حملة “جنسيتي كرامتي” تدعو النساء إلى مقاطعة الانتخابات النيابية


2017-03-27    |   

حملة “جنسيتي كرامتي” تدعو النساء إلى مقاطعة الانتخابات النيابية

"بدي قول وع العالي الجنسية حق عيالي"، "بين الوزرا والنواب ولادي وقفوا ع الأبواب"، "إسلام ومسيحية كلن بدن جنسية"، "14 و8 حقي كون لبناني"، "ما من كل ولا من مل حتى نعطي الجنسية للكل". على هذه الصيحات التي أطلقتها مجموعة من النساء، تجمّع المعتصمون على كورنيش عين المريسة في بيروت صباح الأحد 26/3/2017.

فبمناسبة "عيد الأم" وشهر المرأة، نفذت جمعية المبادرة الفردية لحقوق الانسان "مصير" ضمن حملة "جنسيتي كرامتي" اعتصاماً لها، وذلك "لتذكير العهد الجديد والحكومة الجديدة بأن الأمّ اللبنانية لم تحصل بعد على حقها في منح الجنسية لأولادها كما نص الدستور وشرعة حقوق الإنسان".  

العشرات من النساء شاركن مع أطفالهن في الاعتصام والشعارات اللواتي رفعنها تختصر الواقع بأسبابها ونتائجه ومنها: "بلا ديمغرافيا بلا طائفية…يلي بيصير عليك بيصير عليي"،"مظلومين ومقهورين والجنسية للمتحدرين"، "تحصين الداخل لا يكون الا بفرض العدالة الاجتماعية". ومن الشعارات ما دعا إلى مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة في حال حصلت "ما تنتخبي يا أمي النائب مش شايل همي". وطالب رئيسي الجمهورية والحكومة "بيّ الكل…عم الكل…خيّ الكل…وين حقوق ست الكل".

ومن بين الحشود أطلّت آمنة البقاعي حاملة بيدها الميكريفون وبكل غضب وحرقة صرخت "من حقنا إعطاء الجنسية لأولادنا، فنحن ندفع الضرائب ونستأجر بيوت لأولادنا، ولا نترك واجبات تجاه الدولة إلا ونقوم بها. نحن لدينا حقوقاً نريدها والا نحن نطالب الدولة أن تمنع أي رجل من الزواج بأي إمرأة أجنبية".

وأضافت:" هناك ست دول عربية أعطت الأم حق إعطاء الجنسية لأولادها، فلماذا في لبنان فضلوا المرأة الأجنبية على المرأة اللبنانية؟ نحن لا يهمنا لا 8 ولا 14، لا أكثرية ولا أقلية، لا معارضة ولا موالاة، إنما يهمنا أمر واحد أن نعيش في بلدنا بكرامة". ودعت جميع النساء بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة.

رسالة إلى رئيس الجمهورية

أما ناديا حمزة فتوجهت برسالة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون بالقول: "فخامة الرئيس أو بيّ الكل مثلما عوّدتنا أن نناديك. بوصولك إلى العهد الجديد زرعت الأمل في قلوبنا لأننا نعلم كم تعني المرأة لك في حياتك. أنتَ تقول إنك مع إعطاء الأم اللبنانية لكامل حقوقها، والجنسية تأتي ضمن هذه الحقوق لا بل هي أولوية لدينا. لذا نأمل في عهدك أن تمسح دموع الامهات اللبنانيات، وتفرح قلوباً مقهورة من ظلم هذه الحياة بإعلانك مرسوم التجنيس لأبناء الأم اللبنانية. لقد حققت حلمك بعمر الثمانين، فمن يحقق حلم أولادنا في أبسط حقوقهم أن يعيشوا بكرامتهم في وطنهم. دع بصمتك البيضاء تحفر في قلوب أولادنا وفي التاريخ". وتمنّت حمزة أن يصل صوت الأمهات إلى ضميره وقلبه.

الأمهات سيقاطعن الإنتخابات

أما منسق حملة "جنسيتي كرامتي" مصطفى الشعار فقد اعتبر أنّ "معايدة أمهات لبنان بعيدهن منقوصة، ولا عيد للأمهات إلا برفع كافة أشكال التمييز ضدهن ولا سيما منحهن جنسيتهن لأبناءهن". وقال: "عندما تريدون فرض الضرائب تجتمعون بقدرة قادر ولكن حين يتعلق الأمر بتطبيق الدستور ومنح الأم جنسيتها لأولادها لا نجد أحد".

وطالب الشعار "بتطبيق الدستور لاسيما في مقدمته والمادتين 6 و7 منه"، والتوقف عن "خرق المعاهدات والمواثيق الدولية". وختم داعياً "النساء اللواتي يشكلن 56% من الناخبين إلى عدم انتخاب من يمارس التمييز ضدهن ويشارك بظلمهن".    

إذاً تبقى قضية إعطاء المرأة الجنسية لأولادها فوق كل الاعتبارات الطائفية العقيمة وخارج المقاربات السياسية النابعة من مصالح فردية ويبقى هذا الحق غير قابل للتجزئة. أكثر من ثلاثين عاماً مرّت على نضال المرأة اللبنانية في سبيل هذا الحق وسوف تستمر بالمطالبة به إنصافاً لأمومتها وحق أولادها بالعيش بكرامة وأمان. والأهم إسترداداً لكرامتها كمواطنة يجب أن تتمتع بكامل حقوقها أسوة بالرجل. وبما أن آمال النساء كانت منعقدة على رئيس الجمهورية ميشال عون فهل تتحقق أمنيتهن في العهد الجديد؟

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، دستور وانتخابات ، حراكات اجتماعية



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني