في اليوم الأوّل لوقف العدوان: الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على ثلاثة مصوّرين صحافيين في الخيام 


2024-11-27    |   

في اليوم الأوّل لوقف العدوان: الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على ثلاثة مصوّرين صحافيين في الخيام 
محمد الزعتري بعد إصابته

في غمرة فرح أهل جنوب لبنان بعودتهم إلى قراهم، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على مجموعة من المصوّرين الصحافيين اليوم عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا في بلدة الخيام الجنوبية حيث ما زال متواجدًا في أجزاء منها. وقد أصيب في إطلاق النار، المصوّر المستقلّ محمّد الزعتري المتعاون مع “آسوشيتد برس” ووسائل إعلام أخرى، إصابة بليغة بثلاث رصاصات، استقرّت واحدة في يده اليسرى واثنتان في رجله اليمنى، نقل على إثرها إلى مستشفى راغب حرب في النبطية ومنها إلى مستشفى غسّان حمود في صيدا. كما أصيب مصوّر وكالة “سبوتنيك” الروسية، عبد القادر الباي، بشظايا في قدمه اليمنى نقل على إثرها إلى مستشفى النجدة الشعبية في النبطية حيث تلقّى العلاج، كذلك أصيب المصوّر الصحافي علي حشيشو المتعاون مع عدد من الوكالات الإخبارية بشظية في شفته.

وكان المصوّرون الثلاثة، قد بدأوا مواكبة عودة الأهالي إلى قراهم منذ الصباح الباكر، ومع وصولهم إلى مدينة النبطية علموا أنّ الأهالي قد بدأوا بدخول بلدة الخيام، حينها “قررنا مواكبتهم إلى هناك لما للخيام من رمزية خاصّة ولأنّ البلدة شهدت معارك طاحنة بين العدو ورجال المقاومة في الأيام الأخيرة”، بحسب الباي. 

ويضيف الباي في اتصال مع “المفكرة” أنّهم مع وصولهم إلى مدخل بلدة الخيام، طلب منهم عناصر من الجيش اللبناني الدخول سيرًا، فترجّلوا من سيارتهم وراحوا يتجوّلون في أحياء وشوارع البلدة موثّقين الدمار والخراب، وكان الأهالي في هذا الوقت في البلدة. ويتابع الباي أنّهم حين وصلوا إلى ساحة البلدة رصدوا بقايا عتاد وحقائب وطلقات رصاص وآثار دبابات على الأرض، وبدأوا يسمعون أصواتًا رجّحوا أن تكون لجنود إسرائيليين تخرج من أحد المباني. وما أن رفع الباي الكاميرا لالتقاط صورة، حتى بدأ الرصاص ينهمر عليهم، ما أدّى إلى إصابتهم. ويتابع أنّهم حاولوا الابتعاد عن الجنود قدر المستطاع، إلى أن تمكّن أحد أبناء البلدة الذي كان يتفقّد منزله من نقلهم إلى مستشفى مرجعيون حيث أجريت لهم الإسعافات الأوّلية قبل أن ينقل كلّ منهم إلى مستشفى للمعالجة.

ويقول الباي إنّ “العدو أراد استهدافنا كوننا صحافيين، لأنّهم لا يريدون لأحد منّا أن يوثق هزيمتهم واختباءهم في المنازل”، ويضيف أنّ “العدو منذ بداية الحرب لا يقيم اعتبارًا لأي من.المواثيق الدولية وهو حتى اللحظة الأخيرة يمعن في خرقها”.

فيديو يوثّق لحظة إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على المصوّرين الصحافيين

وكان الجيش الإسرائيلي قتل في عدوانه على لبنان الذي بدأ في تشرين الأوّل العام الماضي، 6 صحافيين ومتعاونًا صحافيًا أثناء أدائهم عملهم، هم المصوّر الصحافي عصام عبد الله في استهداف مباشر لمجموعة من الصحافيين في 13 تشرين الأوّل 2023 في غارة إسرائيلية على علما الشعب وقد أصيب في الاستهداف أيضًا 6 صحافيين آخرين. كما استهدف الجيش الإسرائيلي أيضًا فريق “الميادين” المؤلّف من المراسلة فرح عمر والمصوّر ربيع معماري والمعاون الصحافي حسين عقيل، مباشر في 21 تشرين الثاني 2023 بعد دقائق من فراغهم من رسالة على الهواء ما أدّى إلى استشهادهم. ومؤخّرًا قتل المصوّر غسّان نجار ومهندس البث محمد رضا من قناة “الميادين” والمصوّر وسام قاسم من “المنار” في استهداف إسرائيلي لمقرّ إقامة الصحافيين في حاصبيا في 25 تشرين الأوّل الماضي أصيب فيه مصوّران آخران. 

ويعتبر اغتيال الصحافيين جريمة حرب كون القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المدنيين واعتبارهم أهدافًا مشروعة للعمليات القتالية. ويعتبر الصحافيون الذين يمارسون مهمّات مهنية خطرة في مناطق النزاعات المسلحة أشخاصًا مدنيين يجب حمايتهم بهذه الصفة شرط ألّا يقوموا بأي عمل يسيء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين. ولا يفقدون هذه الحماية القانونية جرّاء تأييدهم لأحد أطراف النزاع أو حتى مساهمتهم في المجهود الحربي العام. 

وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ تشرين الأوّل 2023، 3853 شهيدًا و15878 جريحًا بحسب إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية. 

وفي 23 تشرين الأوّل الماضي، دمّرت إسرائيل أحد مكاتب “قناة الميادين” الموجود في شقة داخل مبنى سكني بمنطقة الجناح، في بيروت. كذلك تعرّضت الفرق الصحافية في لبنان لاستهدافات أخرى، بينها في 25 تشرين الثاني 2023، حين أطلق الجيش الإسرائيلي النار في الهواء ترهيبًا باتّجاه فريق عمل قناة NBN على طريق الخيام مقابل مستعمرة المطلة عند الحدود مع فلسطين، أثناء جولة للفريق على بعض مناطق القطاع الشرقي في جنوب لبنان، وبغية إيقافهم عن البث المباشر، ولم يصب أحد من الفريق الإعلامي المؤلف من 3 أشخاص بأذى.

وفي 13 تشرين الثاني، سقطت قذائف صاروخية إسرائيلية على مجموعة صحافيين في بلدة يارون، بالقرب من سيارتي تلفزيونيّ “الجزيرة” و”الجديد”، وسُجّلت إصابة واحدة طفيفة بقدم مُصوّر “الجزيرة” عصام موّاسي، وقد أفيد أنّ سيارة طاقم “الجزيرة” هي الأكثر تضرّرًا. كما سقطت القذائف أيضًا بالقرب من مكان تواجد فريق عمل تلفزيون NBN ومراسلة جريدة الأخبار الزميلة آمال خليل.

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، لبنان ، مقالات ، جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية ، العدوان الإسرائيلي 2024



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني