القاضي يتهم قوى أمنية بالتواطؤ: هل أضحت استباحة المحكمة أمرا ثانويا؟


2011-08-31    |   

القاضي يتهم قوى أمنية بالتواطؤ: هل أضحت استباحة المحكمة أمرا ثانويا؟

 
في 14-7-2011، أصدر القاضي المنفرد الجزائي في صور (القاضي بلال بدر) قرارا برد الاعتراض المقدم ضد حكم سابق له ضد شخص ارتكب جنحة خلال احدى الجلسات. وكان المحكوم عليه قد نهر الشرطي الذي طلب منه لزوم الهدوء داخل المحكمة بالعبارات الآتية: "شو خصك فيي يا حيوان… عم تتبلى علي… وبدي ادحشلك البرودي بي طيزك…. بدي كسرلك راسك …. وأنا بفرجيك…. وهذا العسكري لازمو تكسير راس".
ومن أبرز ما جاء فيه الحيثية الآتية: "وحيث إن ما اقترفه المعترض داخل قاعة المحكمة وخلال سير الجلسات، يؤشر بشكل واضح الى استهتاره ولامبالاته بحرمة المكان ومن فيه، كما أن إرساله أحد الاشخاص لتهديد رجل الأمن المولج بحماية المحكمة، يدلل على تجرئه واستقوائه على رجال الضابطة العدلية، فضلاً عن أن حضوره بالذات ووقوفه بالقرب من المحكمة على مرأى من دورية المؤازرة، مستفيداً من تواطؤ ما حال دون توقيفه، ييرهن عن تحدٍ سافر للقانون..". ليخلص الحكم الى ادانته والحكم عليه بعقوبة ستة أشهر، رافضة منحه أي أسباب تخفيفية.
وما يستدل من الحكم أن القوى الأمنية عجزت عن القبض على المحكوم عليه عند ارتكابه مخالفته الأولى داخل المحكمة فتركته يفر بعدما خلع سترته، وأن رجال الدورية المكلفة بمؤازرة المحكمة امتنعوا عن تنفيذ مذكرة التوقيف بحقه، على الرغم من معرفتهم الشخصية به، حين عاد ليحدث جلبة على باب المحكمة في احدى جلساتها، من باب التحدي والاستقواء. بقي أن أيا من أعضاء هذه الدورية لم يحاسب أو يساءل وكأن غض الطرف عن استباحة المحكمة أمر ثانوي.

انشر المقال

متوفر من خلال:

غير مصنف



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني