أجزم أنّني كنت أحفظ سمات المقرّ السابق للمجلس الثقافيّ للبنان الجنوبي في حي الميدان، في مدينة النبطية. دارة الراحل أحمد ضاهر وزميلنا المحامي الراحل حسيب أحمد ضاهر التي بنيت في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، قرميدة قرميدة وحجرًا حجرًا، تمامًا مثلما حفظت طوال عشرين عامًا أصوات عشرات الشعراء والفلاسفة والأدباء والسينمائيّين والتشكيليّين والممثّلين والفنّانين ممّن حلّوا في فنائه منشدين متحدثين مكرَّمين قبل أن يقفل الانهيار الاقتصاديّ أبوابه الخشبيّة العتيقة أمام الثقافة وتنتزع الريح قرميده الباهت فيحلّ الجديد والتعديل على يد الحفيد كمال ضاهر.
في التاسع من تشرين الثاني 2024، قوّضت غارة إسرائيليّة معادية بنيان البيت التراثيّ الجميل، وباتت تحته تئنّ حناجر من رفدوا مدينة الصبّاح بألف رواية وكتاب وقصيدة ومغنّاة ومعرض وأحاديث في الفلسفة والأدب والسينما وفي مختلف أبواب الثقافة والسياسة، قبل أن يرحل جلّهم؛ تئنّ من وجع الغدر المتفلّت من أدنى عقاب، وأنين الظلم يوجع التراب. ما زلت أذكر تمامًا حماسة الأمين العام للمجلس الثقافيّ للبنان الجنوبي الأديب الراحل النائب حبيب صادق (1931- 2023) تجاه هذا البيت وما يحمله من تفاصيل تراثيّة ومكوّنات العمارة التقليديّة اللبنانيّة، يوم قيّض للمجلس استئجاره في العام 2008 وتحويله إلى منبر ثقافي مفتوح، ساعيًا باستمرار إلى الحفاظ على هذه العمارة الحلوة، ومعه مساحات الحوار والثقافة والأدب والفكر المتنوّع في النبطية.
في ربوعه حلّ معظم أدباء وشعراء وكتّاب وفنّاني لبنان والعالم العربي وعديد من الشخصيات العالمية، إذ استضاف المجلس الفيلسوف العالمي نعوم تشومسكي، عشية عدوان العام 2006، محاضرًا حول استيلاء إسرائيل على أرض فلسطين، وعلى منبره جال وصال كلّ من حبيب صادق ومحمد علي شمس الدين وجوزيف حرب وشوقي بزيع والياس لحود وحسن عبدالله ومحمد العبدالله وجواد صيداوي وهاني فحص وجان شمعون وبرهان علوية وسمير قصير وعبد الحميد بعلبكي وشوقي بغدادي وممدوح عدوان وصادق جلال العظم وإيملي نصرالله ومريد وتميم البرغوثي ومحمد ملص علي وجورج جرداق وفتحية العسال والياس خوري وعشرات العشرات غيرهم.
في أصل العدوان، استهدفت الغارة دارة النائب والوزير السابق الدكتور رفيق أمين شاهين (1925- 2011) التراثيّة فحوّلتها إلى ركام وفتكت بدارة آل ضاهر الملاصقة، وجعلت معظمها خرابًا.
بنى أمين علي شاهين (1857- 1938) دارة آل ضاهر بعدما عاد من المكسيك مطلع القرن العشرين وبات صاحب بساتين وحقول زراعيّة كانت تمتدّ بين النبطية وفرون في قضاء بنت جبيل. أورثها ابنيه توفيق “أبو حازم” (1896- 1974) ورفيق قبل العام 1930 بعد عودته من المكسيك، وكان مثل والده أمين شاهين صاحب حقول وبساتين وورش زراعية تمتدّ بين النبطية وفرون في قضاء بنت جبيل.
بعدها خطّت الدار المبنيّة من حجر صخريّ تزيّنها الأقواس والعقود والعتبات والأبواب والقرميد والطلاء الأزرق مآلًا سياسيًّا بعدما نحا رفيق شاهين هذا النحو وتبوّأ مواقع نيابيّة ووزاريّة بين 1960 و1992. بعد رحيله آلت الدار إلى ابني شقيقه، البروفيسور حازم توفيق شاهين (الراحل 2023) وأمين توفيق شاهين (الراحل 2021). زارت الدار وجوه دينيّة وسياسيّة وجماهيريّة منها الإمام السيّد موسى الصدر والرئيس أحمد الأسعد والرئيس عادل عسيران. أصاب العدوان الدار أكثر من مرّة منذ العام 1975 وما تلاها من حروب إسرائيليّة تكرّرت على الجنوب والنبطية وكان أصحابها يلجأون إلى ترميمها والحفاظ على بنيتها التراثيّة.
عمارة من عمر مدينة
يقودنا الاعتداء اليوم على مواقع وبنيان تراثيّة وتدميرها في أحد أحياء النبطية الجميلة، حي الميدان، القريب من السوق والوسط التجاري، إلى سلسلة اعتداءات تعرّضت لها العمارة التراثيّة في المدينة والتي يتجاوز تاريخ بناء معظمها 100 عام. فقد تنافس أبناء النبطية الميسورون ممّن ولجوا باب الاغتراب باكرًا نحو أفريقيا وأميركا اللاتينية وغيرها ليعودوا برساميل يبنوا من خلالها مصالحهم في السوق التجاريّة، من محال ومصانع متناسقة متلاصقة على أنقاض خانات وعقود كان يبيت فيها روّاد السوق من تجّار يأتون من فلسطين وسوريا إلى سوق الإثنين التي تنعقد أسبوعيًّا، وكان قسم منها مخصّصًا لمبيت الخيول والمواشي.
جرت تعديلات كثيرة على مضامين ودواخل هذه المباني لكنّها حافظت في شكلها الخارجي على طراز موحّد، استبدلت لاحقًا أبواب من حديد أبوابها الخشبيّة الضخم، خصوصًا بعدما بدأت المدينة تتعرّض للقصف الإسرائيليّ منذ العام 1974 أدّى في مراحل مختلفة إلى تدمير عديد من البيوت العتيقة واحتراقها، ولم تنجُ متاجر السوق ودكاكينه من القذائف والهدم الممنهج والاشتعال جرّاء القذائف الحارقة. معظم هذه المتاجر والمحلّات أطاحت بها الغارات الإسرائيليّة العنيفة أخيرًا وحوّلتها إلى ركام وأثر بعد عين.
مراحل العمارة “النبطانيّة”
اعتمدت النبطية في بنائها، بعد آثارها الرومانيّة التي وجدت عند تخوم حيّ البياض في محلّة “الخريبة” وكذلك الفينيقيّة، حيث بني على آثارها حيّ السراي القديم، على البيوت ذات المربّع الواحد، من سقف ترابيّ وأبواب منخفضة وفتحات تهوية وارتفاع لا يتجاوز المترين، وكانت تتّصل بفتحات في ما بينها، للّحمة أمام السارقين أو المعتدين، وللمسامرة وتجاذب الأحاديث، في وقت لم يكن للتكنولوجيا مطرح في حياة الناس المتطوّرة عمّا سلف؛ ونموذج البيوت هذا انتشر في جبل عامل في القرن الميلاديّ الثالث عشر واستمرّ نحو ستّة قرون.
والمنازل التراثيّة القديمة في النبطية، يعود بناؤها إلى مطلع القرن التاسع عشر، أو إلى النصف الثاني منه، وركام بعضها المنتشر في أمكنة عدّة فيها، يرجع إلى نحو مئة وخمسين عامًا أو أكثر بقليل، وهي من حجارة صخريّة، مقطّعة عبثيّة، مسقوفة من جذوع الأشجار التي تعتلي العقود مع طبقة ترابيّة على قصب وبلّان، وأخرى من الحصى، وثالثة من الجير الممزوج بالتبن. وكان أصحاب البيوت يحافظون على السقف سنويًّا من خلال حدل سطحه، لتمتينه ومنع النشّ، أمّا الجدران فكانت مطليّة بطبقة من “الكلّين”.
