سرطان شكا يفتك بقرى الكورة وشبابها: أوقفوا مصانع الموت


2018-04-16    |   

سرطان شكا يفتك بقرى الكورة وشبابها: أوقفوا مصانع الموت

لا يزال أهالي منطقة الكورة في شمال لبنان يتحركون دفاعاً عن أبسط حقوقهم المتمثلة بالحق بحياة صحية خالية من الأمراض وعلى رأسها السرطان. هي ليست المرة الأولى التي تدعو لجنة كفرحزير البيئية الناس الى التجمع أمام مقالع مصانع الإسمنت في منطقة شكا، وهي لن تكون الأخيرة طالما أن السرطان ينخر كالسوس  في البيوت حتى لا يكاد بيت واحد من بيوت الناس القاطنين قرب المصانع يخلو من الإصابة، فيما أحد لا يحرك ساكناً.

عند الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر السبت 14/4/2018، وبدعوة من لجنة كفرحزير البيئية نفذ أهالي الكورة اعتصاماً جديداً أمام مقالع مصانع الإسمنت في شكا رافعين الشعارات المنددة بالموت بالسرطان الذي تتسبب به المصانع، التي شبهت  "بالحزام الناسف للحياة والبيئة في منطقة الكورة. أما أبرز أسباب الدعوة الى الإعتصام فهي اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي يرى فيها "أهالي الكورة فرصة لمحاسبة كل من تواطأ ضد حياتهم وساوم على صحتهم مقابل المال".

وكشفت الناشطة سمر نجار  عما يقال من "أن اتحاد البلديات يقوم بالمساومة مع الشركات كي يتم التعويض على اهالي الضحايا بالمال،  وجرى الحديث عن أرقام خيالية تصل إلى خمسة ملايين دولار. لكن يهمنا أن نوضح أننا لا نرضى ببيع شهدائنا".

ولفتت إلى أن"جامعة البلمند أحصت عدد الإصابات بالسرطان وقد كان واضحاً أن القرى الحدودية كـ "فيع"، كفرحزير، وكفريا و"بدبهون" فيها نسب سرطان عالية جداً بالمقارنة مع باقي قرى الكورة البعيدة. عندما يذهب الطلاب الذين يقومون بالاحصاء الى القرى يعودون وهم يبكون من الفرق الشاسع بين المناطق القريبة من المصانع والبعيدة عنها. فعلى سبيل المثال فإنه في قرية "فيع" لا يكاد يخلو منزل من مصاب بالسرطان بينما في قرية "بطرام" فإنه في كل خمسة عشر منزل قد نجد حالة مثلا من السرطان".  

أضافت:"ليست صحة الناس هي المهددة وحسب وانما أيضاً البيئة فمنطقة "بدبهون" كانت تحوي على العديد من السواقي لكن اليوم لم يعد هناك شيئا لا سواقي ولا أوكار الأرانب، إنهم يقتلون الحياة في هذه المنطقة وأولادنا لن يعرفوا في المستقبل أنه كان في هذه المنطقة شجر زيتون وحياة".

وتحدثت الدكتورة ريم فارس عن منطقة أنفه وأصدقائها الذين يعيشون هناك :"ما يفاجئنا في المنطقة أن السرطان يصيب بالدرجة الاولى فئة الشباب من هم دون الثلاثين عاماً، إذ لدي ستة أشخاص على الأقل من اصحابي من أيام الدراسية يعانون من السرطان.هذا أمرغير طبيعي، إذ لا يعقل أن النيزك هبط وأصابنا، بل من الواضح أن هذا هو من جراء التلوث الحاصل في المنطقة".     

وتوجه ناصيف عيسى الى البلديات "التي تقبض من الشركات" من دون أن يسميها وطالبهم"بالإستقالة لانهم وصمة عار على جبين الكورة".

وبحرقة رجل خسر زوجته وإخوته في السرطان الخبيث تحدث خوري ضيعة "فيع" الأب سمعان حيدر سائلاً:"اين هو وزير البيئة؟ واين وزير الداخلية؟ واين فخامة رئيس الجمهورية؟". وقال: المناظر هنا تتكلم لوحدها.إذا كنتم لا تشعرون بالحزن على أولادنا، أفلا تشعرون بالخوف على أولادكم. دعنا نكون بشرا ونقف يداً واحدة في وجه مصانع الموت فالحق لا شيء يغلبه". وختم بحرقة أدمعت عينيه "أنا جاهز كي أضرب الشركات بالقنابل، فنحن في هذا الموضوع انتحارييين وأكثر لأن ما يحصل معيب جداً".

وأثناء الاعتصام حضر باص كبير يضم مناصرين لحزب سبعة أرادوا المشاركة في الاعتصام، فحصل جدال سريع بينهم وبين أحد المشاركين الذي طلب عدم رفع علمهم خلال الاعتصام كي لا يعطيه صبغة معينة معتبراً أن المشاركين هم من جميع الأحزاب السياسية ولو أن الغاية سياسية لكان كل واحد رفع علم حزبه ولكن ما يهم في هذا التحرك هو القضية. ورضخ مناصري حزب سبعة عند طلب الناس الذين وجدوه محقاً.

 

وأوضح منسق لجنة كفرحزير البيئية جورج العيناتي ل "المفكرة"  أن"الدعوة الى هذا التحرك كانت لأسباب عدة أولها أن شهر نيسان هو مفتاح انطلاق التحرك في هذا الموضوع، وثانياً حتى نعلن أن الاعتصامات والتحرك الشعبي والاعلامي والقضائي مستمر، وثالثاً قبل الانتخابات النيابية حتى نطلب من المرشحين المشاركة في حل هذه المشكلة وإنهاء هذه المجزرة فمن كان منهم صادقاً كان له ما لنا وعليه ما علينا أما الذي يتواطأ مع شركات الاسمنت وسائر ناشري التلوث البيئي ضد أهل الكورة عريّناه وفضحناه أمام الرأي العام".

وأكد العيناتي"نحن لم نعلن الحرب على معامل الاسمنت بل هي من أعلنت الحرب على أهالي الكورة. نحن نخوض حركة مقاومة من أجل حماية ما تبقى من الأهالي"، موضحاً أنه "منذ اسبوعين أطلقنا بياناً أعلنا خلاله أن هذه الانتخابات هي انتخابات بيئية بامتياز، واليوم نؤكد أن أولوية الأوليات هي في انتخاب المرشح الذي يضع الموضوع البيئي ضمن برنامجه الانتخابي ويسعى لتطبيقه بصدق وإلا لن ننتخبه".

وقال:"لا يوجد موقف وسط بين الحفاظ على حياة اهالي الكورة وبين قتلهم والاستيلاء على ترابهم". ثم توجه الى مرشحين شاركوا في الإعتصام مخاطباً إياهم"أيها المرشحون أعلنوا موقفهم، واطلبوا من وزرائكم في الحكومة إقفال هذه المقالع ومنع تصدير الاسمنت واستبدال البتروكوك بالغاز الطبيعي، وإيقاف مشاريع زيادة الإنتاج والتوسع الهمجي كبادرة حسن نية كخطوة أولى طارئة". أما الخطوة التالية، وفق العيناتي، فهي إعادة تشجير أملاك الشركات بناءً لقرار مجلس الوزراء، وإنزال سعر الاسمنت الى السعر الدولي 40 دولار وإرجاع ستة مليار دولار الى الخزينة اللبنانية فرق سعر الاسمنت الذي بيع الى الشعب اللبناني ظلماً وعدواناً بمئة دولار، والسماح باستيراد الاسمنت الخالي من المواد الملوثة بـ32 دولار للطن ونقل هذه الشركات ومقالعها واستبدالها بمنشآت سياحية وثقافية واعلان شكا عاصمة سياحية لمنطقة الكورة الطبيعية واعلان شاطئها محمية طبيعية".

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، الحق في الصحة والتعليم



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني