن الانتماء، ربما في المراحل الحالية غير متوفر له من طرف المؤسسات التي لم يشارك في انتخابها، وبالتالي يعتبرها هي المسؤولة عن الفشل.
واختتم الأستاذ الجامعي بلمير “أننا في بلد لديه تاريخ وحضارة راسخة، وهو من بين 10 دول صنعت تاريخ البشرية، لذلك فإن جميع المشاكل الموجودة داخل مجتمعنا يجب أن تحل بالمشاركة”.
الفيلسوف التونسي، أبو يعرب المرزوقي، اعتبر أن أغنية الالتراس المغربي، تحذير لمدبّري الشأن العام، لاتخاذ إجراءات تخفّف من وطأة الضغط الاجتماعي والسياسي، الذي قد يعصف باستقرار وأمن غالبية بلدان المنطقة.
العدل كبديل عن الفوضى
اعتبر الإعلامي والمخرج ناصر الدوسري، أن الشعب المغربي والالتراس من خلال أغنية “في بلادي ظلومني”، يعبرون عن رغبتهم في عدم إحداث الفوضى، ولذلك على السلطات منحهم العدل وفرص العيش الكريم، فـ “المغاربة شعب عظيم وأخلاقه رفيعة بس يعطو له الفرصة وراح تخرج منه أشياء عظيمة”، حسب قوله.
لسماع الأغنية:
https://www.youtube.com/watch?v=HXPQJ4JYxWo
“