بدأ بناء هذه البيوت قريبًا من منابع المياه والآبار، ومنها “بئر القنديل” و”عين الحورانيّة” و”عين قبيس”، فتشكّل حي السراي بدايةً نظرًا إلى قربه من عين القنديل أغزر ينابيع النبطية وأكبرها، برغم تواضع بيوته، من الحجر الصخريّ والكوارات. هذه البيوت هدمتها الاعتداءات الإسرائيليّة التي تعرّضت لها المدينة منذ 1974؛ رمّم بعضها لاحقًا عشوائيًّا باستخدام الإسمنت من قبل ساكنيها بعد رحيل أصحابها المالكين أو البانين.
بيوت النبطية في القرن العشرين هي نسخة عن البيوت اللبنانيّة الحديثة في عهدها، وإذا كان معظم هذه الأبنية التراثيّة مبنيًّا من الحجر الصخريّ والسقوف الخشبيّة التي يغطّيها القرميد الإيطاليّ أو الفرنسيّ، فإنّ عديدًا منها ناله من الإسمنت نصيبٌ مع بداية الثلاثينيّات من القرن العشرين، بيد أنّها حافظت على جدرانها الحجريّة المقطّعة الناعمة، وعقودها وقناطرها، ونالها من العدوان الإسرائيليّ كذلك ما نال البيوت القديمة، أو أكثر، ودمّر عديدًا منها كلّيًّا.
يضاف إلى البيوت، بناء المصالح والسوق حول ساحة النبطية العامّة، القريبة من حي السراي، أوّل أحياء المدينة الذي طالما تعرّض للغدر الإسرائيليّ وسقط فيه العديد من أبنائه. من هؤلاء شهيد القصف الأوّل على النبطية غازي محمد نجيب إسماعيل (عيسى) ليل 14 تشرين الأوّل 1974، وهو شقيق عضو المجلس البلدي لمدينة النبطية الشهيد صادق إسماعيل الذي سقط إلى جانب رئيس بلديّة النبطية الدكتور أحمد كحيل وعدد من أعضاء البلديّة وموظفيها يوم 16 من تشرين الأول الماضي، في غارة دمّرت مقرّ البلديّة على من فيه من لجنة إغاثة الأهالي الصامدين في المدينة؛
وامتدّت الأبنية التجاريّة نحو حيّ الميدان الذي تعرّض إلى سلسلة غارات منذ بدء العدوان الواسع على لبنان في 23 أيلول الماضي.
محو دارة “أبو غالب” شاهين
في حي الميدان بنى عديد من المغتربين بيوتهم التراثيّة الجميلة، منهم أمين شاهين وابنه توفيق، وكذلك سعيد حسن شاهين والد النائبين والوزيرين الراحلين غالب (1930- 1968) وفهمي شاهين (1932- 1974) الذي بنى دارته التراثيّة الجميلة بعد عودته من أفريقيا في أواسط العشرينيّات من القرن الماضي، على مسافة قريبة من دارة أبناء عمّه، في الحيّ الذي كان يعرف بحيّ آل شاهين.
استثمر “أبو غالب” أمواله في شراء الأراضي والزراعة، لكنّه لم يعش طويلًا إذ توّفي سنة 1951 عن 53 عامًا، بعده تحوّلت داره إلى مرجعيّة سياسيّة يرتادها أبناء المنطقة والمحيط ووجوه سياسيّة من مختلف المناطق اللبنانيّة، خصوصًا في عهد الدكتور غالب شاهين وكان يانعًا ومتعّلمًا (سافر إلى الولايات المتّحدة عام 1952، ودرس الحقوق في جامعة سيراكيوز Syracuse ونال إجازة في القانون الدّولي والعلاقات الخارجيّة، وفي الصّحافة) فانتخب نائبًا عن النبطية العام 1964 وعُيّن في العام نفسه وزيرًا للتربية الوطنيّة، في حكومة الرئيس حسين العويني. في الوزارة (1965) أصدر قرارَ إنشاء “كلّية الفنون الجميلة” وأنصف الأساتذة الثانويّين بعد إضرابهم، وأطلق مشروع بناء الجامعة اللبنانيّة، فضلًا عن جملة من المشاريع التربويّة. ساهم في تشييد عدد من الصّروح التّربويّة في النبطية، وفي مناطق جنوبيّة أخرى. وأطلق اسم النابغة حسن كامل الصّباح على ثانوية النبطية.
رحل غالب شاهين في عمر 38 عامًا وخلفه في النيابة شقيقه فهمي وعيّن وزيرًا للزراعة في 1973 في حكومة الرئيس أمين الحافظ (الحكومة التي لم تمثل أمام البرلمان) ثمّ عيّن وزيرًا للإعلام في العام نفسه في حكومة الرئيس تقي الدين الصلح. ومثل شقيقه لم يعش طويلًا ورحل عن أربعين عامًا. بعد سنوات آلت الدار الجميلة إلى ابن شقيقتهما رجل الأعمال الدكتور تنال صباح، فحافظ عليها ورمّمها سنة 2013 على النمط الذي بنيت عليه. دمّرها العدوان الإسرائيليّ بغارة عنيفة في 10 تشرين الأوّل الماضي ولم يبق منها حجر فوق حجر.
تعتبر واجهة الدار الأبرز في النبطيّة، إذ كانت تتألّف من شرفة يتجاوز طولها 25 مترًا وعرضها نحو ثلاثة أمتار، يتقدّمها 15 قوسًا منفرجًا، منها اثنان من الجهة الشرقيّة للواجهة واثنان من الجهة الغربيّة. تتّكئ الأقواس على أعمدة صخريّة وحيدة عند الواجهة، وثلاثة أعمدة عند كلّ زاوية. تقطع أعمدة الأقواس بين “الدرابزونات” الصخريّة المزيّنة ببرامق منحوتة بشكل خفيف ومدروسة. صنّف المعماريّون دارة آل شاهين بأنّها تجمع بين العمارة اللبنانيّة التقليديّة والزركشة الإيطاليّة.
دارة آل الفضل تحت الخطر
لم تمرّ أيام قليلة، حتّى أغار الطيران الإسيرائيليّ على حيّ “خلّة الهوا” في النبطية الذي يعرف كذلك بحيّ “الراهبات” نظرًا إلى وجود ثانويّة السيّدة للراهبات الأنطونيّات في وسطه. وقعت الغارة التي دمّرت مبنى من أربعة طوابق، على مقربة من دارة النائب والوزير الراحل محمّد الفضل الذي يدمغ توقيعه العلم اللبنانيّ الأوّل للاستقلال سنة 1943. أحدثت الغارة أضرارًا جسيمة في الدار، لا سيّما في القرميد والجدران الصخريّة والسقوف.
وكان وزير الثقافة القاضي محمّد وسام المرتضى قد أصدر في الرابع من أيلول الماضي قرارًا قضى بموجبه بإدخال العقار رقم 95 في منطقة النبطية التحتا العقارية – محافظة النبطية (منزل آل الفضل) في لائحة الجرد العام للأبنية التاريخيّة. وجاء في القرار أنّه “نتيجة الكشف على العقار، تبيّن أهمّيّة البناء القائم عليه من النواحي التراثيّة والمعماريّة والمدينيّة، ووجوب المحافظة عليه، تقرّر إدخاله في لائحة الأبنية التاريخيّة، ولا يجوز القيام بأيّ عمل من شأنه تغيير الوضع الحاليّ للعقار المذكور، من دون موافقة المديريّة العامّة للآثار المسبقة على الأعمال المنويّ إجراؤها والمواد المنويّ استعمالها”.
بدأ محمّد الفضل في بناء دارته في النبطيّة سنة 1924، وأتمّها بعد ست سنوات كاملة، على تلّ يشرف على وسط المدينة وجنوبها وغربها وحيّز من شرقها (آنذاك)، وعلى نمط معماريّ إيطاليّ. يعتمر القرميد سقف الدار وتزيّنها واجهة من النحوت الصّخريّة والزركشات الهندسيّة والنباتيّة، والنوافذ المُقنطرة. أمّا في الداخل، فقد توزّعت الرسوم في السقوف وعلى الجدران بين “مشربيّات” خشبيّة ملوّنة من صنع يدويّ.
شارك في بناء الدار معلّمون وعمّال من مغدوشة وشرق صيدا، وكانت الصخور الكبيرة تُنقل على الجِمال من مقالع في شرقيّ صيدا إلى النبطيّة، ليتولّى النحّاتون معالجتها وحفرها بأشكال هندسيّة وأزهار ونباتات، ثمّ تثبيتها حجرًا فوق حجر، ليكتمل الهيكل والمشهد.
تدمير الخانات والبيوت الصغيرة
إلى جانب ما هدمته الطائرات الإسرائيليّة في حربها الأخيرة على لبنان، جنوبه وبقاعه وشماله وضاحية بيروت الجنوبيّة، تنتشر بيوت حجريّة متواضعة بين البيوت الكبيرة وفي أحياء عديدة من النبطية، منها حيّ السراي، هدمها العدوان هي الأخرى وحوّلها إلى أطلال. لكن لا تتوجّع البيوت المتواضعة مثل البيوت المشرّعة على الأعين والحياة العامّة ذات الإمكانات المادّيّة العالية، فتركن إلى فقرها بانتظار جرّافة تزيل معالمها من دون الدلالة على أصحابها البسطاء الفقراء بعدما كانت تستر عوراتهم في الأيّام والليالي الحالكات.
وثمّة خانات جميلة بناها رضا جابر في مطلع العشرينيّات من القرن الماضي، وكانت من أجمل الخانات التي لمّا تزل تحافظ على رونقها وعمارتها قبل أن تدكّها الغارة التي هدمت السوق بأكملها وحوّلت ساحة النبطية إلى ركام وأطلال.
أضرار في ضريح حسن كامل الصبّاح
يضاف إلى ما تضرّر، ضريح المخترع الراحل حسن كامل الصباح الواقع قرب ساحة المدينة، في الوسط التجاريّ، إذ أصيب بأضرار جسيمة جرّاء العدوان الهمجيّ الذي طاول المربّع التجاريّ ليل 12 تشرين الأوّل الماضي.
في أعقاب وفاة الصبّاح في الولايات المتّحدة وإحضار جثمانه إلى بيروت، فالنبطية، أسّس الدكتور مصطفى الخالدي من بيروت لجنة تكريم حسن كامل الصبّاح، وضعت بعض التصاميم لبناء الضريح، كلّها على الطراز الإسلاميّ؛ ونفّذ سعيد فخر الدين “ماكيت” القبر الداخليّ من الجفصين. ثمّ تمّ بناء الضريح مع القبّة ونفّذهما آنذاك أشهر البنّائين المعلّم مصطفى الجوني. أمّا قطعة الأرض التي بني عليها الضريح فقد تمّ اختيارها بناءً على رغبة والد الصبّاح، الحاج علي الصّباح، الذي كان قد اشتراها من أموال كان يرسلها ابنه حسن كامل من المهجر.
تشكّلت بعدها لجنة بالتعاون بين محمّد الحاج علي ومحمّد صباح عد أربعين عامًا على وفاة الصبّاح برسم شكل جديد لضريح الصبّاح الداخليّ، نفّذه المعلّم عبد الحسين ملّي من الرخام والغرانيت.
في وداع البيوت “اليتيمة”
بعد الغارة المشؤومة على حيّ الميدان، في التاسع من تشرين الثاني الجاري، كتب كمال ضاهر على صفحته فيسبوك: “منزلي الجميل الذي لم أسكنه بعد”. ونشر صورة مركّبة ممّا كان عليه البيت بعد الترميم وما آل إليه بعد التدمير.
وكتب الناشط في مجال البيئة والتراث هشام يونس على صفحته أيضًا على فيسبوك: “ما يجعل الأمر أكثر إيلامًا أنّ معظم هذه المنازل التقليديّة المدمّرة في النبطية وفي غيرها من البلدات الجنوبيّة لم يجرِ إدراجها على لائحة الجرد العام للأبنية التراثيّة، ولا توجد لها سجلّات توثّق عناصرها المعماريّة وتاريخها. عاشت هذه المنازل كاليتيمة، لم تحظَ بأيّ رعاية أو اهتمام رسميّ، وبقيت على قيد الحياة فقط بجهود واهتمام أصحابها وسكّانها. واليوم إذ تذوي أمام أنظارنا نستيقظ على مدى ارتباطنا بها”.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.