اعتصم أهالي واًصدقاء الموقوفين في ملف حادثة تكسير "استراحة صور" وإحراقها أمام قصر العدل في صيدا بعد أن تبلّغوا قرار تأجيل محاكمة أبنائهم حتى الخميس المقبل. وأثار هذا القرار غضب الأهالي الذين اعتبروا توقيف أبنائهم "ظالماً" في غياب أي دليل يثبت مشاركة العديد منهم في هذه الحادثة. وأشار غالبية الأهالي في تصريحات لـ"المفكرة" إلى أن المذنبين فعلاً تم الإفراج عنهم بقوّة "الواسطة"، أما من بقي فهم الأشخاص "غير المنتمين للأحزاب ومن لا ظهر لهم"، وفق والدة أحد الموقوفين.
لا دليل يثبت الإتهام
تحدّث الأهالي خلال الاعتصام عن غياب أي دليل يثبت مشاركة أولادهم في هذه الحادثة. ويقول أحد المعتصمين إنّ "عدداً كبيراً من الأشخاص كان موجوداً داخل الاستراحة ولم يشارك الجميع في التخريب والسرقة. في الواقع، قام الطابور الخامس بهذه الأفعال وهؤلاء تم الإفراج عنهم بقوة الواسطة".
ويضيف معتصم آخر: "قال المحققون لزوج أختي أنهم يملكون فيديو له وهو يشارك في التكسير، ولكن أين هو الفيديو؟ لم نره حتى الآن. إذا كان هناك دليل سنعود إلى منازلنا ولكن حتى الآن فإن التوقيف ظالم بحق عديلي".
وتشير زوجة موقوف آخر: "اتّصلوا بزوجي من مخفر في المنطقة واستدعوه ليجيب على بعض الأسئلة. بعد ذلك لم نسمع عنه أي شيء لمدة 6 أيام".
الفقر يجمع الموقوفين
إذا كانت هذه القضية جمعت الموقوفين الـ17 في غرفة محاكمة واحدة فإن ظروفهم جمعتهم تحت خط الفقر، إذ بدا واضحاً من خلال حديث الأهالي أن الموقوفين، ومن بينهم قُصّر، يعيشون تحدّيات معيشيّة بشكلٍ يومي.
تقول والدة أحد الموقوفين ويبلغ من العمر 17 سنة إنه "مصاب منذ طفولته بجرثومة وهو يحتاج إلى عناية صحّية بشكل دائم الأمر الذي أجبرنا على إنفاق كل ما نملك على طبابته". وتضيف "يدرس ابني في المعهد ويعمل لدى حلّاق مقابل 9 آلاف ليرة في اليوم فقط".
ويعمل موقوف آخر كبائع خضار متجوّل بشكل يومي ليؤمن مصروف أسرته وأمه العاجزة وإيجار شقّته، وبالتالي فأسرته الآن تعيش في ظروف مادية صعبة لأن لا معيل لها. ويقول أصدقاؤه إنهم يعملون على جمع الأموال من بعض المتبرعين من أجل تسديد إيجار شقته.
التأجيل يستفز الأهالي
احتجّ الأهالي على تأجيل المحاكمة معتبرين أنّ هذه مماطلة تهدف إلى وضع المتهمين في ظروف صعبة. وتقول زوجة أحد الموقوفين "أجّلوا الجلسة ليمرمطوهم. ينامون على الأرض من دون فراش. هم ليسوا مجرمين لكي يضعوهم في ظروف قاسية كهذه". ويقول شقيق موقوف آخر: "يضعون 17 موقوفاً في غرفة صغيرة. سمعناهم يصرخون من الحر في السيارة التي أتوا بهم فيها إلى هنا. أما ظروف التوقيف فليست أفضل".
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.