تونس تتدخل لوقف إعدام مواطن تونسي في قطر


2021-02-26    |   

تونس تتدخل لوقف إعدام مواطن تونسي في قطر

بتاريخ 24-02-2021، وفي اتصال هاتفي له مع إذاعة جوهرة آف آم، أكّد المواطن التونسي فخري الأندلسي أن إدارة السجن أعلمتْه أن حكم الإعدام الذي صدر في حقّه سينفذ في اليوم الموالي[1]. ورجا من استمعوا له بأن يشاركوا في وقفة احتجاجية ستنظمها أسرته أمام السفارة القطرية بتونس، على أمل أن يؤدّي ذلك لمعاودة النظر في قضيته وتمكينه من إثبات براءته من تهمة الضلوع في اعتداء إرهابي التي تلاحقه والتي يتمسك بإنكارها.

بعد ساعات من استغاثة فخري، صدر بيان عن رئاسة الجمهورية التونسية كشف أن الرئيس قيس سعيد اتصل بأمير قطر تميم آل ثاني وتلقى تعهدا منه “بتأجيل تنفيذ الإعدام ليوم 01-05-2021 على أن يتم في الأثناء العمل على استبداله بعقوبة بديلة”. يستفاد من ذلك ووفقا لقانون العقوبات القطري أن جهودا ستبذل لعرض الدية على أهل الشرطي الذي يُتهم فخري بقتله بما سيؤول لغلق ملف إعدامه نهائيا ويسمح تاليا بعودته لتونس. هذا التدخّل السريع الذي يُعدّ نجاحاً هامّاً للرئيس التونسي يطرح السؤال حول امكانية تطور موقفه المعلن من قبل من عقوبة الإعدام.

خطاب سعيد حول الإعدام: هل هو المنعطف؟

خلال حملته الانتخابية ومن بعدها، تمسّك سعيد بالإعدام كعقوبة وقدّم وعودا بتنفيذها في حق المحكوم عليهم. كما برر في عديد تدخلاته تفشي الجريمة بتعليق تنفيذ هذه العقوبة. وقد دفع موقفه المحافظ هذا لخشية من تراجع تونس عن التعهّد بإيقاف تنفيذ هذه العقوبة الذي استمر لثلاثين عاما كاملة.

سنة بعد تسلمه المنصب الرئاسي، قلّل عدم إمضاء الرئيس لأوامر تنفيذ عقوبة الإعدام رغم أهمية عدد الأحكام القضائية الباتة التي صدرت بها من المخاوف من أثر موقفه على سياسة الدولة في المجال. كما أشّرت مصادقة تونس بتاريخ 16-12-2020 على قرار الأمم المتحدة وقف تنفيذ تلك العقوبة على تباين بين الأداء المؤسساتي للرئيس الذي ظلّ ملتزما بتعهدات تونس حيال الخارج وما صدر عنه من مواقف تناقضها في الداخل. وفي هذا السياق، قد تكون المعارضة المعلنة له لتنفيذ الإعدام في حق فخري بقطر مؤشرا على بداية نهاية الانفصام بين الأداء والخطاب في اتجاه يؤول لطي كامل لصفحة التهديد بتنفيذ العقوبة ويفتح آفاقا لمراجعة النظام العقابي التونسي في اتجاه إلغاء هذه العقوبة. ما يعزز هذا الأمر هو التعاطف الداخلي الكبير مع الأندلسي تبعا لنداء الاستغاثة الذي أطلقه، دون التفات لما ينسب له من جرم.

 

 

  1. للاستماع للاتصال الهاتفي يرجى الضغط هنا

 

انشر المقال

متوفر من خلال:

الحق في الحياة ، محاكمة عادلة وتعذيب ، تونس ، بلدان عربية أخرى ، احتجاز وتعذيب ، محاكمة عادلة



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني