شباب الجناح يتظاهرون ضدّ مبنى الإيدن باي: هذا الذي حوّل المجرور إلى بيوتنا والمياه إلى فندقه


2019-11-08    |   

شباب الجناح يتظاهرون ضدّ مبنى الإيدن باي: هذا الذي حوّل المجرور إلى بيوتنا والمياه إلى فندقه

حدد المتظاهرون أمس بوصلة تحركاتهم، توجهوا نحو الأملاك العامة البحرية المعتدى عليها، والتي يجلس على عرشها “الإيدن باي” في الرملة البيضاء. فشهدت العاصمة مسيرة شارك فيها المئات، بدأت من جانب مطعم بيت ورد في الرملة البيضا نحو “الإيدن باي”. وحين وصلوا إلى وجهتهم، كسروا كل محاولات منعهم من الدخول إلى الملك العام البحري، حيث البناء المشيد على بعد خطوات قليلة من الشاطئ. وهناك صرخوا عالياً: “نحن ندخل إلى شاطئنا، لا نخالف القانون بل هو من يخالف”.

لم ينسَ المحتجون كيف غرقت محلة الرملة البيضا بالمجرور بعدما أُغلق المسرب الرئيسي للمجارير بالباطون، وهو المسرب الذي يمر بمحاذاة الفندق ويعبر بالمياه الآسنة إلى البحر. وحينها، كان المشتبه به الأول والأوحد وسام عاشور، المساهم الرئيسي في الشركة مالكة المبنى. المشاركين في التظاهرة أبرزهم ناشطين بيئيين لهم باعٌ في اعتراض المشروع المنتهك للمك العام، ومن سكان المنطقة المحرومين من متنفسهم الوحيد، وحتى أن التظاهرة شهدت مشاركة لشبان من أبناء الجناح الذين تضررت بفعل إغلاق مسرب المجارير العام الفائت، وتحويل الضغط إلى المحطة الموجودة في السان سيمون، حيث يسكنون.

وأثبت المحتجون أحقيتهم بالولوج إلى الشاطئ، الذي هو ملك عام. خاصة وأن المخالفات المرتكبة من مالكي الفندق ثبتها تقرير نقابة المهندسين تموز 2017، حددت فيه ثماني مخالفات أساسية وتم تسليمه إلى رئيس الجمهورية، من خلال وزير الدولة لمكافحة الفساد، حيث دُفن في الأدراج. يُضاف إلى ذلك، تقارير عدة لجمعيات مدنية وندوات واعتصامات امتدّت لأكثر من عامين تندد وتفضح المشروع، وأيضاً قراران لمجلس شورى الدولة بوقف تنفيذ الرخصة المعطاة له، وقرار لقاضي الأمور المستعجلة بوقف أعمال البناء. وقد نجح الإيدن باي بتجاوز كل هذه العوائق ليستمر بالبناء بحماية سياسية، لينتهي إلى افتتاح فندقه من دون الحصول على رخصة إشغال.

هذا شاطئنا

الوصول إلى البحر لم يكن سهلاً. انتزع المحتجون حقهم، عبر أولاً، محاولة إقناع القوى الأمنية بالهتافات بأن تسمح لهم بالدخول. فقد شهدت المحلة وجود مئات العناصر من قوى أمن الداخلي ومكافحة الشغب، أتوا لحماية “الإيدن باي” من أي محاولة للوصول إليه. هتفوا بوجه عناصر مكافحة الشغب “يا عسكر عم تحمي مين، عم تحمي الفاسدين”. وعلى الطريق العام، نجح المحتجون في إغلاق الطريق، حتى أنهم أقنعوا العديد من المارين بسياراتهم على النزول ومشاركتهم الاحتجاج بهتاف “هيلا هيلا هيلا هو صف السيارة وانزلوا”.

أمام البوابة التي تفصل الرصيف العام عن عقار محاذ ومرتفع عن الإيدن باي، حاول بعض المتظاهرين الدخول، ثم اندفع عشرات من قوى مكافحة الشغب ووقفوا حداً فاصلاً أمام المحتجين مانعين إياهم من الدخول إلى العقار. هناك، احتشد المتظاهرون. تصدوا لمحاولات دفعهم من قبل قوى الأمن، حتى خرج شاب من بينهم ورأسه مضرّجة بالدماء وصاح عالياً مندداً بالضرب الذي تعرّض له من قبل قوى الأمن. هنا، ازداد إصرار المحتجين على الدخول، فراح شبان يهدمون الحائط الجانبي بالأحجار، دفعة تلو الأخرى، حتى انهار الجزء العلوي من الحائط وفتحوا المجال أمام المتظاهرين للدخول ومن ثم الوصول إلى الشاطئ.

من خلال العقار المرتفع عن الإيدن باي، سلك المواطنون منزلقا ترابيا، إلى أن وصلوا إلى نقطة الفصل بين الإيدن باي والأرض الترابية، حيث بات المجرور يفصل بينهم وبين الفندق. أرادوا أن يرسلوا رسالة من هناك، مفادها أن “الشاطئ حق للجميع بالدخول إليه، ونحن هنا حتى تنتزع هذا الحق من الإيدن باي”.

في هذه الأثناء، سرعان ما توجّه عشرات العناصر الأمنية للمؤازرة، بالتوازي مع تجمع عشرات المدنيين، قد يكونون موظفي الفندق، ومن على شرفاته وقف بعض النزلاء يشاهدون ما يحصل من احتجاجات ضد الفندق الذي يحجزون فيه غرفاً.

أبناء الجناح: “عاشور يحرمنا من المياه” والإعلام يقصينا

وتميزت التظاهرة بوجود عشرات الأشخاص من سكان منطقة الجناح، الذين أتوا ليقولوا إن “وسام عاشور يحرمهم من المياه”. يشرح أحدهم أن منسوب المياه التي تصل إلى مناطقهم انخفض بعد إنشاء الإيدن باي بحيث تم تحويل كميات كبيرة إليه، على حساب المناطق الفقيرة. شخص آخر يحتج على أن “صاحب المشروع حوّل المجارير إلى مناطقنا العام الفائت”.

يذكر الشبان حصل في العام الفائت، حيث غمرت المجارير الطريق العام على رملة البيضا وتبين آنذاك أن مسرب المجرور الرئيسي لبيروت الذي يصب إلى جانب الإيدن باي تمّ صبه بالباطون، كما تمّ تحويل المجارير إلى ثلاثة مسارب رديفة لم تنجح برفع الضرر بفعل الكميات الكبيرة من المياه الآسنة. وكانت أكثر المناطق تضرراً هي حيث يسكن هؤلاء، في الجناح، وتحديداً منطقة السان سيمون والسلطان إبراهيم. فهناك محطة المجارير لا قدرة لها أن تحتمل كمية إضافية من المجارير، فانتشرت الروائح في المحلة، فتضرر الفقراء لأجل رجل غني.

حصل تلاسن بالكلام بين شخص وآخرين، وهو أمر بات اعتيادياً خلال التظاهرات التي تحصل. لكن الشبان، أبناء الجناح، كانوا يريدون من يسمع صوتهم. أتاهم الجواب عبر خدمة الخبر العاجل لقناة الجديد يُفيد بأن ثمة “إشكال بين المتظاهرين ومناصرين لـ “حركة أمل” في الإيدن باي”. شعر الشبان أن الخبر الذي صدر عن الجديد يستهدفهم. الأمر الذي أغضب بعضاً منهم، فراحوا يشتمون رئيس مجلس إدارة الجديد تحسين خياط. وعندما تحدثنا مع بعضهم عبروا للمفكرة أنهم جاؤوا ليشاركوا بالاحتجاج كما غيرهم. وقال أحدهم “تم إقصاؤنا سريعاً من الإعلام ومن بعض المتظاهرين، نحن لسنا من حركة أمل، نحن متضررون من المشروع”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، حراكات اجتماعية ، بيئة وتنظيم مدني وسكن ، الحق في الصحة والتعليم



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني