حرّية التعبير الثقافي على المحكّ مجددًا في طرابلس: لماذا كلّ هذا الغضب؟ 


2025-06-08    |   

حرّية التعبير الثقافي على المحكّ مجددًا في طرابلس: لماذا كلّ هذا الغضب؟ 
عشرات الشبّان تجمهروا أمام "ستيريو كواليس" لإلغاء عروض "ستاند آب"

كان القيّمون على شركة “أوكوورد” يعوّلون كثيرًا على إتمام مشروع “جولة بلبنان” لعروض الـ “ستاند آب” في جميع المناطق. أرادوا الذهاب إلى جمهورهم بدل أن “يعذّبوه” بالانتقال إلى بيروت، كما أرادوا أن يجذبوا أناسًا جددًا إلى عالم كوميديا الـ “ستاند آب” ليحكوا قصصهم وقصص مناطقهم وأهلها. إلّا أنّ العصبيّة الدينية كان لها رأي آخر. فبعد قطعها الطريق على إجراء العرض في مسرح “إشبيليا” بمدينة صيدا وإلغائه إثر تهديدات وصلت المسرح حيث كان سيقام، نجحت هذه العصبية مجدّدًا في إلغاء العرض الثاني في مسرح “ستيريو كواليس” في الميناء – طرابلس. وفي المرّتين استُحضرت الكثير من الأخبار الكاذبة عن مسّ العروض بالمقدّسات الدينية لاستفزاز العصبية بغرض الدفع إلى إلغاء العرض.   

الجولة نالت إجازة عرض من دائرة المطبوعات في الأمن العام، لم تكن ذات قيمة لدى المعترضين، وتصرّفوا وكأنّهم هم من يجب أن يمنحوا الإجازة بالعرض. ففي صيدا بعثوا رسائل تهديد ورسائل إلى أعلى المراجع الدينية بمعلومات ملفّقة وقاموا بجولات دراجات ناريّة استفزازيّة حول مسرح “إشبيليا”، وفي الميناء تجمهرُوا خارج مسرح “ستيريو كواليس” ليس بهدف الاعتراض وهو حقّهم الطبيعي، بل بهدف التهديد والتهجّم بغرض إلغاء العرض. 

ألغي العرضان في صيدا وطرابلس، وكأنّ الكوميديا ممنوعة خارج بيروت، وكأنّنا أمام رفض للامركزية الكوميديا، وهو عكس ما سعت “أوكوورد” وأيضًا “إشبيليا” و”ستيريو كواليس” إليه من خلال محاولة تنظيم العروض في المدينتين، ومن خلال جولة عروض في المناطق.   

يؤكّد المنظمون أنّهم ألغوا العروض من أجل سلامة الجمهور والمقدّمين والحفاظ على المساحات الثقافية التي هدّدها المعترضون، لكنّهم أبدًا لا يقبلون أن تفرض قلّة لا تمثّل أهل المدينتين سلطة السماح والمنع من خلال استثارة الوتر الديني عبر أخبار كاذبة عن مضمون متخيّل يمسّ بالأديان. وبالتالي هم يعتبرون معركتهم من الآن وصاعدًا محاربة سرديّة هؤلاء عن الكوميديا وعن الفن من ورائها، وتوضيح المفاهيم الخاطئة عن الـ “ستاند آب”. ولا يفصلون ما جرى معهم عمّا جرى مع فنانين آخرين ومساحات ثقافية أخرى مثل الممثلة حنان حاج علي التي تعرّضت لهجوم بعد تقديمها عرض “جوغينغ” في جامعة LIU في صيدا في إثر تداول مقاطع منه اتّهمت زورًا أنّها مسيئة للشعائر الدينية، وهو عرض تقدّمه حنان منذ العام 2016، أو مهرجان “كابريوليه” للأفلام الذي ألغيت عروضه في طرابلس بعد حملة تحريض من جهات دينية في حزيران العام الماضي. 

ويشدد القيّمون على المساحات الثقافية في المدينتين، على أنّهم ليسوا منسلخين عن مجتمعهم بل هم من صلبه. وحين قرروا فتح هذه المساحات كان المجتمع هو الأولوية، وكان الهدف إبراز الصور الحقيقية سواء عن طرابلس أو صيدا بأنّهما مدينتان تتميّزان بالتنوّع وليستا ذات طابع واحد كما تحاول حفنة من الناس الإيحاء به. 

كما أنّ كوميديي الـ “ستاند آب” يستمدّون مضمون عروضهم من المجتمع، وليسوا غرباء عنه، كما أنّ للكوميديا هدفًا اجتماعيًا نبيلًا وهو إضافة إلى تحسين مزاج الناس، المساهمة في تقديم نظرة وثيقة عن قضايا اجتماعية على المحكّ. 

ماذا جرى في طرابلس وصيدا؟

بحسب المعلومات التي جمعتها “المفكرة”، تجمهر عدد من الشبّان مساء السبت 31 أيار، أمام مسرح “ستيريو كواليس” في الميناء معترضين على عرض “كوميديا ستاند آب” قيل لهم إنّه يمسّ بالدين. العرض هو جزء من “جولة بلبنان” التي تنظّمها “أوكوورد” بمناسبة مرور 7 سنوات على تأسيسها. جولة أريد منها القدوم إلى الجمهور حيث هو بدل أن يذهب إلى العاصمة في كل مرّة أراد أن يشاهد عرضًا كوميديًا، على ما يؤكّد المؤسّسان الشريكان لـ “أوكوورد” داني أبو جودة وأندرو حريز، وذلك سعيًا إلى تحقيق لامركزية ثقافيّة، كما يصفها محمد التنّير المدير الفني لمهرجان “رمّان” الذي يشرف على “ستيريو كواليس” والذي بدأ عام 2021، من منطلق تعزيز لامركزية الثقافة، كما يقول. 

و”ستيريو كواليس” كان سابقًا “سينما راديو” التي أغلقت عام 1995 وحوّلها مهرجان “رمّان” إلى مسرح للفنون الأدائية وهي واحدة من عشرات دور السينما التي كانت تضمّها طرابلس وأغلقت أبوابها “بفعل الإهمال الممنهج للميناء وطرابلس من الحكومات المتعاقبة منذ التسيعينيّات”، بحسب بيان الافتتاح الذي نشره “رمّان”.

انتهى العرض الأوّل الذي بدأ عند السابعة والنصف. وفي الاستراحة قبل العرض الثاني، بدأت ترد رسائل ومنشورات إلى المنظّمين والمشاركين تحرّض على العرض ودعوات إلى التجمهر أمام المسرح لإلغائه. وما هي إلّا دقائق حتى بلغ عدد المحتجّين الغاضبين حوالي مائتين يتقدّمهم رئيس “هيئة العلماء المسلمين” في طرابلس الشيخ سالم الرافعي.

وتبيّن أنّ المتهجّمين على العرض تحرّكوا بفعل منشورات على صفحات طرابلسية ومجموعات على “واتساب” على رأسها “ديوان طرابلس الثقافي” على فيسبوك و”همسات” لبنانية، حرّضت على العرض والمنظّمين بناء على معلومات مغلوطة تضليلية بأنّه يتضمّن إساءة إلى الإسلام ويشارك فيه أشخاص سبق أن مسّوا بـ “المقدّسات الدينية” في عروضهم وهي أمور عارية عن الصحّة تمامًا، بتأكيد المنظمين وأشخاص شاهدوا العرض. وتمّ ذكر أسماء كوميديين ليسوا في لبنان أصلًا أو غير مشاركين أساسًا في العرض، في المنشورات التحريضية.  

يقول محمد التنّير إنّ “الجمهور في العرض الأوّل كان متنوّعًا وكان الجوّ جيّدًا والناس أحبّت العرض”، والاختيار وقع على “أوكوورد” “لأنّ لها جمهور واسع في طرابلس والدليل أنّ بطاقات العرضين بيعت جميعها”.

ويضيف أنّ عدد المتجمهرين بدأ بـ 15 ثمّ تصاعد سريعًا حتى بلغ حدود المائتين: “كان عددهم كبيرًا وقررنا إلغاء العرض لأنّه لو رفضنا كانوا سيدخلون ويكسّرون المحل، وخرجنا بمؤازرة من الدرك” من الباب الخلفي بعد أن حاصر المحتجّون المدخل الرئيسي. وهنا يلفت محمّد إلى أنّ القوى الأمنية قامت بدورها في حماية المؤدّين والمنظمين والجمهور وإخراجهم من الحارة.

يؤكّد محمد أنّ معظم من احتشدوا أمام المسرح لم يعرفوا على ماذا يعترضون، “قيل لهم إنّ هناك مسّا بالدين، فأتوا مسرعين، لم يتحقّق أيّ منهم من المنشورات التحريضية”. 

“الاعتراض على عروضنا أمر طبيعي، ولكن التهجّم والإلغاء ليسا كذلك”، يقول داني أبو جودة، مضيفًا “كان يمكن لنا أن نكمل العرض وأن يسجّلوا هم اعتراضهم بالتوازي، لماذا لا يحصل ذلك؟ لماذا العنف والتهديد؟”  

تضليل لاستثارة العصبية   

بمراجعة للمنشورات التحريضية التي انتشرت والمواقف التي صدرت عن المعترضين والمشايخ، يمكن رصد كميّة المعلومات المضلّلة التي كان واضحًا أنّ الهدف منها هو شدّ العصب الديني بهدف التجييش لوقف العرض. 

وقد بلغت الأكاذيب حدّ اتهام المقدّمين بأنّهم سبّوا الله واستهزَأوا بالدين وأنّ من شأن ذلك زعزعة الأمن، ف “ليس من الأمن أن تتركوا بعض الناس يسبّون دين الآخرين”، بحسب الرافعي الذي تولّى تحريك المتظاهرين… إن كانوا يريدون الاستهزاء بالدين فليستهزئوا بدينهم هم” (فيديو “همسات” بدءًا من الدقيقة 41). 

وادّعت صفحة “ديوان طرابلس الثقافي” أنّها تتابع نشاط “أوكوورد” قبل أن تضيف أنّ “مضمون عروضهم، كما هو موثّق ومُشاع” – و”مشاع” هنا سقط سهوًا على ما يبدو لتؤشّر فعلًا إلى أنّ الأمر محض شائعات – “يتضمّن سخريّة لاذعة من الثوابت الدينيّة، وتناولًا مبتذلًا لمواضيع تمسّ القيم الأخلاقيّة والعائليّة، بل وتصل في بعض الأحيان إلى التطاول على الذّات الإلهيّة والشعائر، كما حصل في مقاطع سابقة ظهرت فيها كل من شادن فقيه التي سخرت من الله جل جلاله وصلاة الجمعة، ونور حجار الذي استهزأ بآية الكرسي!!”

وطلبت الصفحة من “المعنيين من بلديات، وقوى أمنية، ومرجعيات دينية واجتماعية أن يتبيّنوا أنّ المحتوى يُسيْ للدين أو الأخلاق أو الفطرة السليمة” و”وقفه فورًا حفاظًا على ما تمثّله طرابلس من قيم”. وعدا عن أنّ الصفحة بدت على ثقة أنّ المحتوى مسيء، فهي لم تنتظر ردًّا من المعنيين قبل أن تدعو إلى التوجّه إلى موقع المسرح لمنع العرض.    

في صيدا حصل أمر مشابه. فقد انتشر فيديو يدّعي معدّوه أنّه إعلان لعرض “أوكوورد” يتضمّن لقطات مقتطعة من عروض لكوميديّين ليسوا أصلًا مشاركين في العرض، مع عبارة “هذه الحفنة من الساقطين والساقطات ستكون في ضيافة مسرح إشبيليا”. يقول الشريكان المؤسسان لـ “أوكوورد” إنّ الفيديو وصل إلى أعلى المراجع الدينية الإسلامية في المدينة وبدأت حملة تحريض كبيرة على المسرح والعرض إلى درجة اضطرّت إدارة المسرح إلى إلغائه لتفادي أيّ حوادث عنف.   

وكما في طرابلس، كانت بطاقات العرض الـ 500 مباعة بالكامل قبل أن يُتخذ القرار بإلغائه لسلامة الجمهور والمسرح. 

قلّة تدّعي التفوّق الأخلاقيّ

تقدّم مراجعة المنشورات التحريضية في طرابلس أيضًا إشارات على ادّعاء المحرّضين تفوّقًا أخلاقيًا حيث تضمّنت عبارات مثل: “طرابلس قلعة الأخلاق والعفّة والطهارة”، “منارة الفضيلة، العصيّة على كل محاولات التغريب والانحراف”. وهؤلاء “المتفوّقين أخلاقيًا” في مهمّة “نبيلة” لمواجهة “ساقطين” أخلاقيًا و”شاذين” و”أهل باطل” يريدون تقديم عرض يدنّس المقدّسات كما يصفونهم في المنشورات. 

ويدّعي هؤلاء تمثيل المدينة والدّفاع عنها: “نحن شباب طرابلس الغيّورين على أعراضنا ومدينتنا”، وطرابلس “مستهدفة هي وأبناؤها”، وما جرى “دليل حيّ على أنّ في هذه المدينة رجالًا لا يرضون المساس بدينهم وأخلاقهم، ولا أن تُداس قيمهم”.

ولكن الواقع أنّ هؤلاء يواجهون أبناء المدينة المعنيّين بها أيضًا، وهو ما أكّد عليه بيان مهرجان “رمّان” باسم “ستيريو كواليس”: “نحن أهل المدينة منحبّها ومنخاف عليها متل ما إنتو بتحبّوها وبتخافوا عليها وإنتو أهلنا اللي منتوقع منكم تحمونا مش تهجموا علينا”.  

وأبناء المدينة هؤلاء الذين أسّسوا “ستيريو كواليس” “ليسوا مسلوخين عن محيطهم ويراعون مجتمعهم. فالمشروع تأسّس أصلًا من أجل مجتمعنا ومحيطنا وقد بان ذلك يوم الحادثة إذ وقف الجيران معنا. نحن نفهم جيّدًا تركيبة مجتمعنا وبالتالي نحنا لا نقبل التعدّي على معتقدات الناس”، يقول محمد التنّير. 

كذلك مقدّمو الـ “ستاند آب” يستمدّون محتوى عروضهم من المجتمع، ومن بين أهداف هذا النوع من الكوميديا تقريب الناس من بعضها البعض من خلال تعريفهم على مختلف العقليّات والعادات ورواية قصص مختلف الشرائح الاجتماعية وبالتالي تعزيز التسامح وهو أيضًا عكس تمامًا ما فعله المعترضون وروّجوا له. 

ويؤكّد محمد أنّ المجموعة التي تهجّمت على المسرح “تمثل فئة صغيرة جدًا من الإسلاميين في طرابلس، ولا يشبهون المدينة التي نعمل على إبراز صورتها الحقيقيّة كمدينة منفتحة، متنوّعة كالجمهور الذي حضر العرض الأوّل”. ويعتبر أنّ الهدف ممّا جرى هو “تشويه صورة طرابلس التي نعمل على ترسيخها، وإعادتنا إلى الصفر في كل ما نفعله اليوم. يوم العرض ظهرت صورتهم هم وصاروا هم صورة طرابلس”.  

وبالنسبة إلى محمد، ليس لدى “ستيريو كواليس” سببٌ للخوف “لأننا نشتغل على احترام الفنان والجمهور والحارة، ومجتمعنا على رأس الأولويات”، ويروي أنّه حين طلب من مختصّ تركيب نظام أمني للمسرح قال له “حسب علاقتك بمجتمعك، إذا علاقتك جيدة به ركّب نظامًا بسيطًا أمّا إذا لم تكن كذلك، فنظام أكثر تعقيدًا”، وطبعًا اختار الأوّل. 

“أوكوورد” لن توقف عروضها بعد ما جرى في صيدا وطرابلس. فبرأي الشريكين المؤسسين “من عطّلوا عروضنا في صيدا وطرابلس ليسوا أهل صيدا وطرابلس. هم يمثّلون أنفسهم وهم قلّة. وطبعًا حقهم ألّا يعجبهم عرضنا ومن حقّهم أن يعترضوا ولكن ألّا يتهجّموا، مشكلتنا مع العنف، لماذا لا يتظاهرون بينما العرض مستمر، لماذا يفرضون وقف العرض كلّيًا، من نصّبهم أوصياء على الناس؟ نحن ضدّ العنف كي نتمكّن من إنتاج فن”. 

ويؤكّدان أنّهما سيحاولان العودة إلى طرابلس: “من رفضونا ليسوا أهل المدن. فاليوم لا تزال تردنا اتصالات من الكثير من الناس في طرابلس يعتذرون عمّا جرى ويؤكدون أنّ ما حصل لا يمثلهم ولا يمثّل المدينة. وأهل المنطقة كانوا معنا في المواجهة، وهم يرفضون الوصمة على طرابلس والإقبال كان كبيرًا على عروضنا”. 

ويعتبر الشريكان أنّ العودة ممكنة “بعد أن نوضّح للناس أنّ ما روّج عن العرض عارٍ عن الصحة، وأنّ عروضنا لا تروّج مضمونًا ضدّ الدين والكوميديّون الذين يشاركون في عروضنا هم أبناء وبنات المناطق والمضمون الذي نقدمّه يراعي الناس وليس استفزازيًا”. 

كرة ثلج تستهدف حرّية التعبير الثقافي

يقول بيان “رمّان” إنّ ما حصل يؤكّد “أهمية وجود مساحات قادرين نعبّر فيها بشكل نقدي وبنّاء مع احترام كل اختلافاتنا”، وهنا إشارة واضحة إلى ما يخيف المحرّضين ودعاة الإلغاء. والمساحات هنا ليست “ستيريو كواليس” فقط بل أيضًا “أوكوورد” والـ “ستاند آب” الذي تقدّمه، فهي تعرّف عن نفسها أيضًا بأنّها مساحة الهدف منها “إحداث تغيير في مشهد الكوميديا من خلال حرية التعبير، كوميديا تنشر الوعي الاجتماعي، وتوسّع الحدود القائمة، وتعزّز التغيير”. إنّها حرية التعبير مجددًا، الغصّة في حلق هؤلاء لذلك يريدون تحجيمها.

ويرصد التنّير ازديادًا للتهجّم على الثقافة والفنّ بشكل عام: من ستيريو كواليس في طرابلس وإشبيليا في صيدا، مرورًا بما جرى مع حنان حاج علي في صيدا أيضًا وصولًا إلى مهرجان كابريوليه للأفلام الذي منع في عاصمة الشمال. 

ويتابع أنّ قرار المسرح عدم رفع دعوى قضائية يعود إلى أنّه يرى ما جرى قضية رأي عامّ مرتبطة بما تمثّله كل الحوادث الآنفة الذكر من استهداف لحرية التعبير الثقافي. ويخشى من تأثير كرة الثلج على المشهد الثقافي إذا استمرّ التهجّم الذي يصل دائمًا إلى المنع وإذا لم تتدخّل السلطة بجميع تفرّعاتها بدءًا من وزارة الثقافة مرورًا بالأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية والمرجعيات الدينية لمحاسبة المسؤولين عن التحريض واتخاذ إجراءات حازمة لمنع تكرار الحادثة. “سهل ينعرفوا المتعديين، والمحرّضين، ما حدا منهم كان مستحي. يا بدّك تبني دولة قانون تحمي الثقافة والفن، يا رح نضلّ دويلات”.

يقول داني أبو جودة بدوره إنّ “أوكوورد هي مساحة للستاند آب والستاند آب أساسه حرّية التعبير وبدونها لا يكون. وهي مساحة للكل ليأتوا ويشاركوا قصصهم وحتى أصحاب الأفكار التي قد نراها متطرفة مدعوون للمشاركة. وعلينا أن نعمل أكثر على توضيح ما هو الستاند آب خصوصًا في المناطق لأنّ هناك بالتأكيد مفاهيم خاطئة عنه. وأحد أهداف ‘جولة بلبنان’ كان أن نجذب المزيد من الناس لكي يقدّموا ستاند آب، ويحكوا قصصهم وقصص مناطقهم وناسها”. 

ويعتبر أنّ الأولوية الآن هي حماية الثقافة وحرية التعبير الثقافي من خلال حماية الفعاليات وقطع الطريق على منعها، من خلال تضافر جهود كلّ المعنيين بدءًا من وزارة الثقافة والأجهزة الأمنية. ودعا إلى جبهة ثقافية فنية لوضع مقاربة موحّدة لمواجهة المنع. 

انشر المقال

متوفر من خلال:

حريات ، لبنان ، مقالات



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني