سكان الشلاتين المصرية في مواجهة المرض وتراجع الخدمات الصحية


2020-09-28    |   

سكان الشلاتين المصرية في مواجهة المرض وتراجع الخدمات الصحية
الصورة لمستشفى الشلاتين- منقولة عن بوابة الأهرام

في الوقت الذي يشهد فيه ملف الصحة في مصر اهتماما رئاسيا حيث تم إطلاق العديد من المبادرات الرئاسية المرتبطة بهذا الملف[1]؛ يبقى الوضع كلما اتجهنا للجنوب سيئاً. فالمدن النائية جغرافياً لا تحظى بذات الاهتمام الذي تتمتع به المدن المركزية والأقرب للقاهرة؛ المركز الأساسي لكافة الخدمات. ومع تفشي جائحة كوفيد-19، تفاقمت مشاكل الخدمات الصحية في مصر، مما أدّى إلى تدهور الوضع الصحي بشكل أكبر من السابق في مثلث حلايب (جنوب شرق القاهرة). وتبادلت المستشفيات المحيطة جغرافياً بمدينة الشلاتين الأدوار لاستقبال المرضى القادمين منها، حيث كان يتم تحويل الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي أو علاج إلى مستشفى الغردقة في أغلب الأحوال، أو إلى مستشفيات أخرى أقربهم يبعد عن الشلاتين حوالي خمس ساعات. وهو الأمر الذي يستدعي إلقاء الضوء عليه، خاصة مع لجوء أهل المدينة لمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن استيائهم ومحاولة الوصول إلى حلول بدون نتيجة[2].

  • خلفية عن مدينة الشلاتين

تقع مدينة الشلاتين في مثلث حلايب على الحدود المصرية-السودانية، وتعتبر منطقة نزاع قانوني مصري-سوداني، منذ 1956[3]. ويتكون النسيج السكاني في الشلاتين من قبائل متعددة وبعض الوافدين من المحافظات المجاورة أو من السودان. ويبلغ عدد السكان حوالي 27 ألف وتبلغ مساحتها 20.5 ألف كم2. ويعتمد أهل المدينة بشكل كبير، حتى اليوم، على الطبّ التقليدي واللجوء للأشراف[4] في أغلب الأحيان للحصول على دوائهم، ويستندون إلى الطبيعة والفطرة منذ سنوات مؤمنين ببركة آل البيت (بيت الرسول محمد). وتتبع الشلاتين إدارياً محافظة البحر الأحمر، ونتج عن هذه التبعية الإدارية حرص مؤسسات الدولة المصرية، في الفترة الأخيرة، على توفير قدر من الخدمات الصحية والتعليمية للمكان نظراً لاعتباره منطقة نزاع تلعب فيه المخابرات الحربية دورا أساسيا، وأيضا لكونها منطقة تأمل الدولة المصرية في استثمارها سياحياً وتعزيز الاستفادة من مواردها الطبيعية وبالأخص للتنقيب عن الذهب على ضوء رؤية مصر 2030.

  • ارتفاع عدد الوفيات ومستشفى وحيد في المدينة

قررت صفحة حلايب شلاتين أبو رماد وقف النشر على جدار الصفحة – حتَّى إشعار آخر – إذ لا تجد الصفحة أي مبررات في نشر ثقافة هذا المجتمع أو هذه المناطق وهي ترى عدم اهتمام بسكانه. كم شاب مات بالإهمال؟ كم سيدة ماتت وهي لم تجد من ينقذها؟ نموت ونحن نصارع الحياة.. لا فرص عمل! لا حياة كريمة؟ لا كرامة لنا في هذا البلد. نتمنى الخير للجميع.” نشرت تلك الكلمات صفحة “حلايب شلاتين أبو رماد” المعنية بنشر ثقافة المثلث على الفيسبوك؛ مما يدلل بشكل واضح على صعوبة الوضع الصحي في المدينة. فعدد الوفيات ارتفع في الفترة الأخيرة على أثر انتشار الوباء ومشاكل المنظومة الصحية، وهو ما فاق قدرة تحمل شباب الشلاتين، وظهر ذلك من خلال استغاثة عديد من صفحات التواصل الاجتماعي بالدولة (على رأسهم صفحة حلايب شلاتين وأبو رماد وصفحة الشلاتين مدينتي)، ثم لحق بهذه الدعوات نبرة فقدان الأمل في توفير الحد الأدنى من الحقوق الصحية في المنطقة. هذه الحالة جديدة على طباع أهل المثلث، الذين يغلب عليهم رقة الطبع والرضا. فلم يسلب شباب الشلاتين إيجابيهم أي من القرارات الصعبة التي اتخذتها الدولة في الفترة الماضية وخاصة منذ 2018، حين بدأت الدولة تقنين التنقيب عن الذهب (الذي كان يمثل مصدر رزقهم الأساسي)، ولا هدم بعض العزب والمنازل لكونها أراضي ملك للدولة.

لا يوجد سوى مستشفى واحد في الشلاتين، وهي مستشفى الشلاتين المركزي التي تم افتتاحها بعد تجديدها في مايو 2017 بهدف خدمة أهالي جنوب البحر الأحمر بتكلفة 100 مليون جنيه، وتخدم حلايب وشلاتين وأبو رماد، وما بينهم من قبائل تعيش منتشرة في الخلاء. وعلى الرغم من كون المستشفى يطلب منها خدمة عدد كبير من المواطنين، إلا أنه تم اعتبار هذه الخطوة بمثابة رسالة من حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي على حرص الدولة المصرية على تحسين الخدمات الصحية في المثلث على غرار خطة الدولة في شتى المحافظات، وأن تكون لها ريادة تقديم الخدمات لمواطنيها من سكان تلك البقعة ذات الخلاف المصري-السوداني. وأثبتت الحكومة حرصها على تطوير مستشفى الشلاتين من خلال تخصيص مبالغ أكبر لتطوير المستشفى، بعد رفعها ميزانية تطوير المستشفى حوالي 30 مليون جنيه (الميزانية المقترحة 70 مليون في 2015، ثم ارتفعت التكلفة الفعلية لـ 100 مليون مع افتتاحها في 2017)، لتعتبر تلك المستشفى متكاملة من حيث التجهيزات للتخصصات المختلفة.[5] كما أعلنت محافظة البحر الأحمر عن تعاقد مستشفى الشلاتين مع عدد من المستشفيات الجامعية لتوفير الأطقم الطبية اللازمة، حيث تحتاج المستشفى حوالي 150 فرد من الأطقم الطبية من الأطباء والتمريض.

ورغم هذه الخطوات الإيجابية التي قابلها تعداد سكان كبير يفوق قدرة مستشفى الشلاتين، لم تعمل تلك المستشفى قط بطاقتها الكاملة، بل وأصبح وجودها مضراً نفسياً لأهل المكان لعدة أسباب.

  • الفساد والإهمال عنوان إدارة المنظومة الصحية في الشلاتين

نلاحظ أنه خلال الشهور الماضية، تعالت أصوات سكان الشلاتين لنقص الأطقم الطبية في المستشفى وعدم كفاءة الأطقم المتواجدة. وبالرجوع لأهل المكان، تفيد شهادتهم غياب الأطباء الذين يتم انتدابهم في معظم الأوقات، والمسجلين بالفعل في دفاتر المستشفى الرسمية [6]. فعلى سبيل المثال، رفضت مستشفى الشلاتين استقبال معظم الحالات، وتحولهم بشكل رسمي إلى مستشفى الغردقة[7]، وتترك الأهالي أمام مبررات مختلفة لتبرير عجزها عن تقديم الخدمات المنوط بها تقديمها. ونذكر على سبيل المثال، وفاة سيدة بسبب عدم وجود أي شخص مؤهل في المستشفى على استخدام أجهزة التنفس الموجودة بالفعل في المستشفى.[8]

ويرجح أن نقص الطاقم الطبي يرجع بشكل رئيسي إلى عزوف أفراد هذا الطاقم إلى الانتقال إلى الشلاتين. وذلك لعدة أسباب نذكر منها: (1) البعد الجغرافي، (2) عدم وجود حافز مادي مناسب، (3) عدم توفير الخدمات والسلع التي تشجع الأطباء للانتقال إلى الشلاتين مع أسرهم وذويهم، (4) عدم قدرة الأطباء على فتح عيادات خاصة لتحسين دخلهم في الشلاتين بسبب بساطة الوضع المادي للعديد من سكان المنطقة، عكس الحال في المدن المركزية. (5) عدم جاهزية استراحة الأطباء بشكل مريح، (6) ارتفاع تكلفة المواصلات من وإلى الشلاتين. نضيف على ذلك، حرارة الجو العالية، وصعوبة التضاريس والمناخ في المنطقة، مما يمثل عامل ضغط على الأطباء غير المعتادين على هذا الطقس. ففي إبريل 2020، عثرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحر الأحمر بالتعاون مع ضباط قسم شرطة الشلاتين، على جثة طبيب أطفال متوفٍ، عن عمر 62 سنة، داخل غرفته بسكن الاطباء بمستشفى الشلاتين المركزي جنوب محافظة البحر الأحمر، نتيجة أزمة قلبية.

بالإضافة إلى ذلك، وعند انتقال الأطقم الطبية للعمل بالمستشفى، لا تلتفت مديرية الشؤون الصحية ولا وزارة الصحة إلى إعدادهم فيما يخص الجانب الثقافي للسكان والطبيعة الخاصة للمدينة، مما يؤدي إلى اصطدام مع السكان في أحيان كثيرة. وهو الأمر الذي يعكس قصور الرقابة الفنية على الأطقم التي يتم انتدابها في مستشفى الشلاتين، ويعكس سوء الإدارة.[9]

على الجانب الآخر، نلاحظ نقصا شديدا في المعدات الصحية في الوحدات الطبية للقرى التابعة إدارياً للمدينة، وهو الأمر الذي تشرف الإدارة الصحية عليه في الشلاتين. فعلى سبيل المثال لا يوجد أجهزة تعقيم مما يتسبب في رفض أطباء الأسنان الكشف على المرضى. بالإضافة إلى غياب الأطباء عن هذه الوحدات ويكتفون بزيارة الوحدات الأقرب لهم والأسهل الوصول لها؛ دون رقابة حقيقية من الإدارة الصحية. فالتقصير وسوء الإدارة يظهر في هذه الأمثلة، إلا أنه يتعاظم في المستشفى المركزي ليصل إلى حالات فساد واضحة. فبالعودة إلى يوليو 2017، بعد افتتاح المستشفى مباشرةً، تم الإعلان عن سرقة جهاز تخدير من غرفة العمليات بمستشفى الشلاتين المركزي كان يتراوح سعره من 200 إلى 250 ألف جنية، إلا أن نتيجة التحقيقات لم يتم الإعلان عنها حتى اليوم.

ويظهر مما سبق بشكل جلي مشاكل سوء الإدارة، ومركزية القرار، فوزارة الصحة غير قادرة إلا على اقتراح حلول لكن دون سيطرة حقيقية على تنفيذها. إذ تقع سلطة التنفيذ الحقيقية في أيدي الإدارة الصحية المحلية التي لا تملك بدورها الإمكانيات اللازمة.

على جانب آخر، تمت  الموافقة في فبراير الماضي، على تخصيص قطعة أرض، لبناء مستشفى لأهالي بحلايب. وهو الأمر الذي يعكس زيادة الدولة للمخصصات المالية للمنطقة مع زيادة الوعود بتوفير الخدمات الصحية؛ ولكن مع استمرار سوء الإدارة وغياب حلول عزوف الأطباء التي عددناها، يخشى أن يصبح مبنى المستشفى الجديد أيضا مبنى خاليا من الأطباء والخدمات، بل وعرضة للسرقة والنهب.

  • ثقافة القوافل الطبية

بدت القوافل الطبية وكأنها طوق النجاة في الأعوام الأخيرة في المثلث، خاصة وإنها تأتي بالأطباء ذوي التخصصات النادرة من محافظات متفرقة من الجمهورية بأسره كزيارة لهذه المنطقة الجغرافية لعلاج أهلها. وسعت المستشفيات الجامعية والجمعيات غير الحكومية وبعض الجهات الحكومية على إرسال قوافل طبية من وقت لأخر للمثلث. كما قامت الإدارة الصحية في البحر الأحمر بعدة بروتوكولات منها بروتوكول بين معهد قلب أسيوط وإمبابة لتحويل المرضى. لكن بالحديث مع أهل المثلث، نلاحظ أن معظم الأطقم الطبية التي تأتي مع تلك القوافل تتعامل بتكبر وتعالٍ مع أهل وسكان المثلث، وتحرص على تصويرهم في أصفف متراصة أمام سيارات القوافل منتظرين الكشف عليهم لنشر هذه الصور في وقت لاحق. كما أوضح السكان[10] إنهم يرفضوا الاعتماد على القوافل الطبية ويرون انها ما هي إلا مسكنات للوضع الكارثي الحالي فقط، مما يجعلهم ينتقلون من الشلاتين للمحافظات الأخرى ويتكبدون عناء السفر والسكن خارج المثلث لفترة من الزمن في حال مرض أحد أفراد الأسرة.

خاتمة

فشلت الإدارة الصحية في محافظة البحر الأحمر في الوصول لحلول جذرية لمشاكل الخدمات الصحية في مثلث حلايب، تستكمل الإدارة اتخاذ مزيد من القرارات التي تثبت أنها غير قادرة على التواصل السليم مع سكان المثلث، وبالتالي عاجزة عن رؤية واستيعاب التحديات التي تواجه مستشفى الشلاتين المركزي، وكذلك الخدمات الصحية في المثلث، وتتركنا أمام حالة من الحلم والترقب أملاً في توفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية في جنوب شرق مصر.

 

[1] مثل المبادرة الرئاسية ١٠٠ مليون صحة، للكشف عن الأمراض المزمنة ومبادرة الكشف عن الأنيميا والتقزم والسمنة ومبادرة المستشفيات النموذجية ومبادرة صحة المرأة.

[2] جدير بالذكر أن المركزية وتغليب الجانب الأمني في إدارة المناطق الحدودية، يعتبران أسباب مهم فهمها اثناء التعاطي مع مشاكل تنمية المناطق الحدودية، إلا أننا لن نطرق لها بالتفصيل في هذا المقال.

[3] تقع مدينة الشلاتين في مثلث حلايب على الحدود المصرية-السودانية، وتعتبر منطقة نزاع قانوني مصري-سوداني. ويتكون مثلث حلايب من مدن: حلايب، الشلاتين وأبو رماد.

[4] الأشراف ومفردها شريف لقب يطلق على الذين يعود نسبهم للنبي محمد، وذلك عن طريق زواج الإمام علي بن أبي طالب بالسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله. وقد أثمر هذا الزواج عن مولد الحسن والحسين. وأجمع علماء الأنساب على حصر الأشراف في ذرية الامامين الحسن والحسين سبطى رسول الله. ثم تم تقسيم هذه الذرية الطاهرة إلى اثني عشر سبطا، ستة منها نسل الحسن وستة من نسل الحسين.

[5] طبقاً لموقع مشروعات مصر، يضم مبنى المستشفى الذي تم انشاءه وبناءه وتجهيزه في عام ونصف؛ ثلاث غرف عمليات وغرفة عناية مركزة، وقسم حضانات للأطفال، وقسم للنساء والتوليد، وعيادات خارجية، وقسم للأشعة المقطعية وآخر للأشعة التليفزيونية، ومعامل تحاليل، ومعامل لبنك الدم و40 سريرًا لمختلف الأقسام والتخصصات وكل العيادات المطلوبة، حيث يوجد عيادات “العظام، الرمد، والباطنة، والأسنان، وثلاثة غرف العمليات، وغرفة العناية المركزة، وقسم حضانات للأطفال، وقسم للنساء والتوليد، وقسم للغسيل الكلوي وعيادات خارجية وقسم للأشعة المقطعية وآخر للأشعة التليفزيونية”. وتم تزويد المستشفى بمولد كهرباء بقدرة 2 ميجا وات لضمان استمرار التيار الكهربائي بالمستشفى طوال اليوم.

[6] كتبت صفحة الشلاتين مدينتي في أغسطس الماضي على ضوء انتخابات مجلس الشيوخ: “مشكلة الصحة التي تعتبر المشكلة الاهم بعد انشاء  مستشفى على اعلى مستوى وتجهيزها بأحدث الاجهزة ولا تستطيع ان تقدم ابسط انواع العناية وان تستقبل الحالات الحرجة وكل ما تقوم به تحويلها الى اقرب مستشفى لإخلاء مسئوليتها هل يوجد مستشفى في العالم كل الطاقم ينزل اجازات بدون توفير البديل كما حدث في الايام الماضية دون رقابة او محاسبة للأسف الطبيب الذى يأتي الينا يبحث عن المادة أولا ولا يعنيه امر المريض في شيء هل يصح شاب بين الحياة والموت لن يستطيع اهله تحويله الى مكان أخر بسبب عدم وجود مرافق بحجة عدم وجود البديل… هل يصح لطبيب محترم عندما يطلب منه أهالي المريض نقل ابنهم الى العناية يقول لهم هو كده كده ميت. حصل بالفعل. هل يصح في مستشفى محترم فرد الامن هو من يقوم بدور فني الاشعة حصل بالفعل. هل بالمعقول أفراد الأمن من يقومون بتركيب المحلول للمريض حصل بالفعل أمام عيني. أين الرقابة أين السادة المسئولين مما يحدث في المستشفى العام.”

[7] معلومات حصلت عليها الباحثة من التواصل المباشر مع بعض أهل الشلاتين.

[8]  مصدر من أهل المكان.

[9] يتحدث أهل الشلاتين خاصة كبار السن اللغة التيبيداوية، وهي مختلفة عن اللغة العربية، ويتكلم الشباب منهم اللغة العربية، إلا أن الأطباء في معظم الأحوال بناء على رصد ميداني، قليل ما يهتمون في وصف حالة المريض للمريض وذويه، بل يكتفون بوصف الدواء أو صرفه حسب إمكانيات المستشفى وجاهزيتها، أو تحويل المريض إلى مستشفى خارج مدينة الشلاتين بشكل كامل.

[10] خلال الحديث معهم أثر الأحداث الأخيرة في شهر أغسطس.

انشر المقال

متوفر من خلال:

مساواة ، مقالات ، لا مساواة وتمييز وتهميش ، الحق في الصحة والتعليم ، مصر



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني