عاملة التقطت صورة ليدها تحمل آثار عنف قديمة خلال عملها في منزل أحد كفلائها
عشية “عيد العمّال” اختارت 8 عاملات مهاجرات إخبار قصصهنّ بالصور وبالصوت قصص من يومياتهنّ التي يحكمها نظام الكفالة التعسّفي. فقمن بالتعاون من منظمة “كفى” بعرض سلسلة من الصور التي التقطنَها كلّ منهنّ بعدسة هاتفها ليخبرننا يوميّاتهنّ في العمل المنزلي ومعاناتهنّ بسبب نظام الكفالة، ونضالهنّ لتحسين أوضاعهنّ في العمل، كما ليخبرننا عن أحلامهنّ وآمالهنّ.
إلى جانب معرض الصور الذي نُظّم في Station Beirut ، اعتلت سبعة من العاملات المنبر وسردن قصصًا عن أنفسهنّ وعن سواهنّ من العاملات هنّ كانشانا من سيرلانكا، صوفي من الكاميرون، فياني من الكاميرون، إندرا من النيبال، جوما من السنغال، إيدن من أثيوبيا، مريم من سيراليون، جوليا من مدغشقر. (سنعرض بعضًا من هذه الشهادات بالتفصيل في تحقيق منفصل ينشر في يوم العمّال).
في المعرض الكثير من الصور التي تشي بجانب من معاناة العاملات وبما يَتُقن إليه: صور لعاملات بلباس أبيض في غابة واسعة في يوم مشمس، على عكس غرفهنّ المعتمة الضيّقة في منازل كفلائهنّ أو شققهنّ الصغيرة التي بالكاد تتسع لهنّ. صور لوجه هيلين ينعكس عليه ضوء الشمس وظلال تشبه ظلال قضبان سجن وكأنّها خرجت للتوّ من سجن كفيلها وبقيت منه ظلالٌ على روحها.
صور كثيرة أخرى في المعرض تدلّ على الحرية التي يتُقن إليها كصورة واحدة منهنّ مع حقيبة السفر تنتظر سيارة أجرة تقلّها إلى المطار. وصور أخرى تدلّ على رغبتهنّ في الحصول على الاعتراف كصور عرضتهنّ سارة من النيبال تُظهر فيها مهارتها في الطبخ وتدعو صديقاتها لمشاركتها الطعام كي تسمع عبارات الإعجاب.
في المعرض أيضًا صورة شجرة التقطتها هيلين من إثيوبيا بعدستها تشبه شجرة في مخيّلتها كانت تعتقد أنّ من يأتون إلى لبنان يقطفون منها الأموال، لكن لدى وصولها للعمل في لبنان، لم تجد تلك الشجرة، وبدأت معاناتها، حيث كانت تقضي في العمل أكثر من 17 ساعة يوميًا، من دون أي يوم راحة، ولم يقتصر عملها على خدمة المنزل من تنظيف وكي وغيرها، بل تعدّاه إلى الاعتناء بالأطفال أيضًا.
وهناك الكثير من الصور لأنشطة جماعية تشارك فيها العاملات سواء رحلات أو اجتماعات لإعداد الطعام كنوع من التضامن والتعاضد لما لذلك من قدرة على تخفيف وطأة المعاناة المشتركة وكذلك أنشطة توعية بالحقوق بعد أن حوّلتهنّ المعاناة القاسية التي خضنَها إلى ناشطات ومدافعات حقوقيات.
مرّت الشهادات على مواضيع شتى بعضها يتعلّق بمعاناتهنّ وبعضها الآخر يتعلّق بالنضال المشترك، إذ إنّ معظم العاملات المشاركات تحوّلن إلى مناضلات وناشطات في سبيل إلغاء نظام الكفالة وتحقيق العدالة والأمل رغم كل التمييز وغياب أي حماية قانونية.
جاء التحرّك في إطار سلسلة من التحرّكات التي تقوم بها “كفى” مع العاملات، لمناسبة الأوّل من أيّار، للإضاءة على قضية العاملات المهاجرات والعاملات في الخدمة المنزلية وإبراز الانتهاكات التي تمارس في حقّهنّ على يد أصحاب مكاتب الاستقدام وأصحاب العمل، كحجز جوازات سفرهنّ والتحكّم بمصيرهنّ وقراراتهنّ وغيرها من الانتهاكات، وفق ما قالته غنى العنداري الناشطة في قسم مناهضة الاتجار بالبشر في الجمعية.
وتضيف العنداري أنّه “في السنوات السابقة كانت النشاطات تنظّم على شكل مسيرات ووقفات في الشارع، ولكن نظرًا للوضع الأمني، اخترنا هذه السنة فعل التصوير، لقدرة الصورة على نقل الأفكار والآمال وحفظها في الذاكرة، وتلاوة شهادات تؤمّن مساحة حرّة لرفع الصوت علّه يُحدث فرقًا في النظرة إلى العاملات وفي أوضاعهنّ”.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.