“عاش بطلًا واستشهد بطلًا ويعود بطلًا”: زغرتا تعيد وديعة الشهيد الرائد فرحات إلى الجنوب يوم الأحد


2025-01-24    |   

“عاش بطلًا واستشهد بطلًا ويعود بطلًا”: زغرتا تعيد وديعة الشهيد الرائد فرحات إلى الجنوب يوم الأحد
صورة أرسلها الرائد فرحات أثناء خدمته في الجنوب إلى شقيقته قبل يوم من استشهاده

لم تنتظر وسائل التواصل الاجتماعي يوم استشهاد الرائد محمد سامي فرحات، لتشتعل باسمه. سبق للبّنانيين أن شاركوا بكثافة فيديو مصور لفرحات “البطل”، كما وصفوه، في آذار 2023، وهو يواجه الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الفلسطينية في عيتا الشعب. يومها، وقف فرحات على خطّ الحدود المعترف به دوليًا، مانعًا جنديًا إسرائيليًا من تثبيت الشريط الحديدي الشائك داخل الأراضي اللبناني وإن بسنتيمترات قليلة. أزاح فرحات الجندي الإسرائيلي عن المساحة الصغيرة التي يتطاول عليها، وقال باللغة الإنكليزية لعناصر قوات اليونيفيل، مستهدفا جنود الاحتلال “هذه المرة الأخيرة أقولها، غير ذلك سنتصرف بطريقة أخرى، وفي حال وُضع الشريط الشائك بهذه الطريقة (وهو يحرك بندقيته ويمسك بها) نحن جاهزون لكل شيء”. وأضاف “لا مشكلة، نحن ندافع عن أرضنا، هذا كل ما في الأمر”. وتوجه إلى عناصر الجيش ممن يرافقونه بالقول بالعربية “عسكر بس قلك لئّم (لقّم) بتلئم (بتلقّم)”، أي تلّقيم سلاحه. وعكس تداول فيديو فرحات بهذه الكثافة يومها في أذار 2023 تعطش اللبنانيين لدور الجيش في حماية الأرض والدفاع عنها في وجه أطماع الاحتلال الإسرائيلي، ومن مسافة صفر، حيث وضع فرحات الرنجر العسكري الذي يرتديه في قدمه على الخطّ الأزرق الذي كان جندي الاحتلال يحاول تجاوزه، ووصفه مشاركو فيديو- المواجهة يومها بـ”بطل الوطن”.

وشاء القدر أن يستشهد الرائد فرحات في 24 تشرين الأول 2024 في ياطر في قضاء بنت جبيل، بعد عام و7 أشهر على مواجهته الإسرائيلي في عيتا الشعب الكائنة في القضاء نفسه، وبعد شهر ويوم على التهجير القسريّ الذي فرضه العدوان الإسرائيلي على أهالي الجنوب والبقاع، ومن بينهم عائلة فرحات التي نقلها، إثر اتصال من صديقه جورج ناصيف، ابن رشعين، قضاء زغرتا، إلى شقة مفروشة يملكها جورج بالقرب من منزله في البلدة.

ولأن أم علي، والدة الرائد فرحات لم ترد أن يعود الرائد الشهيد إلى بلدته دير قانون رأس العين في قضاء صور قبل توقف العدوان وجلاء الاحتلال عن أرض الجنوب، كان لا بد من دفنه وديعة بانتظار عودته معها إلى منزل العائلة في البلدة. وللّرائد فرحات، الذي خدم في شمال لبنان وقضاء زغرتا تسع سنوات، أصدقاء كثر وأهل وأحباب تنافسوا لتلبية رغبة الأم الثكلى. هذا يعرض أرضه وذاك يصرّ على نيل حظوة احتضان جثمانه بين ثرى حديقة بيته، وذاك يقول أن الرائد صديقه وأخاه، وهو أحقّ باستضافته..إلى أن وقع الإختيار على أرض يوسف فنيانوس (وهو غير الوزير السابق) الملقب ب “أبو علي”، كون أرضه تقع بالقرب من كنيسة مار مارون التي سُجيّ في باحتها جثمان الشهيد فرحات.

ومن أقصى الجنوب، من الحدود التي قال أنه يدافع عنها في آذار 2023، وسقط عليها شهيدًا على يد العدوان نفسه في 24 تشرين الأول 2024، قطع موكب جثمان الشهيد فرحات لبنان من جنوبه إلى شماله بطلًا، كما صار اسمه منذ 2023. لم يكن ضابطًا من الجيش اللبناني استشهد باستهداف إسرائيلي فقط، بل كان أيضًا الشهيد الرائد محمد سامي فرحات الذي واجه الإسرائيلي ويده على الزناد مع العسكر المرافق الذين أمرهم بتلقيم السلاح.

سيّدات في زغرتا يتلون صلاة مسبحة الورديّة لروح الرائد فرحات (الصورة من تقرير لقناة الميادين)

وفي شمال لبنان، شاء القدر أن يعود الرائد فرحات إلى زغرتا، المكان الذي بنى فيه علاقات صداقة عميقة و”أخوة” كثيرة، كما يصف شبان زغرتا علاقتهم به، وكأنه بذلك يأتيها في زيارة وداعية قبل أن يعود نهائيًا إلى تراب بلدته الجنوبية، كما تقول شقيقته رنا فرحات. وزغرتا تعاملت مع عودته كما مع عودة أحد أبنائها. فتحت قرى القضاء للموكب طرقاتها المزينة بصوره المذيلة بعبارة “الشهيد البطل الرائد محمد فرحات”، واللافتات وبالورد والأرز الذي نثرته سيداتها من شرفاتها على موكبه. ومن بلدة إلى أخرى، صدحت أصوات أجراس الكنائس، في استكمال لمشهدية زف العريس الذي كانت أم علي ستزفّه في كانون الثاني الجاري من خطيبته ابنة بلدة الغازية.

وعلى بعد نحو 200 متر من المنزل الذي تسكنه والدته مع أخوته رنا وبتول وعليّ في تهجيرهم، سُجي جثمان الشهيد الرائد في باحة كنيسة مار مارون، في مأتم عجّ بأبناء زغرتا والجنوب ورفاق السلاح وقائد الجيش أنذاك، رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.

رنا فرحات، شقيقة الرائد الشهيد، تصرّ على التماسك لدى الحديث عمّن تصفه بـ”حرقتي”، فهو “الأب والأخ والأم والصديق والحبيب وكل شيء لنا كلنا في البيت”، لتقول بصوت ملؤه الفخر وبرأس تصر دائمًا أن يكون مرفوعًا “علينا أن نكون على قدر هذه الشهادة”، استشهاد الرائد التي “لا تخصنا وحدنا كعائلة بل تخص لبنان ككل”. تحكي رنا عن الخوري الذي وقف جنبًا إلى جنب مع الشيخ في باحة الكنيسة، عن تلاوة سورة الفاتحة فيما يصدح جرس الكنيسة، وعن اللواتي كنّ يقرأن ختمية القرآن ممن أتين من الجنوب والضيع السنية في زغرتا، وفي خمسة منازل أخرى تلت نساء المنطقة صلاة الوردية ومسابحها، لتقول “هذا هو لبنان الذي من أجله استشهد أخي، وإذا كان استشهاده قد أعاد لنا هذه المشهدية الوطنية التي اشتقنا إليها ونتوق لها، فهنيئًا له”.   

سيّدة تقرأ ختميّة القرآن في مأتم الرائد فرحات (الصورة من تقرير لقناة الميادين)

“ابني البطل لـ ربيت أنا واياه”

في رشعين يسهل الاستدلال إلى منزل عائلة الشهيد فرحات، حيث يتبرع أي شخص لمرافقتك إليه “طبعًا كلنا منعرف وين ساكنين”. على مدخل المبنى رُفعت صورة كبيرة للشهيد الرائد البطل محمد سامي فرحات”، جملة تراها في كل مكان على اللافتات والصور الأخرى التي ما زالت مرفوعة منذ دفنه وديعة هناك لغاية اليوم. في صالون البيت حيث تكثر صوره أيضًا تجلس أربع سيدات بالأسود هن أم عليّ، والدة الشهيد وخالته، وشقيقتاه رنا وبتول ومعهن علي، شقيقه الأكبر بين ذكور العائلة. تبدو أم علي أصغر من أن تكون أما لخمسة أبناء: “مش مبيّنة أمهن” أبادرها لأكسر تلعثمي في حضرة مصابها. لكن سؤالي يفتح كوة في جدار الجرح “أنا ربيت وكبرت مع أولادي”.

عندما تقدم أستاذ المدرسة سامي فرحات بطلب الزواج من زهيرة سويدان، أم عليّ، لم تكن قد تجاوزت الـ14 من عمرها. في عامها الـ23، وبعدما أنجبت خمسة أطفال توفي أبو علي إثر معاناة عام كامل مع مرض السرطان، وكان الرائد فرحات في الثالثة من عمره، فيما لم ينه حسن، صغير البيت، الثلاثة أشهر.

حُرمت العائلة من الراتب التقاعدي للأب لأنه لم يكن قد أكمل 18 سنة تعليمًا. وكان على أم عليّ أن تربي الصغار الخمسة، وهي لا تملك سوى بيتٍ لم يكتمل وقطعتي أرض متواضعتيّن بالقرب منه. لا تتحدث الأم المفجوعة عن تعبها وشقاها لتأمين اقتصاد العائلة واحتياجاتها، رغم أنّ كلّ من يعرفها يتحدث عن جلجلة صعبة مشتها الأم الأرملة لتعلّم أبناءها وتعوّض غياب الأب. تحكي فقط عما يحفر فيها، في قلبها، وفي عينيها اللتين تسيل منهما دمعة وراء الأخرى: “كنت مكرّسة حياتي كلها إلهن”. تنهض صباحًا تحضّرهم للمدرسة وتنصرف إلى أشغالها. “كان الأوتوكار يردهم تنتين ونص وكنت أنا أقعد ع الدرج أنطرهم، إذا تأخر دقيقة اتصل فيه وقله وين صرت؟ ليش تأخرت؟”. بعد الغداء والدرس والعشاء تأوي العائلة إلى الفراش “كان محمد ينام ع إيد وحسن ع الإيد التانية حتى كبروا”. وما إن كبُر محمد حتى صار كل شيء “هو ميّز حاله، هو دعمني لأتعلم وحقق طموحاتي ومعه كنت حسّ حالي قوية”، تقول بتول شقيقته الثانية بعد رنا الكبرى. تحكي الصور التي انتشرت في فيديوهات كثيرة عنه أنه تنطّح للّعب دور الأب. لا نرى صورة له مع أمه، أم علي، إلّا وقد زنرها بذراعه ليضمها إلى قلبه. في لقطة مصورة بتقنية الفيديو يغطي عيون بتول وهو يفاجئها بعودته من الخدمة لأجل عيد ميلادها. وفي كل الصور تعلو البسمة وترتسم الفرحة على وجوه أفراد العائلة بوجوده: “كنت فخورة فيه مش بس لمن صار ضابط بالجيش، كمان من وقت لكان بالمدرسة”، تقول الأم. في أحد اجتماعات الأهل وعندما عرّفت عن نفسها أنها أم التلميذ محمد فرحات، سارعت المعلمة إلى تقبيلها “بهنيكي ع الولد المميز بكل شي”. وعندما صار اسمه “البطل” بعد آذار 2023، انهالت عليها الإتصالات “ارفعي راسك بالبطل”، لتضيف “أنا من زمان رافعة راسي وهلأ رافعة راسي”…تسكت قليلًا ثم تنظر إليّ وكأنها تطلب مني أن أتفهم حزنها ووجعها:”بس أني أم، وإنت أم وبتعرفي شو يعني الولد، مش هيك؟” وتبكي بحرقة، وأبكي معها لأني أعرف وكثيرًا.

أعود لمحاولتي التخفيف عنها فأخبرها برسالة وصلتني عبر الواتس آب من صبية تحكي لي عن إنقاذ الرائد فرحات أحد أفراد عائلتها، وتطلب مني أن أرشدها إلى منزل والدته في رشعين لتزورها وتخبرها عما يحكيه من بقي من أهالي القرى الحدودية عن دوره في إنقاذ الجرحى، وأنها قالت لي “سأعيد على مسمعها قول الله تعالى “أنّ من يحيي نفسا واحدة فكأنما أحيا الناس جميعا، لتعرف أن ابنها ليس بطلًا فقط وإنما إنسان بقلب دافئ ورؤوف والأهم أنه وطني”. تتلقف رنا حديثي لتروي لنا ما قاله الجنديان اللذان كانا برفقته عندما علم بوقوع غارة في ياطر على منزل إحدى العائلات وقرر الذهاب لإنقاذ أحياء جرحى محتملين. خرج الرائد يومها بسيارته ومعه 4 عناصر متوجهًا نحو مكان الغارة. قبل الوصول إلى المنزل المستهدف وجد الطريق مقفلة بالأتربة والصخور. تناول الحمالات وعدة الإسعاف مع إثنين من العناصر وقال للعنصريين الآخريّن “انتو خليكم هون”. وعندما سأله أحدهما “ليش ما منروح معكم؟”، أجابه “إنتو عندكم اولاد، خليكم هون”. يومها سمع الرائد صوت أنين ما زال يخرج من تحت الركام، ولم يكن شيئٌ يثنيه عن محاولة إنقاذ أصحاب هذا الأنين، وقرر المضي في مهمته، حيث استهدفه العدوان واستشهد مع رفاقه. 

إكليل ورد على ضريح الرائد فرحات (الصورة من تقرير لقناة الميادين)

يتحدث أهالي الجنوب عن خمسين روحًا على الأقل نجوا من الموت بفضل الرائد فرحات. وتقول أم عليّ أنه زارها منذ تصاعد العدوان مرّة واحدة فقط لمدة 36 ساعة، ولم يكن يأخذ إجازته المستحقة “ما فيي أترك هون يا أمي”. حتى عندما قضى معها 36 ساعة “قضاها ع التلفونات، عم يتابع مع العناصر”. وهي، أم عليّ كانت تتابع مع العناصر الذين يخدمون معه “كنت اتطمن عليه منهم، هو قليل ما يرد ع تلفونه”. كانت تواظب على عاداتها في الاطمئنان إلى أنه بخير أولًا، ثم تسأل عن مأكله “تعشى الرائد أو بعد”، تقول لمرافقيه. أرشدتهم يومًا إلى بيتها “إذا مرقتوا من حد البيت مع الرائد في كتير إشيا بالتلاجة مجهزتله اياها خدوها معكم”. وعندما وصلت “الزوادة” صارت تشير عليهم “اليوم اطبخوا الكم وإله الشاورما، اليوم الإسكالوب..واليوم كذا واليوم كذا..كنت انبسط إنه اتطمن إنه أكل مع رفقاته”. رفاقه الذين تحدث بعضهم للمفكرة عن أخلاقه وقلبه المحب “كنا لما نروح معه لعند الحجة (أم عليّ) معه يقلها بتحطي الأكل للعسكر قبل الضباط يمي”.  

أقول لرنا ولأم علي أن بعض رفاق السلاح مع محمد عبّروا لي عن اعتقادهم أن الجيش الإسرائيلي استهدفه ربطًا بمواجهته لهم في عيتا الشعب، فتصرّ رنا على عدم تبني هذه الفرضية “نحن منعرف الموقف البطولي لخيي، بس قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية هي التي تعلن ذلك وتحدده وليس نحن كعائلة، ونحن نلتزم بما يقوله الجيش اللبناني”.

عندما أهمّ بالمغادرة لزيارة المكان حيث وضع جثمان الرائد الشهيد وديعة، تستعد أم علي لمرافقتي، فيثنيها علي عن ذلك “بالليل كان في شتي كتير والأرض رح تكون موحلة يا ماما، بوعدك بس تطلع الشمس اليوم أنا برجع باخدك”.

نصل إلى مكان القبر الوديعة فنجد يوسف فنيانوس، صاحب الأرض التي تحتضن الوديعة قد أتى بكميات من الرمل الخشن البحصاص وفلش دربًا عريضة تصل بين أسفلت الطريق المعبد ومدفن الرائد. يبادرني بالقول “ما بدي الحجة تمشي ع الوحل، وفي كتير ناس عم يجوا يزوره من رشعين وكل بلدات زغرتا ومن برا، ما بيليق بالرائد إنه يكون حوله في وحل، ما بيليق فيه إلّا كل شي مرتب ومحترم متله”. وعلى القبر الوديعة ومن حوله فرشت الزهور ولكل منها اسم وتوقيع تحت عبارة تعبر عن المكانة الكبيرة والحب الأكبر الذي يكنه له زواره.

مدفن وديعة جثمان الرائد فرحات في أرض إبن رشعين يوسف فنيانوس

يخبرني فنيانوس، ولقبه أبو علي، أنه من الطبيعي أن تعيد العائلة الجثمان إلى مسقط رأسه في بلدته “بس نحن رح نعمله نصب تذكاري هون عنا بزغرتا وتحديدًا برشعين”. أسأله إذا كانوا يشيدون النصب مكان الوديعة فينفي “هيدي الأرض هون إلي، وكل حدا من أهل البلدة بدو إنه النصب ينعمل بأرضه، رجعنا حليناها نعمله على قطعة أرض زاوية يتشارك في ملكيتها كثر، وهيك منكون كلنا تشاركنا باحتضان هالنصب”. 

قبل يومين أرسلت لي رنا دعوة للمشاركة في تشييع الرائد الشهيد في دير قانون راس العين ظهر الأحد 26 كانون الثاني. اتصلت بعلي، شقيقه الأكبر الذي يشرف على التحضيرات في البلدة حيث سيتم نقل الجثمان من رشعين. يخبرني علي “جهزنا كل شي، حفرنا قبرين في حديقة البيت، واحد تركناه مفتوحًا لموارته في الثرى، والثاني لأمي، الله يطول بعمرها، بس أصرّت نحفرّ لها قبر حده، وفي حديقة المنزل لأنها لا تريده أن يبتعد عنها”. وحول القبرين طلبت بناء غرفة كبيرة، فيها ستضع سريره ومكتبه وبدلته التي كان يرتديها عند استشهاده والعلم اللبناني الذي لّف جثمانه به، والأوسمة التي حصل عليها وكل ما يعنيه من أشيائه “سوف يكون له مزارًا”.

ويوم الأحد 26 كانون الثاني، مع وصول اتفاق وقف إطلاق النار إلى خواتيمه والانسحاب الإسرائيلي المفروض من الجنوب، تعيد أم علي “بطلها” إلى تراب الجنوب الغالي “غير إني كنت بدي خليه حدي، ورح أدفنه حدي بالبيت، ما كنت بدي رده ع الجنوب قبل ما اتطمن إنه العدو الإسرائيلي طلع من بلادنا، هو ما كان يقبل الذل وأنا ما بقبله اياه، عاش بطل، مات بطل، وبيرجع ع أرضه بطل”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، لبنان ، مقالات ، العدوان الإسرائيلي 2024



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني