باسم مجموعات الحراك المدني، جئنا اليوم نتضامن مع أهالينا في الناعمة وعبيه وعرمون وعين دارفيل وبعورتة. فأنتم تحملتم وحدكم آثار المعالجة الفاسدة والسيّئة لنفايات الوطن طوال 17 سنة، وتلوّث هواؤكم بشكل غير مسبوق، وتُركتم تجابهون وحدكم هذه الآثار من دون أيّ مدافع، وكل ذلك لأن ثمة من أراد أن يحول النفايات الى مناسبة لتحقيق الغنائم. نعم، أنتم اكتويتم بالتلوّث والجراثيم طوال 17 سنة، لا لسبب الا لأن حفنة من الناس أرادوا أن يصنعوا ثروات، أن يحصدوا الغنائم على حساب مواطنيهم وعلى حساب بيئة الوطن.. وهذا ما اعترفوا به مؤخرا: أقروا بالفم الملآن أن الفساد ساد التعاطي مع هذا الملف طوال عشرين سنة.. ما لم يقولوه، ما لم يقروا به بعد هو: أنهم جمعوا هذه الثروات على حسابكم، على حساب صحتكم وصحة أبنائكم.

فمن سنة ونصف انتفضتم.. ومجددا اليوم، تنتفضون. ومن واجبنا طبعا أن ننتفض وأن نتضامن معكم بالكامل.. أن نتضامن معكم لأنّ المطمر ليس قدراً ولأنّ معالجة النفايات في لبنان (وهي نفايات بسيطة 60% منها عضوية) يمكن أن تتمّ من خلال الفرز وإعادة التدوير من دون أيّ مطامر، فلماذا اعادة فتح المطمر في الناعمة؟ ولماذا المطمر غدا في عكار وهنا وهنالك؟، نتضامن لأنّكم حملتم وزر نفاياتنا جميعا طوال 17 سنة خلافا لمبدأ المساواة بين المواطنين الذي يكفله الدستور، ولأن من حقكم أن تعلنوا أنه لم يعد بامكانكم أن تتحملوا أكثر، أن تقولوا: “لا”، أن لا تصدّقوا النظام الذي ضحّى بكم على مدى سنوات طوال،   

لا للمطامر والمكبات، لا للمحارق، ولا لردم البحر بالنفايات، هذا الشعار ورد في أكثر من بيان للحراك،

لا للابتزاز. لا لمقايضة الإنماء بالنفايات التي ترمى في المناطق الفقيرة،

لا لإعادة فتح مطمر الناعمة ولو لساعة واحدة. هذا ما قلناه ونقوله. وهذا ما سنردده معا يوم الأحد في ساحة النجمة.

كلمة أخيرة: أيها السياسيون، أعلنوا حال الطوارئ لمعالجة ما صنعته أياديكم وفق قانون الدفاع المدني، لموا الزبالة من الطرقات فورا، شغلوا معامل الفرز بكامل طاقتها.

نعم لبيئة سليمة نظيفة صحية ينعم فيها جميع المواطنين وأبناؤهم، لبيئة تُورّث من جيل الى جيل. فلنبن معا الدولة التي نستحق.