صوت صور يعلو وسط التهديدات والإعتداءات


2019-11-11    |   

صوت صور يعلو وسط التهديدات والإعتداءات

تدخل ثورة 17 تشرين اللبنانية يومها الـ 26 على وقع الضغوط والإعتداءات والتهديدات التي تواجه الخارجين إلى الشوارع في بعض المناطق وعلى رأسها في صور. وعليه، مرت أيام خفُت فيها حراك المدينة على خلفية ما يواجهونه من مخاطر وصلت إلى الإعتداءات الجسدية على بعضهم ومحاولة إذلال البعض الأخر، مما فرض ما يمكن وصفه بصيام متقطّع مارسه الصوريون في الخروج إلى الشارع.

 

لكن نهاية الأسبوع المنصرم، ولا سيما يوم الأحد، كان الجو مغايرًا عن أيام الأسابيع الأخرى،  وعاشت المدينة "أحد الإصرار"، كما أعلنه الثوّار في كل ساحات لبنان بعدما تمدّد إلى صور وشكّل دعوة لعودة الناس إلى الحراك. وعاد المشهد في المدينة إلى ما كان عليه في اليوم الأول من الثورة، 17 تشرين الأول، والأيام الأولى التي تلته، حين أصرّ المعتصمون على متابعة الحراك برغم بدء التدخلات.

 

وبذلك تزايدت الجموع التي بدأت بالإحتشاد في ساحة العلم في صور، من 30 شخصًا إلى أكثر من 500 مشاركًا ساروا في مسيرة باتجاه رياض الصلح حاملين العلم اللبناني. الشعارات هي نفسها منذ بدء الثورة، "يسقط حكم المصرف"، " حرامي حرامي رياض سلامة حرامي" مع تعديلات طفيفة. أطفال مع ذويهم يحملون شعارات أكبر من أن تستوعبها عقولهم البريئة. "الشعب يريد إسقاط النظام"  "معًا لمكافحة المحسوبية والمحاصصة"، نشدوا فرحين بالموقف الذي يسجلونها بين الكبار.  هذا الحشد لم يمنع الإستفزاز نفسه، إذ حاول بعض الأشحاص التعرض للمعتصمين والاعتداء عليهم، إلاّ أن تصدّي الجيش اللبناني لهم حال دون توسّع الإشكالات. ومن مصرف لبنان أكمل المعتصمون مسيرهم نحو ساحة العلم.

 

حراك صور يُعاند

شهدت ساحة العلم أحداثاً عدة خلال الأسبوع المنصرم، إذ تعرّضت خيم المعتصمين إلى إطلاق نار فجر الجمعة الماضي على يد مجهولين. في الواقع، هم ليسوا مجهولين، إذ يعلم المعتصمون جيدًا الأشخاص الذين يقفون خلف هذا الفعل المشين. وأصدر حراك صور بيانًا قال فيه " تعرض المنتفضون في ساحة الحرية "دوار العلم" في صور عند الساعة 3:20 من فجر نهار الجمعة الواقع في ٨/١١/٢٠١٩ لإطلاق نار من قبل مجهولين، ويعتبر هذا الفعل أمرا في غاية الخطورة، ولا يمكن التغاضي أو السكوت عنه، ونضعه في رسم جميع المعنيين وبالأخص الأجهزة الامنية المُطالبَة بالكشف عن ملابسات الحادث، وفتح تحقيق لإظهار الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة. وأكد البيان " بأن هذا الفعل الجبان لن يثنينا عن متابعة المسيرة والضغط على السلطة الجائرة والمستبدة لتحقيق مطالب الثورة، ونؤكد على الجهات المعنية تأمين حماية أكبر للمنتفضين في صور خصوصا ولبنان عموما".

وعلى خط موازِ، واكبت المدينة ما يقوم به المعتصمون في بقية المناطق، إذ قاموا بإغلاق المؤسسات الحكومية والرسمية كأوجيرو وتاتش وغيرها.  كل هذا يحصل فيما فضّلت شريحة كبيرة من أهل صور الإنتظار وترقب ما ستنتجه هذه التحركات، يتابعون حياتهم بقلق فيما أذهانهم مشغولة بالأزمة المالية والدولار.

ومع استمرار الحراك، تستمر التهديدات التي يتلقاها البعض حول مشاركتهم في التظاهرات، وقد أذعن عدد كبير من الأهالي لهذه التهديدات. ويتحدّث مصدر لـ "المفكرة القانونية" أن أحد التنظيمات الحزبية ينوي معاقبة كل الذين شاركوا في التظاهرات بعد انتهاء الحراك في حال لم يقدّموا اعتذاراتهم بسبب تظاهرهم أو التعرض لبعض القيادات. ونصح أحد المتحزبين المصدر بتقديم اعتذاره الآن عاجلاً أم آجلاً، فمن يعتذر بالحسنى خير من الإعتذار بالقوة.

 

الطلاب تحت تهديد السلاح

ولم تغرد صور خارج ثورة الطلبة في المدارس والجامعات إلا أنها لم تكتمل كما شاء الطلاب. فقد مُنع  تلامذة وطلاب العباسية، شحور، البازورية وغيرها من حقهم في التعبير عن الرأي وحتى تم التعرض لهم بالضرب في بعض الأماكن. وقد تكاتفت الإدارات في وجه تلاميذها لمنعهم من الإعتصام السلمي. ويروي أحد سكان قرية معركة الجنوبية لـ "المفكرة القانونية"، أنه في حين كان الطلاب ينوون الإعتصام على باب ثانويتهم، وحضر الدرك والجيش لمواكبتهم، فيما رفعت عناصر حزبية السلاح بوجههم وأجبروهم على فض الإعتصام والدخول إلى صفوفهم.

 

القرار الذي اتخذ بفض الاعتصامات يُترجم على الأرض بحجب التعبير عن الرأي، ويُمنع الناشطون والناشطات من التظاهر أو التكلم علنًا عن مواقفهم، وإن أراد ذلك فعليه بالنقاش مع أبناء بيئته على قاعدة "المجالس بالأمانات". أما من يملك الشجاعة والجرأة وتجده متحررًا من التنافع الحزبي وحده من يرفع الصوت.

 

 

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، حراكات اجتماعية ، حريات عامة والوصول الى المعلومات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني