حماية “العاملات الزراعيات” إلى الواجهة في المغرب


2019-05-09    |   

حماية “العاملات الزراعيات” إلى الواجهة في المغرب

وجهت فيدرالية رابطة حقوق النساء-منظمة غير حكومية بالمغرب- مراسلة إلى رئيس الحكومة للمطالبة بتفعيل “الحماية الاجتماعية وصيانة حقوق وحياة العاملات الزراعيات في الضيعات الفلاحية”. وتأتي هذه الرسالة في ظل توالي حوادث السير المفجعة التي تودي بحياة العاملات الزراعيات، آخرها حادثة مولاي بوسلهام التي خلفت وفاة 8 عاملات في الطريق الرابط بين العرائش ومولاي بوسلهام (شمال المغرب)، وإصابة العشرات بكسور وجروح متفاوتة الخطورة، وحادثة أولاد تايمة بعد انقلاب سيارة تقل عاملات زراعيات بضواحي المدينة التي تقع (جنوب المغرب) وقد خلفت مقتل عاملة وإصابة أخريات بجروح.

وقالت الفدرالية في رسالتها أنها “ليست المرة الأولى التي تهدر فيها أرواح نساء من أجل القوت (معبر سبتة المحتلة، الصويرة ، منطقة الغرب والعرائش..) والتي تقع فيها حوادث مميتة للعاملات الزراعيات أثناء توجههن أو عودتهن من العمل في الضيعات الفلاحية التي يشتغلن بها في ظروف قاسية، والتي تفتقد عموما إلى شروط عمل لائق”.

وربطت الفيدرالية تكرار حوادث الشغل بالنسبة للعمالات الزراعيات بـ”ضعف توفير نقل ملائم يؤمن السلامة لهاته الفئة الهشة عوض لجوئهن لحافلات النقل العشوائي التي تحمل عموما فوق طاقاتها الاستيعابية القانونية ولا تستجيب لمعايير الصيانة اللازمة، وغياب التأمين، وضعف الانخراط في الضمان الاجتماعي والصحي، والتمييز في الأجور بالإضافة لعدم احترام الحد الأدنى للقطاع الفلاحي، وعدم احترام ساعات العمل، بالإضافة إلى التعرض للإهانات و للعنف والتمييز”.

كما شددت الرسالة على أن “هذه الحوادث المؤلمة المتوالية التي تذهب النساء ضحيتها، تترك لعدد منهن عاهات نفسية وجسدية وكذلك لأطفالهن وذويهن، وتخلف مآسي أسرية واجتماعية بالغة”.

وطالبت الفيدرالية بضرورة “تفعيل الاختصاصات والصلاحيات القطاعية للحكومة لوضع حدّ لهذه الحوادث بالغة الخطورة والتي تقتضي أن تكون موضوع حملة خاصة ومتكاملة وتفاوض ناجع مع المشغلين والمسؤولين المحليين لكونها تمس حق العاملات في الحياة وسلامتهن البدنية والنفسية، وكذلك تفعيل أدوار مفتشية الشغل وتقاريرها التي من المفروض أنها تثير وضعية ضعف الحماية الاجتماعية داخل هذه الضيعات”.

وتجدر الإشارة الى أن المغرب أصبح يعرف في الآونة الأخيرة حوادث شبه يومية في البلاد التي تعج أريافها بشاحنات صغيرة تقل العاملات الزراعيات إلى الحقول في ظروف لا تحترم شروط السلامة مما يجعلهن مهددات بالسقوط والموت دهسا بين عجلات السيارات.

وكانت تونس شهدت مؤخرا نقاشا عاما في هذا الشأن بعد مقتل عشر عاملات زراعيات، من بينهم أم وابنتيها، في حادث سير في منطقة سيدي بوزيد.

انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، لا مساواة وتمييز وتهميش ، حقوق العمال والنقابات ، المغرب



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني