العلم الفلسطيني على أحد أبنية الجامعة اللبنانية الأميركية
لبّى طلّاب الجامعات في مختلف المناطق اللبنانية الدعوات للتظاهر اليوم دعمًا لغزة ومواكبة للتظاهرات الطلابية في الخارج لا سيّما في الولايات المتحدة وفرنسا. حمل الطلاب أعلام فلسطين، وضعوا الكوفية الفلسطينية على أكتافهم وصدحت أصواتهم بالهتاف لغزة وفلسطين. رفع الطلّاب في مختلف الجامعات مطلب وقف الإبادة ومحاسبة الكيان الإسرائيلي عن المجازر في حق الفلسطينيين ومقاطعة الجامعات لأي شركات داعمة لإسرائيل. وفي الجامعة اللبنانية أبرز الطلاب، مطلب توفير شروط الإنتاج العلمي بما يخدم حاجة المجتمع وتطورّه اقتصاديًا واجتماعيًا للتحرّر من التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية للدول الداعمة للكيان الإسرائيلي.
ودعا طلّاب الجامعة الأميركية في بيروت إدارتهم إلى الشفافية الكاملة بخصوص توزيع الرسوم الدراسية والاستثمارات المالية وإلى إنهاء أي نوع من العلاقات مع الشركات والمؤسّسات المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي. كذلك طالب زملاؤهم في الجامعة الأميركية اللبنانية جامعتهم بالشفافية لضمان عدم دعم مواردها للكيان الإسرائيلي بأي طريقة، والتقيّد باستراتيجية المقاطعة وسحب الاستثمارات، من خلال قطع العلاقات مع الشركات والمؤسسات التي تدعم الاحتلال.
وشهدت الجامعات الأخرى منها هايكازيان وجامعة بيروت العربية والجامعة اللبنانية الدولية وجامعة الروح القدس – الكسليك وجامعة القديس يوسف، تحرّكات موازية.
الجامعة الأميركية في بيروت والأميركية اللبنانية
كان الحشد الأكبر في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية. ففي الأولى احتشد الطلاب داخل حرم الجامعة وآزرهم في الخارج عدد من الناشطين والناشطات، وخرج الطلاب لاحقًا حاملين علمًا فلسطينيًا كبيرًا وساروا في تظاهرة على طول شارع بلس وهم يهتفون لفلسطين وغزة.
ورفع طلاب الأميركية مطلبين رئيسيّين هما، الإفصاح المالي أي الشفافية الكاملة بخصوص توزيع الرسوم الدراسية والاستثمارات المالية، والمقاطعة وسحب الاستثمار أي إنهاء أي نوع من العلاقات مع الشركات والمؤسسات المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحوا أنّ المطلب الثاني يتحقق عبر مقاطعة شركة HP، وهي شركة تُوفّر التكنولوجيا للاحتلال لاستهداف الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بحقه. وإنهاء العقود أو الاتفاقيات أو الرعايات مع أية شركة مدرجة في قائمة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) وإزالة جميع منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني من الحرم الجامعي.
في الجامعة اللبنانية الأميركية – فرع بيروت تظاهر الطلاب داخل الحرم الجامعي وأنزلوا علمًا فلسطينيًا ضخمًا من سطح أحد مباني الجامعة وهم يهتفون “بالرّوح بالدم نفديكِ يا فلسطين”.
وفي المطالب أيضًا برزت الشفافية في استخدام رسوم الدراسة والاستثمارات المالية لضمان عدم دعم مواردها للكيان الإسرائيلي بأي طريقة والتقيّد باستراتيجية المقاطعة وسحب الاستثمارات، من خلال قطع العلاقات مع الشركات والمؤسسات التي تدعم الاحتلال.
تصف عناية، وهي طالبة في الجامعة الأميركية في بيروت التحرّك بأنّه جيّد، ومطالبه واضحة، لا سيّما مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال أو التي لديها استثمارات مرتبطة به، مشدّدة على أنّ “تحرّك الطلاب وتنظيم أنفسهم من أجل عمل سياسي هدفه تفكيك المشروع الصهيوني أمر مهمّ جدًا، فالمقاطعة والمقاومة هي أدوات لها هدف محدّد: دولة ديمقراطية فلسطينية واحدة، كطرح بديل للمشروع الصهيوني، بهدف تفكيكه. ومطلب دولة ديمقراطية فلسطينية واحدة من النهر إلى البحر هو الطرح التاريخي لفلسطين الذي تمّ تحييده في أوسلو”. وتشدّد عناية على أنّ “ما حصل اليوم هو خطوة أساسية ومهمة للضغط لنوصل رسالة أنّ المبادرة يجب أن تصدر من هنا، طبعًا التحرك متأثر بما يحصل في أميركا، لكن المبادرة يجب أن تخرج من شباب وشابات هذه المنطقة التي يحصل عليها كل هذا العدوان”.
يحيى جمال، طالب فلسطيني في الجامعة اللبنانية الأميركية يقول لـ “المفكرة”: “تحرّكنا هو واجب وطني ويجب أن يكون التحرّك نصرة لفلسطين وقضايانا المحقّة هو نمط حياتنا. فواجبنا كطلّاب أن نفعّل توعية المجتمع بالقضية، فإن لم نكن قادرين على تقدمة دمنا وأرواحنا، فواجبنا أن نحكي وأن نتضامن وأن نرفع صوتنا وأن نوعّي البيئة التي نتواجد فيها”. ويضيف: “الطلاب هنا يتحرّكون لبنانيين وفلسطينيين لأننا نشترك بنفس الحرقة وبنفس الحماسة”.
اللبنانية: تحرّك خجول ومطالب واضحة
كانت المشاركة في تحرّك الجامعة اللبنانية – مجمّع الحدث خجولة ربّما لأن مطالب المقاطعة وسحب الاستثمارات لا تنطبق عليها. إلّا أنّه كان بارزًا تشديد الطلاب في بيانهم وفي مداخلاتهم على مطلب توفير شروط الإنتاج العلمي بما يخدم حاجة المجتمع وتطورّه اقتصاديًا واجتماعيًا للتحرّر من التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية للدول الداعمة للكيان الإسرائيلي.
وطالب الطلاب الذين انضمّ إليهم عدد من الأساتذة بالوقف الفوري للإبادة في غزة وللاعتداءات الإسرائيلية في جنوب لبنان. كما طالبوا بقطع الارتباط مع كل الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي وسحب المنتجات المدرجة ضمن قوائم حملة المقاطعة من كلّ الجامعات، فضلًا عن تفكيك المشروع الصهيوني ومحاسبة مجرميه وإنهاء الاحتلال وعودة الأرض ومواردها للشعب الفلسطيني.
يشرح خضر أنور، وهو طالب في الجامعة اللبنانية وعضو في الاتحاد الطلابي العام، أنّ التحرّك اليوم تمّ بالتنسيق بين الأطر الطلابيّة، هذا التنسيق كان هدفه تحديد الوجهة السياسية المشتركة كي لا تصبح مجرّد تحركات تضامنية. وقد تمّ الاتفاق على إصدار بيان مشترك، إضافة إلى المطالب التي تختلف من جامعة إلى أخرى بحكم ظروف كلّ منها”.
يتابع أنور أنّ فحوى الخطاب السياسي التحرّري الطلابي اليوم هو: 1- وقف الإبادة في غزة والعدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني، 2- تفكيك الكيان الصهيوني وإعادة الحق وموارد المجتمع إلى الشعب الأصل – الشعب الفلسطيني، 3- أن يكون لدينا إنتاج علمي قادر على أن يكون لديه دور داخل المجتمع وأن يلبّي طموحات المجتمع وتطلّعاته، من أجل تحرّر سياسي واقتصادي وثقافي، 4- مقاطعة الشركات في داخل المجتمع وليس فقط داخل الجامعات.
ويعتبر أنور أنّ “الأمل هو أن يكون في لبنان وفي سائر الدول، تحرّك ينطلق من الطلاب لكنّه يتعمّق أكثر نحو ثورة اجتماعية تضرب بنية الأنظمة وبنية الاستعمار وتحتشد في وجه العدو الصهيوني”.
ويشير إلى أنّ “10 جامعات شاركت اليوم في التحرّك وأصدرت بيانًا مشتركًا، كما صدر بيان مشترك مع طلاب جامعة كاليفورنيا، وقعه الاتحاد الطلابي العام ممثلًا كلّ الطلاب حتى غير الموجودين فيه، من أجل تأسيس جامعة شعبية لغزة، ولكيفية رؤية الصراع، ومن أجل تواصل وتشبيك أكبر”.
ويؤكّد الطلاب الذين تحدثت إليهم “المفكرة” عدم وجود ضغوطات عليهم، “لكننا نتوقعها” بحسب تعبير خضر أنور.
تحرّكات في جامعات وفروع أخرى
شهدت جامعات أخرى تحرّكات اليوم في إطار التحرّك المشترك، حيث تظاهر الطلاب في جامعة بيروت العربية وهتفوا لغزة وغنّوا الأناشيد. وطالبوا بالتضامن مع الحراك الطلابي العالمي وما يحدث في الجامعات الأميركية من أحداث وصرخات لدعم صمود أهلنا في فلسطين، وطالبوا الجامعة بكل فروعها بسحب المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني الغاصب والتعهّد بعدم إدخال المنتجات الداعمة مجددًا والاستغناء الكامل عنها وليس مقاطعة مرحلية فقط”. كما أعلن الطلاب عن بدء جمع التبرّعات ضمن ركن خيري ثان لمساندة أهلنا في غزة.
وفي جامعة هايكازيان تقول الطالبة نجاح إدريس، إنّه “الصورة الأكبر، نحن جزء من حراك طلابي عالمي أكبر، من أجل فلسطين، وموقف تضامني عام”، لافتة إلى أنّ التفاعل كان إيجابيًا “لكن التحدّي هنا هو أنّ كثر يدعمون لكن لا يشاركون على الأرض”. وتسرد نجاح المطالب: “1- مقاطعة كلّ المنتجات الداعمة للاحتلال 2- عدم استضافة أي من مؤيدي السردية الإسرائيلية في جامعتنا كما حصل حينما ضغطنا من أجل إلغاء ندوة مع السفير الألماني، 3- أن نتحدّث أكثر في صفوفنا عن القضية الفلسطينية وبسردية عادلة لفلسطين”.
في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، علّق الطلاب صورة عن البيان المشترك للجامعات وطالبوا بإنهاء العقود أو الاتفاقيات أو الرعايات (خاصّة للمناسبات) مع أية شركة مدرجة في قائمة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) وإزالة جميع منتجات الشركات الداعمة لكيان الإبادة الجماعية من الحرم الجامعي. وبرز في المطالب “إنهاء القمع الممنهج والتعسّفي لأيّ حق في المدافعة عن القضية الفلسطينية المحقّة و/أو منع أي شعار متعلّق بهذه القضية في كافّة الحرمات الجامعية بحجّة منع تواجد أي طابع سياسي للجامعة”.
في جامعة الروح القدس الكسليك – فرع جونية، دعا الطلاب إلى إزالة جميع اتفاقيات الشراكة مع شركة AXA التي ترعى حاليًا معرض الوظائف في الجامعة (تعتبر AXA هدفًا رئيسيًا لحملة المقاطعة لأنّها تستثمر في المستوطنات والأسلحة الصهيونية)، فضلًا عن إنهاء العقود أو الاتفاقيات أو الرعايات (بخاصّة للمناسبات) مع أية شركة مدرجة في قائمة حركة مقاطعة إسرائيل. أما في الجامعة اللبنانية الدولية – فرعا بيروت والبقاع فطالب المشاركون الجامعة بإنهاء عقودها مع cisco huawei oracle والسماح بوجود تحرّكات سياسية حرّة بالجامعة وحفظ ذكرى شهداء الجامعة وتكريم الشهيد عصام عبدالله و الشهيدة أماني برجاوي.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.