“غرافيتي” او مطاردة السحرة


2012-04-26    |   

“غرافيتي” او مطاردة السحرة

 من الممكن لدولة ان تقول انها تريد حيطانها نظيفة، لكن ان تعد اي كتابة عليها اعتداء خطيرا على امنها وسببا لاستنفار المخابرات للتحري عن الخلفيات والنوايا (من يمول هذا الرسم، من يعطي هذا الطساس، لمن تنتمون؟ وما هي اهدافك؟)، كما حصل مع الناشطين علي فخري وخضر سلامة اللذين حقق معهما من قبل اكثر من جهاز امني واستبقيا قيد الاحتجاز لهذا الغرض زهاء 36 ساعة، فهذا امر يقارب مطاردة السحرة. كما يسجل وفي السياق نفسه ان احتجازهما تم في غالبه في ظروف مهينة، مما يعكس نية واضحة في المعاقبة الفورية ردعا وتخويفا قبل اي تحقيق او محاكمة. وما يزيد الامر غرابة امران:
الاول، ان تحصل هذه المطاردة على خلفية منع التعرض لرؤساء عرب او لانظمة صديقة، وتحديدا في زمن الثورات وكأنما لبنان الرسمي "ينأى بنفسه" ليس فقط عن محيطه، انما عن زمنه ايضا.
والثاني، ان يكون رئيس الوزراء نجيب ميقاتي اول من يعلن عن الافراج عن فخري وسلامة بواسطة "التويت"، على نحو يظهر النيابة العامة خاضعة له رغم ادعائه باحترام مبدأ فصل السلطات بواسطة تويت آخر، ويظهره (هو المسؤول الاول عن اعمال الادارة العامة) مظهر المدافع عن الحريات بخلاف هذه النيابة العامة التي ظهرت بالمقابل وكأنها هي وحدها التي تتبنى سياسة مطاردة السحرة. 
الشيء الايجابي بالمقابل هو ان هذه الملاحقة شكلت مناسبة جديدة للتجمع ولاعلان التضامن بل ايضا "للتمرد" ضد هذه الادارة التي تهدف الى تقييد الحرية تحت شعار المحافظة على نظافة الحيطان. وهذا ما نقرؤه في شعارات كتبت بلمح البصر على الحيطان المحيطة بمفرزة طريق الشام من قبيل: "دولة عهر.. انا شعبي اكبر يا عسكر" و"128 حرامي = مجلس النواب" و "شرطة في خدمة (الشعب) الحيطان".

"المفكرة" واكبت هذا الحراك وهي تنشر بعضا من صوره للذكرى:
http://www.facebook.com/media/set/?set=a.418433044841136.107354.278035695547539&type=1

 
 

انشر المقال

متوفر من خلال:

غير مصنف



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني