طرابلس الثورة تخرج من قمقم الزعامات وتعيد لأهلها صورتهم الجميلة: 100 ألف متظاهر “أنهوا ذيول الحرب”


2019-10-25    |   

طرابلس الثورة تخرج من قمقم الزعامات وتعيد لأهلها صورتهم الجميلة: 100 ألف متظاهر “أنهوا ذيول الحرب”

كسرت المناطق البعيدة عن بيروت النمطيّة التي أحلطت بها إعلاميّا وسياسيّا، وحتى إجتماعياً لسنوات طويلة، وتحديداً خلال فترة حكم السلطة السياسيّة الحاليّة التي يمسك أفرقاؤها بقرار البلاد منذ ثلاثين عاماً في جمهورية بعد الطائف.

وجاءت الانتفاضة الحاليّة لتضع طرابلس وعكّار والنبطيّة وصور وبعلبك في الصفوف الأماميّة لحراك تشرين أول 2019،  بحيث قلبت هذه المناطق “الطاولة” على معظم الموازين، وخصوصا لجهة اعتبارها في الجيبة السياسية ومعها الإنتماء والولاء للسلطة. ومنحت انتفاضة المناطق  تلك الأمل لمتظاهري بيروت، غير أنها كسرت نمط الحراكات السابقة لناحية تمركزها، كما كل شيء في لبنان، في العاصمة.

من هنا، تتربع طرابلس، التي طالما كانت العاصمة الثانية للبنان لولا الفقر والحرمان والتوتر الأمني المقصود لسنين طويلة، مما دمر مقدراتها وأفقر أهلها، تتربع على رأس الحراك المناطقي مع وصول عديد متظاهريها يوميا إلى عتبة المئة ألف في ساحة النور يوميا.

أهل طرابلس الفيحاء

لم ينزل أهل طرابلس إلى الشارع بطلب من ميقاتي أو الحريري أو ريفي أو الصفدي أو كرامي، ولا كرمى ليعني الحريري، وهم أبرز زعامات المدينة. تكتظّ ساحة النور، منذ أكثر من أسبوع، بمتظاهرين قدموا من الفيحاء والضنيّة وعكّار بطريقة عفويّة مدفوعين بالفقر والتهميش والحرمان الذين يغرقون بهم .

في الساحة التي شهدت حوادث أمنيّة وسيطرة سياسيّة ودينيّة لفترات متقطعة، تصدح الأغاني والموسيقى وهتافات الثورة وشعاراتها، كما في بيروت وبقية المناطق.  في هذه الساحة، يرقص الناس فرحا بنزولهم، ووقوفهم  للمرّة الأولى في مواجهة أركان السلطة الذين  وكأنه آن أوان الحساب.

بسطات الذرة والقهوة والمياه والكعك  بقيت كجزء لا يتجزأ من المشهد الشعبيّ في طرابلس. يؤمّن أصحاب هذه البسطات حاجات المتظاهرين من طعام ومياه كي يستمرّوا في انتفاضتهم، ويتظاهر أصحابها في الوقت عينه، كونهم من الأفقر  في المدينة. ومن جبل محسن وباب التبّانة تجمّع الشبّان والصبايا في ساحة النور يهتفون بصوت واحد ضدّ السلطة وسياساتها. أبناء جبل محسن والتبانة والمنكوبين الذين استغلهم الزعماء ورؤوساء محاورهم لسنوات طويلة في اقتتال دوري استنزف مقدرات حياتهم ومعهم المدينة جمعاء.

بغضّ النظرعن التطوّرات التي حصلت أو قد تحصل في الأيّام المقبلة، كلّ هذه المشاهد في طربلس الآن تحسب في رصيد نجاح التحرّكات، من انتفاضالناس  على زعمائهم بعد سنوات طويلة من الإرتهان  لهم، ومحاولة حشرهم في خانة المستزلمين والخاضعين كمن لا حول ولا قوة له إلا بالإنضواء تحت عباءة هذا الزعيم أو ذاك. خرجوا وكسروا  كل الصور النمطيّة عن طرابلس، طرابلس التي أسماها بعض الإعلام والسياسيين في مرحلة من المراحل “قندهار” لبنان.

الساحة، ساحة النور نفسها، التي صبغها البعض بصبغة إسلامية وكأنها متطرفة، جمعت الخارجين على السلطة وحضنتهم:  من الجماعة الإسلاميّة إلى الشيوعيّين وإلى الناشطين البيئيين ونقابات المهن الحرّة وطبعا المواطنين المستقلين الذين طالما حلموا بمظلة وطنية تخرج طرابلس من تحت عباءة الولاء النمطية.

وإلى  المكان عينه أشخاص جاء مهمّشون رمتهم ظروفهم في حضن المخدرات أو وقعوا ضحية استغلال ظروفهم للقيام  بأعمال “شغب” ليصوّروهم على أنّهم “زعران”. نزلوا إلى الساحة   يحملون الوجع نفسه، وجع الفقر والجوع والتهميش والتبعية.

ضدّ المصرف والحكومة والعهد وسياسة السلطة المتراكمة منذ انتهاء الحرب الأهليّة، يقف جميع المتظاهرين في ساحة النور، وايضاً ضدّ زعماء طرابلس الذين سموهم بالإسم في اليوم الأول للحراك. بعدها اكتفوا بشعار “كلّن يعني كلّن”. وقف المتظاهرون بصوت واحد متخطين كلّ خلافاتهم  السابقة التي كانت مبنيّة فقط على اعتبارات سياسيّة وتبعيّة لزعيم طرابلسيّ هنا أو هناك. خرجت  كلّ هذه الأعداد لتعلن بحضورها أنّها الآن (أي في أوّل يوم لتحرّكاتها) أنهت الحرب اللبنانيّة بكل ذيولها، بحسب تعبير جهاد جنيد، أحد منظّمي التحرّك في طرابلس.

التنظيم في ساحة النور

وبرغم تباين المطالب الفرديّة وتلك العائدة للمجموعات في طرابلس، إلّا أنّ التنظيم بينهم يظهرُ أوضح من آليات التنظيم في مناطق أخرى وخاصّة في بيروت. وما يسهلّ التنظيم على الأرض، وليس فقط التنسيق بين المجموعات، هو هندسة ساحة النور الدائريّة القادرة على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة في ساحة واحدة. ينعكس حسن التنظيم  أوّلا  في استمرار الحشد في التحرّكات،  حيث تحظى كلّ مجموعة بكلمة على المنصّة أمام الساحة، ويتمّ التنسيق بشكل دائم كي تظلّ ساحة النور حاضنة لكل أطياف طرابلس والشمال من عكار والضنية والمنية التي لجأت إلى الشارع للمرّة الأولى للتعبير عن فقر وتهميش تعاني  منهما المنطقة لسنوات عديدة. لذلك، لا صبغة واحدة للتظاهرات . لكلٍّ خيمتُه ومجموعته الخاصّة، وللجميع الإحتفالات والأغاني الوطنيّة والثوريّة التي تشهدها الساحة.

وللمحافظة على ثورتهم، تعي المجموعات والأفراد بما قد يهدد  المسار الموحد للتحرّكات، لذلك يكثر الكلام عن محاولة السلطة الإندساس بين المناطق عبر مناصري أحزابها، وعبر خطابات سياسيّة ودينيّة مرفوضة.  وعليه، يشدّد كلّ من يعتلي المنصّة لتلاوة كلمته أو التعبير عن وجعه على أنّ المعركة هي بوجه  الجميع وليس الحكومة أو العهد فقط. ويأخذ التنسيق شكلا لوجيستيا من حيث تأمين الخيم والأكل والقهوة وتنظيف الساحة من مياه الأمطار.

وأيضاً لا يغيب  السؤال عن مسار الثورة ومصيرها  عن الساحة، فيتناقله الناس في أحادثيهم أو في نقاشاتهم كمجموعات. يتبادل المواطنون الشعود بالتفاؤل أو بالخوف على الإنتفاضة أو  من الخيبة أو توقّع “استشراس” السلطة. سؤال “شو لازم نعمل” حاضر دائما، وبالرغم من ضياع الجواب في التطوّرات اليوميّة، إلّا أنّ البقاء في الساحة هو الثابت الوحيد عندهم، وهو “الطاقة اللي بتعطي شعور بالقوّة”:

 “ولو راحوا ببيروت، رح نبقى هون”، هو لسان حالهم في طرابلس.

النبطيّة حاضرة في طرابلس

طرابلس ليست مفصولة عن باقي المناطق اللبنانيّة، وفقا لما كان البعض يشعر به  أو كان سائداً في الحقيقة خصوصا في عز التوتر الأمني الذي قبض عليها لسنوات، أو طالما  روّج الإعلام له. لكن النبطيّة مثلاُ لم تغب عن طرابلس يوم الأربعاء في 23 تشرين الأوّل. تكرّرت التحيّات للجنوب اللبنانيّ على كلّ المنصّات، وردّا على القمع  الذي تعرّض له متظاهرو النبطيّة من قبل البلدية المحسوبة على السلطة ومناصريها.  ردّد المتظاهرون في طرابلس “ثورتنا هيّي هيّي، كرمالك يا نبطيّة”، و”من طرابلس للنبطيّة كلّن قرطة حراميّة” . ووجّه الناس في طرابلس دعمهم للناس في الذوق وجلّ الديب الذين تعرّضوا للقمع، وقامت مجموعة من المتظاهرين بقطع الطرقات (وإعادة قطعها حين تفتح) في مناطق عدّة في طرابلس لتخفيف الضغط عن الذوق وجلّ الديب. وأكّد متظاهرون آخرون أنّ الأمر لن يتكرّر في طرابلس لأنّ الثقة متبادلة مع الجيش، وهم يدعون الجيش لعدم الإمتثال لأوامر السلطة: “يا جيش ما تبيعوا ارواحكن لرجال بيستعبدوكن، إنتو مش مجرمين، إنتو ناس متلنا وطبيعيّين”. هذا ويظهر دعم الجيش بشكل واضح في ساحة النور، إمّا عبر علم الجيش المرفوع  في أيادي المتظاهرين، أو من حيث تواجده مع العلم اللبناني للبيع على البسطات، وإمّا بتوجيه التحيّة للجيش مباشرة على المنصّات.

أهالي الموقوفين الإسلاميّين: العفو العامّ جزء من المطلب الشعبيّ

وبين الخيم المتحلقة حول ساحة النور هناك خيمة للجنة أهالي الموقوفين الإسلاميّين. يعرض أهالي الموقوفين الإسلاميين مطالبهم  في خيمتهم  الخاصّة وعلى المنصّات ويلقون تضامنا من قبل الناس. وللجنة ظهور دائم في ساحة النور وغيرها للمطالبة بالعفو العام عن أبنائها الموقوفين ظلما وتشارك ومعها الأهالي في تحرّكات طرابلس الآن كجزء من الشارع في طرابلس، وكون  قضيّتها أساسٌ ضمن النسيج الطرابلسي مع وجود 11 ألف وثيقة اتصال أمنية بحق شبان من طرابلس وعكار وجوارهما في الضنية والمنيةّ. إلغاء المحكمة العسكريّة هو المطلب الأوّل، وفقا لمحامي اللجنة محمد صبلوح، وذلك كونها “تفبرك” ملفّات (كملّفات زياد عيتاني وعامر الخيّاط) وتهما واعترافات بجرائم لم يرتكبها الموقوفون، وفق ما قال. وأشار إلى تعرض الموقوفين من بينهمل :”أشدّ أنواع التعذيب في السجون وفي التحقيقات الأوليّة، حسب ما أضاف. ويأتي المطلب الثاني والدائم “العفو العامّ عن الموقوفين الإسلاميّين خاصّة أنّ نسبة كبيرة منهم أبرياء” .  ويشير صبلوح  هنا إلى أنّ 45 حالة براءة ظهرت بعد 13 سنة من التوقيف في قضيّة “فتح الإسلام” في طرابلس. وتصرّ لجنة الأهالي على أنّ مطلبهم ليس محصورا فقط في إسقاط الحكومة كما يروّج الإعلام، إنّما “إسقاط العهد الفاسد العاجز عن تحقيق العدالة بأكمله”. يتحدّث محمّد علي أبو عيد، الذي قضى خمس سنوات في سجن روميّة، عن الملفّات المفبركة وعن المؤامرة الطويلة التي حيكت لطرابلس، مقارنا وضعها بوضع البقاع المتروك أيضاً من قبل الدولة: “لو الدولة عاطيتهن حقّن ما كانوا راحوا لهالشغل (المخدرّات  خصوصا ومخالفة القوانين)”. ويوضح أنّ لجنة الأهالي لن تخرج من ساحة النور ما دامت الناس تتظاهر هناك، لأنّ حال الفقر والظلم والجوع والقهر واحدة.

“حرّاس المدينة”

يظهر، في جميع نواحي الساحة، اشخاص بسترات صفراء يرتديها مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم: “حرّاس المدينة”.سبق وتشكّلت المجموعة في ظلّ أزمة النفايات في صيف 2015، بحيث حرست  طرابلس من النفايات التي كانت تأتي من  من خارج المدينة. ينتشر المتطوّعون في هذه الحملة بين الناس وعلى مخارج ساحة النور لتأمين “حماية وانضباط الحراك الشعبيّ”، فينصحون المتظاهرين مثلا بالإنتباه إلى مقتنياتهم كما يحصرون دائما على استمرار سلميّة التحرّكات.  يحمي “حرّاس المدينة” ساحة النور تحت عنوان “ادخلوها بسلام آمنين” ويحرصون على “منع حرق الدواليب وحمل السلاح ودخول الملثّمين والسياسيّين”. كذلك تحمي المجموعة من أيّ “تحريف عن الأهداف أو محاولة الإتجار به”. ومساء الأربعاء  24 تشرين الأوّل، ألقى الشيخ أبو محمود، مسؤول حملة الحرّاس كلمة على المنصّة الكبرى في النور، مطالباًً باسم الحملة بإقالة الرؤساء الثلاثة والمجلس النيابيّ  تحت شعار “كلّن يعني كلّن”.  وكمطلب ثان دعا  الجيش إلى حماية الحراك الشعبي وعدم الإذعان لأوامر السلطة لأنّها فاقدة للشرعيّة. وطالب بتدخّل الأمم المتّحدة في لبنان “تحت الفصل السابع لحماية الشعب اللبناني وإجراء انتخابات نيابية حرة”، وبعدما نال هذا الطلب انتقادات في صفوف المتظاهرين والناشطين، أوضح أفراد  “حرّاس المدينة” أنّ هذا المطلب يأتي في حال قامت السلطة بقمع المتظاهرين، مذكّرين  بأنّ سياسيّي السلطة جميعا مرتهنون للخارج. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت المجموعة  العصيان المدنيّ المنظّم في طرابلس، ودعت جميع المجموعات المشاركة في الحراك الشعبيّ  للمشاركة بهذا العصيان، طالبة من الشعب اللبنانيّ الصبر على التحرّكات، كما كان صابرا على الطبقة السياسيّة.

النساء في طرابلس: تأكيد على كسر النمطيّة

لم تكسر طرابلس الصورة النمطيّة  دينيا وسياسيا وطائفياً فقط، إنّما جاء الحراك   ليقلب كلّ ما كان سابقا كاسراً حواجز اجتماعية وسلوكية. في ساحة النور، أتت النساء الطرابلسيات والعكاريات والضناويات  من مناطق عدّة لإيصال أرائهن  بأنفسهنّ.  اعتلين المنصّات وأدلين بخطابات وكلمات في مجموعات متنوّعة في الساحة. ومع قدوم ساعات المساء والليل، كان عددهنّ يزيد بعكس المتوقع والمعروف تقليديا. كانت الشوارع المؤديّة إلى الساحة تكتظّ بهنّ. وحيدات قدمن للتعبير عن استيائهنّ من السلطة، وللمطالبة بإسقاط النظام، ولتنظيم الشبّان والصبايا في الساحة، ولتلاوة الكلمات. على دوّار الساحة، تجلس نساء كنّ قد شاركن في كلّ التحرّكات السابقة رفضا للمطامر، وهنّ الآن يشاركن يوميّا من الصباح ولغاية المساء في التظاهرات الحاليّة، يحملن مطالب الشعب العامّة، ومطالبهنّ خاصة ومن بينها مطالب المعلّمات، ويرفضن قمع التظاهرات في جل الديب والذوق وغيرهما: “بيّضوها ببيروت”. هن لن يخرجن من الساحة ولكن الموظفات من بينهن  يتمنين ألا يخسرن رواتبهن نهاية  الشهر بسبب التحرّكات. ومن  ناحية أخرى من الساحة، اتت شابّات من الضنيّة  إلى طرابلس رفضا لأحوالهنّ وحال مناطقهنّ. في ساحة النور التي افترشها عدد كبير من النساء ليلا وأكثر ما فعلن نهاراً، علت أصواتهنّ المطالبة بإسقاط حكم المصرف، وبإقرار العفو العام عن الموقوفين الإسلاميّين، وإسقاط العهد والحكومة، ولم ينسن شعار “كلّن يعني كلّن”.

مصرف لبنان-فرع طرابلس: المعركة في سياقها

ولوضع بعض المطالب الأساسيّة في سياقها، نال مصرف لبنان في طرابلس حصّـته من مسيرتي يومي الثلاثاء والأربعاء من ساحة النور باتجاه فرعه في المدينة . قرّر عدد من المتظاهرين الشيوعيّين وغيرهم أن يتوجّهوا نحو مصرف لبنان كونه المسؤول الأوّل عن السياسة الماليّة، وبالتالي الأزمة التي وصلت إليها البلاد. وهناك هتفوا  “حرامي حرامي رياض سلامة حرامي” و”الوطن للعمّال تسقط سلطة رأس المال”، و”حطّوا ضريبة عالأرباح، عالمصرف، مش عالفّلاح”. وفي اليوم الأوّل أقفل المتظاهرون باب مصرف لبنان بجنزير حديديّ معتبرين أنّ أموالهم وأموال الشعب في الداخل، وعادوا في اليوم الثاني بالهتافات ذاتها مطالبين بإسقاط حكم المصرف، وسلطة الدولار وهاتفين “خبز حرّيّة عدالة إجتماعيّة”. وخلال مسيرتهم نحو فرع مصرف لبنان، تفاجأوا  بانتشار كثيف للجيش والقوى الأمنيّة حول مكان تجمّعهم. وكذلك شهد شارع المصارف مسيرات نحوه ترفع  المطالب ذاتها وتهتف الشعارات عينها، وشاركت فيها مجموعات متنوّعة من الناس تعي بأنّ نظام المصارف يساهم بالحصة الأكبر من  الانهيار الاقتصاديّ وفي تفقير الشعب: “أموالنا في المصارف”، قالوها بصوت عال أمام مصرف لبنان المسؤول عن الهندسات المالية في البلاد.

دور النقابات في الشمال: تضامن كامل مع الحراك الشعبيّ

وبموازاة تظاهرات طرابلس، نظّم اتّحاد نقابات المهن الحرّة في طرابلس عدّة اجتماعات لمناقشة الوضع الذي يعيشه اللبنانيّون حالياً،  وللوقوف على الموقف من انتفاضة الشعب. ويوم الخميس، نظّم المحامون والأطبّاء والمهندسون وقفة في نقابة المحامين دعما لانتفاضة الشعب. وعلى صعيد نقابة الأطبّاء،  تم افتتاح عيادة ميدانيّة يوم الخميس 18/10/2019، بناء لتوصية من النقابة وتجمّع المهن الحرّة. مهمّة العيادة، التي تضمّ طبيبا ولجنة تمريض من المتطوّعين، هي تخفيف  الضغط عن طوارىء المستشفيات ومعالجة الحالات التي يمكن معالجتها ميدانيا من دون الحاجة إلى مستشفيات. ويعتبر نقيب الأطبّاء في طرابلس، الدكتور سليم أبو صالح، أنّ وقفة الأطبّاء هي “استجابة طبيعيّة لموقع النقابة الطبيعيّ. فالأطبّاء يجب أن يكونوا بين صفوف شعبهم،  ولذلك فالوقفة التضامنيّة هي للتعبير عن الموقف الطبيعيّ مع مطالب الشعب كاملة بدون أيّ حدود”. ويضيف النقيب أنّ “لا حلّ لهذه الأزمة إلّا برحيل الطبقة السياسيّة كاملة وتسليم السلطة إلى فئة قادرة على حلّ الأزمة”، داعيا إلى ضرورة تغيير النظرة والخلفيّة السياسيّة بحيث يتوقّف التوّجه نحو خصخصة القطاعات والنظر للإقتصاد على أنّه اقتصاد ريعيّ”.

أمّا نقابة المحامين فقد فتحت خطّا ساخنا لاستقبال الشكاوى والاستشارات والدفاع عن المتظاهرين في حال تمّ اعتقال أحدهم. حتّى الآن، لم تحصل أيّة اعتقالات في طرابلس، ويكتفي الخطّ الساخن باستقبال استشارات تتعلّق بحقوق المواطنين وبمدى قانونيّة بعض الأفعال التي قد يقومون فيها تعبيرا عن غضبهم.

وفي بيانها الصادر في 24 تشرين الأوّل، أعلنت نقابات المهن الحرّة في طرابلس والشمال “التضامن الكامل مع الحراك الشعبيّ”، معتبرة أنّ “هذا الغضب هو غضب محقّ عندما وصل الخطر إلى حدّ تهديد كيان الدولة”. ويعتبر تجمّع نقابات المهن الحرّة في طرابلس نفسه جزءا من الحراك الشعبيّ “ويؤكّد على أحقّية الشعب بانتفاضة في وجه هذا الواقع المرير نتيجة السياسات الخاطئة وعلى ضرورة محاسبة الفاسدين وإصدار قانون يعيد الأموال المختلسة إلى الدولة”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، حراكات اجتماعية ، لا مساواة وتمييز وتهميش ، دولة القانون والمحاسبة ومكافحة الفساد



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني