انتخاب أول مجلس وطني للصحافة بالمغرب وسط خلافات حول تشكيلته


2018-08-02    |   

انتخاب أول مجلس وطني للصحافة بالمغرب وسط خلافات حول تشكيلته

المجلس الوطني للصحافة بالمغرب هو هيئة مهنية ناظمة للصحافة منظمة بالقانون رقم 90.13  المتعلق باحداث المجلس الوطني للصحافة [1] والذي حددت المادة الأولى من نفس القانون اختصاصها في “الحرص على صيانة المبادئ التي يقوم عليها شرف المهنة، وعلى التقيد بميثاق أخلاقيات المهنة والقوانين والأنظمة المتعلقة بمزاولتها، والسهر بوجه خاص على:

 – ضمان وحماية حق المواطن في إعلام متعدد حر ومسؤول ومهني،

 – ضمان الحق لكل صحافي في الإعلام والتعليق أو النشر مع احترام مبادئ وأخلاقيات المهنة،

– تطوير حرية الصحافة والنشر والعمل على الارتقاء بالقطاع،

– تطوير الحكامة الذاتية لقطاع الصحافة والنشر بكيفية مستقلة وعلى أسس ديمقراطية” .

كما أضافت المادة الثانية من نفس القانون اختصاصات أخرى، منها وضع المجلس لمدونة لأخلاقيات مهنة الصحافة والتحكيم بين المهنيين من مؤسسات صحفية وناشرين وبين هؤلاء والأغيار والنظر في القضايا التأديبية ومنح بطاقة مهنة الصحافة وإبداء الرأي في القوانين التي تهم مهنة الصحافة والنشر.

وبعد صدور القانون المنظم للمجلس الوطني للصحافة، جرت انتخابات لاختيار أعضائه المنتخبين أشرفت عليها لجنة منصوص عليها في المادة 54 من القانون المذكور برئاسة قاض من محكمة النقض فيما تكلفت كل هيئة عضو بالمجلس باقتراح تمثيليته المحددة في القانون.

ويتألف المجلس الوطني للصحافة  حسب نص المادة 04 من القانون رقم 90.13 من 21 عضوا موزعين على 7 أعضاء ينتخبهم الصحافيون المهنيون من بينهم مع مراعاة تمثيلية مختلف أصناف الصحافة والإعلام، و7 أعضاء ينتخبهم ناشرو الصحف من بينهم، إضافة إلى سبعة أعضاء آخرين وهم ممثل عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وممثل عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وممثل عن المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وممثل عن جمعية هيئات المحامين بالمغرب، وممثل عن اتحاد كتاب المغرب، وناشر سابق تعينه هيئة الناشرين الأكثر تمثيلية، وصحافي شرفي تعينه نقابة الصحافيين الأكثر تمثيلية.

وفيما جرت الحملة الانتخابية بنظام اللائحة وجرى تقديم برامج مرفوقة بهذه اللوائح وبعيد يوم الاقتراع انسحبت لائحتان من السباق الانتخابي احتجاجا على ما أسمته ب “تصرفات تجعل من نتائج الإنتخابات أمرا محسوما قبل انطلاقها”[2] وبعد الاعلان عن النتائج[3]، أعلن أحد الأعضاء المعينين من طرف فيدرالية الناشرين استقالته من المجلس الوطني للصحافة، وهو أيضا ناشر جريدة مغربية مشهور. وقد برر استقالته ب: “الجو الذي خيم على مشهدنا الصحافي، منذ انطلاق المراحل العملية لتشكيل المجلس، والذي لم يزد سوى تكدرا وتعكرا وتعفنا، هذا الجو، وأسفاه، كرس الصورة السلبية التي كونتها عن الصحافة المغربية فئات واسعة من المواطنين، ويهدد بتجريد المجلس من المصداقية ومن السلطة المعنوية، حتى قبل تنصيبه”[4].

ورغم هذه الاستقالة فإن اللجنة المشرفة علي الانتخابات وتشكيل هياكل المجلس قد راسلت  الفيدرالية المغربية للناشرين وفق مصادر إعلامية ومنحتها أجلا من أجل تعويض العضو المستقيل والممثل لها ولا يعرف ما إذا كانت سوف تستجيب لهذه المهلة أم لا على اعتبار أن المكتب التنفيذي للفيدرالية كان قد زكى ما ورد في أسباب استقالة ممثله وهو ما ينبأ ببداية متعثرة لهذا المجلس الذي راهن عليه الجسم الصحافي والإعلامي للنهوض بمهنته.

 


[1] – يمكن الاطلاع على هذا القانون في موقع الأمانة العامة للحكومة المغربية على الرابط الآتي:

http://www.sgg.gov.ma/BO/AR/2016/BO_6454_AR.pdf

[3] – للاطلاع على النتائج يراجع موقع القناة الثانية المغربية على الرابط الآتي: نتائج انتخابات أعضاء المجلس الوطني للصحافة

انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، حريات عامة والوصول الى المعلومات ، المغرب



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني